الانفجار الكوني «الأسطع على الإطلاق» يُعمّق الحيرة حول أصل الذهبhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4963451-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%81%D8%AC%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B7%D8%B9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-%D9%8A%D9%8F%D8%B9%D9%85%D9%91%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A3%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8
الانفجار الكوني «الأسطع على الإطلاق» يُعمّق الحيرة حول أصل الذهب
استمرَّ 7 دقائق بقوّة أغرقت الأجهزة التي اكتشفته
الكون مذهل ومفاجئ (شاترستوك)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
الانفجار الكوني «الأسطع على الإطلاق» يُعمّق الحيرة حول أصل الذهب
الكون مذهل ومفاجئ (شاترستوك)
اكتشف باحثون سبب أكثر الانفجارات سطوعاً على الإطلاق، وخلال رحلتهم صادفهم لغز أكثر تعقيداً يثير تساؤلات حول مصدر العناصر الثقيلة على كوكبنا مثل الذهب.تنقل «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) قولهم إنّ انفجار الضوء الذي رُصد عام 2022 كان يحوي نجماً متفجّراً داخله، لكنه لم يكن كافياً ليُضيء بهذا السطوع. وتقول نظريتهم الحالية إنّ بعض النجوم المتفجّرة المعروفة باسم «المستعرات العظمى» قد تنتج أيضاً العناصر الثقيلة في الكون، مثل الذهب والبلاتين. لكن الفريق لم يعثر على أي منها، مما يطرح السؤال حول كيفية إنتاج المعادن النفيسة. وقالت الأستاذة في «جامعة إدنبرة» كاترين هيمانز إنّ نتائج كهذه تساعد في دفع العلم إلى الأمام. وأضافت: «الكون مذهل ومفاجئ، وأحبُّ طريقة إلقائه هذه الألغاز علينا».
رُصِد الانفجار بواسطة التلسكوبات في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، وانطلق من مجرّة تبعد 2.4 مليار سنة ضوئية، حيث ينبعث ضوء عبر جميع التردّدات. لكنه كان شديداً خصوصاً من خلال أشعة «غاما»، التي تُعدّ شكلاً أكثر اختراقاً من أشكال الأشعة السينية. استمرَّ انفجار أشعة «غاما» لـ7 دقائق، وكان بالغ القوّة حدّ خروجه على النطاق وإغراقه الأجهزة التي اكتشفته. كما كان أكثر سطوعاً بـ100 مرّة من أي شيء سُجِّل من قبل، مما أكسبه صفة «الانفجار الأسطع على الإطلاق». ولشدّة السطوع، أبهر تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي التابع لـ«ناسا»، الذي شكَّل دخوله حيّز العمل ضربة حظّ بالنسبة إلى العلماء الراغبين في دراسة هذه الظاهرة، إذ من المقدَّر حدوث مثل هذه الانفجارات القوية مرّة كل 10 الآف عام. مع خفوت الضوء، تأكدت إحدى أدوات «جيمس ويب» من وجود انفجار مستعر أعظم بالفعل، لكنه لم يكن قوياً بحجم التوقّعات، فلماذا كان انفجار أشعة «غاما» الأعظم؟ يشاء الدكتور بيتر بلانشارد، من «جامعة نورث وسترن» في إلينوي بالولايات المتحدة، اكتشاف اللغز، ويعتزم حجز مزيد من الوقت على «جيمس ويب» للتحقيق في بقايا مستعرات عظمى أخرى.
في السياق عينه، قال الدكتور تانموي لاسكار من «جامعة يوتاه» إنّ قوة الانفجار «الأسطع على الإطلاق» قد تُفسَّر من خلال طريقة رشّ تيارات من المواد النفاثة، كما يحدُث عادة أثناء المستعرات العظمى. وإذا كانت هذه النفاثات ضيّقة، فستنتج شعاعاً من الضوء أكثر تركيزاً، وبالتالي أكثر سطوعاً. وتابع: «إنه مثل تركيز شعاع مصباح يدوي في عمود ضيّق، على عكس الشعاع العريض الذي يمرّ عبر جدار كامل. في الواقع، كانت هذه واحدة من أضيق النفاثات التي شوهدت حتى الآن لانفجار أشعة (غاما)، مما يعطي لمحة حول سبب ظهور وميض الانفجار بهذا السطوع».
ماذا عن الذهب المفقود؟ تقول إحدى النظريات إنّ طريقة تكوين العناصر الثقيلة، مثل الذهب والبلاتين والرصاص واليورانيوم، قد تكون من خلال الظروف القاسية التي تتشكل في أثناء المستعر الأعظم. تنتشر هذه العناصر عبر المجرّة، وتُستخدم في تكوين الكواكب، مما يفسّر، وفقاً للنظرية، نشأة المعادن على الأرض. ثمة أدلّة على أنه يمكن إنتاج عناصر ثقيلة باصطدام النجوم الميتة ضمن عملية تُسمّى «كيلونوفا»، لكن اعتُقد أنّ هذا وحده ليس كافياً. ومن المقرّر أن يبحث الفريق في بقايا مستعر أعظم آخر لمعرفة إذا كان لا يزال ممكناً إنتاج عناصر ثقيلة بواسطة النجوم المتفجّرة، ولكن فقط في ظلّ ظروف معيّنة. غير أنّ الباحثين لم يجدوا أي دليل على وجود عناصر ثقيلة حول النجم المنفجر، فيعلّق بلانشارد: «يحتاج المنظّرون إلى إعادة النظر في سبب عدم إنتاج حدث مثل الانفجار (الأسطع على الإطلاق) لعناصر ثقيلة عندما تتوقّع النظريات أن تنتجها».
تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.
3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5084800-3-%D8%B3%D9%8A%D9%91%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D9%8A%D8%B1%D9%88%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%80%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D9%86%D9%81-%D8%A3%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D9%86%D9%91
3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ
في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)
كل 10 دقائق تُقتل امرأةٌ عمداً في هذا العالم، على يد شريكها أو أحد أفراد عائلتها. هذا ليس عنواناً جذّاباً لمسلسل جريمة على «نتفليكس»، بل هي أرقام عام 2023، التي نشرتها «هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة» عشيّة اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي يحلّ في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام.
ليس هذا تاريخاً للاحتفال، إنما للتذكير بأنّ ثلثَ نساء العالم يتعرّضن للعنف الجسدي، على الأقل مرة واحدة خلال حياتهنّ، وذلك دائماً وفق أرقام الهيئة الأمميّة. وفي 2023، قضت 51100 امرأة جرّاء التعنيف من قبل زوجٍ أو أبٍ أو شقيق.
«نانسي» تخلّت عن كل شيء واختارت نفسها
من بين المعنَّفات مَن نجونَ ليشهدن الحياة وليروين الحكاية. من داخل الملجأ الخاص بمنظّمة «أبعاد» اللبنانية والحاملة لواء حماية النساء من العنف، تفتح كلٌ من «نانسي» و«سهى» و«هناء» قلوبهنّ المجروحة لـ«الشرق الأوسط». يُخفين وجوههنّ وأسماءهنّ الحقيقية، خوفاً من أن يسهل على أزواجهنّ المعنّفين العثور عليهنّ.
جسدُ «نانسي» الذي اعتادَ الضرب منذ الطفولة على يد الوالد، لم يُشفَ من الكدمات بعد الانتقال إلى البيت الزوجيّ في سن الـ17. «هذا التعنيف المزدوج من أبي ثم من زوجي سرق طفولتي وعُمري وصحّتي»، تقول الشابة التي أمضت 4 سنوات في علاقةٍ لم تَذُق منها أي عسل. «حصل الاعتداء الأول بعد أسبوع من الزواج، واستمرّ بشكلٍ شبه يوميّ ولأي سببٍ تافه»، تتابع «نانسي» التي أوت إلى «أبعاد» قبل سنتَين تقريباً.
تخبر أنّ ضرب زوجها لها تَركّزَ على رأسها ورجلَيها، وهي أُدخلت مرّتَين إلى المستشفى بسبب كثافة التعنيف. كما أنها أجهضت مراتٍ عدة جرّاء الضرب والتعب النفسي والحزن. إلا أن ذلك لم يردعه، بل واصل الاعتداء عليها جسدياً ولفظياً.
«أريد أن أنجوَ بروحي... أريد أن أعيش»، تلك كانت العبارة التي همست بها «نانسي» لنفسها يوم قررت أن تخرج من البيت إلى غير رجعة. كانا قد تعاركا بشدّة وأعاد الكرّة بضربها وإيلامها، أما هي فكان فقد اختمر في ذهنها وجسدها رفضُ هذا العنف.
تروي كيف أنها في الليلة ذاتها، نظرت حولها إلى الأغراض التي ستتركها خلفها، وقررت أن تتخلّى عن كل شيء وتختار نفسها. «خرجتُ ليلاً هاربةً... ركضت بسرعة جنونيّة من دون أن آخذ معي حتى قطعة ملابس». لم تكن على لائحة مَعارفها في بيروت سوى سيدة مسنّة. اتّصلت بها وأخبرتها أنها هاربة في الشوارع، فوضعتها على اتصالٍ بالمؤسسة التي أوتها.
في ملجأ «أبعاد»، لم تعثر «نانسي» على الأمان فحسب، بل تعلّمت أن تتعامل مع الحياة وأن تضع خطة للمستقبل. هي تمضي أيامها في دراسة اللغة الإنجليزية والكومبيوتر وغير ذلك من مهارات، إلى جانب جلسات العلاج النفسي. أما الأهم، وفق ما تقول، فهو «أنني أحمي نفسي منه حتى وإن حاول العثور عليّ».
«سهى»... من عنف الأب إلى اعتداءات الزوج
تزوّجت «سهى» في سن الـ15. مثل «نانسي»، ظنّت أنها بذلك ستجد الخلاص من والدٍ معنّف، إلا أنها لاقت المصير ذاته في المنزل الزوجيّ. لم يكَدْ ينقضي بعض شهورٍ على ارتباطها به، حتى انهال زوجها عليها ضرباً. أما السبب فكان اكتشافها أنه يخونها واعتراضها على الأمر.
انضمّ إلى الزوج والدُه وشقيقه، فتناوبَ رجال العائلة على ضرب «سهى» وأولادها. نالت هي النصيب الأكبر من الاعتداءات وأُدخلت المستشفى مراتٍ عدة.
أصعبُ من الضرب والألم، كانت تلك اللحظة التي قررت فيها مغادرة البيت بعد 10 سنوات على زواجها. «كان من الصعب جداً أن أخرج وأترك أولادي خلفي وقد شعرت بالذنب تجاههم، لكنّي وصلت إلى مرحلةٍ لم أعد قادرة فيها على الاحتمال، لا جسدياً ولا نفسياً»، تبوح السيّدة العشرينيّة.
منذ شهرَين، وفي ليلةٍ كان قد خرج فيها الزوج من البيت، هربت «سهى» والدموع تنهمر من عينَيها على أطفالها الثلاثة، الذين تركتهم لمصيرٍ مجهول ولم تعرف عنهم شيئاً منذ ذلك الحين. اليوم، هي تحاول أن تجد طريقاً إليهم بمساعدة «أبعاد»، «الجمعيّة التي تمنحني الأمان والجهوزيّة النفسية كي أكون قوية عندما أخرج من هنا»، على ما تقول.
«هناء» هربت مع طفلَيها
بين «هناء» ورفيقتَيها في الملجأ، «نانسي» و«سهى»، فرقٌ كبير؛ أولاً هي لم تتعرّض للعنف في بيت أبيها، ثم إنها تزوّجت في الـ26 وليس في سنٍ مبكرة. لكنّ المشترك بينهنّ، الزوج المعنّف الذي خانها وضربها على مدى 15 سنة. كما شاركت في الضرب ابنتاه من زواجه الأول، واللتان كانتا تعتديان على هناء وطفلَيها حتى في الأماكن العامة.
«اشتدّ عنفه في الفترة الأخيرة وهو كان يتركنا من دون طعام ويغادر البيت»، تروي «هناء». في تلك الآونة، كانت تتلقّى استشاراتٍ نفسية في أحد المستوصفات، وقد أرشدتها المعالجة إلى مؤسسة «أبعاد».
«بعد ليلة عنيفة تعرّضنا فيها للضرب المبرّح، تركت البيت مع ولديّ. لم أكن أريد أن أنقذ نفسي بقدر ما كنت أريد أن أنقذهما». لجأت السيّدة الأربعينية إلى «أبعاد»، وهي رغم تهديدات زوجها ومحاولاته الحثيثة للوصول إليها والطفلَين، تتماسك لتوجّه نصيحة إلى كل امرأة معنّفة: «امشي ولا تنظري خلفك. كلّما سكتّي عن الضرب، كلّما زاد الضرب».
«حتى السلاح لا يعيدها إلى المعنّف»
لا توفّر «أبعاد» طريقةً لتقديم الحماية للنساء اللاجئات إليها. تؤكّد غيدا عناني، مؤسِسة المنظّمة ومديرتها، أن لا شيء يُرغم المرأة على العودة إلى الرجل المعنّف، بعد أن تكون قد أوت إلى «أبعاد». وتضيف في حديث مع «الشرق الأوسط»: «مهما تكن الضغوط، وحتى تهديد السلاح، لا يجعلنا نعيد السيّدة المعنّفة إلى بيتها رغم إرادتها. أما النزاعات الزوجيّة فتُحلّ لدى الجهات القضائية».
توضح عناني أنّ مراكز «أبعاد»، المفتوحة منها والمغلقة (الملاجئ)، تشرّع أبوابها لخدمة النساء المعنّفات وتقدّم حزمة رعاية شاملة لهنّ؛ من الإرشاد الاجتماعي، إلى الدعم النفسي، وتطوير المهارات من أجل تعزيز فرص العمل، وصولاً إلى خدمات الطب الشرعي، وليس انتهاءً بالإيواء.
كما تصبّ المنظمة تركيزها على ابتكار حلول طويلة الأمد، كالعثور على وظيفة، واستئجار منزل، أو تأسيس عملٍ خاص، وذلك بعد الخروج إلى الحياة من جديد، وفق ما تشرح عناني.
أما أبرز التحديات التي تواجهها المنظّمة حالياً، ومن خلالها النساء عموماً، فهي انعكاسات الحرب الدائرة في لبنان. يحلّ اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في وقتٍ «تتضاعف فيه احتمالات تعرّض النساء للعنف بسبب الاكتظاظ في مراكز إيواء النازحين، وانهيار منظومة المساءلة». وتضيف عناني أنّ «المعتدي يشعر بأنه من الأسهل عليه الاعتداء لأن ما من محاسبة، كما أنه يصعب على النساء الوصول إلى الموارد التي تحميهنّ كالشرطة والجمعيات الأهليّة».
وممّا يزيد من هشاشة أوضاع النساء كذلك، أن الأولويّة لديهنّ تصبح لتخطّي الحرب وليس لتخطّي العنف الذي تتعرّضن له، على غرار ما حصل مع إحدى النازحات من الجنوب اللبناني؛ التي لم تمُت جرّاء غارة إسرائيلية، بل قضت برصاصة في الرأس وجّهها إليها زوجها.