مسلسلات مصرية تسابق الزمن للانتهاء من تصوير حلقاتها الأخيرة

«بدون سابق إنذار» و«صيد العقارب» و«مليحة» الأبرز

دياب في مشهد من «مليحة» (الشرق الأوسط)
دياب في مشهد من «مليحة» (الشرق الأوسط)
TT

مسلسلات مصرية تسابق الزمن للانتهاء من تصوير حلقاتها الأخيرة

دياب في مشهد من «مليحة» (الشرق الأوسط)
دياب في مشهد من «مليحة» (الشرق الأوسط)

تخوض أعمال درامية رمضانية مصرية سباقاً مع الزمن للانتهاء من تصوير حلقاتها الأخيرة.

ففي الوقت الذي يسعى فيه صناع مسلسل «مليحة» بطولة الفنان دياب وميرفت أمين، للانتهاء السبت من تصوير المشاهد الأخيرة من العمل، تسابق غادة عبد الرازق الزمن لتصوير مشاهدها الأخيرة بمسلسل «صيد العقارب»، بعد تكثيف التصوير.

بينما ينتهي تصوير مسلسل «بدون سابق إنذار» لآسر ياسين وعائشة بن أحمد يوم (الاثنين) قبل يوم واحد من موعد عرض الحلقة الأخيرة للمسلسل.

وخلال الأيام الثلاثة الماضية انتهى صناع عدة مسلسلات من تصوير أعمالهم منهم «العتاولة» لأحمد السقا وطارق لطفي، و«حق عرب» لأحمد العوضي، و«كوبرا» لمحمد إمام، وهي الأعمال التي صورت مشاهدها الأخيرة داخل البلاتوهات في رمضان.

غادة عبد الرازق في مشهد من «صيد العقارب» - (حسابها عبر «إنستغرام»)

«طبيعة العمل الفني تجعله دائماً قابلاً للتطوير، وحماس صناعه لتقديم أفضل ما لديهم أمر يدفعهم نحو بذل مزيد من الجهد» وفق كاتبة قصة مسلسل «بدون سابق إنذار»، آلما كفارنة التي تقول لـ«الشرق الأوسط» إن تحضيرات المسلسل بدأت منذ الصيف الماضي، وشهدت تغيرات كثيرة وتفاصيل عدة ليخرج بالصورة التي يشاهدها الجمهور حالياً.

المخرج عمرو عرفة خلال تصوير أحد مشاهد «مليحة» (الشركة المنتجة)

لكن الناقد محمد عبد الرحمن يرى أن «بعض الأعمال الدرامية لا يكون لدى صناعها قدرة في الحفاظ على نفس المستوى خلال الحلقات الأخيرة التي تصور بشكل أكثر استعجالاً وبسباق مع الزمن»، مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «ظاهرة استمرار التصوير حتى قبل مواعيد عرض الحلقة الأخيرة بساعات، أمر تجب معالجته بشكل سريع من صناع الدراما».

رأي يدعمه الناقد محمد عبد الخالق الذي يشير لـ«الشرق الأوسط» إلى «وقوع الممثلين وصناع الأعمال الدرامية تحت ضغط ومجهود بدني ونفسي من أجل تصوير المشاهد التي يتوجب تقديمها، مع تكثيف عدد المشاهد بصورة تجعل التصوير يومياً يتجاوز 20 ساعة أحياناً، مما يتسبب في إنهاك الممثلين، وفقدانهم التركيز بتفاصيل الشخصيات التي يقدمونها».

وأضاف أن تكثيف معدلات التصوير يسبب في بعض الأحيان أخطاء تظهر على الشاشة، مما يؤثر في جودة العمل، خصوصاً مع غياب فرصة إعادة التصوير مرة أخرى، مؤكداً ضرورة التحضير المبكر للأعمال وتحديد مدى قدرة صناعها على إنجازها بتوقيت مناسب للعرض في رمضان من عدمه.

ويحذر الناقد أحمد سعد الدين من اضطرار صناع الأعمال في بعض الأحيان حتى مع الاستعانة بوحدات تصوير إضافية لإلغاء بعض المشاهد لضيق الوقت مما يفقد العمل خطوطاً درامية قد تكون مهمة، بجانب عدم جاهزية بعض الممثلين لتقديم مشاهد مهمة تحت ضغط الإرهاق الشديد الذي يتعرضون له.

آسر ياسين وعائشة بن أحمد في مشهد من مسلسل «بدون سابق إنذار» (حساب عائشة عبر «فيسبوك»)

وكان مسلسل «خاتم سليمان» الذي عرض عام 2011 قد اضطر صناعه لتأجيل بث الحلقة عدة ساعات مع إذاعتها للمرة الأولى على الشاشة من دون مكساج بسبب تأخرهم في انتهاء التصوير، بينما اضطر مسلسل «بطلوع الروح» الذي عرض عام 2022 لتأخير إذاعة الحلقة الأخيرة مع الاستغناء عن عدة مشاهد بها مع استمرار التصوير حتى صباح موعد إذاعة الحلقة.

يشير عبد الرحمن إلى أن تقديم مسلسلات الـ15 حلقة كان ينظر إليه باعتباره بارقة أمل لتجاوز هذه الظاهرة التي تتكرر منذ سنوات، لكن ارتباطات بعض الممثلين بجانب تأخر الانتهاء من كتابة الحلقات أمور جعلت الوضع مستمراً وربما هذا العام بصورة أكبر من العام الماضي.

نقطة أخرى يشير إليها عبد الخالق مرتبطة بجودة تنفيذ الأعمال التي جرى الانتهاء من تصويرها مبكراً على غرار «الحشاشين» الذي تأجل عرضه لعام كامل بسبب تحضيراته وهو نفس ما انطبق على مسلسل «جودر» مؤكداً أن التحضيرات الطويلة حتى لو أدت لتأجيل المسلسل تكون في صالحه.


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

أسدل مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» الستار على دورته الـ45 في حفل أُقيم، الجمعة، بإعلان جوائز المسابقات المتنوّعة التي تضمّنها. وحصدت دول رومانيا وروسيا والبرازيل «الأهرامات الثلاثة» الذهبية والفضية والبرونزية في المسابقة الدولية.

شهد المهرجان عرض 190 فيلماً من 72 دولة، كما استحدث مسابقات جديدة لأفلام «المسافة صفر»، و«أفضل فيلم أفريقي»، و«أفضل فيلم آسيوي»، إلى جانب مسابقته الدولية والبرامج الموازية.

وكما بدأ دورته بإعلان تضامنه مع لبنان وفلسطين، جاء ختامه مماثلاً، فكانت الفقرة الغنائية الوحيدة خلال الحفل لفرقة «وطن الفنون» القادمة من غزة مع صوت الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وهو يُلقي أبياتاً من قصيدته «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».

وأكد رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي، أنّ «الفنّ قادر على سرد حكايات لأشخاص يستحقون الحياة»، موجّهاً الشكر إلى وزير الثقافة الذي حضر حفلَي الافتتاح والختام، والوزارات التي أسهمت في إقامته، والرعاة الذين دعّموه. كما وجّه التحية إلى رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسِّس مهرجان «الجونة» الذي حضر الحفل، لدعمه مهرجان «القاهرة» خلال رئاسة فهمي الأولى له.

المخرجة السعودية جواهر العامري وأسرة فيلمها «انصراف» (إدارة المهرجان)

وأثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعالياته؛ فقالت الناقدة ماجدة خير الله إنّ «عدم حضوره قد يشير إلى وقوع خلافات»، مؤكدةً أنّ «أي عمل جماعي يمكن أن يتعرّض لهذا الأمر». وتابعت لـ«الشرق الأوسط» أنّ «عصام زكريا ناقد كبير ومحترم، وقد أدّى واجبه كاملاً، وهناك دائماً مَن يتطلّعون إلى القفز على نجاح الآخرين، ويعملون على الإيقاع بين أطراف كل عمل ناجح». وعبَّرت الناقدة المصرية عن حزنها لذلك، متمنيةً أن تُسوَّى أي خلافات خصوصاً بعد تقديم المهرجان دورة ناجحة.

وفي مسابقته الدولية، فاز الفيلم الروماني «العام الجديد الذي لم يأتِ أبداً» بجائزة «الهرم الذهبي» لأفضل فيلم للمخرج والمنتج بوجدان موريشانو، كما فاز الفيلم الروسي «طوابع البريد» للمخرجة ناتاليا نزاروفا بجائزة «الهرم الفضي» لأفضل فيلم، وحصل الفيلم البرازيلي «مالو» للمخرج بيدرو فريري على جائزة «الهرم البرونزي» لأفضل عمل أول.

وأيضاً، حاز لي كانغ شنغ على جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم الأميركي «قصر الشمس الزرقاء»، والممثل الروسي ماكسيم ستويانوف عن فيلم «طوابع البريد». كما حصلت بطلة الفيلم عينه على شهادة تقدير، في حين تُوّجت يارا دي نوفايس بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم البرازيلي «مالو»، وحصل الفيلم التركي «أيشا» على جائزة أفضل إسهام فنّي.

الفنانة كندة علوش شاركت في لجنة تحكيم أفلام «المسافة صفر» (إدارة المهرجان)

وأنصفت الجوائز كلاً من فلسطين ولبنان، ففاز الفيلم الفلسطيني «حالة عشق» بجائزتَي «أفضل فيلم» ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، ولجنة التحكيم الخاصة. وأعربت مخرجتاه منى خالدي وكارول منصور عن فخرهما بالجائزة التي أهدتاها إلى طواقم الإسعاف في غزة؛ إذ يوثّق الفيلم رحلة الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة داخل القطاع. ورغم اعتزازهما بالفوز، فإنهما أكدتا عدم شعورهما بالسعادة في ظلّ المجازر في فلسطين ولبنان.

وكانت لجنة تحكيم «أفلام من المسافة صفر» التي ضمَّت المنتج غابي خوري، والناقد أحمد شوقي، والفنانة كندة علوش؛ قد منحت جوائز لـ3 أفلام. وأشارت كندة إلى أنّ «هذه الأفلام جاءت طازجة من غزة ومن قلب الحرب، معبِّرة عن معاناة الشعب الفلسطيني». وفازت أفلام «جلد ناعم» لخميس مشهراوي، و«خارج التغطية» لمحمد الشريف، و«يوم دراسي» لأحمد الدنف بجوائز مالية قدّمتها شركة أفلام «مصر العالمية». كما منح «اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي»، برئاسة الإعلامي عمرو الليثي، جوائز مالية لأفضل 3 أفلام فلسطينية شاركت في المهرجان، فازت بها «أحلام كيلومتر مربع»، و«حالة عشق»، و«أحلام عابرة».

ليلى علوي على السجادة الحمراء في حفل الختام (إدارة المهرجان)

وحصد الفيلم اللبناني «أرزة» جائزتين لأفضل ممثلة لبطلته دياموند بو عبود، وأفضل سيناريو. فأكدت بو عبود تفاؤلها بالفوز في اليوم الذي يوافق عيد «الاستقلال اللبناني»، وأهدت الجائزة إلى أسرة الفيلم وعائلتها.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة التي رأست لجنة تحكيمها المخرجة ساندرا نشأت، فاز الفيلم السعودي «انصراف» للمخرجة جواهر العامري بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. وقالت جواهر، في كلمتها، إن المهرجان عزيز عليها، مؤكدة أنها في ظلّ فرحتها بالفوز لن تنسى «إخوتنا في فلسطين ولبنان والسودان». أما جائزة أفضل فيلم قصير فذهبت إلى الصيني «ديفيد»، وحاز الفيلم المصري «الأم والدب» على تنويه خاص.

كذلك فاز الفيلم المصري الطويل «دخل الربيع يضحك» من إخراج نهى عادل بـ4 جوائز؛ هي: «فيبرسي» لأفضل فيلم، وأفضل إسهام فنّي بالمسابقة الدولية، وأفضل مخرجة، وجائزة خاصة لبطلته رحاب عنان التي تخوض تجربتها الأولى ممثلةً بالفيلم. وذكرت مخرجته خلال تسلّمها الجوائز أنها الآن فقط تستطيع القول إنها مخرجة.

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

كما فاز الفيلم المصري «أبو زعبل 89» للمخرج بسام مرتضى بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، بالإضافة إلى تنويه خاص ضمن مسابقة «أسبوع النقاد». ووجَّه المخرج شكره إلى الفنان سيد رجب الذي شارك في الفيلم، قائلاً إنّ الجائزة الحقيقية هي في الالتفاف الكبير حول العمل. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «النجاح الذي قُوبل به الفيلم في جميع عروضه بالمهرجان أذهلني»، وعَدّه تعويضاً عن فترة عمله الطويلة على الفيلم التي استغرقت 4 سنوات، مشيراً إلى قُرب عرضه تجارياً في الصالات. وحاز الممثل المغربي محمد خوي جائزة أفضل ممثل ضمن «آفاق السينما العربية» عن دوره في فيلم «المرجا الزرقا».

بدوره، يرى الناقد السعودي خالد ربيع أنّ الدورة 45 من «القاهرة السينمائي» تعكس السينما في أرقى عطائها، بفضل الجهود المكثَّفة لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا، وحضور الفنان حسين فهمي، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ «الدورة حظيت بأفلام ستخلّد عناوينها، على غرار فيلم (هنا) لتوم هانكس، والفيلم الإيراني (كعكتي المفضلة)، و(أبو زعبل 89) الذي حقّق معادلة الوثائقي الجماهيري، وغيرها... وكذلك الندوات المتميّزة، والماستر كلاس الثريّة».