اكتشاف «جين الدهون»... يجعل البالغين أكثر عرضة للسمنة بـ6 مرات

الجين هو الأول المرتبط بالسمنة لدى البالغين فقط وأولئك الذين يمتلكونه يكونون أثقل بما يصل إلى 10 كيلوغرامات (رويترز)
الجين هو الأول المرتبط بالسمنة لدى البالغين فقط وأولئك الذين يمتلكونه يكونون أثقل بما يصل إلى 10 كيلوغرامات (رويترز)
TT

اكتشاف «جين الدهون»... يجعل البالغين أكثر عرضة للسمنة بـ6 مرات

الجين هو الأول المرتبط بالسمنة لدى البالغين فقط وأولئك الذين يمتلكونه يكونون أثقل بما يصل إلى 10 كيلوغرامات (رويترز)
الجين هو الأول المرتبط بالسمنة لدى البالغين فقط وأولئك الذين يمتلكونه يكونون أثقل بما يصل إلى 10 كيلوغرامات (رويترز)

اكتشف العلماء أخيراً «جين الدهون»، الذي يجعل الشخص البالغ أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بـ6 مرات.

ويُعتَقد بأن نحو 1 من كل 6500 شخص بالغ، أو نحو 10 آلاف شخص في المملكة المتحدة، لديهم النسخة المعيبة من جين «BSM»، المعروف أيضاً باسم «الباسون»، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وهو ينشط فقط في الدماغ، ويعتقد العلماء بأنه أول جين مرتبط بالدهون يتم اكتشافه حتى الآن، ويرتبط بشكل حصري بالسمنة في مرحلة البلوغ وليس السمنة مدى الحياة، بما في ذلك في مرحلة الطفولة.

كما أنه أكثر فعالية من أي جينات أخرى وُجد سابقاً أنها تزيد من خطر السمنة.

والسبب الذي يربط هذا الجين بالسمنة غير معروف، لكن العلماء يعتقدون بأنه قد تكون لدى الأشخاص المتضررين مشكلات في تكوين خلايا عصبية جديدة، وقد يؤدي التنكس العصبي اللاحق إلى تفاقم التحكم في الشهية.

وقد وُجد أن نحو 70 شخصاً، في دراسة أُجريت على نصف مليون مشارك في البنك الحيوي في المملكة المتحدة، لديهم الجين المعيب. ويظهر التحليل أن هؤلاء الأشخاص لديهم خطر متزايد للإصابة بالسمنة بمقدار 6 أضعاف بوصفهم بالغين.

ووجدت الدراسة أن الجين الثاني، المسمى «ABPA1»، موجود أيضاً في أدمغة الأشخاص، ويزيد من خطر الإصابة بالسمنة في مرحلة البلوغ بمقدار الضعف، ولكن لا يُعرف سوى قليل عن هذا الجين بالتحديد.

طفرات كبيرة

قال مؤلف الدراسة، البروفسور جايلز يو، من وحدة الأمراض الأيضية في مجلس البحوث الطبية، لصحيفة «التلغراف»: «إن هذه الطفرات الكبيرة لم تكن خفية على الإطلاق. كانت الجينات المكتشفة سابقاً مرتبطة دائماً بالسمنة لدى الأطفال. الأطفال الكبار، والبالغون الكبار، في الأساس».

وأشار إلى أن هذا هو الجين الأول المرتبط بالسمنة لدى البالغين فقط، وأولئك الذين يمتلكونه يكونون أثقل بما يصل إلى 10 كيلوغرامات، في المتوسط، وهو ما يعادل 4 نقاط إضافية لمؤشر كتلة الجسم.

وأضاف البروفسور يو: «إنه أمر نادر إلى حد ما، ونحن لا نقول إنه سبب شائع للسمنة، ولكنه موجود بين عامة السكان ويرتبط بالفعل باختلاف كبير في حجم الجسم».

يمكن استخدام هذا العمل لفحص الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد بحثاً عن الجين، لكن استهدافه مباشرة بوصفه علاجاً من غير المرجح أن ينجح لأنه موجود في كل مكان في الدماغ. يلعب «الباسون» دوراً رئيسياً في كيفية نقل الإشارات حول الدماغ، وتمريرها عبر الفجوات بين الخلايا العصبية.

ويعتقد العلماء بأن الجين المعيب قد يبطئ تكوين خلايا عصبية جديدة، وقد يتعارض هذا مع قدرة الدماغ على كبح جماح الجوع والشهية.

يقول البروفسور: «نعتقد بأن ما يحدث - وهذا مجرد تفكير في الوقت الحالي لأننا لم نتوصل إلى حل له بعد - هو أن وجود هذه الطفرات قد يؤدي إلى إبطاء القدرة على توليد بضع خلايا عصبية جديدة بين الحين والآخر. الفرضية هي أن الطفرات في هذا الجين تؤثر في الدوائر التي تتحكم في تناول الطعام مع تقدمنا في السن، وعندما نصل إلى مرحلة البلوغ».


مقالات ذات صلة

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

يقول الخبراء إن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
TT

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ما أن تم الإعلان عن خبر الرحيل المفاجئ للملحن المصري محمد رحيم، حتى سيطرت أجواء حزينة على الوسط الفني عامة والموسيقي خاصة بمصر، كما أعرب عدد كبير من متابعي «السوشيال ميديا» من جيل التسعينات والثمانينات عن حزنهم العميق لرحيل ملحنهم «المحبوب» الذي يعتبرونه أفضل من عبّر عن أحلامهم وصدماتهم، مشيرين إلى أن رحيله «خسارة فادحة» لعالم الموسيقى والغناء عربياً.

وبدأ الملحن المصري محمد رحيم مسيرته المهنية مبكراً، إذ تعاون مع نخبة كبيرة من النجوم بمصر والعالم العربي، وكان قاسماً مشتركاً في تألقهم، كما صنع لنفسه ذكرى داخل كل بيت عبر أعماله التي تميزت بالتنوع ووصلت للعالمية، وفق نقاد.

الشاعر فوزي إبراهيم والمطربة آية عبد الله والملحن محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ومن بين النجوم الذين تعاون معهم رحيم عمرو دياب، ونانسي عجرم، ومحمد منير، وأصالة، وإليسا، ونوال الزغبي، وأنغام، وآمال ماهر، وروبي، ومحمد حماقي، وتامر حسني، وغيرهم.

وقدم رحيم أول ألحانه مع الفنان عمرو دياب أواخر تسعينات القرن الماضي، قبل أن يكمل عامه الـ20، من خلال أغنية «وغلاوتك» ضمن شريط «عودوني»، التي حققت نجاحاً كبيراً وكانت بداية الطريق لأرشيف غنائي كبير صنع اسم رحيم في عالم الفن.

وقدم رحيم، الذي رحل السبت عن عمر يناهز الـ45 عاماً، مع عمرو دياب أغنية «حبيبي ولا على باله»، التي حصد عنها دياب جائزة «ميوزك أورد» العالمية عام 2001.

بدأ رحيم في عصر ازدهار «شرائط الكاسيت»، التي كانت الملاذ الوحيد لمحبي الأغاني وخصوصاً في مواسم الإجازات، وانتظار محلات وأكشاك بيع الشرائط في الشوارع والميادين بمصر كي تعلن عبر صوت صاخب طرح «شريط جديد».

الملحن محمد رحيم والمطربة جنات (حساب رحيم على فيسبوك)

ووفق موسيقيين؛ فإن الملحن الراحل قد نجح في صناعة ألحان يعتبرها جيل التسعينات والثمانينات «نوستالجيا»، على غرار «أنا لو قلت» لمحمد فؤاد، و«الليالي» لنوال الزغبي، و«يصعب علي» لحميد الشاعري، و«ياللي بتغيب» لمحمد محيي، و«أحلف بالله» لهيثم شاكر، و«جت تصالحني» لمصطفى قمر، و«مشتاق» لإيهاب توفيق، و«أنا في الغرام» لشيرين، وغيرهم. لذلك لم يكن مستغرباً تعليقات نجوم الغناء على رحيل رحيم بكلمات مؤثرة.

ويرى الشاعر والناقد الموسيقى المصري فوزي إبراهيم أن «محمد رحيم ملحن كان يتمتع بموهبة فريدة، وألحانه تميزت بالبساطة والقرب من ذائقة الجمهور التي يعرفها بمجرد سماعها، لذلك اقتربت موسيقاه من أجيال عدة».

لم يقم الموسيقار الراحل باستعارة أو اقتباس جمل موسيقية مطلقاً خلال مشواره، بل اعتمد على موهبته الإبداعية، برغم ترجمة أعماله للغات عدة، وفق إبراهيم، الذي أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «أن محمد منير وصف رحيم بأنه (أمل مصر في الموسيقى)، مثلما قالها عبد الحليم حافظ للموسيقار بليغ حمدي».

محمد حماقي ومحمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

«بدأ شاباً وكان يعي متطلبات الشباب»، على حد تعبير الناقد الموسيقى المصري أمجد مصطفى، الذي يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتباط جيل التسعينات بأعماله يرجع لكونه نجح في القرب منهم والتعبير عن أحلامهم ومشاعرهم، بجانب ثقافته الموسيقية المبكرة التي حملت أبعاداً مختلفة».

ولفت مصطفى إلى أن «رحيم كان تلميذاً للملحن الليبي ناصر المزداوي، الذي يتمتع بتجارب عالمية عديدة، كما أن رحيم كان متميزاً في فن اختيار الأصوات التي تبرز ألحانه، بجانب إحساسه الفني الذي صنع شخصيته وميزته عن أبناء جيله».

الملحن محمد رحيم والفنان محمد منير (حساب رحيم على فيسبوك)

وكان للملحن المصري بصمة واضحة عبر أشهر شرائط الكاسيت مثل «الحب الحقيقي» لمحمد فؤاد، و«عودوني» لعمرو دياب، و«غزالي» لحميد الشاعري، و«أخبارك إيه» لمايا نصري، و«صورة ودمعة» لمحمد محيي، و«شوق العيون» لرجاء بلمليح، و«وحداني» لخالد عجاج، و«حبيب حياتي» لمصطفى قمر، و«عايشالك» لإليسا، و«جرح تاني» لشيرين، و«قوم أقف» لبهاء سلطان، و«ليالي الشوق» لشذى، و«ليلي نهاري» لعمرو دياب، و«طعم البيوت» لمحمد منير، وغيرها من الألحان اللافتة.

الملحن محمد رحيم والفنانة نانسي عجرم (حساب رحيم على فيسبوك)

من جانبها قالت الشاعرة المصرية منة القيعي إنها من جيل التسعينات وارتباطها بأغاني رحيم لم يكن من فراغ، خصوصاً أغنية «غلاوتك»، التي أصرت على وجودها خلال احتفالها بخطبتها قبل عدة أشهر، رغم مرور ما يقرب من 26 عاماً على إصدارها.

وتوضح منة لـ«الشرق الأوسط» أن «رحيم كان صديقاً للجميع، ولديه حس فني وشعور بمتطلبات الأجيال، ويعرف كيف يصل إليهم بسهولة، كما أن اجتماع الناس على حبه نابع من ارتباطهم بأعماله التي عاشت معهم ولها ذكرى لن تزول من أذهانهم».

الملحن محمد رحيم والموسيقار الراحل حلمي بكر (حساب رحيم على فيسبوك)

وتؤكد منة أن «ألحان رحيم جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، والقوى الناعمة التي تملكها مصر، وفنه الراسخ هو (تحويشة) عمره، فقد بدأ صغيراً ورحل صغيراً، لكن عمره الفني كان كبيراً، وأثر في أجيال عديدة». على حد تعبيرها.