يُثبت تَقدُّم حلقات مسلسل «تاج» اختلافَه عن النوع المُستهلك لدراما الاحتلال الفرنسي لسوريا. فما نُشاهده، ملحمة تاريخية متّقدة، واستعادة بديعة لحقبة مُزنّرة بالنار والدم والكرامة الوطنية.
تُصوّر كاميرا المخرج سامر البرقاوي سوريا في أربعينات القرن الماضي بجمالية خاصة. الواجهة ليست لبطل العمل، الملاكم «تاج الحمّال» (تيم حسن) وحده، بل للبلاد والشباب والمرأة.
تيم حسن لا يخوض السباق وحيداً، وإنْ راهن المسلسل على مهاراته في الكسب. الأهم من المجيء بنجم، هو تكوين حالة. والحالة هنا مُستمدَّة من الأرض السورية والعرض المختلف لمعركة أبنائها مع أشكال الاحتلال.
«تُوظَّف» الأحداث الدرامية في خدمة هذه الاستعادة التاريخية، وتصبح مصائر الشخصيات مُعلَّقة بمصير البلد.
حقبة كاملة تتراءى بتفاصيلها وإنسانها وأزيائها وديكوراتها، كأنها تحية لمَن قدّموا الروح على المذبح السوري.