إطلاق «‏جائزة محمد بن سلمان» ‏لتعزيز التقارب الثقافي السعودي - الصيني

«أيقونة حضارية» تطمح إلى بناء طريق المعرفة

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان خلال إطلاق أعمال الجائزة في بكين (واس)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان خلال إطلاق أعمال الجائزة في بكين (واس)
TT

إطلاق «‏جائزة محمد بن سلمان» ‏لتعزيز التقارب الثقافي السعودي - الصيني

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان خلال إطلاق أعمال الجائزة في بكين (واس)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان خلال إطلاق أعمال الجائزة في بكين (واس)

أطلقت «جائزة الأمير محمد بن سلمان» للتعاون الثقافي بين السعودية والصين، أعمالها، الخميس، لتكريم المتميّزين في البلدين من الأكاديميين واللغويين والمبدعين في عدد من الاهتمامات العلمية والإبداعية، وتشجيع التفاهم المشترك والتبادل الثقافي بين الثقافتين السعودية والصينية.

وأعلن وزير الثقافة السعودي ورئيس مجلس أمناء الجائزة، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، عن بدء أعمال الجائزة، وعدَّها «أيقونة ثقافية تُعزّز التقارب الثقافي بين السعودية والصين»، وذلك خلال جولة رسمية في بكين، دشنت فصلاً جديداً في تعاونهما الثقافي، بتوقيع اتفاقات لتطوير الشراكة الاستراتيجية.

وقال الأمير بدر: «هذه الجائزة الآتية من السعودية، قلب الجزيرة العربية، تطمح إلى بناء طريق المعرفة، واستلهام القيم الثقافية لطريق الحرير التاريخي، وأخذه نحو آفاق متجددّة، وإعادة دوره الجوهري في بناء الجسور الراسخة بين الشعبين، والمساهمة في التقارب بين الحضارتين العريقتين بتكريمها المبدعين في فروعها الأربعة».

ونظّمت وزارة الثقافة، بالتعاون مع «مكتبة الملك عبد العزيز العامة»، الخميس، حفل بدء أعمال الجائزة في فرع المكتبة بجامعة بكين، بحضور عدد من المسؤولين من الجانبين السعودي والصيني، ومثقّفين وأكاديميين من عُمداء وأساتذة وطلبة جامعة بكين.

وقال وزير الثقافة السعودي: «إطلاق الجائزة يؤكد على اهتمام القيادة السعودية الرشيدة بالتواصل الثقافي مع شعوب العالم، خصوصاً الشعب الصيني، الذي يربطه بالمملكة تاريخ عميق من التواصل الحضاري والمعرفي»، مضيفاً: «عبر (رؤية 2030)، وسياسة الإصلاح والانفتاح الصينية، تتشكّل فرص كبيرة، يمكن استثمارها معاً لتحقيق تقارب ثقافي أكبر».

وزير الثقافة السعودي يلتقي رئيس جامعة بكين (واس)

كذلك، أشار إلى أنّ الجائزة «تشكّل أيقونة عربية حضارية تعزّز فرص هذا التقارب لتنتقل إلى آفاق جديدة، وهي تقع في نقطة الالتقاء بين رؤيتين حضاريتين متَّفِقتين في الطموحات، وتمنحان الثقافة دوراً أساسياً لتحقيق الأهداف»، مشيداً بأهمية الحرص على التواصل الثقافي بالنسبة إلى قادة البلدين.

وشهد الحفل إلقاء كلمة لرئيس جامعة بكين، جونغ تشي خوانغ، والمشرف العام على «مكتبة الملك عبد العزيز العامة»، فيصل بن معمر، بجانب كلمة الأمين العام للجائزة الدكتور عبد المحسن العقيلي، تضمّنت التأكيد على «دورها في تعزيز العلاقات الحضارية والثقافية بين البلدين الصديقين، وخدمة المعرفة الإنسانية عموماً».

وتُعقد الجائزة سنوياً لتتويج المبدعين في عدد من الفئات، تشمل أفضل بحث علمي باللغة العربية، وأفضل عمل فني إبداعي، وأفضل ترجمة لكتاب من العربية إلى الصينية وبالعكس، بالإضافة إلى تكريم دوري لشخصية العام، وأكثر شخصية مؤثرة في الأوساط الثقافية سنوياً، على أن يمنح الفائز شهادة تقديرية تتضمن مسوغات نيل الجائزة، ومبلغ 375 ألف ريال سعودي، وميدالية تذكارية.

ومن شأن الجائزة أن تسهم في الترويج للغة والآداب والفنون العربية والإبداعية في الصين، وتُشجّع التفاهم المشترك والتبادل الثقافي بين الثقافتين، في ظلّ الأهداف المشتركة لكل من «رؤية المملكة 2030» ومبادرة «الحزام والطريق» الصينية.


مقالات ذات صلة

ولي العهد السعودي يتلقى رسالة خطية من رئيس جنوب أفريقيا

الخليج الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي (الشرق الأوسط)

ولي العهد السعودي يتلقى رسالة خطية من رئيس جنوب أفريقيا

تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، رسالة خطية، من سيريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا، تتصل بالعلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز

خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل بـ«حساب المواطن» والدعم الإضافي للمستفيدين

وجّه خادم الحرمين الشريفين، بناءً على ما رفعه الأمير محمد بن سلمان، بتمديد العمل ببرنامج «حساب المواطن».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان (الشرق الأوسط)

القيادة السعودية تهنئ سلطان عُمان بذكرى اليوم الوطني لبلاده

هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلاده.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (الخارجية السعودية)

ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي يستعرضان التطورات هاتفياً

استعرض الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الخميس، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تطورات الأوضاع الإقليمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (الخارجية السعودية)

محمد بن سلمان وبوتين يناقشان التطورات والأزمة الأوكرانية

أشاد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس (الأربعاء)، بالعلاقات المتميزة بين السعودية وروسيا وبالجهو.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
TT

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)

يراهن مهرجان «الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة» في نسخته الأولى التي انطلقت، الاثنين، وتستمر حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على الفنون المعاصرة والحضور الشبابي، مع تقديم عدد من العروض في جامعة الفيوم.

وشهد حفل انطلاق المهرجان تكريم الممثلة المصرية إلهام شاهين، والمنتجة التونسية درة بو شوشة، إضافة إلى الممثل المصري حمزة العيلي، مع حضور عدد من الفنانين لدعم المهرجان، الذي استقبل ضيوفه على «سجادة خضراء»، مع اهتمامه وتركيزه على قضايا البيئة.

وتحدثت إلهام شاهين عن تصويرها أكثر من 15 عملاً، بين فيلم ومسلسل، في الفيوم خلال مسيرتها الفنية، مشيدة خلال تصريحات على هامش الافتتاح بإقامة مهرجان سينمائي متخصص في أفلام البيئة بموقع سياحي من الأماكن المتميزة في مصر.

وأبدى محافظ الفيوم، أحمد الأنصاري، سعادته بإطلاق الدورة الأولى من المهرجان، بوصفه حدثاً ثقافياً غير مسبوق بالمحافظة، مؤكداً -في كلمته خلال الافتتاح- أن «إقامة المهرجان تأتي في إطار وضع المحافظة على خريطة الإنتاج الثقافي السينمائي التي تهتم بالبيئة والفنون المعاصرة».

جانب من الحضور خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وبدأ المهرجان فعالياته الثلاثاء بندوات حول «السينما والبيئة»، ومناقشة التحديات البيئية بين السينما والواقع، عبر استعراض نماذج مصرية وعربية، إضافة إلى فعاليات رسم الفنانين على بحيرة قارون، ضمن حملة التوعية، في حين تتضمن الفعاليات جلسات تفاعلية مع الشباب بجانب فعاليات للحرف اليدوية، ومعرض للفنون البصرية.

ويشهد المهرجان مشاركة 55 فيلماً من 16 دولة، من أصل أكثر من 150 فيلماً تقدمت للمشاركة في الدورة الأولى، في حين يُحتفى بفلسطين ضيف شرف للمهرجان، من خلال إقامة عدة أنشطة وعروض فنية وسينمائية فلسطينية، من بينها فيلم «من المسافة صفر».

وقالت المديرة الفنية للمهرجان، الناقدة ناهد صلاح: «إن اختيارات الأفلام تضمنت مراعاة الأعمال الفنية التي تتطرق لقضايا البيئة والتغيرات المناخية، إضافة إلى ارتباط القضايا البيئية بالجانب الاجتماعي»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» حرصهم في أن تراعي الاختيارات تيمة المهرجان، بجانب إقامة فعاليات مرتبطة بالفنون المعاصرة ضمن جدول المهرجان.

وأبدى عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، الناقد السعودي خالد ربيع، حماسه للمشاركة في المهرجان بدورته الأولى، لتخصصه في القضايا البيئية واهتمامه بالفنون المعاصرة، وعَدّ «إدماجها في المهرجانات السينمائية أمراً جديراً بالتقدير، في ظل حرص القائمين على المهرجان على تحقيق أهداف ثقافية تنموية، وليس فقط مجرد عرض أفلام سينمائية».

إلهام شاهين تتوسط عدداً من الحضور في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «تركيز المهرجان على تنمية قدرات الشباب الجامعي، وتنظيم ورش متنوعة لتمكين الشباب سينمائياً أمر يعكس إدراك المهرجان للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، التي ستُساعد في دعم المواهب الشبابية في الفيوم»، لافتاً إلى أن «اختيارات لجنة المشاهدة للأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان بمسابقاته الرسمية ستجعل هناك منافسة قوية، في ظل جودتها وتميز عناصرها».

يذكر أن 4 أفلام سعودية اختيرت للمنافسة في مسابقتي «الأفلام الطويلة» و«الأفلام القصيرة»؛ حيث يشارك فيلم «طريق الوادي» للمخرج السعودي خالد فهد في مسابقة «الأفلام الطويلة»، في حين تشارك أفلام «ترياق» للمخرج حسن سعيد، و«سليق» من إخراج أفنان باويان، و«حياة مشنية» للمخرج سعد طحيطح في مسابقة «الأفلام القصيرة».

وأكدت المديرة الفنية للمهرجان أن «اختيار الأفلام السعودية للمشاركة جاء لتميزها فنياً ومناسبتها لفكرة المهرجان»، لافتة إلى أن «كل عمل منها جرى اختياره لكونه يناقش قضية مختلفة، خصوصاً فيلم (طريق الوادي) الذي تميز بمستواه الفني المتقن في التنفيذ».