مدارس في كولومبيا لتعليم الرجال كيفية رعاية أطفالهم وزوجاتهم

دروسها تشمل تغيير الحفاضات وتضفير الشعر

المشروع يهدف إلى تعليم الرجال كيف يصبحون «أزواجاً وآباء أفضل» (رويترز)
المشروع يهدف إلى تعليم الرجال كيف يصبحون «أزواجاً وآباء أفضل» (رويترز)
TT

مدارس في كولومبيا لتعليم الرجال كيفية رعاية أطفالهم وزوجاتهم

المشروع يهدف إلى تعليم الرجال كيف يصبحون «أزواجاً وآباء أفضل» (رويترز)
المشروع يهدف إلى تعليم الرجال كيف يصبحون «أزواجاً وآباء أفضل» (رويترز)

منذ عام 2021، تتبنى العاصمة الكولومبية بوغوتا مشروعاً يهدف إلى تعليم الرجال كيف يصبحون «أزواجاً وآباء أفضل».

وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، يأتي هذا المشروع في صورة مدارس تعرف باسم «مدارس الرعاية للرجال»؛ حيث يتم تدريب الرجال بها على لعب أدوار مهمة مع أسرهم؛ من بينها تغيير حفاضات أطفالهم وتضفير شعر زوجاتهم.

وتعتقد سلطات المدينة أن المبادرة ستساعد إلى حد ما في معالجة ثقافة «الذكورية» الراسخة في البلاد، عن طريق تشجيع الرجال على المساهمة بنصيبهم العادل في تقديم الرعاية لأسرهم والمشاركة في العمل المنزلي، وبالتالي التقليل من مشكلة «عدم المساواة بين الجنسين» التي يقولون إنها السبب الجذري لكثير من المشكلات في البلاد.

وكشفت دراسة استقصائية أجريت في أواخر عام 2023 عن أن الأعمال المنزلية أصبحت توزع بالتساوي بين الرجال والنساء بشكل أكبر عما كانت عليه في عام 2021، كما وجدت تغييرات جذرية في المعتقدات حول أدوار الجنسين وثقافة الذكورية.

وتشمل الدروس التي يتلقاها الرجال في هذه المدرسة كيفية رعاية الأطفال حديثي الولادة وتغيير الحفاضات وكيفية اللعب مع الأطفال، وطهي الطعام وغسل الملابس وإصلاحها، ورعاية النساء الحوامل وكبار السن، والرعاية العاطفية مثل إدارة الغضب، وكذلك تضفير الشعر، وهو نشاط، رغم بساطته، فإنه يحفز الرجال ليكونوا أكثر دعماً واهتماماً بزوجاتهم.

وتم تطوير المنهج مع عدد من الخبراء في مجال تقديم الرعاية على مدار أشهر عدة في عام 2021.

ويقول خوان كورتيس، قائد مدرسة الرعاية للرجال: «لم تولد النساء بحمض نووي خاص يدفعهن لتقديم الرعاية لأسرهن، بل يتعلمن كل شيء بمرور الوقت. إنها ليست مسألة وراثية، إنها مسألة ثقافية يمكن أن يقوم الرجال باكتسابها».

وأوضح كورتيس أن فكرة المبادرة جاءتهم في الأساس بظل الحجم الكبير للمكالمات التي تلقاها الخط الساخن الذي أنشأه مجلس المدينة أثناء وباء «كورونا»، من رجال أعربوا عن إحباطهم لأنهم لم يتمكنوا من رعاية أسرهم بعد مرض زوجاتهم أو وفاتهن.

وقد استفاد حتى الآن أكثر من 400 ألف رجل بهذه المبادرة، في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 7.5 مليون نسمة، وفقا لكورتيس الذي قال إن «أكبر صعوبة نواجهها هي إقناع الرجال بالمشاركة. إنه ليس موضوعاً يهتمون به بسهولة، لذلك كان علينا أن نحاول بكل الطرق».

وتنتشر ثقافة الذكورية في كولومبيا على نطاق واسع. وقد وجدت دراسة استقصائية أجراها الاتحاد الأوروبي على أكثر من 7000 شخص في كولومبيا في عام 2019 أن 70 في المائة من المشاركين الرجال كانوا «متحيزين إلى جنسهم إلى حد ما».

ويؤثر هذا التحيز الجنسي العميق على كل شيء بدءاً من فرص العمل حتى العنف القائم على النوع. وفي عام 2022، تم الإبلاغ عن أكثر من 47 ألف حالة عنف منزلي في كولومبيا، أي ما يعادل حالة واحدة كل 11 دقيقة تقريباً، وفقاً للمعهد الوطني للطب القانوني وعلوم الطب الشرعي في كولومبيا.

وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2014، فرضت مدينة بوكارامانغا الكولومبية حظر تجول «تطوعياً» على الرجال، داعية إياهم للبقاء في المنزل والاعتناء بأطفالهم لمدة يوم واحد، بينما تم تنظيم حفلات لزوجاتهم في الشوارع والميادين والحدائق والمطاعم ومراكز التسوق، في إطار مبادرة لمكافحة العنف الأسري.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق موسيقى الشهر: عودة متعثّرة لشيرين... وأحلام تنفي الانفصال بالصور والغناء

موسيقى الشهر: عودة متعثّرة لشيرين... وأحلام تنفي الانفصال بالصور والغناء

بدل أن يصل صدى أغنيات شيرين الجديدة إلى جمهورها العربي، طغى عليها ضجيج المشكلات التي واكبت عودتها. ماذا أيضاً في الجديد الموسيقي لهذا الشهر؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق مشهد يُشارك فيه فغالي ضمن مسلسل «البيت الملعون» (صور الفنان)

عماد فغالي لـ«الشرق الأوسط»: لم أحقّق طموحي الكبير في عالم التمثيل

يتساءل اللبناني عماد فغالي، أسوةً بغيره من الممثلين، عن الخطوة التالية بعد تقديم عمل. من هذا المنطلق، يختار أعماله بدقة، ولا يكرّر أدواره باحثاً عن التجديد.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق العقل هو مَن حلَّق أولاً (الباريزيان)

تحليق شراعي حُرّ لمُقعدين فرنسيين مع كراسيهم المتحرّكة

في بلدة أندليس بشمال فرنسا، يمكن للمُقعدين ممارسة التحليق الشراعي الحُرّ. فاستقبل نادٍ عدداً من ذوي الحاجات الخاصة ممّن دُرِّبوا على ممارسة هذه الرياضة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق «يوان يوان» احتفلت بعشرينها (أ.ب)

باندا عملاقة صينية المولد تحتفل بعامها الـ20 في حديقة بتايوان

الباندا العملاقة «يوان يوان» احتفلت بعيد ميلادها الـ20 في العاصمة التايوانية تايبيه، وسط تهاني حارّة من المعجبين بها.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
TT

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)

اختتم مهرجان «العلمين الجديدة» نسخته الثانية بحفل غنائي للمطرب المصري الشاب ويجز، الجمعة، بعد فعاليات متنوعة استمرت 50 يوماً، ما بين حفلات غنائية وموسيقية وعروض مسرحية، بالإضافة إلى أنشطة فنية ورياضية متعددة.

وشهدت النسخة الثانية تعاوناً بين إدارة المهرجان والهيئة العامة للترفيه، ممثلة في إدارة «موسم الرياض»، بتقديم عروض مسرحية في العلمين قادمة من «موسم الرياض»، من بينها مسرحيات «السندباد» لكريم عبد العزيز، ونيللي كريم، و«التلفزيون» لحسن الرداد، وإيمي سمير غانم، إلى جانب حفلات غنائية منها حفل الفنان العراقي كاظم الساهر.

ومنحت الشراكة بين «موسم الرياض» و«العلمين الجديدة»، زخماً كبيراً للفعاليات، حسب الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: إن «تقديم العروض المسرحية يُعدّ من أهم الإضافات التي شهدها المهرجان في نسخته الثانية العام الحالي، خصوصاً مع وجود نجوم كبار شاركوا في هذه العروض».

عمر خيرت مع إسعاد يونس ضمن فعاليات المهرجان (إدارة المهرجان)

وأضاف عبد الرحمن أن «من بين الأمور المميزة في العروض التي تضمّنها المهرجان عدم اقتصار المسرحيات على النجوم، ولكن أيضاً على الشباب، على غرار مسرحيتي (الشهرة)، و(عريس البحر)، وهما العرضان اللذان لاقيا استحسان الجمهور، ما انعكس في نفاد تذاكر المسرحيات خلال ليالي العرض».

يدعم هذا الرأي الناقد الفني خالد محمود، الذي يشير إلى أهمية التعاون بين الجانبين بما ينعكس إيجاباً على المحتوى الفني المقدم للجمهور، مشيراً إلى أن «في النسخة الثانية من مهرجان (العلمين الجديدة) تحقق جزء كبير من الأحلام والطموحات التي جرى الحديث عنها بعد انتهاء الدورة الأولى، عبر مشاركة نجوم عرب في الحفلات على غرار ماجدة الرومي، وكاظم الساهر، بعد غياب لفترة طويلة».

وأشار محمود إلى «تنوع الحفلات الغنائية والفعاليات المصاحبة للمهرجان، خصوصاً فيما يتعلّق بالاستعانة بفرق الفنون الشعبية من مختلف المدن المصرية لتقديم عروضها في المهرجان بحفلات متنوعة»، لافتاً إلى أن «غياب البث المباشر للحفلات كان بمثابة نقطة ضعف لا بدّ من تجاوزها في النسخة المقبلة».

وتضمن المهرجان، الذي افتتح حفلاته الغنائية محمد منير في يوليو (تموز) الماضي، فعاليات جماهيرية كثيرة، منها الاحتفال بأبطال مصر الحاصلين على ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية، بالإضافة إلى إطلاق فعاليات مهرجان «نبتة»، الذي قدم أنشطة فنية وترفيهية للأطفال بمشاركة فنانين، من بينهم أحمد أمين وهشام ماجد.

محمد منير خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

ومن بين الحفلات الفنية الكبرى التي شهدها المهرجان، حفلات عمرو دياب، وتامر حسني، وعمر خيرت، وفريق «كايروكي»، بجانب تصوير عشرات الحلقات التلفزيونية مع نجوم الفن من مصر والعالم العربي الذين شاركوا في المهرجان.

وشهدت سماء مدينة العلمين الجديدة عروضاً جوية بالطائرات في الأيام الأخيرة للمهرجان، فيما قدمت فرق متعددة من جهات وأقاليم مختلفة عروضاً مجانية لمسرح الشارع.

إحدى فرق الفنون الشعبية ضمن فعاليات المهرجان (إدارة المهرجان)

وأعلنت «اللجنة العليا» للمهرجان، في بيان، السبت، انتهاء الفعاليات بعد تحقيقه «خدمة توعوية وتثقيفية وسياسية وتنموية ومجتمعية للدولة المصرية وأبنائها بتنفيذ عدد غير مسبوق من الفعاليات الشاملة، ومشاركة جميع أطياف المجتمع المصري وفئاته العمرية والصحية والاقتصادية والتعليمية، واستقبال زوار من 104 جنسيات لدول أجنبية، وكذلك عدد كبير من المسؤولين والدبلوماسيين العرب والأجانب».

ويتوقف محمد عبد الرحمن عند إعلان المهرجان تخصيص 60 في المائة من الأرباح لدعم فلسطين للتأكيد على أن «تأثير المهرجان ليس فنياً ترفيهياً فقط، بل يحمل رسالة مجتمعية مهمة».

ويشير خالد محمود إلى «ضرورة استفادة المهرجان مما تحقّق على مدار عامين بترسيخ مكانته بين المهرجانات العربية المهمة، الأمر الذي يتطلّب مزيداً من التوسع في النُّسخ المقبلة التي تتضمن التخطيط للاستعانة بنجوم عالميين لإحياء حفلات ضمن فعالياته».