«بيلبورد عربية» ستُطلق ألبوم «أصوات الأرض» وقائمة بـ40 موسيقياً للإبداع العربي

ترقب لاستهداف مواقع جديدة

تجربة فريدة تطلقها «بيلبورد عربية» في «أصوات الأرض» (الشرق الأوسط)
تجربة فريدة تطلقها «بيلبورد عربية» في «أصوات الأرض» (الشرق الأوسط)
TT

«بيلبورد عربية» ستُطلق ألبوم «أصوات الأرض» وقائمة بـ40 موسيقياً للإبداع العربي

تجربة فريدة تطلقها «بيلبورد عربية» في «أصوات الأرض» (الشرق الأوسط)
تجربة فريدة تطلقها «بيلبورد عربية» في «أصوات الأرض» (الشرق الأوسط)

تعتزم «بيلبورد عربية» إطلاق ألبوم من 10 مقاطع موسيقية لـ«أصوات الأرض»، تُطلق بشكل منفصل تباعاً على مدار العام، في حين يتوقع أن تستهدف «بيلبورد» مواقع جديدة في المرحلة المقبلة، بخلاف المدن الخمس السابقة.

وشكلت الموسيقى التي أطلقتها «بيلبورد» في وقت سابق، والتي تحاكي صوت أرض «العلا» الواقعة غرب السعودية، حالة فريدة من حيث الإبداع، والمزج ما بين تاريخ هذه المدينة وعظمة طبيعتها، كذلك هو الحال في ‏صوت «الطفيلة» في الأردن، بوصفها واحة خصبة وسط المساحات القاحلة، وصوت «تنغير» في المغرب القابع بين سلسلة جبال الأطلس، إضافة لصوت «وادي قاديشا» في لبنان الذي ينحدر من أحضان مرتفعات لبنان، وصوت «الأقصر» في مصر وقصة «وادي الملوك».

وقال رامي زيدان المدير العام لـ«بيلبورد عربية» لـ«الشرق الأوسط» إن «بيلبورد ستستثمر شراكتها مع الشركة التقنية الإعلامية (gamma) العالمية في إنتاج الألبوم الموسيقي الرسمي لـ(أصوات الأرض)، حيث سيعملون في (gamma) مع فرقهم وقائمتهم العالمية لربط مجتمع الموسيقى العالمي بأصواتنا المحلية، وسيتكون الألبوم من 10 مقاطع موسيقية، تُطلق بشكل منفصل تباعاً على مدار العام الحالي، احتفاءً بالثقافة المتنوعة لموسيقى المنطقة، وبما يؤسّس للتعاون بين المنتجين العالميين والمواهب الموسيقية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».

وعمّا إذا كان هناك من مدن جديدة ستُضم إلى القائمة، قال زيدان إن «اختيارنا للمواقع الخمسة على وجه الخصوص جاء استناداً إلى معايير عدّة، بما فيها التضاريس وشكل الوادي ومدى التشابه مع الأخاديد التي يمكن مشاهدتها في أسطوانات الفينيل، ومن الممكن إضافة أماكن جديدة في المراحل المقبلة لهذا العمل الإبداعي».

رامي زيدان المدير العام لـ«بيلبورد عربية»

وتمثّل نماذج «أصوات الأرض» فرصة ثمينة لجميع المنتجين والفنانين وعشّاق الموسيقى حول العالم لترجمة شغفهم عبر أعمال فنّية إبداعية مستوحاة من تلك المقطوعات، وفقاً لزيدان، الذي أضاف أن «بيلبورد عربية» وجّهت دعوة لمجموعة متنوعة من المنتجين المشهورين والصاعدين بهدف تسليط الضوء على الأسماء الجديدة إلى جانب تلك المعروفة. وتابع: «هناك دعوة مفتوحة وُجّهت للفنانين والمنتجين حول العالم للمشاركة بهذه المبادرة، وتأليف مقطوعات موسيقية متنوّعة، استناداً إلى تلك النماذج، أو إنتاج أغانٍ كاملة، تُدرج بوصفها أعمالاً إبداعية في قائمة الموسيقى الرائجة، موضحاً أنه ومنذ انطلاق هذه المبادرة شارك أكثر من 100 منتج في إنتاج أصوات أو أنغام فريدة من نوعها، وسنُعلن قريباً عن المشاركين».

وعن الأسباب لتحديد المواقع الخمسة، قال إن «المواقع تعبّر عن خصوصية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع تنوع جمالها وطبيعة الأرض العربية بين المساحات الخضراء الشاسعة والوديان والكثبان الرملية والجبال الصخرية وغيرها»، لافتاً إلى أن البيانات التي جُمعت عن الواقع كانت من وكالة «ناسا»، ومن موقع البحث «غوغل»، وبتوجيه من الجيولوجي أنطوان ديلاوني، وهو جيولوجي من جامعة كاوست، في حين طوّرنا نماذج ثلاثية الأبعاد عبر تقنيات تحليل الخرائط والبيانات الطبوغرافية ومن ثَمّ استخدمت هذه النماذج للحفر على أسطوانات موسيقية فونوغرافية.

وتحدث المدير العام، عن استراتيجية «بيلبورد عربية» قائلاً إن «إطلاق مبادرة (أصوات الأرض) هي أول مبادرة فنية من هذا النوع، وما تلاها من توجيه الدعوة للفنانين والمنتجين حول العالم للمشاركة بهذه المبادرة وتأليف مقطوعات موسيقية متنوّعة استناداً إلى تلك النماذج أو إنتاج أغانٍ كاملة، وإدراجها بوصفها أعمالاً إبداعية في قائمة الموسيقى الرائجة».

وشدّد زيدان على أن «بيلبورد عربية» «ستُركّز في تسليط الضوء على الموسيقى العربية والمجتمع الموسيقي الذي يُساهم في ثقافتنا الموسيقية. و(أصوات الأرض) هو احتفال بفن الصوت والإنتاج، وسنُطلق قريباً قائمة تضمّ 40 محترفاً موسيقياً تحت سن الـ40. لعرض تنوّع مواهبنا في المنطقة، كما سنُطلق 8 تصنيفات جديدة لتعطي أوسع الأنواع الموسيقية منها، الهيب هوب، وإندي شيلات، والمهرجانات».


مقالات ذات صلة

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

يوميات الشرق عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت «الأوركسترا السعودية» أجمل الألحان الموسيقية في ليلة ختامية كان الإبداع عنوانها على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الوتر السادس أحمد سعد سيطرح ألبوماً جديداً العام المقبل (حسابه على {إنستغرام})

أحمد سعد لـ«الشرق الأوسط»: ألبومي الجديد يحقق كل طموحاتي

قال الفنان المصري أحمد سعد إن خطته الغنائية للعام المقبل، تشمل عدداً كبيراً من المفاجآت الكبرى لجمهوره بعد أن عاد مجدداً لزوجته علياء بسيوني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الوتر السادس الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})

بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

وصفت الفنانة المصرية بشرى الأغاني الرائجة حالياً بأنها «تجارية»، وقالت إن هذا النوع لا يناسبها

أحمد عدلي (القاهرة)
الوتر السادس تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
TT

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)

في النسيج الواسع لتاريخ الفن التشكيلي، تبرز بعض الأعمال الفنية وتكتسب شهرة عالمية، ليس بسبب مفرداتها وصياغاتها الجمالية، ولكن لقدرتها العميقة على استحضار المشاعر الإنسانية، وفي هذا السياق تُعدّ لوحات الفنان السوري ماهر البارودي بمنزلة «شهادة دائمة على معاناة الإنسان وقدرته على الصمود»، وهي كذلك شهادة على «قوة الفن في استكشاف أعماق النفس، وصراعاتها الداخلية».

هذه المعالجة التشكيلية لهموم البشر وضغوط الحياة استشعرها الجمهور المصري في أول معرض خاص لماهر البارودي في مصر؛ حيث تعمّقت 32 لوحة له في الجوانب الأكثر قتامة من النفس البشرية، وعبّرت عن مشاعر الحزن والوحدة والوجع، لكنها في الوقت ذاته أتاحت الفرصة لقيمة التأمل واستكشاف الذات، وذلك عبر مواجهة هذه العواطف المعقدة من خلال الفن.

ومن خلال لوحات معرض «المرايا» بغاليري «مصر» بالزمالك، يمكن للمشاهدين اكتساب فهم أفضل لحالتهم النفسية الخاصة، وتحقيق شعور أكبر بالوعي الذاتي والنمو الشخصي، وهكذا يمكن القول إن أعمال البارودي إنما تعمل بمثابة تذكير قوي بالإمكانات العلاجية للفن، وقدرته على تعزيز الصحة النفسية، والسلام، والهدوء الداخلي للمتلقي.

لماذا يتشابه بعض البشر مع الخرفان (الشرق الأوسط)

إذا كان الفن وسيلة للفنان والمتلقي للتعامل مع المشاعر، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فإن البارودي اختار أن يعبِّر عن المشاعر الموجعة.

يقول البارودي لـ«الشرق الأوسط»: «يجد المتلقي نفسه داخل اللوحات، كل وفق ثقافته وبيئته وخبراته السابقة، لكنها في النهاية تعكس أحوال الجميع، المعاناة نفسها؛ فالصراعات والأحزان باتت تسود العالم كله». الفن موجود إذن بحسب رؤية البارودي حتى يتمكّن البشر من التواصل مع بعضهم بعضاً. يوضح: «لا توجد تجربة أكثر عالمية من تجربة الألم. إنها تجعلهم يتجاوزون السن واللغة والثقافة والجنس لتعتصرهم المشاعر ذاتها».

الفنان السوري ماهر البارودي يحتفي بمفردة الخروف في لوحاته (الشرق الأوسط)

لكن ماذا عن السعادة، ألا تؤدي بالبشر إلى الإحساس نفسه؟، يجيب البارودي قائلاً: «لا شك أن السعادة إحساس عظيم، إلا أننا نكون في أقصى حالاتنا الإنسانية عندما نتعامل مع الألم والمعاناة». ويتابع: «أستطيع التأكيد على أن المعاناة هي المعادل الحقيقي الوحيد لحقيقة الإنسان، ومن هنا فإن هدف المعرض أن يفهم المتلقي نفسه، ويفهم الآخرين أيضاً عبر عرض لحظات مشتركة من المعاناة».

وصل الوجع بشخوص لوحاته إلى درجة لم يعد في استطاعتهم أمامه سوى الاستسلام والاستلقاء على الأرض في الشوارع، أو الاستناد إلى الجدران، أو السماح لعلامات ومضاعفات الحزن والأسى أن تتغلغل في كل خلايا أجسادهم، بينما جاءت الخلفية في معظم اللوحات مظلمةً؛ ليجذب الفنان عين المشاهد إلى الوجوه الشاحبة، والأجساد المهملة الضعيفة في المقدمة، بينما يساعد استخدامه الفحم في كثير من الأعمال، وسيطرة الأبيض والأسود عليها، على تعزيز الشعور بالمعاناة، والحداد على العُمر الذي ضاع هباءً.

أحياناً يسخر الإنسان من معاناته (الشرق الأوسط)

وربما يبذل زائر معرض البارودي جهداً كبيراً عند تأمل اللوحات؛ محاولاً أن يصل إلى أي لمسات أو دلالات للجمال، ولكنه لن يعثر إلا على القبح «الشكلي» والشخوص الدميمة «ظاهرياً»؛ وكأنه تعمّد أن يأتي بوجوه ذات ملامح ضخمة، صادمة، وأحياناً مشوهة؛ ليعمِّق من التأثير النفسي في المشاهد، ويبرز المخاوف والمشاعر المكبوتة، ولعلها مستقرة داخله هو نفسه قبل أن تكون داخل شخوص أعماله، ولمَ لا وهو الفنان المهاجر إلى فرنسا منذ نحو 40 عاماً، وصاحب تجربة الغربة والخوف على وطنه الأم، سوريا.

أجواء قاتمة في خلفية اللوحة تجذب العين إلى الألم البشري في المقدمة (الشرق الأوسط)

وهنا تأخذك أعمال البارودي إلى لوحات فرنسيس بيكون المزعجة، التي تفعل كثيراً داخل المشاهد؛ فنحن أمام لوحة مثل «ثلاث دراسات لشخصيات عند قاعدة صلب المسيح»، نكتشف أن الـ3 شخصيات المشوهة الوحشية بها إنما تدفعنا إلى لمس أوجاعنا وآلامنا الدفينة، وتفسير مخاوفنا وترقُّبنا تجاه ما هو آتٍ في طريقنا، وهو نفسه ما تفعله لوحات الفنان السوري داخلنا.

لوحة العائلة للفنان ماهر البارودي (الشرق الأوسط)

ولا يعبأ البارودي بهذا القبح في لوحاته، فيوضح: «لا أحتفي بالجمال في أعمالي، ولا أهدف إلى بيع فني. لا أهتم بتقديم امرأة جميلة، ولا مشهد من الطبيعة الخلابة، فقط ما يعنيني التعبير عن أفكاري ومشاعري، وإظهار المعاناة الحقيقية التي يمر بها البشر في العالم كله».

الخروف يكاد يكون مفردة أساسية في أعمال البارودي؛ فتأتي رؤوس الخرفان بخطوط إنسانية تُكسب المشهد التصويري دراما تراجيدية مكثفة، إنه يعتمدها رمزيةً يرى فيها تعبيراً خاصاً عن الضعف.

لبعض البشر وجه آخر هو الاستسلام والهزيمة (الشرق الأوسط)

يقول الفنان السوري: «الخروف هو الحيوان الذي يذهب بسهولة لمكان ذبحه، من دون مقاومة، من دون تخطيط للمواجهة أو التحدي أو حتى الهرب، ولكم يتماهى ذلك مع بعض البشر»، لكن الفنان لا يكتفي بتجسيد الخروف في هذه الحالة فقط، فيفاجئك به ثائراً أحياناً، فمن فرط الألم ومعاناة البشر قد يولد التغيير.