بين 1992 للملكة إليزابيت و2024 للملك تشارلز... «العام المروّع» يعيد نفسه

الملكة إليزابيث سنة 1992 تلقي كلمتها بمناسبة الذكرى الأربعين لجلوسها على العرش معترفة بأنه «عام مروع» (بي بي سي)
الملكة إليزابيث سنة 1992 تلقي كلمتها بمناسبة الذكرى الأربعين لجلوسها على العرش معترفة بأنه «عام مروع» (بي بي سي)
TT

بين 1992 للملكة إليزابيت و2024 للملك تشارلز... «العام المروّع» يعيد نفسه

الملكة إليزابيث سنة 1992 تلقي كلمتها بمناسبة الذكرى الأربعين لجلوسها على العرش معترفة بأنه «عام مروع» (بي بي سي)
الملكة إليزابيث سنة 1992 تلقي كلمتها بمناسبة الذكرى الأربعين لجلوسها على العرش معترفة بأنه «عام مروع» (بي بي سي)

في كلمة ألقتها بمناسبة الذكرى الأربعين لجلوسها على العرش، عام 1992، استخدمت ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث مصطلحاً لاتينياً لم يَرُق للكثيرين لوصف ذلك العام، إذ اعترفت أمام كبار الشخصيات المجتمعين والأمة المراقبة، بأن عائلتها مرّت بـ«Annus horribilis» أي «عام مروع».

فعام الملكة المروع شهد حالتي طلاق في العائلة المالكة، فانفصل ابنها الثاني أندرو عن زوجته سارة، كما طلقت ابنتها آن زوجها مارك فيليبس، وأصبحت الخلافات بين ابنها تشارلز وزوجته ديانا قضية رأى عام ونُشر كتابان عن حياة الأميرة ديانا، التي كانت لا تزال على قيد الحياة آنذاك، بجانب اندلاع حريق مروع في قلعة ويندسور.

ومذاك الحين، رسخت عبارة «Annus horribilis» في الذاكرة بوصفها اعترافاً بأنه حتى الملوك الملتزمين والذين نادراً ما يخونون مشاعرهم، تؤلمهم الآثار التراكمية عند مواجهة سلسلة من الضربات.

ووفق تحليل لصحيفة «الغارديان»، فقد تم بالتأكيد تصنيف الأشهر الـ12 الماضية على أنها من بين أكثر الأشهر المؤلمة للعائلة المالكة في الذاكرة الحية، وتعكس صدى عام 1992 بالنسبة للملكة. إنها «Annus horribilis» الملك تشارلز.

صورة تجمع الملك تشارلز وزوجته الملكة كاميلا مع الأمير ويليام والأميرة كيت (رويترز)

وأثارت الأسابيع الأخيرة ضجة حول التلاعب بصورة الأميرة كيت مع أطفالها، الأمر الذي أشعل وسائل التواصل الاجتماعي بنظريات مؤامرة غريبة بعد أسابيع من التكهنات حول صحة الأميرة المحبوبة.

تم الإعلان عن دخول كيت إلى المستشفى في يناير (كانون الثاني)، في اليوم نفسه الذي تم فيه تشخيص إصابة الملك تشارلز الثالث بسرطان غير محدد.

أدى الافتقار إلى التفاصيل حول حالة أي منهما، وصمت العائلة المالكة خلال الأسابيع والأشهر التالية، إلى تغذية الشعور لدى الجمهور بأنه لم يتم إخباره بالقصة بأكملها.

ليأتي بيان أمس ويكشف المستور عن حالة كيت الصحية وإصابتها بالسرطان وتلقيها العلاج.

«الغارديان» لاحظت أن تشخيص كيت ميدلتون والملك تشارلز جاء بعد أقل من عام من الاحتفال الفخم الذي أقيم في كنيسة وستمنستر، الذي تم فيه تتويج تشارلز الثالث، عن عمر يناهز 74 عاماً، من قبل رئيس أساقفة كانتربري، الذي ربما كانت العائلة تأمل أن يكون بداية عهد جديد: عصر الاستقرار.

من تتويج الملك تشارلز الثالث (رويترز)

قبل بضعة أشهر، قاد الملك تشارلز المشيعين في جنازة والدته، بعد أن اصطف مئات الآلاف من الجماهير طوال الليل وحول المبنى لتكريم نعشها، وسط موجة من الحزن.

وبحسب الصحيفة، كانت التوترات والمتاعب العائلية واضحة حتى وقت الجنازة، إذ لم يرتَدِ الأمير أندرو الزي العسكري أثناء سيره خلف نعش والدته، بعد أن تم تجريده من واجباته الملكية عقب مزاعم الاعتداء الجنسي المقدمة في قضية أمام محكمة أميركية، وهو ما ينفيه الأمير دائماً.

الملك تشارلز الثالث والأميرة آن والأمير أندرو ينضمون إلى موكب نعش الملكة إليزابيث الثانية من قصر هوليرود هاوس إلى كاتدرائية سانت جايلز في إدنبرة (أ.ب)

كذلك، عاد الأمير هاري لحضور جنازة جدته الحبيبة لكن وجوده لم يؤدِ إلا إلى التأكيد على وضعه «شبه المنفصل»، على حد وصف «الغارديان».

وفي يناير، نشر الأمير هاري مذكرات «فاضحة»، على حد تعبير الصحيفة، بعنوان «سبير»، التي أثارت الكثير من الجدل حيث تحدّث فيها عن تفاصيل انهيار علاقته بوالده، وبشقيقه ويليام.

مذكرات الأمير هاري «سبير»

أيضاً، واصل هاري رفع سلسلة من القضايا العلنية ضد الصحافة البريطانية، التي تعمل على تذكير الجمهور بوضعه المشحون. كما أنه كان يحارب الحكومة البريطانية في المحكمة بشأن ما إذا كان ينبغي لدافعي الضرائب أن يدفعوا فاتورة أمنه الشخصي عندما يزور بريطانيا.

الأمير هاري وميغان (بي بي سي)

على الجهة الثانية، لا يزال شقيق الملك تشارلز، الأمير أندرو، «مصدراً مستمراً للإذلال» بحسب «الغارديان»، مع دراما قادمة على «نتفليكس» من المقرر أن تعيد صياغة المقابلة المدمرة مع إميلي ميتليس، التي تم استجوابه فيها حول صداقته مع مرتكب الجرائم الجنسية المدان الراحل جيفري إبستين.

وأوضحت «الغارديان»، أنه لم يكن لدى تشارلز الوقت الكافي لترسيخ نفسه كملك حاكم، وهو المنصب الذي انتظر حياته لشغله، قبل أن يجبره تشخيص حالته على تقليص واجباته العامة.


مقالات ذات صلة

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

يوميات الشرق كاميلا ملكة بريطانيا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الأدب بحضور الأميرة آن (رويترز)

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

حصلت الملكة البريطانية كاميلا، زوجة الملك تشارلز، على الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لـ«مهمتها الشخصية» في تعزيز محو الأمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأمير ويليام خلال تسجيل أول فيديو عبر منصة «تيك توك» (اندبندنت)

حاور طالبة تأخرت عن محاضرتها... الأمير ويليام يقتحم عالم «تيك توك» (فيديو)

ظهر الأمير ويليام لأول مرة على تطبيق «تيك توك» خلال زيارة إلى مركز حرم مدينة بلفاست.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الملك البريطاني تشارلز يلوّح بقبعته (أ.ف.ب)

بعيده الـ76... الملك تشارلز يحتفل عبر افتتاح مركزين لتوزيع الطعام

يحتفل الملك تشارلز ملك بريطانيا، اليوم (الخميس)، بعيد ميلاده السادس والسبعين بافتتاح مركزين لتوزيع الإمدادات الغذائية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تقف كيت أميرة ويلز البريطانية على شرفة أثناء الخدمة الوطنية لإحياء الذكرى في النصب التذكاري بلندن (أ.ب)

الأميرة كيت تستضيف أول فعالية ضخمة بعد التشخيص بالسرطان

تعود كيت أميرة ويلز البريطانية بأبرز ظهور لها في الفعاليات الملكية، الشهر المقبل، في حين تتحسن حالة ملكة بريطانيا بعد عدوى في الصدر.

«الشرق الأوسط» (لندن )
يوميات الشرق الملكة الراحلة إليزابيث الثانية مع بوريس جونسون (رويترز)

«هذا الأحمق لن ينظم جنازتي»... هكذا مزحت الملكة إليزابيث من استقالة جونسون

كشف كتاب جديد أن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية علّقت على استقالة بوريس جونسون من منصب رئيس الوزراء، بسخرية حيث قالت: «على الأقل هذا الأحمق لن ينظم جنازتي».

«الشرق الأوسط» (لندن)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
TT

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة، وأكد أنه يعود للسينما بأحدث أفلامه «الغربان» الذي قام بتصويره على مدى 4 سنوات بميزانية تقدر بنصف مليار جنيه (الدولار يساوي 49.73 جنيه)، وأن الفيلم تجري حالياً ترجمته إلى 12 لغة لعرضه عالمياً.

وأضاف سعد خلال جلسة حوارية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الخميس، أنه يظهر ضيف شرف لأول مرة من خلال فيلم «الست» الذي يروي سيرة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وتقوم ببطولته منى زكي وإخراج مروان حامد، ومن إنتاج صندوق «بيج تايم» السعودي و«الشركة المتحدة» و«سينرجي» و«فيلم سكوير».

وعرض سعد لقطات من فيلم «الغربان» الذي يترقب عرضه خلال 2025، وتدور أحداثه في إطار من الحركة والتشويق فترة أربعينات القرن الماضي أثناء معركة «العلمين» خلال الحرب العالمية الثانية، ويضم الفيلم عدداً كبيراً من الممثلين من بينهم، مي عمر، وماجد المصري، وأسماء أبو اليزيد، وهو من تأليف وإخراج ياسين حسن الذي يخوض من خلاله تجربته الطويلة الأولى، وقد عدّه سعد مخرجاً عالمياً يمتلك موهبة كبيرة، والفيلم من إنتاج سيف عريبي.

وتطرق سعد إلى ظهوره ضيف شرف لأول مرة في فيلم «الست» أمام منى زكي، موضحاً: «تحمست كثيراً بعدما عرض علي المخرج مروان حامد ذلك، فأنا أتشرف بالعمل معه حتى لو كان مشهداً واحداً، وأجسد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، ووجدت السيناريو الذي كتبه الروائي أحمد مراد شديد التميز، وأتمنى التوفيق للفنانة منى زكي والنجاح للفيلم».

وتطرق الناقد رامي عبد الرازق الذي أدار الحوار إلى بدايات عمرو سعد، وقال الأخير إن أسرته اعتادت اصطحابه للسينما لمشاهدة الأفلام، فتعلق بها منذ طفولته، مضيفاً: «مشوار البدايات لم يكن سهلاً، وقد خضت رحلة مريرة حتى أحقق حلمي، لكنني لا أريد أن أسرد تفاصيلها حتى لا يبكي الحضور، كما لا أرغب في الحديث عن نفسي، وإنما قد أكون مُلهماً لشباب في خطواتهم الأولى».

عمرو سعد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (إدارة المهرجان)

وأرجع سعد نجاحه إلي «الإصرار والثقة»، ضارباً المثل بزملاء له بالمسرح الجامعي كانوا يفوقونه موهبة، لكن لم يكملوا مشوارهم بالتمثيل لعدم وجود هذا الإصرار لديهم، ناصحاً شباب الممثلين بالتمسك والإصرار على ما يطمحون إليه بشرط التسلح بالموهبة والثقافة، مشيراً إلى أنه كان يحضر جلسات كبار الأدباء والمثقفين، ومن بينهم الأديب العالمي نجيب محفوظ، كما استفاد من تجارب كبار الفنانين.

وعاد سعد ليؤكد أنه لم يراوده الشك في قدرته على تحقيق أحلامه حسبما يروي: «كنت كثيراً ما أتطلع لأفيشات الأفلام بـ(سينما كايرو)، وأنا أمر من أمامها، وأتصور نفسي متصدراً أحد الملصقات، والمثير أن أول ملصق حمل صورتي كان على هذه السينما».

ولفت الفنان المصري خلال حديثه إلى «أهمية مساندة صناعة السينما، وتخفيض رسوم التصوير في الشوارع والأماكن الأثرية؛ لأنها تمثل ترويجا مهماً وغير مباشر لمصر»، مؤكداً أن الفنان المصري يمثل قوة خشنة وليست ناعمة لقوة تأثيره، وأن مصر تضم قامات فنية كبيرة لا تقل عن المواهب العالمية، وقد أسهمت بفنونها وثقافتها على مدى أجيال في نشر اللهجة المصرية.

وبدأ عمرو سعد (47) عاماً مسيرته الفنية خلال فترة التسعينات عبر دور صغير بفيلم «الآخر» للمخرج يوسف شاهين، ثم فيلم «المدينة» ليسري نصر الله، وقدمه خالد يوسف في أفلام عدة، بدءاً من «خيانة مشروعة» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة» وصولاً إلى «كارما»، وقد حقق نجاحاً كبيراً في فيلم «مولانا» للمخرج مجدي أحمد علي، وترشح الفيلم لتمثيل مصر في منافسات الأوسكار 2018، كما لعب بطولة عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية من بينها «يونس ولد فضة»، و«ملوك الجدعنة»، و«الأجهر»، بينما يستعد لتصوير مسلسل «سيد الناس» أمام إلهام شاهين وريم مصطفى الذي سيُعْرَض خلال الموسم الرمضاني المقبل.