أم كلثوم تُلهم فناني كاريكاتير للتعبير عن «قوة المرأة المصرية»

معرض فني بالعاصمة الجديدة يضم 30 بورتريهاً لـ«كوكب الشرق»

أم كلثوم تلهم كثيراً من المبدعين (الشرق الأوسط)
أم كلثوم تلهم كثيراً من المبدعين (الشرق الأوسط)
TT

أم كلثوم تُلهم فناني كاريكاتير للتعبير عن «قوة المرأة المصرية»

أم كلثوم تلهم كثيراً من المبدعين (الشرق الأوسط)
أم كلثوم تلهم كثيراً من المبدعين (الشرق الأوسط)

ألهمت «كوكب الشرق» أم كلثوم فنانين من 13 دولة لرسم بورتريهات لها تعبر عن «قوة المرأة المصرية»، وما تمثله المطربة الراحلة من قوة ناعمة بالنسبة لمصر، خلال معرض بعنوان «كوكب الشرق» استضافه مقر وزارة الثقافة المصرية بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، والذي يستمر حتى نهاية مارس (آذار) الحالي، ويضم 30 بورتريهاً.

يأتي المعرض ضمن احتفالات وزارة الثقافة بـ«يوم المرأة المصرية»، الذي يوافق 16 مارس من كل عام، ويضم أعمالاً متنوعة بخامات وأساليب مختلفة تعبر عن القيمة الكبيرة التي تمثلها أم كلثوم في نفوس المبدعين.

الفنان فوزي مرسي، عضو الجمعية المصرية للكاريكاتير، ومنسق المعرض، يقول إن «الفكرة بدأت بدعوة من رئيس قطاع العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة، أمير تادرس، لتقديم مجموعة معارض في مقر وزارة الثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة».

جانب من افتتاح معرض أم كلثوم بالعاصمة الجديدة (الشرق الأوسط)

وأضاف مرسي، لـ«الشرق الأوسط»: «تحدثنا في البداية عن تنظيم معرض عن نجيب محفوظ واثنين من كبار الكتاب اليابانيين الحائزين على نوبل، هما ياسوناري كاواباتا وكنزابورو أوي، لكن جرى تأجيله مؤقتاً، واتفقنا على الاحتفاء بأم كلثوم في يوم المرأة المصرية، وفي أعياد المرأة خلال مارس الحالي».

يأتي هذا المعرض في إطار مبادرة أطلقتها وزيرة الثقافة المصرية، نيفين الكيلاني، لاستثمار مبنى الوزارة بالعاصمة الإدارية في تقديم محتوى ثقافي وفني للعاملين بالوزارة والمترددين عليها؛ بغرض التعريف بالعاصمة الإدارية، على أن تكون الأنشطة بالتنسيق مع سفارات الدول الأجنبية بمصر أو الفنانين الأجانب.

أم كلثوم تعد رمزاً مصرياً (الشرق الأوسط)

ويشارك في المعرض فنانون من مصر، والسعودية، والعراق، والأرجنتين، وإندونيسيا، ورومانيا، وبنجلاديش، وإسبانيا، وكولومبيا، والصين، وبيرو، والهند، وبولندا، وكرواتيا، ويقدم كل فنان رؤيته لـ«كوكب الشرق» أو تأثيراتها عليه وعلى فنه.

ومن بين المشاركين في المعرض فنان من بيرو، أرسل لمنسق المعرض فيديو وهو يستمع لأم كلثوم، رغم عدم فهمه اللغة العربية، لكنه كان مستمتعاً بالموسيقى وجمال صوتها، فكان يرسم «بورتريه» لها على ألحان أغنياتها وعلى إيقاع صوتها، وفق مرسي.

معرض «كوكب الشرق» يضم لوحات متنوعة (الشرق الأوسط)

ووصف مرسي المعرض بأنه «جزء من قوة مصر الناعمة»، مشيراً إلى أن أم كلثوم تعبر عن «قوة المرأة المصرية وقمة تحققها، كما أن المعرض يسهم في تعريف العالم كله بمبدعينا وفنانينا الكبار وفي انتشار الثقافة المصرية». وقال إن «هناك معارض مشابهة أقمناها عن نجيب محفوظ في متحفه وفي أماكن أخرى، كما نجهّز لمعرض ثنائي بين طاغور ونجيب محفوظ في المركز الثقافي الهندي بالقاهرة».

وحول جمهور معرض أم كلثوم بالعاصمة الجديدة، ذكر منسق المعرض أن «وزارة الثقافة نفسها يعمل بها أكثر من ألف شخص، بالإضافة إلى الوزارات المجاورة، وكذلك المترددون على المبنى، وهي خطة أعدّتها الوزارة ليصبح هذا المكان مركزاً للإشعاع الثقافي خطوة بخطوة».

لوحة الفنان السعودي ماهر عاشور (الشرق الأوسط)

ويعدّ هذا المعرض، الذي تنظمه الجمعية المصرية للكاريكاتير، بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، الأول من نوعه في العاصمة الإدارية الجديدة، ومن المنتظر إقامة أكثر من معرض ونشاط بالمقر الجديد، وفقاً لكلام مرسي.

واحتفت الجمعية المصرية للكاريكاتير من قبل بأم كلثوم، في الملتقى الدولي للكاريكاتير عام 2022، وتعد أم كلثوم (1898 - 1975) من أهم المطربات في مصر، وحصلت على عدد من الجوائز والأوسمة الرفيعة، وسافرت للغناء في عدة دول حول العالم.


مقالات ذات صلة

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

آسيا صورة من معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس للتعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات (أ.ف.ب)

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

يتيح معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس التعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات، ومعاينة يأسهن وما ندر من أفراحهنّ.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الخط العربي حاضر (من المعرض)

حين تتفاهم الحضارات بلغة الألوان والفنون

يقدم المعرض مروحة واسعة مفتوحة على عدد من الثقافات والحضارات. إنها مقتنيات تعكس مهارة الإنسان المبدع وروعة المخيلة البشرية والنفوذ الكوني للفن على مرّ القرون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق «الحزن» لوحة للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)

«يوميات القاهرة» تُلهم 5 تشكيليين مصريين لاكتشاف السعادة والمعاناة

يمكن للمشاهد الذي لا يعرف تفاصيل القاهرة، أو لم تسبق له زيارتها من قبل، أن يتعرّف على زخمها الإنساني، من خلال تأمل أعمال هذا المعرض الجماعي.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق «سفينة الزمن» للفرنسية جان ماري أبريو (إدارة المعرض)

«الأبد هو الآن»... مغامرات تشكيلية تُغرّد خارج السّرب في سفح الأهرامات

يُغرّد المعرض خارج السّرب من خلال مغامرات تشكيلية وأعمال مركبة ذات صبغة حداثية تسعى للتماهي مع اسم المعرض عبر تجسيد «فكرة الزمن».

رشا أحمد (القاهرة)
يوميات الشرق من أعمال معرض «ولدوا في السبعينات» (الشرق الأوسط)

50 غاليري من 14 دولة في معرض إسطنبول للفن المعاصر

استقبلت مدينة إسطنبول بتركيا، الأسبوع الماضي، محبي الفنون من تركيا وخارجها لحضور افتتاح الدورة الجديدة من معرض وسوق إسطنبول للفن المعاصر في نسخته التاسعة عشرة

عبير مشخص (إسطنبول)

حين تتفاهم الحضارات بلغة الألوان والفنون

الخط العربي حاضر (من المعرض)
الخط العربي حاضر (من المعرض)
TT

حين تتفاهم الحضارات بلغة الألوان والفنون

الخط العربي حاضر (من المعرض)
الخط العربي حاضر (من المعرض)

إنه مكان فريد عابق بتاريخ أوروبا يستقبل تاريخاً فريداً آخر زاخراً بروائع الشرق. ففي القصر التاريخي لفندق «البحرية» المُطل على ساحة «الكونكورد» في باريس، بمواجهة المسلة المصرية، يُقام معرض لمجموعة مقتنيات آل ثاني القطرية من تحف تعود للعصور القديمة حتى يومنا هذا. إنها واحدة من المجموعات الخاصة المرموقة في العالم، تستقر في عاصمة النور لعام كاملٍ، حتى خريف 2025، لكي تُتاح رؤيتها لأكبر عدد من عشاق الفنون والصناعات التقليدية القديمة.

الخزف بأحلى تجلياته (من المعرض)

ويقدم المعرض مروحة واسعة مفتوحة على عدد من الثقافات والحضارات. إنها مقتنيات تعكس مهارة الإنسان المبدع وروعة المخيلة البشرية والنفوذ الكوني للفن على مرّ القرون. وهي تُدار من مؤسسة تعنى بالترويج لثراء الفنون وتنوع الثقافات. كما تشجع مشروعات إقامة المتاحف وتنظيم المعارض. وسبق لهذه المقتنيات النادرة أن عُرضت في قاعات مرموقة، مثل متحف «متروبوليتان» في نيويورك، و«فكتوريا وألبرت» في لندن، ومتحف «الأرميتاج» في سان بطرسبرغ، والمتحف الوطني في طوكيو.

وريقات هبطت من الشجرة (من المعرض)

استفاد فندق «البحرية» من مجموعة آل ثاني الضخمة لتقديم كنوزٍ من جميع أنحاء العالم تفتّحت عبر العصور. ولهذا فإن المعرض يحمل عنوان: «الألوان تتكلم كل اللغات». إنها 80 قطعة تنتمي إلى 5 قارات مختلفة، يعود تاريخ أقدمها إلى الألفية الأولى قبل الميلاد. وبما أن الألوان هي العنوان، فقد صُمّم أسلوب العرض وفق هذا التقسيم: القطع التي يطغى عليها اللون الأزرق، ثم الأحمر والأصفر والأخضر والأبيض والأسود. إن استخدام اللون لا يأتي عبثاً. وهناك مفاهيم تتعلق بكل لون حسب الحضارات والمعتقدات.

ثوبها يروي حكايتها (من المعرض)

وقد تختلف الاستخدامات والرموز باختلاف الفترة الزمنية والبلد الذي استُخدمت فيه. ويرى القائمون على المعرض أن هذه المختارات تشكل ما يشبه «صندوق العجائب» بالنسبة للجيل الحالي. فهي فرائد من أزمان ماضية تُبهر المشاهد وتدفعه للتفكير في مدى المهارة التي بلغها الصانع القديم والسعة التي وصل إليها خياله.

من أجواء معرض مجموعة آل ثاني (من المعرض)

وفندق «البحرية» مكان فريد أيضاً، وهو قصر شُيّد في القرن الـ18 ليكون شاهداً على عصر الملك لويس الخامس عشر. ويجاور المبنى قصر مشابه له تماماً يقع على الرصيف المقابل، يشغله اليوم فندق «كريون» العريق. ومنذ 3 سنوات بدأ فندق «البحرية» فتح صالاته لعرض المجموعات الأثرية الخاصة، وأيضاً معارض مؤقتة تُنظّم بالتعاون مع متاحف عالمية ترافقها ندوات لمتخصصين في الآثار ومختلف ميادين الفنون التشكيلية.