ودَّع الوسط الفني المصري الفنان محمود الشاذلي، الثلاثاء، عن عمر ناهز 84 عاماً بعد صراع مع المرض. وكان الراحل أحد نجوم المسلسل الدرامي المصري الشهير «ليالي الحلمية»، إذ لعب دور القهوجي «زعتر»، واشتهر عموماً بتجسيد أدوار الطبقة الكادحة.
وأعلن قصر ثقافة كفر الشيخ (دلتا مصر)، حيث مسقط رأس الشاذلي، عن تشييع الفنان، وإقامة العزاء مساء الثلاثاء، وسط اهتمام إعلامي وحزن في الأوساط الفنية على رحيله.
وشارك محمود الشاذلي في العديد من الأعمال التي كان القاسم المشترك فيها الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، والمخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ، وكان أهمها مسلسل «ليالي الحلمية»، الذي عرض في 6 أجزاء منذ عام 1987 وحتى 2016 ويُعدّ من الملاحم الكبرى في الإنتاج الدرامي المصري، ولعب دور البطولة فيه كلٌ من يحيى الفخراني وصلاح السعدني وصفية العمري وفردوس عبد الحميد.
ونعى الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية الفنان الراحل، قائلاً: لـ«الشرق الأوسط»: «ربطتني به صداقة على المستوى الشخصي، وذلك من خلال المخرج الكبير الراحل إسماعيل عبد الحافظ، الذي كان يجمعنا دائماً»، واصفاً الفنان الشاذلي بأنه «قيمة إنسانية كبيرة» وأنه «كان ودوداً ومحباً لزملائه ودائم التواصل معهم».
وعلى المستوى الفني وصفه زكي بأنه «كان فناناً مهماً جداً، ترك بصماته على أعمال لن ينساها التاريخ»، لافتاً: «لقد فقدنا إنساناً عظيماً وفناناً كبيراً».
واشتهر الفنان الراحل بالأدوار التي تجسد شخصية المواطن البسيط (ابن البلد)، إلى جانب المشاركة في عدد كبير من الأعمال التاريخية، وقد اشتهر بتمثيله في المسرح بمحافظة كفر الشيخ، تحديداً في مسرحية «الهلافيت»، من تأليف الكاتب المسرحي الراحل محمود دياب، وانتقل بعد ذلك للعمل في التلفزيون والسينما منذ سبعينات القرن الماضي.
ومن أبرز الأعمال التي قدمها محمود الشاذلي أدواره في مسلسلات «الوسية» و«خالتي صفية والدير» و«الزيني بركات» و«القضاء في الإسلام» و«ألف ليلة وليلة»، و«سقوط الخلافة»، و«الفرسان»، و«الفتوحات الإسلامية»، و«الإمام الغزالي»، وكان آخر الأعمال التي شارك فيها مسلسل «ابن ليل» عام 2012.
وللفنان الراحل مساهمات أيضاً في السينما من خلال مشاركته في فيلمي «مبروك وبلبل» و«اللي رقصوا على السلم».
وكان الفنان الراحل محمود الشاذلي يعمل موظفاً في وزارة الصحة المصرية، إلى جانب عمله بالفن، وتعرض لأزمة صحية وصلت إلى 10 سنوات، حسب وسائل إعلام محلية، ابتعد على إثرها عن الوسط الفني ليخضع للعلاج.