يبدو أنّ اللوحة الجدارية التي رسمها فنان الشارع بانكسي على مبنى سكني شمال لندن، قد نالها التشويه، فالعمل الفني ظهر خلال عطلة نهاية الأسبوع في متنزه «فينزبيري»، وفيه مشهد الطلاء الأخضر على جدار خلف شجرة قريبة، لإعطاء مظهر أوراق الشجر، مع رسم بالطلاء لوجود شخص إلى جانبه. لكنّ هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أفادت بأنّ المواطن الإنجليزي مات ماكينا (35 عاماً) رأى طلاءً أبيض قد تناثر فوق الجدار. وأكد أنه شاهد الجدارية مشوَّهة، بينما كان يتنزّه مع كلبه. وقال: «إنه عارٌ حقيقي. لقد حدث ذلك بين ليلة وضحاها». وأضاف: «عندما ظهرت الجدارية يوم الأحد، شاهدتها شريكتي وقالت إنها أحبّتها كثيراً قبل أن يتحدّث عنها الجميع. ثم بدأت الشائعة تقول إنه من المرجَّح أن يكون الرسم من أعمال بانكسي، قبل أن يُنشَر على صفحته في (إنستغرام)».
كما هي الحال مع عديد من أعمال بانكسي، أثارت الجدارية الأخيرة جدلاً، مُخلّفةً مجموعة آراء متباينة، من بينها ما يعود إلى دعاة الحفاظ على الحياة البرّية الذين قالوا إنّ تلك الشجرة قد قُلِّمت مرّة أخرى أو حتى شُذِّبت بشكل يزيد على حدّه.
وقبل ظهور الطلاء الأبيض، قال مجلس إزلنغتون (غرب لندن) إنّ فريق إزالة الغرافيتي التابع له كان على علم بهذه الأعمال الفنية، ولن يزيلها.
وأوضحت السلطات المحلّية أنّ شجرة الكرز التي اختارها بانكسي يتراوح عمرها بين 40 و50 عاماً، وكانت في حالة صحّية متردّية مع تعرُّضها للتسوُّس والفطريات.
وأضاف المجلس أنه سيواصل العمل في محاولة للحفاظ على الشجرة حيّة، وإنه تنبغي إعادة استنباتها.
بدوره، قال رئيس الشركة المسؤولة عن تقليم الشجرة إلى شكلها الحالي، نيابةً عن المجلس، إنّ فريقه استخدم «شكلا قديماً من التشذيب»، يُعرَف باسم التقليم، حيث أُزيلت الأجزاء العلوية منها.
وأوضح لورنس - ثور ستيفن، مدير شركة «ثور تريس»، أنّ هذه الممارسة تمنع الأغصان الضعيفة من السقوط. وقال إنها «وسيلة جيّدة حقاً لزيادة عمر الشجرة»، آملاً أن «تزدهر في الربيع».