هل «بانكسي» قام برسم اللوحة الجدارية خلف شجرة في لندن؟

جدارية الشجرة التي ظهرت على مبنى سكني في شمال لندن (أ.ب)
جدارية الشجرة التي ظهرت على مبنى سكني في شمال لندن (أ.ب)
TT

هل «بانكسي» قام برسم اللوحة الجدارية خلف شجرة في لندن؟

جدارية الشجرة التي ظهرت على مبنى سكني في شمال لندن (أ.ب)
جدارية الشجرة التي ظهرت على مبنى سكني في شمال لندن (أ.ب)

أكد فنان الشارع البريطاني المجهول بانكسي أن جدارية الشجرة التي ظهرت على جدران مبنى سكني في شمال لندن هي من صنع يديه، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وفي منشور على حسابه على تطبيق التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، اليوم الاثنين، قال الفنان البريطاني إن اللوحة الجدارية من أعماله، وذلك بعد يوم من انتشار التكهنات بعد ظهورها على جدران أحد المباني في هورنسي روود في منطقة فينسبري بارك بشكل مفاجئ.

وبانكسي هو فنان غرافيتي إنجليزي مشهور ولكنه مجهول الهوية في الوقت نفسه، ويُعتقد أن اسمه روبرت بانكسي من مواليد سنة 1974 وأصله من بلدة ييات القريبة من مدينة بريستول، إلا أنه لا يوجد تأكيد على هويته الحقيقية، ولذا فإن سيرته الذاتية تبقى مجهولة، وقد ظهرت رسوماته المختلفة في العديد من المواقع في بريطانيا، وخصوصاً في مدينة بريستول، وفي لندن وحول العالم، بما في ذلك في الضفة الغربية على الجدار العازل، وتتنوع موضوعات رسوماته ولكن تهتم أغلبها بالمواضيع السياسية والثقافية والأخلاقية.

وقد تم رسم اللوحة على جدار يقع خلف الشجرة ويراها المارة، بينما ينظرون إلى الجنوب الشرقي أسفل هورنسي روود في فينسبري بارك.

وتحتوي اللوحة على صورة بالحجم الطبيعي لامرأة تحمل غسالة ضغط، بعدما قامت، على ما يبدو، برش طلاء أخضر على جانب المبنى السكني، وعند النظر إليه وهو في وسط الجدار والشجرة في المقدمة، فإن الطلاء الأخضر يبدو وكأنه يحاكي أوراق الشجر التي تم قطعها من الشجرة بعد تقليمها.

وقال الخبير جيمس بيك لبرنامج «توداي» في هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، صباح اليوم الاثنين، إنه يعتقد أن العمل يحمل «جميع السمات المميزة لأي عمل فني جيد، إذ إن لديه كل التقنيات الصحيحة، فهو يحتوي على رسالة مثيرة للاهتمام وسهلة الفهم، كما أن موقعه ذكي للغاية، ويتردد صدى الفكرة في اللحظة التي يرى فيها المارة اللوحة، فبالنسبة لبانكسي، السياق هو أهم شيء».

وخرجت حشود من الناس لمشاهدة العمل الفني صباح يوم الاثنين، وقالت وانجا سيلرز، وهي من سكان هورنسي روود التي يقع منزلها على بُعد بضعة مبانٍ من اللوحة الجدارية، لوكالة أنباء «أسوشيتد برس»: «نحن فخورون وسعداء للغاية لأن بانكسي اختار المنطقة التي نسكن بها وفينسبري بارك لعمله الفني الجديد».

وأضافت: «الألوان الخضراء الزاهية في اللوحة تمثل مدينة إزلينغتون الجميلة، وبالطبع يوم القديس باتريك، وهو يوم جميل واحتفالي، فاختيار ألوان منطقتنا يجعل الأمر يبدو وكأنه رسالة شخصية لنا نحن السكان، ولذا فنحن نشعر بالفخر الشديد».


مقالات ذات صلة

الجيش البريطاني يستغني عن سفن ومروحيات قديمة ومكلفة

أوروبا طائرة مسيّرة (أرشيفية - رويترز)

الجيش البريطاني يستغني عن سفن ومروحيات قديمة ومكلفة

أعلن وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، اليوم (الأربعاء)، التخلي عن سفن ومروحيات وطائرات مسيّرة حربية عفا عليها الزمن أو تعتبر صيانتها مكلفة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
الاقتصاد شعار «بي بي» البريطانية (رويترز)

انخفاض أرباح «بي بي» البريطانية لأدنى مستوى في 4 سنوات

أعلنت شركة «بي بي» البريطانية عن انخفاض أرباحها في الربع الثالث من العام الحالي، بنسبة 30 في المائة، إلى 2.3 مليار دولار، وهو أدنى مستوى في 4 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق حساء الطماطم على لوحة «زهور عباد الشمس» لفان جوخ (غيتي)

نفد الصبر... «ناشونال غاليري» يضاعف إجراءاته الأمنية ضد محتجي المناخ

على مر الزمن كانت حركات الاحتجاج تلجأ إلى وسائل مستفزة وصادمة مثل إيقاف المرور في الطرق السريعة، أو استخدام الصمغ لإلصاق الأيدي بالحواجز وواجهات المحال…

عبير مشخص (لندن)
الاقتصاد ميناء «لندن جيت واي» (الموقع الإلكتروني لشركة «دي بي ورلد»)

«دي بي ورلد» الإماراتية مستمرة في استثمارها بميناء بريطاني

قالت الحكومة البريطانية إن «دي بي ورلد» الإماراتية ستمضي في مشروع استثماري بتكلفة مليار جنيه إسترليني (1.3 مليار دولار) بميناء «لندن جيت واي».

«الشرق الأوسط» (لندن)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
TT

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

ضمن مشروع الأفلام الذي يعدّه «مركز توثيق التراث الطبيعي والحضاري» في «مكتبة الإسكندرية» بعنوان «عارف»، يروي فيلم الأقصر التسجيلي الوثائقي تاريخ واحدة من أقوى العواصم في تاريخ الحضارات القديمة، ويستدعي ما تمثّله هذه المدينة من كنز حضاري منذ أن كانت عاصمة مصر في عهد الدولة الوسطى.

في هذا السياق، قال مدير المركز التابع لـ«مكتبة الإسكندرية»، الدكتور أيمن سليمان، إنّ «سلسلة أفلام (عارف) تقدّم القصص التاريخية عن الأماكن والمدن والمعالم المهمة في مصر، بصورة أفلام قصيرة تُصدّرها المكتبة»، موضحاً أنه «صدر من هذه السلسلة عدد من الأفلام ضمن منظور غير تقليدي هدفه توعية النشء والشباب بأسلوب سهل ومبسَّط؛ ولا تتعدى الفترة الزمنية لكل فيلم 3 دقائق، وهو متاح باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «فيلم (الأقصر) يتناول قصة واحدة من أقوى عواصم العالم القديم، عاصمة الإمبراطورية المصرية. طيبة أو (واست) العصية كما عُرفت في مصر القديمة، التي استمدت قوتها من حصونها الطبيعية. فقد احتضنتها الهضاب والجبال الشاهقة من الشرق والغرب، مثل راحتَي يد تلتقيان عند مجرى نهر النيل. وكانت رمز الأقصر عصا الحكم في يد حاكمها الذي سيطر على خيرات الأرض، فقد منَّ الله عليها بنعمة سهولة الزراعة، كما وصفها الإغريق».

«بوستر» الفيلم الوثائقي عن الأقصر (مكتبة الإسكندرية)

ولم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة. فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد كلما عانت التفكك والانقسام. ومن أبنائها، خرج محاربون عظماء، مثل منتُوحتب الثاني الذي أعاد توحيد الدولة المصرية وجعل الأقصر عاصمةً لها، وأحمس الذي صدَّ عدوان الغزاة، وفق ما يشير الفيلم.

وأوضح سليمان أنه «مع استقرار البلاد، تهيّأت الظروف لازدهار الثقافة والحضارة التي تحترم الإنسان وقدراته، رجالاً ونساءً. فقد تركت حتشبسوت نماذج فريدة في العمارة والفنون والثقافة والاستكشاف. وفي ساحات معابد الكرنك، اجتمع الأمراء والطلاب للعلم والعبادة معاً، مُشكّلين بذلك طابعاً خاصاً للشخصية المصرية. وسجّل تحتمس الثالث الحياة اليومية في الإمبراطورية المصرية، جنباً إلى جنب مع الحملات العسكرية، على جدران معبد الكرنك، في حين شيّد أمنحتب الثالث نماذج معمارية مهيبة شرق النيل وغربه».

جانب من الفيلم الوثائقي عن الأقصر (مكتبة الإسكندرية)

وتابع: «الأقصر تحتفظ بدورها الثائر ضدّ المحتل عبر عصور الاضطراب والغزو، مثل حائط صدّ ثقافي حافظ على الهوية المصرية. ودفع هذا الإسكندر والبطالمة والأباطرة الرومان إلى تصوير أنفسهم بالهيئة المصرية القديمة على جدران المعابد، إجلالاً واحتراماً. وقد احتضنت معابد الأقصر الكنائس والمساجد في وحدة فريدة صاغتها الثقافة المصرية، لتشكّل جسراً جديداً من جسور التراث والفكر».

ولفت إلى أنّ «شامبليون طاف بها 6 أشهر كاملةً ليملأ عينيه بجمال آثارها. فهي قبلة الباحثين من شتى أنحاء العالم، الذين يأتون إليها آملين أن تبوح لهم أرضها بأسرار تاريخ البشر، وأن تكشف لهم مزيداً من كنوز الفنون والآداب والعلوم».

وتهدف سلسلة «عارف» إلى تقديم نحو 100 فيلم وثائقي، وأصدرت أيضاً أفلام «توت عنخ آمون»، و«بورتريهات الفيوم»، و«هيباتيا»، و«سرابيوم الإسكندرية»، و«الألعاب في مصر القديمة»، و«القاهرة التاريخية».