«الإعلام الكويتية» تتوعد «المسلسل الرمضاني المسيء للمجتمع»

بعد حملة انتقادات لـ«زوجة واحدة لا تكفي»

موجة انتقادات عنيفة تعّم وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت موجهة لمسلسل «زوجة واحدة لا تكفي».
موجة انتقادات عنيفة تعّم وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت موجهة لمسلسل «زوجة واحدة لا تكفي».
TT

«الإعلام الكويتية» تتوعد «المسلسل الرمضاني المسيء للمجتمع»

موجة انتقادات عنيفة تعّم وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت موجهة لمسلسل «زوجة واحدة لا تكفي».
موجة انتقادات عنيفة تعّم وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت موجهة لمسلسل «زوجة واحدة لا تكفي».

أعلنت وزارة الإعلام الكويتية أنها باشرت اتخاذ إجراءات، لم تفصح عنها، تجاه «المسلسل الرمضاني المسيء للمجتمع الكويتي»، مؤكدة رفضها التام لأي أعمال فنية تتضمن إساءة لدولة الكويت أو تمس أخلاقيات المجتمع الكويتي.

وتعهدت الوزارة بأنها «ستتخذ الإجراءات اللازمة للتصدي لأي عمل فني يسيء للمجتمع الكويتي». وقالت الوزارة في بيان صدر (فجر اليوم السبت) إنها «باشرت اتخاذ عدة إجراءات تجاه المسلسل الرمضاني المسيء للمجتمع الكويتي ومنع تكرار مثل هذه المشاهد المسيئة ومطالبة جميع المعنيين باحترام القوانين واللوائح والمواثيق واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عرض مثل هذه المشاهد مستقبلاً».

وشددت وزارة الإعلام على أن الأعمال الفنية يجب أن تحمل رسائل أخلاقية راقية وتحترم خصوصيات المجتمعات كافة، وأن تبتعد عن المساس بالثوابت.

وأشادت الوزارة بالدور الذي قامت به جمعيات النفع العام التي استنكرت مثل هذه الأفعال، ما يدلل على الوعي المجتمعي في دولة الكويت ورفضه لأي مشاهد تمس أخلاقياته ومبادئه الثابتة.

ولم يذكر بيان وزارة الإعلام اسم المسلسل الذي تدوره حوله الإجراءات العقابية، لكن موجة انتقادات عنيفة تعّم وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت موجهة خصوصاً لمسلسل «زوجة واحدة لا تكفي»، من تأليف، هبة حمادة، وإخراج علي العلي، وإنتاج جمال سنان، وبطولة: هدى حسين وسحر حسين، وفاطمة الصفي، ونور الغندور، وحمد أشكناني، ومن مصر: ماجد المصري، وآيتن عامر، وشيماء يونس، ومن البحرين خالد الشاعر ونور الشيخ، ومن لبنان سينتيا صموئيل.

وتركزت الانتقادات على المسلسل الذي يعرض حالياً على شاشة MBC ومنصة «شاهد»، بأنه يشوّه صورة المجتمع الكويتي، ويتعارض مع أخلاقيات وأعراف المجتمع.

الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني

وكان الاتحاد الكويتي لشركات الإنتاج الفني والمسرحي والدعاية والإعلان وصناع الترفيه، أصدر بياناً (السبت) أعرب فيه عن «استيائه واستنكاره لتكرار الإساءة للمجتمع الكويتي، وخصوصاً في الخمس سنوات الأخيرة، وتحديداً في شهر رمضان المبارك بإنتاج بعض أعمال فنية تم تصويرها وتبث من خارج دولة الكويت ولمنتج غير كويتي ونجوم غير كويتيين».

وأشار إلى أن «هذه الأعمال هي أعمال غير كويتية ولا تمت للمجتمع الكويتي بأي صله، لأنها لا تخضع لرقابة وزارة الإعلام الكويتية ولا تخضع لأي جهة رقابية حكومية داخل الكويت، وإن كان من بينهم عدد قليل من الممثلين الكويتيين فلا يمكن اعتبار العمل كويتياً».

وأضاف: «نود أن نؤكد أننا لا نعمم أبداً، لأن هناك الكثير من الممثلين الكويتيين والمقيمين بالكويت يقدمون لنا أعمالاً فنية راقية تليق بهم وبالمجتمع الكويتي والخليجي، حتى وإن كان التصوير خارج الكويت ويتحدثون باللهجة الكويتية فهم يمثلون الدراما الكويتية خير تمثيل».

وأكد الاتحاد: «ونحن بدورنا نضع يدنا بيد كل معالي الوزراء المعنيين وهم الإعلام والداخلية والخارجية لوضع الضوابط والجزاءات المناسبة لكل فنان تسول له نفسه سواء كويتياً أو مقيماً أن يسيء أو يشوه صورة المجتمع الكويتي خارج الكويت».



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».