تشدّ فنانات مصريات انتباه الجمهور خلال الموسم الدرامي الرمضاني الحالي، بتجسيد أدوار الأمهات بإتقان وبألوان مختلفة، ما بين الشعبي والطبقة المتوسّطة وغيرهما، إذ ينافسن أبطال الأعمال من الشباب، وفق نقاد ومتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي يشيدون بالشخصيات الدرامية.
من بين هؤلاء الفنانات، ميمي جمال التي تشارك في مسلسل «كامل العدد 2»، بشخصية طغت عليها الملامح الكوميدية، كما يشهد مسلسل «العتاولة» مشاركة فريدة سيف النصر في دور أم تتمتّع بشخصية قوية، بينما تشارك شيرين في المسلسل الكوميدي «أشغال شقة»، وسلوى محمد علي في المسلسل عينه بدور الحماة. أما انتصار فتلفت الأنظار بدور الأم في مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة»، وتشارك فيه أيضاً بدور مماثل إنعام سالوسة.
ميمي جمال التي تشارك في 3 أعمال درامية خلال موسم رمضان؛ هي «العتاولة» و«كامل العدد 2» و«بقينا اتنين»، تقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «لدور الأم رونقاً مختلفاً وجاذباً يجعل الممثل في أفضل حالاته من ناحية المشاعر الإنسانية والمعرفة المسبقة بالأمور الحياتية والاجتماعية».
ورغم عدم تشابُه أدوارها في الأعمال الثلاثة، فإنها لم تجد صعوبة في تجسيد دور الأم. وذكرت أنّ «كل شخصية تُقدَّم في إطار مختلف ما بين الأم في الطبقة الراقية والطبقة المتوسّطة والشعبية»، لافتة إلى أنّ «خبرتها الشخصية لها تأثير مباشر في تقديم دور الأم على الشاشة كما تعيشه في الواقع تماماً».
وخلال السياق الدرامي لهذه الأعمال، حرصت الفنانات (الأمهات) على الظهور بإطلالة تعبّر عن أعمارهن، وتكاد تكون خالية من مستحضرات التجميل، للخروج بالشخصية بواقعية بعيداً عن التكلُّف في المظهر الخارجي، سواء في الزي أو الشكل. ومثلما تميّزت بعضهن في تقديم دور الأم الحنون، جسَّدت أخريات شخصية الحماة المتسلّطة.
من جانبه، يعدّ الناقد الفني المصري طارق الشناوي، دور الأم، «من الأصعب في الدراما، نظراً لكتابته في كثير من الأحيان بشكل هامشي»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنّ «الفنانات اللاتي يجسّدن هذه النوعية من الأدوار كنَّ نجمات في الماضي، ومن خلالها، يقدّمن رسالة للناس ولصنّاع الدراما بأنهن لا يزلن في أوج عطائهن ويتمتّعن بالقبول».
ويشيد الشناوي بكثير من الأسماء اللاتي يقدّمن دور الأم في الدراما، عبر مساحة اعتاد الجمهور على محدوديتها، ما يجعل إمكاناتهن المشحونة عبر الزمن تظهر في تجسيد الشخصيات على الشاشة.
بدوره، يرى الناقد الفني المصري كمال القاضي أنّ «الممثلة الذكية تستغلّ موهبتها على مدى مراحل عمرها، فلا تتوقّف عند سنّ معينة، ولا ترتبط بنمط واحد من الأدوار»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «قبول أدوار الأم في أعمال عدّة وإتقانها يُعدّان نوعاً من التكيُّف مع متغيّرات العمر، والمرحلة، والظروف، والعبرة في النهاية بالإجادة، وليس بنوع الدور».
ويوضح أنّ «دور الأم يتحدّد في السيناريو وفق أهمية الموضوع، ومن ثَمّ يأتي دور المخرج المبدع الذي يطوّع الممثلة للوصول إلى أفضل مستوى ونتيجة»، مشيراً إلى أنّ «قبول عدد من الفنانات الشابات بدور الأم يمثّل اتجاهاً صحيحاً أيضاً، لأنه يكسر القاعدة ويضع الممثلة في اختبار حقيقي لقدراتها الإبداعية، ويزيد فرصها في العمل والتطوّر والاستمرار».