توسُّع مصري في استخدام تقنية «إزالة الشيخوخة» بمسلسلات رمضان

الذكاء الاصطناعي «أصبح ضرورة وحلاً» لمشكلات درامية

أحمد فؤاد سليم يبدو أصغر سنّاً في أحد مَشاهد «المعلم» (الشركة المنتجة)
أحمد فؤاد سليم يبدو أصغر سنّاً في أحد مَشاهد «المعلم» (الشركة المنتجة)
TT

توسُّع مصري في استخدام تقنية «إزالة الشيخوخة» بمسلسلات رمضان

أحمد فؤاد سليم يبدو أصغر سنّاً في أحد مَشاهد «المعلم» (الشركة المنتجة)
أحمد فؤاد سليم يبدو أصغر سنّاً في أحد مَشاهد «المعلم» (الشركة المنتجة)

توسَّع مخرجون مصريون في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لـ«إزالة الشيخوخة» ضمن مَشاهد الـ«فلاش باك» التي تتطلّب تصغير سنّ الممثلين، خلال مسلسلات الموسم الرمضاني الحالي.

واستخدم صنّاع مسلسل «المعلم»، من بطولة مصطفى شعبان، وتأليف محمد الشواف، وإخراج مرقس عادل، تقنية الذكاء الاصطناعي «De aging» في الحلقة الأولى، فظهر الفنان عبد العزيز مخيون بشخصية تاجر أسماك، في سنّ صغيرة، كما أطلَّ الفنان أحمد فؤاد سليم في سنّ أصغر من سنّه الحقيقية.

واستُخدِمت تلك التقنيات أيضاً في مسلسل «حق عرب»، من بطولة أحمد العوضي، وتأليف محمود حمدان، وإخراج إسماعيل فاروق، فبدا كل من رياض الخولي وسلوى عثمان وأحمد صيام، أصغر سنّاً خلال أحداث الحلقة الأولى.

يرى حمدان أنّ «اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي في صناعة الدراما أصبح ضرورة وحلاً لكثير من المشكلات»، لافتاً إلى أنّ «التوسُّع في استخدام هذه الأدوات يُثري الدراما ويمنحها صدقية وثقة بالنسبة إلى الناس»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «مَشاهد الـ(فلاش باك) التي استُخدِم فيها الذكاء الاصطناعي افتقرت إلى الجودة الكاملة، فتحقّقت بنسبة 85 في المائة، لكنها نسبة تُعدّ جيدة، مع الأخذ في الحسبان أنّ التعامل مع هذه الأدوات الجديدة لا يزال في مراحله الأولى».

أحمد صيام في لقطة من «حق عرب» (الشركة المنتجة)

لم تحدُث الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي درامياً للمرة الأولى هذا العام، فالمخرج محمد سامي لجأ إليها العام الماضي عبر مسلسل «جعفر العمدة»، خصوصاً في بعض مَشاهد الفنانة لبنى ونس؛ وهو الأمر الذي تعدُّه الناقدة الفنية ماجدة خير الله «حلاً لكثير من المشكلات في الصناعة الدرامية، شرط استخدامه بشكل صحيح».

وتشير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «ظهور الممثل نفسه ضمن مَشاهد (فلاش باك) في سنّ صغيرة، يضيف مزيداً من الصدقية على العمل، عوض الاستعانة بدوبلير، إنْ نُفِّذ ذلك بجودة عالية»، لافتةً إلى أنّ «الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لن تقتصر على مَشاهد الـ(فلاش باك)، بل تشهد توسّعاً كبيراً خلال الفترة المقبلة».

رياض الخولي ووفاء عامر بتقنية الذكاء الاصطناعي (الشركة المنتجة)

وهو رأي يدعمه مؤلّف مسلسل «حق عرب» محمود حمدان، فيؤكد أنّ «صنّاع الدراما قد يلجأون إلى الذكاء الاصطناعي لتصوير مَشاهد في أماكن يصعب الوصول إليها، أو إدراج عناصر درامية غير متوافرة بسهولة»، مشدداً على أنّ «العالم يشهد ثورة غير مسبوقة في هذا المجال، ستمتد إلى صناعة الدراما».

ويوضح أنّ «التفكير في اللجوء إلى أدوات الذكاء الاصطناعي في مَشاهد (الفلاش باك) بمسلسل (حق عرب)، كانت بالتوافق مع بطل العمل أحمد العوضي ومخرجه إسماعيل فاروق، والنتيجة مُرضية إلى حد كبير».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.