الجزائر: مشهد مشروب كحولي في مسلسل يثير حفيظة الحكومة

التلفزيونات الخاصة محل اتهام ببث «جرعة زائدة من العنف»

مسلسل «البراني» (الغريب) يبثّه تلفزيون «الشروق»
مسلسل «البراني» (الغريب) يبثّه تلفزيون «الشروق»
TT

الجزائر: مشهد مشروب كحولي في مسلسل يثير حفيظة الحكومة

مسلسل «البراني» (الغريب) يبثّه تلفزيون «الشروق»
مسلسل «البراني» (الغريب) يبثّه تلفزيون «الشروق»

تواجه قنوات تلفزيونية جزائرية خاصة، متاعب مع الحكومة في بداية شهر رمضان، بسبب محتويات مسلسلات درامية محل انتقاد شديد بسبب «تنافيها مع أخلاق المجتمع» و«جنوحها إلى بث مشاهد مفرطة في العنف».

وشدّدت «لجنة اليقظة لمتابعة البرامج الرمضانية عبر القنوات التلفزيونية»، الحكومية، اللهجة مع مسؤولي تلفزيون «الشروق»، عندما استدعتهم إلى مقرّها في وزارة الاتصال، أمس الخميس، وأبلغتهم عدم رضاها عن لقطات من مسلسل تبثه حالياً، عنوانه «البراني» (الغريب)، حسبما جاء في بيان لـ«اللجنة» من دون شرح ما تأخذه على العمل الدرامي، الذي يحقق مشاهدات عالية.

وأشار البيان نفسه، إلى تحذير وجهته «السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري»، للقنوات التلفزيونية في 3 من الشهر الحالي، يخص «ضرورة احترام خصوصية الشهر الفضيل وقدسيته».

وقال صحافيون إن ما أثار استياء الحكومة في مسلسل «البراني»، ظهور مشروب كحولي في آخر حلقة منه، الأمر الذي عدّته «مسّاً بالأخلاق» و«اعتداءً على قيم المجتمع الجزائري المسلم».

وكان وزير الاتصال محمد لعقاب، أشرف في 20 فبراير (شباط) الماضي، على إطلاق «لجنتين لليقظة»، واحدة لمتابعة البرامج في رمضان، والثانية خاصة بما تبثه التلفزيونات في برامجها الرياضية. وكانت الحكومة انتقدت بشدة، صحافيين ومذيعين رياضيين بسبب طريقة تعاطيهم مع إقصاء منتخب كرة القدم من كأس أفريقيا للأمم التي نظمت في ساحل العاج، شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. واتهمت بعضهم بـ«إثارة الفوضى» وبأنهم «يهدّدون السِّلم الاجتماعي».

ولا يعرف ماذا كان موقف مديرة تلفزيون «الشروق»، عندما طلب منها سبب عدم تفعيل الرقابة على مشهد الخمر فوق مائدة للطعام. ويرجّح بأن الحكومة لن تتردد في منع المسلسل، إن احتوت بقية حلقاته على «المحظورات».

وحسبما ورد من ملاحظات لـ«لجنة اليقظة»، في الأعمال التلفزيونية في رمضان، فإن الحكومة ليست راضية على «الجرعة الزائدة للعنف والترويج للمخدرات» التي تتضمنها. فهي تفضّل إبراز «الأشياء الجميلة الإيجابية، التي تعطي فسحة أمل، وهي كثيرة في البلاد»، وفق التقارير الأولى لـ«لجنة اليقظة».

من جهتهم، يؤكد منتجو ومخرجو الأعمال بأنها «تتضمن أحداثاً عاكسة للواقع الجزائري»، ويعترفون بأن بعض اللقطات «تشكّل صدمة في المجتمع»، لكنهم يشدّدون على أن الحلقات الأخيرة من مسلسلاتهم، تتضمن رسائل تنبذ الآفات وأنهم حريصون على إظهار ما يكابده ضحاياها.

وفي سنوات ماضية، كانت وزارة الاتصال قد حذّرت عدة قنوات، بعضها أُغلق لاحقاً، مثل «الجزائرية وان»، و«الهقار تي في»، من بث «مشاهد منافية لتقاليدنا العريقة وقيمنا الروحية السمحاء، ومنها نبذ العنف بمختلف أشكاله واحترام قدسية العائلة الجزائرية وجنوحها إلى الأمن والأمان داخل بيتها». مؤكدة أن البرامج التلفزية «اتخذت اتجاهاً مغايراً لهذه المعاني، يثير الاستنكار بسبب تركيزها على مظاهر العنف و الترويج لمختلف أشكاله».


مقالات ذات صلة

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

يوميات الشرق «البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

جدَّدت واقعة توقيف «بلوغر» أزمات صانعات المحتوى في مصر، وتصدَّرت أنباء القبض على داليا فؤاد «التريند» عبر «غوغل» و«إكس».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل كيليان مورفي يعود إلى شخصية تومي شلبي في فيلم «The Immortal Man» (نتفليكس)

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يعود المسلسل المحبوب «Peaky Blinders» بعد 6 مواسم ناجحة، إنما هذه المرة على هيئة فيلم من بطولة كيليان مورفي المعروف بشخصية تومي شلبي.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق جود السفياني (الشرق الأوسط)

جود السفياني... نجمة سعودية صاعدة تثبّت خطواتها في «خريف القلب»

على الرغم من أن الممثلة جود السفياني ما زالت في بداية العقد الثاني من عمرها، فإنها استطاعت أن تلفت الأنظار إليها من خلال مسلسلات محليّة حققت نسب مشاهدة عالية.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الفنان المصري مصطفى فهمي (وزارة الثقافة)

حزن في مصر لرحيل «برنس الشاشة» مصطفى فهمي

خيَّمت حالة من الحزن على الوسط الفني بمصر، الأربعاء، بعد إعلان رحيل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً.

محمد الكفراوي (القاهرة)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
TT

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من جامعة توركو الفنلندية، إلى أنّ الوقوف لفترات طويلة في العمل له تأثير سلبي في قياسات ضغط الدم على مدى 24 ساعة.

وتكشف النتائج عن أنّ الوقوف لفترات طويلة يمكن أن يرفع ضغط الدم، إذ يعزّز الجسم مسارات الدورة الدموية إلى الأطراف السفلية عن طريق تضييق الأوعية الدموية وزيادة قوة ضخّ القلب. وعلى النقيض من ذلك، ارتبط قضاء مزيد من الوقت في وضعية الجلوس في العمل بتحسُّن ضغط الدم.

وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة «ميديسين آند ساينس إن سبورتس آند إكسيرسيس»، إلى أنّ السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

تقول الباحثة في الدراسة، الدكتورة جووا نورها، من جامعة «توركو» الفنلندية: «بدلاً من القياس الواحد، فإن قياس ضغط الدم على مدار 24 ساعة هو مؤشر أفضل لكيفية معرفة تأثير ضغط الدم في القلب والأوعية الدموية طوال اليوم والليل».

وتوضِّح في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «إذا كان ضغط الدم مرتفعاً قليلاً طوال اليوم ولم ينخفض ​​بشكل كافٍ حتى في الليل، فتبدأ الأوعية الدموية في التصلُّب؛ وعلى القلب أن يبذل جهداً أكبر للتعامل مع هذا الضغط المتزايد. وعلى مرّ السنوات، يمكن أن يؤدّي هذا إلى تطوّر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

وأظهرت دراسات سابقة أنّ ممارسة الرياضة في وقت الفراغ أكثر فائدة للجهاز القلبي الوعائي من النشاط البدني الناتج عن العمل، الذي ربما يكون ضاراً بالصحّة، مشدّدة على أنّ التمارين الرياضية المنتظمة مهمة للسيطرة على ضغط الدم.

وعلى وجه الخصوص، تعدّ التمارين الهوائية الأكثر قوة فعالةً في خفض ضغط الدم، ولكن وفق نتائج الدراسة الجديدة، فإنّ النشاط البدني اليومي يمكن أن يكون له أيضاً تأثير مفيد.

في الدراسة الفنلندية، تم قياس النشاط البدني لموظفي البلدية الذين يقتربون من سنّ التقاعد باستخدام أجهزة قياس التسارع التي يجري ارتداؤها على الفخذ خلال ساعات العمل، وأوقات الفراغ، وأيام الإجازة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم المشاركون في البحث جهاز مراقبة ضغط الدم المحمول الذي يقيس ضغط الدم تلقائياً كل 30 دقيقة لمدّة 24 ساعة.

وتؤكد النتائج أنّ طبيعة النشاط البدني الذي نمارسه في العمل يمكن أن يكون ضاراً بالقلب والجهاز الدوري. وبشكل خاص، يمكن للوقوف لفترات طويلة أن يرفع ضغط الدم.

وتوصي نورها بأنه «يمكن أن يوفر الوقوف أحياناً تغييراً لطيفاً عن وضعية الجلوس المستمر على المكتب، ولكن الوقوف كثيراً يمكن أن يكون ضاراً. من الجيد أن تأخذ استراحة من الوقوف خلال العمل، إما بالمشي كل نصف ساعة أو الجلوس لبعض أجزاء من اليوم».

ويؤكد الباحثون أهمية النشاط البدني الترفيهي لكل من العاملين في المكاتب وفي أعمال البناء، وتشدّد نورها على أنه «جيد أن نتذكّر أنّ النشاط البدني في العمل ليس كافياً بذاته. وأنّ الانخراط في تمارين بدنية متنوّعة خلال وقت الفراغ يساعد على الحفاظ على اللياقة البدنية، مما يجعل الإجهاد المرتبط بالعمل أكثر قابلية للإدارة».