تحديد 4 آلاف مادة كيميائية بلاستيكية تضر بالإنسان والبيئة

كومة من القمامة البلاستيكية (رويترز)
كومة من القمامة البلاستيكية (رويترز)
TT

تحديد 4 آلاف مادة كيميائية بلاستيكية تضر بالإنسان والبيئة

كومة من القمامة البلاستيكية (رويترز)
كومة من القمامة البلاستيكية (رويترز)

رصد تقرير علمي حديث 4200 مادة كيميائية بلاستيكية تثير القلق؛ بسبب مخاطرها الكبيرة على صحة الإنسان والبيئة. وأوضح معدّو التقرير من الباحثين بالجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا أن «بعض تلك المواد البلاستيكية تستخدم في عبوات المواد الغذائية»، وفق تقرير أصدرته الجامعة، الخميس. وأشار التقرير إلى أنه يجري التفاوض حالياً على معاهدة عالمية لإنهاء التلوث البلاستيكي، بهدف إنهاء هذه الأزمة العالمية، وإتاحة الانتقال إلى اقتصاد أكثر أماناً واستدامة.

لكن من الضروري أن تتناول المعاهدة المواد الكيميائية البلاستيكية؛ لأن جميع المواد البلاستيكية، من عبوات المواد الغذائية إلى إطارات السيارات، تحتوي على آلاف المواد الكيميائية التي يمكن أن تتسرب إلى المواد الغذائية والمنازل والبيئة. وبما أن الكثير من هذه المواد الكيميائية خطرة، فإنها يمكن أن تضر بصحة الإنسان والبيئة، بحسب التقرير.

ورصد معلومات علمية أساسية عن المواد الكيميائية البلاستيكية التي يمكن أن تساعد على إنتاج مواد بلاستيكية أكثر أماناً للبشر والبيئة، في مورد واحد وشامل ومجمع بشكل منهجي. ويوفر التقرير الذي يطلق عليه اسم (PlastChem)، منهجاً علمياً للتعامل مع الكثير من المواد الكيميائية المثيرة للقلق في مجال البلاستيك اليوم، وسيدعم صانعي السياسات، وكذلك أصحاب المصلحة الآخرين، في اتخاذ القرارات المستندة إلى العلم. وتشتمل المواد الكيميائية البلاستيكية على جميع المواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك، بما في ذلك المواد المضافة والشوائب.

وحدد تقرير سابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومؤسسات دولية أخرى 13 ألف مادة كيميائية بلاستيكية. لكن التقرير الجديد، كشف عن أن هناك مواد كيميائية بلاستيكية أكثر مما كان معروفاً من قبل، مع وجود أكثر من 16 ألف مادة كيميائية، من بينها 4200 مادة كيميائية بلاستيكية، بنسبة 26 في المائة، تثير القلق بسبب مخاطرها الكبيرة على صحة الإنسان والبيئة.

وأشارت النتائج، إلى أن أكثر من 400 مادة كيميائية مثيرة للقلق يمكن أن توجد في كل نوع من أنواع البلاستيك الرئيسية، بما في ذلك عبوات المواد الغذائية التي تتسرب منها مواد كيميائية خطرة. ولفت التقرير إلى الحاجة إلى أساليب جديدة لتنظيم المواد الكيميائية البلاستيكية لجعلها أكثر أماناً، بما في ذلك تحديد مجموعات المواد الكيميائية البلاستيكية المثيرة للقلق على أساس المخاطر.

وقال المؤلف الرئيسي في التقرير، مارتن فاغنر، الأستاذ في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا: «تريد الحكومات في جميع أنحاء العالم معالجة مشكلة البلاستيك. ومع ذلك، لا يمكن تحقيق الأمر إلا إذا تم التعامل بشكل صحيح مع المواد الكيميائية البلاستيكية المسببة للمشاكل». وأوضح عبر موقع الجامعة أن «التقرير يقدم الأدلة العلمية التي نحتاج إليها بشدة لجعل المواد البلاستيكية أكثر أماناً للبيئة وللبشر».


مقالات ذات صلة

43 قتيلًا في هجوم شمال باكستان

آسيا خلال تشييع شخص قُتل بالهجمات في باكستان الخميس... في باراشينار شمال غربي باكستان في 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)

43 قتيلًا في هجوم شمال باكستان

ارتفعت حصيلة هجومين استهدفا، أمس (الخميس)، موكبين لعائلات شيعية في شمال غربي باكستان، الذي يشهد عنفاً طائفياً، إلى 43 شخصاً من بينهم 7 نساء و3 أطفال.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)

كيم: التواصل الدبلوماسي السابق يؤكد العداء الأميركي «الثابت» لكوريا الشمالية

قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إن التواصل الدبلوماسي السابق بين بيونغ يانغ وواشنطن أكد عداء الولايات المتحدة «الثابت» تجاه بلاده.

«الشرق الأوسط» (سيول)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس... 19 يوليو 2018 (أ.ف.ب)

أوربان يتحدى «الجنائية الدولية» ويدعو نتنياهو لزيارة المجر

أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أنه سيدعو نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المجر في تحدٍّ لمذكرة التوقيف الصادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (وسط) يحضر حفل تخرج للطلاب في أكاديمية عسكرية في ولاية ريو دي جانيرو بالبرازيل 26 نوفمبر 2022 (أ.ف.ب)

الشرطة البرازيلية تتهم الرئيس السابق بولسونارو بمحاولة الانقلاب عام 2022

قالت الشرطة الفيدرالية البرازيلية، اليوم الخميس، إنها وجهت الاتهامات للرئيس السابق جايير بولسونارو و36 شخصاً آخرين بتهمة محاولة الانقلاب عام 2022.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)
عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)
TT

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)
عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)

أفاد بحث جديد بأن الأنشطة المنزلية الروتينية قد تعرّض الناس لسحابة من جزيئات البلاستيك الصغيرة جداً، بحيث يمكن استنشاقها عميقاً في الرئتين.

ووجدت الدراسة التي أجريت في جامعة «بورتسموث» أن التمرين الرياضي على سجادة صناعية قد يؤدي إلى استنشاق ما يصل إلى 110 ألياف أو شظايا بلاستيكية كل دقيقة، وفق شبكة «سكاي نيوز» البريطانية.

وأظهرت الدراسة أن طي الملابس المصنوعة من أقمشة مثل البوليستر، وحتى مجرد الجلوس على أريكة، ينتج عموداً من الجزيئات المجهرية في الهواء المحيط.

ويقول الباحثون إن النتائج تؤكد على أهمية المحادثات التي تجريها الأمم المتحدة هذا الأسبوع للاتفاق على معاهدة عالمية للحد من التلوث البلاستيكي.

وفي هذا السياق، قالت فاي كوسيرو، أستاذة التلوث البيئي في الجامعة، التي قادت الدراسة، إن العواقب الصحية للجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الجسم لا تزال غير معروفة، لكنها تتخذ بالفعل خطوات للحد من تعرضها، بما في ذلك التحول حيثما أمكن إلى الأرضيات الخشبية والأقمشة المصنوعة من الألياف الطبيعية.

وقالت كوسيرو: «لا أعتقد بأنك بحاجة إلى الذهاب وتمزيق كل قطعة من البلاستيك في منزلك. هذا غير قابل للتطبيق، ولكنني أعتقد بأنه أمر مثير للقلق. إذا تعرضنا كل يوم طوال حياتنا وعشنا حتى سن 80 أو 90 عاماً، فماذا يعني ذلك؟».

وتابعت أنه «ليس مجرد حدث واحد، حيث نتعرض لمدة يوم أو يومين. هذه هي حياتنا بأكملها التي نستنشقها. إذن ماذا يحدث عندما تتراكم؟».

واستخدم الباحثون آلات لتصفية الهواء في غرفة بينما كان المتطوعون يقومون بأنشطة منزلية عادية. ثم حسبوا تركيز البلاستيك الدقيق في الهواء وعدد القطع التي من المحتمل استنشاقها.

أظهرت النتائج أن طي الملابس المصنوعة من الأقمشة الاصطناعية يمكن أن يؤدي إلى استنشاق سبع قطع من البلاستيك الدقيق في الدقيقة. والجلوس على الأريكة يمكن أن يؤدي إلى استنشاق 10 جزيئات كل دقيقة.

ولكن من المرجح أن يكون الحمل البلاستيكي الناتج عن التمرين أعلى بأكثر من 10 مرات، ويرجع ذلك جزئياً إلى التأثير على السجادة، وأيضاً بسبب معدل التنفس الأعلى.

وقالت كوسيرو إن بعض البلاستيك الدقيق سيتم إزالته من الرئتين عن طريق المخاط والسعال. لكن دراسات متعددة أكدت الآن وجود بلاستيك دقيق داخل الجسم، بما في ذلك الأوعية الدموية والمفاصل والأعضاء والدماغ.

ووفق الشبكة البريطانية، فإنه حتى الآن لا يوجد دليل مباشر على أن البلاستيك يسبب اعتلال الصحة، ولكن ثبت أنه يتلف الخلايا ويؤدي إلى الالتهابات، وتقول كوسيرو: «لا أستطيع أن أتخيل أي سيناريو نكتشف فيه أن استنشاق البلاستيك مفيد لنا. نحن نعلم أنه يمكن أن تكون له آثار سلبية عند تركيزات عالية جداً. ما لا نعرفه هو التركيز الذي سيكون عليه في بيئة منزلية، وإذا أردنا أن نتقدم على هذا المنحنى، ونتأكد من بقائنا تحت عتبات (المخاطر)، فنحن بحاجة إلى معرفة ماهيتها في أقرب وقت ممكن».

والبلاستيك الدقيق هو إما ألياف أو شظايا انكسرت من أجسام أكبر. ويقدر العلماء أن هناك ما بين 12.5 تريليون و125 تريليون جسيم أقل من 5 ملم في الحجم تم غسلها في محيطات العالم، حيث تستهلكها الكائنات البحرية وتنتقل إلى سلسلة الغذاء.

وتظهر أحدث الأرقام أن 400 مليون طن من البلاستيك يتم إنتاجها كل عام. ومن المقرر أن يتضاعف هذا الرقم ثلاث مرات بحلول عام 2050، ومع ذلك يتم استخدام نصف البلاستيك مرة واحدة ثم يتم التخلص منه.

ويقول برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن الاستخدام الحالي للبلاستيك غير مستدام. وتريد الأمم المتحدة التوصل إلى اتفاق دولي بشأن معاهدة للحد من تلوث البلاستيك. وقد بدأت الجولة الأخيرة من خمس جولات من المحادثات بين البلدان في بوسان بكوريا الجنوبية.

ومن المرجح أن تتضمن المعاهدة خطوات لتشجيع الاستخدام الأكثر حكمة للبلاستيك، والجهود المبذولة لإعادة استخدامه أو إعادة تدويره. لكن المملكة المتحدة من بين أكثر من 40 دولة تريد أيضاً فرض قيود على الإنتاج.