هل أنت سعيد في عملك؟... 6 نقاط تساعدك على الإجابة

من الجيد في بيئة العمل الصحية عدم وجود أشخاص يعاملون بشكل مختلف عن غيرهم (أ.ف.ب)
من الجيد في بيئة العمل الصحية عدم وجود أشخاص يعاملون بشكل مختلف عن غيرهم (أ.ف.ب)
TT

هل أنت سعيد في عملك؟... 6 نقاط تساعدك على الإجابة

من الجيد في بيئة العمل الصحية عدم وجود أشخاص يعاملون بشكل مختلف عن غيرهم (أ.ف.ب)
من الجيد في بيئة العمل الصحية عدم وجود أشخاص يعاملون بشكل مختلف عن غيرهم (أ.ف.ب)

حددت الأبحاث في علم النفس العديد من الاحتياجات الأساسية التي تتعلق بالبشر بشكل عام، وكيف يمكن تلبية هذه الاحتياجات أو إحباطها في مكان العمل. لسوء الحظ، فإن مجرد تحديد ما يريده الأشخاص ويحتاجونه في العمل لا يُترجم تلقائياً إلى بيئة عمل صحية، وذلك لعدة أسباب. ففي بعض الأحيان تكون محاولات الفرد لتلبية احتياجاته مزعجة للمجموعة.

وفي كثير من الأحيان، تتعارض بيئة العمل وأهدافها مع توفير سياق مثالي يمكن للأشخاص العمل فيه. وفي أي وقت يجتمع فيه الأشخاص معاً بشكل منتظم، يمكن أن تعوق ديناميكيات المجموعة ظروف العمل المثالية. ونشر الباحث وخبير التنمية المهنية الواعية مايكل دبليو فيدرمان في مجلة «سيكولوجي توداي» بعض الوصفات التي قد تجعل العمل أكثر اقترابا نحو المثالية، وهي:

1. المعنى والغرض

عدت الدورية أن العمل المُرضي هو هدف سامٍ، لإنه يحدث فرقا. ليس من الضروري أن يكون تأثيره مُغيِّراً للعالم، ولكنه ضروري ويساهم في تحقيق هدف أكبر. ومن الناحية المثالية، من الواضح أن عملك يُحدث فرقاً لشخص ما في مكان ما. ومع ذلك، فإن الكثير منا يعمل في مجالات متخصصة داخل المنظمات الكبيرة. في تلك الحالات، من المهم أن تكون قادراً على تحديد كيف يتناسب ما تفعله في العمل مع السياق الأكبر، وقيمة ما تفعله كمساهمة في الأهداف النهائية ذات المغزى.

2. الاحترام والإنصاف

في بيئة عمل جيدة، يشعر الجميع بالاحترام، ويعتقدون أن الجميع يعاملون بشكل عادل. هذا لا يعني أنه يجب على الجميع أن يحب بعضهم البعض، أو حتى ينسجمون، ولكن لا يوجد تصور بأن بعض الناس يتم إهمالهم أو معاملتهم بشكل غير متساوٍ. ونتيجة لذلك، يشعر الناس بالأمان لكونهم على طبيعتهم.

ومن الجيد في بيئة العمل الصحية عدم وجود أشخاص يعاملون بشكل مختلف عن غيرهم، أو وجود «مفضلين» لدى الإدارة، أو حتى «كبش فداء» لأحد.

3. الاستقلالية والاختيار

بشكل عام، نحن نفضل المزيد من الخيارات والتحكم فيما نقوم به وكيف نفعل ذلك، وليس تقليله. في الواقع، يميل البشر إلى مقاومة التعدي على استقلاليتهم. وعدت «سيكولوجي توداي» أن الطريقة الرائعة لتثبيط الناس هي الإصرار على أن عليهم القيام بشيء ما، مع تحديد متى وكيف يجب القيام بذلك بطريقة صارمة ومحدودة.

وقد تكون تلك الطريقة ضرورية، لكن من المهم التأكيد على أن الصرامة ضرورية بسبب طبيعة العمل أو المنتج النهائي، وليس فقط بسبب احتياجات المشرف للسلطة أو السيطرة من قبل مدير بعينه.

4. الصداقة والعمل الجماعي

البشر مخلوقات اجتماعية، والعمل في بيئة داعمة اجتماعياً أمر مهم لتحقيق الرضا في العمل. ومن الناحية المثالية، أنت تحب الأشخاص الذين تعمل معهم، ويشاركونك درجة ما من التقارب أو الزمالة، وتعمل المجموعة بشكل جيد كفريق متماسك له هوية ومهمة مشتركة.

5. التحسن المستمر والتطور

الأشخاص الذين يؤدون عملاً ذا معنى يريدون القيام بعمل جيد. لذلك، يتضمن إعداد العمل المُرضي التركيز المشترك على التميز والتحسين المستمر. ومن الناحية المثالية، يستثمر كل فرد في الفريق في بذل قصارى جهده، ومساعدة بعضهم البعض على التطور المهني. لذا، فإن التعليقات البناءة الصريحة هي القاعدة، ويتم تقديمها وتلقيها بشكل مريح ومقدر.

6. التقدير

نحن بحاجة إلى أن ينظر إلينا كأفراد، وفي بيئة عمل صحية، يشعر الناس بالتقدير كأفراد. يتم الاعتراف بمساهمات كل شخص من قبل الإدارة والمجموعة ككل. في ثقافة العمل الصحية، يتم الاحتفال بالتميز والنجاحات ومكافأتهما علناً.


مقالات ذات صلة

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

يوميات الشرق أحد أفضل الأوقات للتفاوض هو بعد تلقي عرض عمل مباشرة (رويترز)

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

عندما يتعلّق الأمر بما هو مهم في الوظائف، فإن الناس لديهم العديد من الأولويات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لفهم كيفية معالجة الآخرين للعالم بشكل أفضل حاول طرح أسئلة مدفوعة بالعاطفة عليهم (رويترز)

لإدارة مشروع جانبي وكسب المال... مهارة واحدة أساسية تحتاج إليها

تُظهر البيانات الحديثة أن أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة لديهم عمل جانبي... والأشخاص الذين يكسبون أكبر قدر من المال لديهم شيء مشترك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لتعزيز الثروة من الضروري التركيز على أمر واحد لتكون الأفضل فيه (أ.ب)

مليونير عصامي: 5 عادات تساعدك على بناء ثروتك

كان آلان كوري في الثانية والعشرين من عمره يغمره الأمل في أن يصبح مليونيراً، لم يكن لديه علاقات أو مرشدون أثرياء، لكنه لم يتراجع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق نظام العمل الهجين يخفف الضغوط على الموظفين (بابليك دومين)

هيئة الإحصاء البريطانية: العمال عن بُعد ينامون أكثر ويعملون أقل

كشف تحليل رسمي أجرته هيئة الإحصاء البريطانية عن أن العمال الذين يعملون من المنزل يحققون توازناً أفضل بين العمل والراحة ولكنهم يعملون بمعدل أقل بمقدار 10 دقائق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فهم طريقة عمل الذكاء الاصطناعي أمر مهم لكنه ليس المهارة الوحيدة اللازمة للنجاح في العمل (رويترز)

ليست البرمجة... مهارة أساسية تحتاج إليها للنجاح في عصر الذكاء الاصطناعي

يحتاج جميع الشباب للنجاح في مكان العمل، وسط انتشار الذكاء الاصطناعي، إلى مهارة أساسية، موجودة منذ آلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.