حفل الأوسكار منح «أوبنهايمر» ومخرجه 7 أوسكارات

بعدما تحوّل إلى مسرح استعراضي

روبرت داوني جونيور وداڤين جوي راندولف وإيما ستون وسيليان ميرفي يرفعون جوائز الأوسكار (إ.ب.أ)
روبرت داوني جونيور وداڤين جوي راندولف وإيما ستون وسيليان ميرفي يرفعون جوائز الأوسكار (إ.ب.أ)
TT

حفل الأوسكار منح «أوبنهايمر» ومخرجه 7 أوسكارات

روبرت داوني جونيور وداڤين جوي راندولف وإيما ستون وسيليان ميرفي يرفعون جوائز الأوسكار (إ.ب.أ)
روبرت داوني جونيور وداڤين جوي راندولف وإيما ستون وسيليان ميرفي يرفعون جوائز الأوسكار (إ.ب.أ)

القول إن حفل الأوسكار الـ96 الذي أقيم مساء يوم الأحد، لم يحمل جديداً. الأفلام والشخصيات التي توقعنا فوزها هنا، وتوقع فوزها رهطٌ كبير من الإعلاميين الأجانب، هي التي تسلمت جوائزها فعلاً. أولئك الذين لم يصعدوا المنصّة لتسلم التمثال المذهّب، لم يُتوقع لهم الفوز أساساً إلا بنسبة محدودة.

استقبال الصحافة والإعلام للحفل حصل بدوره ككل عام. النتائج موجودة في مقالات وكتابات لمن فاته مشاهدة الحفل على الشاشة الصغيرة، عن مقدّم الحفل وما قام به، وعن مفاجآت ومواقف، ومن ثمّ عن المرشحين الذين تم تجاهلهم فسقطوا في أخدود ما بين مقاعد المتفرجين ومنصّة الفائزين.

معظم الكتابات انصبّت على الحفل نفسه وليس على بضع مئات من المتظاهرين ضد الاعتداءات الإسرائيلية على غزة. هذه كانت رسالة قويّة لكنها طاشت إعلامياً وانتهت بعد قليل من انتهاء الحفل.

سيليان مورفي يحصد جائزة أفضل ممثل عن دوره في «أوبنهايمر» لكريستوفر نولان (أ.ب)

فوز وحيد

فاز فيلم «أوبنهايمر» لكريستوفر نولان بـ7 أوسكارات، وهذا كان في قمّة التوقعات. فمنذ انطلاقه للعروض التجارية في 3 سبتمبر العام الفائت، دخل عرين المنافسات بقوّة وارتفعت إثر ذلك التوقعات المحيطة به. وهو لم يُخب أمل أحد عندما التقط 7 من الجوائز الـ11 التي رُشح لها بما فيها جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل «سيليان مورفي» وأفضل ممثل مساند «روبرت داوني جونيور» وأفضل تصوير «هويت ڤان هويتيما» وأفضل توليف «جينيفر لامي».

الفيلم التالي حسب عدد الجوائز التي فاز بها هو «أشياء مسكينة»، الذي خرج بـ4 جوائز هي: أفضل تصميم ملابس وأفضل تصميم إنتاجي وأفضل تجميل (Make Up) وأفضل ممثلة في دور أول «إيما ستون»، التي كان فوزها من تلك النتائج غير المتوقعة بقوة. وكنا أعربنا هنا عن بعض الريبة من أن يكون دور الممثلة ليلي غلادستون المهمّش إلى حد في فيلم «كيلرز أوف ذَ فلاور مون» كافياً لمنحها الأصوات المطلوبة لفوزها بالفعل؛ رغم ذلك، توقع فوزها كان سائداً بين الجميع إلى أن جاءت النتيجة على عكس ذلك.

الممثلة الأفرو - أميركية داڤين جوي راندولف (أ.ب)

الممثلة الأفرو - أميركية داڤين جوي راندولف، نالت بالفعل ما توقعه الجميع لها وهو جائزة أفضل ممثلة مساندة عن فيلم «المستمرون»، وهو الفوز الوحيد للفيلم الذي ترشّح بوصفه أفضل فيلم وأفضل ممثل أول «بول جياماتي»، وأفضل سيناريو أصلي (نالها فيلم «تشريح سقوط») وأفضل توليف (التي خطفها «أوبنهايمر» أيضاً).

شتيمة عارية

خروج روبرت داوني جونيور بأوسكار مستحق بوصفه أفضل ممثل مساند (عن «أوبنهايمر») دفع بمنافسيه، وهم مارك روفالو وسترلينغ براون وروبرت دي نيرو ورايان غوزلينغ، للخروج من المولد بلا حمص. لكن من باب التعويض غنّى غوزلينغ مبرهناً على بعض الموهبة في ذلك المجال.

المناسبة كانت احتفاء استعراضياً بفيلم «باربي» الذي ظهرت فيه مارغوت روبي التي لم تُرشّح أساساً، وصفّق الحاضرون سعداء في حين علّق مقدّم الحفل جيمي كيمل موجهاً حديثه للحاضرين: «تصفقون الآن لكنكم أنتم من حرم (المخرجة) غريتا غرويغ الجائزة».

مقدّم الحفل جيمي كيمل (رويترز)

تعليق كيمل هو واحد من تلك التعليقات الجافّة التي تجاوب الحاضرون لها ضاحكين أو صامتين، وهناك العديد من مثل هذه المواقف التي تذكّرنا، عاماً بعد عام، بأن الأوسكار صار أشبه باستعراض مسرحي توزّع فيه الجوائز.

من بعض ما ادخرته الأكاديمية من «مفاجآت» تقديم ممثل مغمور، اسمه جون سينا، جائزة «مصممي الإنتاج»، وهو عار تماماً باستثناء الورقة التي كُتب عليها أسماء المرشّحين. هذا يذكّر بواقعة حصلت سنة 1974 خلال المناسبة الـ46 من حفل الأوسكار عندما شوهد رجل عار يركض من يمين المسرح إلى يساره خلف الممثل البريطاني ديڤيد نيفن الذي عهد إليه تقديم الحفل.

أرنولد شوارتزنيغر جنباً إلى جنب مع الممثل داني ديڤيتو (أ.ف.ب)

العام الحالي، ظهر كل من أرنولد شوارتزنيغر جنباً إلى جنب مع الممثل داني ديڤيتو (أحد أقصر ممثلي السينما) معاً لتقديم إحدى الجوائز. كانا اشتركا في بطولة فيلم «توأم» (أحد أسوأ كوميديات 1988). كذلك مثّل كلٌ منهما، منفصلاً عن الآخر، دور الشرير في «باتمان يعود» (1992).

حضور أجنبي

لم تكن كل لحظات الحفل على هذا النحو الدعائي الساخر بل كانت هناك بضع لحظات جمد فيها الجميع متعجبين. إحداها كانت عندما تقدّم الممثل آل باتشينو إلى المنصّة لتقديم الفائز بأفضل فيلم (تلك التي ذهبت كما تقدّم لـ«أوبنهايمر»). فتح باتشينو المغلّف الذي يحتوي على عناوين كل الأفلام المتنافسة هذا العام (عشرة) وتجاهل ذكرها جميعاً (كما جرت العادة) وقفز إلى الفيلم الرابح وحده. التصفيق كان للفيلم وليس لاختصاره الذي بدا مقصوداً.

فوز إيما ستون كان لحظة عاطفية في مكانها (أ.ب)

فوز إيما ستون كان لحظة عاطفية في مكانها أيضاً. كما مرّ آنفاً توجهت جائزة أفضل ممثلة لإيما ستون بدل ليلي غلادستون. اللقطة التي تركّزت على وجه إيما ستون لفوزها عن «أشياء مسكينة» عبّرت أكثر من مائة كلمة عن دهشتها.

فرانشيسكا ومارتن سكورسيزي في حفل ما بعد الأوسكار «فانيتي فير» (إ.ب.أ)

بالعودة سريعاً إلى «باربي»، لم يكن الفيلم الوحيد الذي لم يحظ بجائزة رئيسية ما، بل صاحبه بذلك فيلم مارتن سكورسيزي «كيليرز أوف ذَ فلاور مون» الذي سجل صفر جوائز. وكان الفيلم رُشح لـ10 جوائز.

في لفتة تقدير واضحة للإنتاجات الأوروبية فاز «منطقة الاهتمام» بأوسكار أفضل فيلم عالمي وبأوسكار أفضل صوت، في حين خسر سباق أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل سيناريو مقتبس.

كذلك فاز «تشريح سقوط» بأوسكار واحد (من أصل 5 ترشيحات) أفضل سيناريو أصلي. بدوره كان مرشّحاً لأوسكار أفضل فيلم وأفضل إخراج لكن «أوبنهايمر» ومخرجه كريستوفر نولان كانا الجوكر الذي حصد كل شيء.

جونا هيث تحصد جائزة الأوسكار لأفضل تصميم إنتاج عن فيلمها «أشياء مسكينة» (إ.ب.أ)

لكن الفوز الأكثر تعدداً لفيلم غير أميركي كان من نصيب «أشياء مسكينة» الذي خرج بـ4 جوائز أهمّها تلك التي نالتها إيما ستون عن بطولتها لذلك الفيلم.



لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها
تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها
TT

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها
تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة؛ من خلال شخصية «فرح» التي تقدمها في مسلسل «خريف القلب» الذي يعدّ النسخة السعودية من العمل التركي الشهير «Autumn in my heart».

تجسّد لبنى دور السيدة الثرية فرح، التي يتخلى عنها زوجها بعد أن تكتشف أن ابنتها قد تم تبديلها بأخرى في المستشفى قبل 17 عاماً، ومن هنا تعيش عدداً من التحديات، لكنها لا تستسلم بسهولة. وتوضح لبنى لـ«الشرق الأوسط» أنها لا ترى الشر المحض في شخصية فرح، على الرغم من أنها المتسببة في معظم الصراعات التي يدور حولها العمل، وأضافت: «الشخصية مختلفة جداً عن النسخة التركية التي كانت جامدة جداً ومن السهل أن يكرهها الجمهور، بينما في النسخة السعودية من العمل؛ تعاطف الجمهور كثيراً مع فرح، وقد حاولت أن أظهر الفارق بين شخصيتها وشخصية نورة في مسلسل (بيت العنكبوت) (عُرض مؤخراً على MBC1)».

بسؤالها عن الاختلاف بين الدورين، تقول: «يبدو التشابه بينهما كبيراً جداً على الورق، ومن هنا أحببت أن أشتغل على الاختلاف فيما بين الشخصيتين، خصوصاً أن دور فرح وصلني أثناء تصوير مسلسل (بيت العنكبوت)». وتؤكد أن فرح في «خريف القلب» هي الشخصية الأقرب لها، قائلة: «أعجبني نمطها الأرستقراطي وترفعها عن سفاسف الأمور، فتصرفاتها كانت دائماً ردة الفعل لما يحصل معها، ولم تكن الفعل نفسه، بمعنى أنها لم تكن تبحث عن المشاكل».

تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

تحوّلات الشخصية

وعن سر تعاطف الجمهور معها، تقول: «شخصية فرح موجودة في المجتمع السعودي، متمثلة في المرأة التي يقرر زوجها بعد عِشرة طويلة أن يخطو خطوات مستقلة ويتركها وحيدة ليجدد حياته... كثيراً من السيدات واجهن هذا المصير، وانكسرت مشاعرهن وكرامتهن بعد فترة من الزواج». وعن هوس فرح بتلميع صورتها الاجتماعية، ترد بالقول: «هي ابنة طبقة ثرية أرستقراطية، وهذه العائلات تهمّها سمعتها كثيراً؛ لأنها تؤثر بشكل أو بآخر على الاستثمارات التي يمتلكونها، وحتى في الشركات هناك أقسام مختصة لإدارة السمعة؛ لذا لم أرَ أن اهتمامها بسمعتها ومظهرها أمام الناس أمر سلبي، بل باعتقادي أنه من أبسط حقوقها، ومن هنا حاولت أن أطرح من خلال شخصية فرح معاناة سيدات كُثر موجودات في مجتمعنا».

من اللافت في الدور الذي قدمته لبنى، المظهر المدروس الذي ظهرت به في المسلسل من حيث الأزياء والمجوهرات المصاحبة لشخصية فرح، بسؤالها عن ذلك تقول: «كان هناك إشراف عميق جداً على ذلك من أعلى إدارات (إم بي سي)، على رأسهم سارة دبوس وهي المشرف العام على العمل، وكنا حريصين على إظهار فرح بهيئة الـ(Old Money)؛ ممن جاءوا إلى الدنيا ووجدوا أنفسهم أثرياء، فلا توجد أي مبالغة في إظهار البذخ في المظهر، فجاءت فرح أنيقة وبسيطة، وثراؤها يتضح في أسلوبها وأفكارها ونمط حياتها، وليس في ملابسها؛ ولذلك يبدو الاتزان بين مظهرها وجوهرها، كما أن الفريق التركي المشرف على العمل كان حريصاً جداً على شخصية فرح ومظهرها».

لبنى عبد العزيز (إنستغرام)

من الإعلام للفن

ولأن لبنى عبد العزيز عرفها الجمهور في بداياتها مقدمةَ برامج، فمن الضرورة سؤالها عن تقاطعها بين الفن والإعلام، تجيب: «ما زالت متمسكة باللمسة الإعلامية التي وضعتها، وأحب أن يتم تصنيفي إعلاميةً سعوديةً؛ لأسباب عدة، أولها أن الفضول الإعلامي هو جزء رئيس في شخصيتي، فأنا يستهويني السبق الصحافي والبحث والتقصي والتحقق من الأخبار، وأحب ممارسة ذلك بالفطرة».

وعن السبب الثاني، ترى أن السوق الإعلامية السعودية ما زالت تفتقد إلى الإعلاميات السعوديات اللاتي يظهرن على الشاشة، مضيفة: «برأيي أن الحراك الإعلامي أبطأ من الحراك الفني، وهذا يحفزني على الاستمرار في الإعلام، ولدي خطة للعودة إلى العمل الإعلامي، لكن بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب». إلا أن لبنى تؤكد أن التمثيل والمجال الفني هو الأقرب لها.

وكانت لبنى قد أثارت الكثير من الجدل في فترة سابقة بخصوص المحتوى الذي تنشره عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، وما تحمله من طرح غير تقليدي حول بعض الأفكار المتعلقة بالتربية والمرأة وشؤون الأسرة وغيرها، بسؤالها عن ذلك تقول: «في حياتها كلها لم أتعمد أبداً إثارة الجدل، ولم يسبق لي أن نشرت فيديو بهذا الهدف، لكن حين تأتي الفكرة في رأسي فإني أقولها مباشرة». وتشير لبنى إلى أن تركيزها على التمثيل والعمل الفني أبعدها في الآونة الأخيرة عن منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً مع ما يتطلبه المجال من ساعات عمل طويلة ومنهكة، بحسب وصفها.

تجربة خليجية

وتختم لبنى عبد العزيز حديثها بالكشف عن آخر مشاريعها الفنية، حيث توجد حالياً في الإمارات لتصوير مسلسل جديد بعنوان «حتى مطلع الحب»، من المحتمل أن يُعرض في شهر رمضان المقبل، عن ذلك تقول: «هو عمل كويتي مختلف من نوعه، حيث أرغب في خوض هذه التجربة لتنويع قاعدة الجماهير، فأنا كنت وسأظل ابنة الجمهور السعودي وأفخر بذلك جداً، لكني أيضاً أريد المشاركة والتنويع في أعمال جديدة».

جدير بالذكر، أن مسلسل «خريف القلب» الذي يُعرض حالياً على قناة MBC1، ويتصدر قائمة أفضل الأعمال في السعودية على منصة «شاهد»، مستلهم من قصة العمل التركي Autumn in my heart، وكتب السيناريو والحوار علاء حمزة، وتدور النسخة السعودية من العمل في قلب مدينة الرياض، حيث يتضح التباين ما بين العائلتين، الثرية ومحدودة الدخل، وهو مسلسل يشارك في بطولته كلٌ من: عبد المحسن النمر، إلهام علي، فيصل الدوخي، جود السفياني، لبنى عبد العزيز، إبراهيم الحربي، هند محمد، ونجوم آخرون.