كشفت دراسة بريطانية عن أبرز العوامل التي تجعل بعض الحيوانات أكثر عرضة للانقراض بسبب تغير المناخ.
وأوضح الباحثون أن النتائج يمكن أن تساعد في تحديد الأنواع الأكثر عرضة للخطر اليوم بسبب تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري، ونشرت النتائج، الخميس، بدورية «ساينس».
وكان تغير المناخ في الماضي، الذي حدث غالباً بسبب التغيرات الطبيعية في غازات الدفيئة بسبب النشاط البركاني، مسؤولاً عن انقراض عدد لا يُحصى من الأنواع خلال تاريخ الحياة على الأرض.
لكن حتى الآن، لم يكن من الواضح ما هي العوامل التي تجعل الأنواع أكثر أو أقل مرونة في مواجهة مثل هذا التغيير؟ وكيف يؤثر حجم تغير المناخ على خطر الانقراض؟
وسعت الدراسة الجديدة إلى الإجابة على هذا السؤال من خلال تحليل بيانات أكثر من 290 ألف سجل أحفوري يغطي أكثر من 9 آلاف و200 جنس للافقاريات البحرية، مثل قنافذ البحر والقواقع والمحار على مدى الـ485 مليون سنة الماضية.
وتتمتع اللافقاريات البحرية بسجل أحفوري غني ومدروس جيداً، ما يجعل من الممكن تحديد متى تنقرض الأنواع، وربما أسباب انقراضها.
ووجد الباحثون أن الأنواع المعرضة لتغير مناخي أكبر، كانت أكثر عرضة للانقراض. وعلى وجه الخصوص، فإن الأنواع التي شهدت تغيرات في درجات الحرارة بمقدار 7 درجات مئوية أو أكثر عبر المراحل الجيولوجية تعد أكثر عرضة للانقراض.
وقال الباحثون أيضاً إن الأنواع التي تعيش في الظروف المناخية المتطرفة، مثل المناطق القطبية، كانت معرضة بشكل غير متناسب للانقراض، وإن الحيوانات التي لا يمكنها العيش إلا في نطاق ضيق من درجات الحرارة (خاصة نطاقات أقل من 15 درجة مئوية) كانت أكثر عرضة للانقراض بشكل كبير. وكان حجم الجسم مهماً أيضاً، حيث من المرجح أن تنقرض الأنواع الأصغر حجماً.
من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية للدراسة بجامعة أكسفورد البريطانية، الدكتورة إيرين سوب: «تشير الدراسة إلى أن التنوع البيولوجي العالمي يواجه مستقبلاً مروعاً، في ضوء التقديرات المتوقعة لتغير المناخ».
وأضافت، عبر موقع الجامعة، أن الأنواع التي تعيش في القطبين أو المناطق الاستوائية من المرجح أن تكون الأكثر عرضة لخطر الانقراض. ومع ذلك، إذا كان التغير المناخي المحلي كبيراً بما فيه الكفاية، فقد يؤدي إلى انقراض كبير على مستوى العالم.
وفقاً للباحثين، تُظهر هذه الدراسة أنه على مدار تاريخ الأرض، كان خطر انقراض الحياة البحرية مرتبطاً بشكل وثيق بتغير المناخ، وينبغي أن يكون هذا بمثابة تحذير صارخ للبشرية، ونحن نواصل بشكل متهور التسبب في تغير المناخ بأنفسنا من خلال حرق الوقود الأحفوري.
وحثّ الباحثون على دراسة كيفية تفاعل تغير المناخ مع الدوافع المحتملة الأخرى للانقراض، مثل زيادة حموضة المحيطات ونقص الأكسجين، حيث تستنزف مياه البحر الأكسجين.