مواصلة التعليم الأكاديمي تُبطئ وتيرة الشيخوخة

مواصلة التحصيل التعليمي تُبطئ وتيرة الشيخوخة (رويترز)
مواصلة التحصيل التعليمي تُبطئ وتيرة الشيخوخة (رويترز)
TT

مواصلة التعليم الأكاديمي تُبطئ وتيرة الشيخوخة

مواصلة التحصيل التعليمي تُبطئ وتيرة الشيخوخة (رويترز)
مواصلة التحصيل التعليمي تُبطئ وتيرة الشيخوخة (رويترز)

وجدت دراسة أميركية أن الأشخاص الذين حققوا مستويات أعلى من التعليم يميلون إلى التقدم في السن بشكل أبطأ ويعيشون حياة أطول.

وأوضح الباحثون أن الحراك التعليمي المتصاعد ارتبط بشكل كبير بتباطؤ وتيرة الشيخوخة وانخفاض خطر الوفاة، ونشرت النتائج، الجمعة، بدورية «غاما نتورك».

الشيخوخة البيولوجية هي العملية التي تتقدم بها الكائنات الحية وتصبح أقل قدرة على العمل، وتحدث بشكل طبيعي للجميع، لكن يمكن أن تتأثر بعوامل مختلفة، مثل الوراثة ونمط الحياة والبيئة.

وتشير الشيخوخة البيولوجية لتراكم التغيرات الجزيئية التي تقوض تدريجياً سلامة ومرونة خلايانا وأنسجتنا وأعضائنا مع تقدمنا ​​في السن.

وأجرى الفريق تحليلاً قالوا إنه الأول من نوعه الذي يربط بين الحراك التعليمي ووتيرة الشيخوخة البيولوجية والوفيات لدى الأشخاص.

واستخدموا بيانات من 14 ألفاً و106 من الدراسات التي أجريت في هذا الشأن، وامتدت لـ3 أجيال.

ثم اختبر الباحثون الارتباط بين الحراك التعليمي والشيخوخة والوفيات في مجموعة فرعية مكونة من أكثر من 3 آلاف مشارك.

وجمع الفريق عينات دم لحساب وتيرة الشيخوخة البيولوجية لدى المشاركين، باستخدام مقياس يسمى ساعة «DunedinPACE» اللاجينية، الذي يُقدر وتيرة الشيخوخة، أو معدل التدهور البيولوجي لدى الأشخاص بمرور الوقت.

ويتم ذلك بناءً على تحليل العلامات الكيميائية في عينات الدم، حيث يعمل المقياس مثل عداد السرعة لقياس عملية الشيخوخة، ويقيس مدى سرعة أو بطء تغير الجسم مع تقدم في السن.

بعد ذلك، من خلال ربط بيانات التعليم ووتيرة الشيخوخة مع السجلات الطولية للمدة التي عاشها المشاركون، تمكن الفريق من تحديد ما إذا كانت وتيرة الشيخوخة الأبطأ مسؤولة عن زيادة طول العمر لدى الأشخاص من ذوي التعليم العالي.

باحثون يعتقدون أن التحصيل التعليمي يُبطئ وتيرة الشيخوخة (رويترز)

وأثبت الباحثون أن كل عامين من التعليم الإضافي بالنسبة للمشاركين تُرجما إلى تباطؤ في وتيرة الشيخوخة بنسبة 2 إلى 3 في المائة، ويتوافق هذا التباطؤ مع انخفاض بنسبة 10 في المائة تقريباً في خطر الوفاة.

من جانبها، قالت الباحثة المشاركة في الدراسة بجامعة كولومبيا الأميركية، غلوريا غراف: «النتائج التي توصلنا إليها تدعم الفرضية القائلة إن التدخلات الرامية إلى تعزيز التحصيل التعليمي سوف تبطئ وتيرة الشيخوخة البيولوجية وتعزز طول العمر».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «لقد وجدنا أن الحراك التعليمي التصاعدي كان مرتبطاً بتباطؤ وتيرة الشيخوخة وانخفاض خطر الوفاة، وكان هذا النمط من الارتباط متشابهاً عبر الأجيال، حيث أجرينا مقارنة بين الأشقاء في الأسرة الوحدة، ووجدنا أن الأشقاء من ذوي الحراك التعليمي العالي يميلون لأن تكون وتيرة الشيخوخة لديهم أبطأ مقارنة بأشقائهم الأقل تعليماً».

وأشار الفريق إلى أن هناك حاجة لإجراء مزيد من الدراسات لرصد تأثيرات التعليم على الشيخوخة الصحية قبل ظهور المرض والإعاقة في وقت لاحق من الحياة.


مقالات ذات صلة

شؤون إقليمية جانب من اجتماع الوفدين المصري والتركي في مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالقاهرة (من حساب رئيس مجلس العليم العالي التركي في «إكس»)

مصر وتركيا تتفقان على إنشاء جامعة مشتركة في القاهرة

تم الاتفاق على إنشاء جامعة مصرية - تركية مشتركة بالقاهرة تنفيذاً لمذكرة تفاهم وُقِّعت بين الجانبين خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأنقرة في سبتمبر.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)

مصر: مقتل طالب يثير قلقاً من انتشار «العنف» بالمدارس

تجدد الحديث عن وقائع العنف بين طلاب المدارس في مصر، مع حادثة مقتل طالب في محافظة بورسعيد طعناً على يد زميله، ما أثار مخاوف من انتشاره.

محمد عجم (القاهرة)
يوميات الشرق الطالبان الفائزان بمنحة «رودس تراست» الدراسية (الشرق الأوسط)

«رودس تراست» تقدم منحة لطالبَين سعوديَّين في جامعة أكسفورد

أعلنت مؤسسة «رودس تراست» اختيار شاب وشابة سعوديَّين متفوقَين بمنحتَين لعام 2025، ضمن مجموعة عالمية تضم أكثر من 100 من الطلاب المتميزين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أوروبا عمال البناء يحفرون مدرسة تحت الأرض في زابوريجيا بأوكرانيا في 30 أغسطس 2024 وهي واحدة من 12 مدرسة مخططاً لها في المدينة ومصممة لتكون مقاومة للإشعاع والقنابل (أ.ب)

أوكرانيا تبني مدارس تحت الأرض لحماية التلاميذ من القنابل والإشعاعات

مع استمرار القصف اليومي الروسي بالصواريخ والقنابل، تواصل زابوريجيا بأوكرانيا بناء شبكة مدارس تحت الأرض مصممة لتكون مقاومة للإشعاع والقنابل وتستوعب 12 ألف طالب.

«الشرق الأوسط» (كييف)

حرفيون من 25 دولة يشاركون في ملتقى «الحرف اليدوية» بالرياض

النسخة الأولى من الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان) الذي نظمته هيئة التراث العام الماضي (واس)
النسخة الأولى من الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان) الذي نظمته هيئة التراث العام الماضي (واس)
TT

حرفيون من 25 دولة يشاركون في ملتقى «الحرف اليدوية» بالرياض

النسخة الأولى من الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان) الذي نظمته هيئة التراث العام الماضي (واس)
النسخة الأولى من الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان) الذي نظمته هيئة التراث العام الماضي (واس)

في حدث يعكس اهتماماً بالتراث ومكوناته، يشارك حرفيون من مختلف دول العالم في النسخة الثانية من الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان)، الذي يجتمعون فيه لأيام تحت سقف واحد؛ لتسليط الضوء على تنوع الصناعات التقليدية والمهارات اليدوية التي يتقنها بنان كل حرفي وحرفيّة عبر العصور والثقافات.

وتشهد النسخة القادمة من «بنان» الذي تنظمه هيئة التراث في واجهة روشن بالعاصمة السعودية الرياض، في الفترة من 23 إلى 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، مشاركة أكثر من 500 حرفي يمثلون 25 دولة، يلتقون للتعبير عن روح التراث الثقافي الحي في نفوس مختلف المجتمعات.

ويسلط الحدث التراثي الضوء على أنواع من الحرف اليدوية، وعلى الماهرين في الصناعات المحلية التي تجسد تنوع الثقافات، وإبراز العادات والتقاليد المحلية من دول العالم، بالإضافة إلى التعريف بتراث السعودية الغني بالمشغولات والمصنوعات اليدوية، وتنميته ونقله إلى الأجيال الجديدة، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه السعودية لتسمية عام 2025 بعام الحرف اليدوية؛ تقديراً لقيمتها التاريخية ووزنها في تراث المجتمعات.

ويضم المعرض مجموعة من الأجنحة والفعاليات التي تثري تجارب الزوار تشمل قرية فنون الحرف، وجناح العروض الحرفية الحية، والمعرض الحرفي، إضافة إلى جناح ورش العمل الحرفية، ومنطقة التجارب التفاعلية، إلى جانب منصة رواد الأعمال والمؤسسات الحرفية، فضلاً عن جناح الطفل، الذي يتضمن مجموعة من الأنشطة المخصصة للأطفال.

ويأتي المهرجان الدولي في نسخته الثانية بوصفه جزءاً من رؤية لدعم وتمكين القطاع الثقافي الحرفي، وجعله رافداً مهماً للاقتصاد في المملكة، وذلك بما يتماشى مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للثقافة المستمدة من «رؤية السعودية 2030»، وللالتزام بتوفير بيئة محفزة للحرفيين والمبدعين.

كما تسعى هيئة التراث إلى أن يكون «بنان» واحداً من أبرز المعارض الثقافية على الصعيدين المحلي والدولي، ووجهة لجمهور واسع من المهتمين بالتراث والحرف اليدوية.

يأتي المهرجان الدولي في نسخته الثانية على مشارف عام 2025 الذي اختارت السعودية تسميته بعام الحرف اليدوية (واس)

وأجرى المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام (رأي)، التابع لـ«مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري»، استطلاعاً عاماً، عن تسمية عام 2025 بعام الحرف اليدوية في السعودية، وشملت عينة الاستطلاع 1071 مواطناً، 63 في المائة منهم ذكور، 37 في المائة إناث. وأظهرت النتائج أن 38 في المائة من المشاركين يرون أن أبرز ما يميز الحرف اليدوية في المملكة يكمن في التنوع والتعدد، فيما عدَّ 31 في المائة منهم أن توظيف خامات من البيئة المحلية هو ما يميزها، في حين رأى 31 في المائة أن الإبداع أبرز مميزات الحرف اليدوية السعودية.

وأعرب 35 في المائة من العينة عن أمانيهم أن تكون لكل منطقة من مناطق المملكة حرفة يدوية تكون رمزاً حضارياً لها، بينما تمنى 28 في المائة منهم أن تنظم وزارة التعليم مسابقات للمدارس تفوز في نهايتها أفضل مدرسة من كل مرحلة تعليمية في تقديم الحرف السعودية بشكل إبداعي. وقال 24 في المائة إنهم يتمنون أن تتضمن احتفالات «يوم التأسيس» أو «اليوم الوطني» في عام 2025 عناصر من الحرف اليدوية أو عنها لكل منطقة من مناطق المملكة الثلاثة عشر، ونال خيار إنتاج فيلم وثائقي عن الحرف اليدوية السعودية اختيار نسبة 13 في المائة من أفراد العينة.

وعن اقتناء الحرف اليدوية في البيوت، أوضح 42 في المائة من العينة أن لديهم في بيوتهم منتجات من الحرف اليدوية السعودية، وحول أكثر الحرف اليدوية التي تشدهم، اختار 26 في المائة من العينة حرفة صناعة الفخار، بينما حاز تزيين البيوت بأعمال حرفية يدوية (كالقط العسيري وتزيين الجدران بأعمال جصصية) على نسبة 21 في المائة من أفراد العينة، فيما رأى 17 في المائة منهم أن أعمال النسيج هي أكثر ما يشدهم من الحرف، واختار 14 في المائة من العينة منتجات سفّ الخوص، مثل الحصير والمهاف والقلل، وحظيت حياكة البشوت على 13 في المائة، وفضل 9 في المائة من العينة صناعة الحُلي والمجوهرات.