الشاي الأخضر «سوبرفود» يحمي من السرطان... لكن هل ينقص الوزن حقاً؟

مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالالتهابات مثل السرطان (أفريداي هيلث)
مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالالتهابات مثل السرطان (أفريداي هيلث)
TT

الشاي الأخضر «سوبرفود» يحمي من السرطان... لكن هل ينقص الوزن حقاً؟

مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالالتهابات مثل السرطان (أفريداي هيلث)
مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالالتهابات مثل السرطان (أفريداي هيلث)

يشتهر الشاي الأخضر بفوائده الصحية، فهذا المشروب موجود منذ آلاف السنين، وكان يستخدم لأغراض الترطيب والاحتفالات والأغراض الطبية، حيث وصفه الباحثون بأنه «المشروب الثاني الأكثر شعبية في العالم إلى جانب الماء»، بحسب موقع «توداي».

في الآونة الأخيرة، اشتهر الشاي الأخضر باعتباره «سوبرفود» (superfood) وإكسيراً صحياً، مع الحديث عن أنه يؤثر على كل الجسم بدءاً من أمراض القلب ومخاطر السرطان وصولا إلى فقدان الوزن. ولكن هل هذا صحيح؟

فمجرد شرب الشاي بشكل عام هو عادة صحية، خاصة إذا كان بديلاً للمشروبات السكرية، حسبما قالت اختصاصية التغذية تيريزا فونغ، الرئيسة المشاركة لقسم التغذية في جامعة سيمونز في بوسطن وأستاذة مساعدة في كلية هارفارد لموقع «توداي».

وأوضحت فونغ أن الشاي بحد ذاته رائع لأنه يحتوي على مضادات الأكسدة، وأضافت: «أنت تحتاج لتشرب السوائل، ونأمل أن تحصل عليها من الشاي، بدلا من المشروبات الغازية».

كذلك، أكد الدكتور جاي لي، عضو مجلس إدارة الأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة، أن الاستهلاك المنتظم للشاي الأخضر يمكن أن يكون مفيداً لصحة الناس.

وقال لي: «يتحدث العديد من المرضى عن فوائد الشاي الأخضر ويعتقدون أنها تساعد في تحسين شعورهم بالرفاهية».

ما هو الشاي الأخضر؟

شرحت فونغ أن الشاي الأخضر والأسود يأتيان من نفس الشجرة، ولكن تتم معالجة أوراق الشاي بشكل مختلف بعد قطفها. ولتحضير الشاي الأسود، تتم أكسدة الأوراق، ثم تُترك لتجف وتصبح داكنة لفترة أطول، كما أوضحت أن الشاي الأخضر يخضع لعملية معالجة أقل بكثير، مما يحافظ على مضادات الأكسدة الموجودة في الأوراق بشكل أفضل.

ما هو الشاي الأخضر؟ (رويترز)

ما هي فوائد الشاي الأخضر؟

وقالت فونغ إن الشاي الأخضر يتميز باحتوائه على مضادات أكسدة قوية تسمى البوليفينول. ويمكن لمضادات الأكسدة تحييد الجذور الحرة، وهي الجزيئات الضارة التي تتولد عندما يقوم الجسم بعمليات منتظمة نحتاجها للحياة.

وأضافت: «نظراً لأن بعض هذه الجذور الحرة تسبب أيضاً التهابات، فإن مضادات الأكسدة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالالتهابات، مثل السرطان».

وأشارت إلى أن «الكاتيكين هو البوليفينول السائد في الشاي الأخضر، حيث يدرس الباحثون قدرته على الوقاية من سرطان الثدي والرئة والبروستاتا والمعدة والبنكرياس».

لكن الدراسات التي أجريت على الشاي الأخضر والسرطان لدى البشر كانت لها نتائج متضاربة، وفقا للمركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية.

وبحسب المركز، فإن كلا من الشاي الأخضر والأسود قد تكون لهما آثار مفيدة على عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل ضغط الدم والكوليسترول، ولكن الدراسات القليلة التي أجريت في هذا المجال محدودة لذلك لم يتم التوصل إلى استنتاجات محددة.

عندما يتعلق الأمر بسكر الدم، قد يكون الشاي الأخضر قادرا على خفضه قليلا، كما وفق فونغ. وكتب مؤلفو مراجعة عام 2020 والتحليل التلوي أنه في الدراسات قصيرة المدى، فإن مكملات الشاي الأخضر «تقلل بشكل كبير من نسبة الغلوكوز»، ولكن هناك حاجة لتجارب طويلة المدى.

ومن الفوائد المدهشة للشاي الأخضر أنه يحتوي بشكل طبيعي على الفلورايد، الذي يمنع تسوس الأسنان، لأن شجرة الشاي تستخرج المعدن من التربة، كما قالت فونغ. وجدت إحدى الدراسات أن مسحوق الشاي الأخضر ماتشا يحتوي على أعلى تركيز من الفلورايد بين أنواع الشاي المختلفة التي تم اختبارها.

هل يؤدي الشاي الأخضر إلى فقدان الوزن أو تقليل دهون البطن؟ (رويترز)

هل يؤدي الشاي الأخضر إلى فقدان الوزن أو تقليل دهون البطن؟

نفت فونع الأمر، وشرحت أن الشاي الأخضر يحتوي على مادة الكافيين، التي يمكن أن تزيد معدل الأيض بشكل مؤقت قليلاً، لكنها في الحقيقة لن تكون كافية لفعل أي شيء.

لا تؤدي مستخلصات الشاي الأخضر إلى فقدان الوزن بشكل ملحوظ لدى البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ولا تساعد الأشخاص على الحفاظ على فقدان الوزن، كما يشير المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية.

وقال ديفيد نيمان، مدير مختبر الأداء البشري في جامعة ولاية أبالاتشيان، لتقارير المستهلك: «يعتقد الناس أنه إذا شربت بضعة أكواب من الشاي الأخضر، فسوف ترى الدهون تذوب، هذا لن يحدث».

هل من الجيد شرب الشاي الأخضر يوميا؟

نعم، يُعتقد أن ما يصل إلى ثمانية أكواب يومياً آمنة للشرب، وفقاً للمركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية.

وقالت فونغ: اشرب ثلاثة أكواب على الأقل يومياً للحصول على الفوائد الصحية.

لكن لي نبه الأشخاص الذين يعانون من حساسية الكافيين، بضبط الكمية بحيث لا يبالغون في تناولها، وقال: «إن الكميات المتواضعة من الكافيين، إذا كان الشخص يستهلكها بانتظام، لا ينبغي أن تكون مشكلة».

يحتوي كوب من الشاي الأخضر على حوالي ثلث الكافيين الموجود في فنجان من القهوة، وأشارت فونغ إلى أن شرب الشاي الأخضر العادي أمر تقليدي، ولكن يمكنك إضافة الليمون أو العسل إليه إذا كان هذا هو ما تفضله. إنها ليست من محبي الشاي الأخضر في شكل تشاي لاتيه، والذي يستخدم الحليب.


مقالات ذات صلة

علاجات «الخصوبة الذاتية»... الفوائد والمحاذير

علوم علاجات منزلية للخصوبة سهلة وبكلفة زهيدة (أدوبي ستوك)

علاجات «الخصوبة الذاتية»... الفوائد والمحاذير

في سن 32، كانت تيسا ميلز وزوجها يواجهان صعوبة في الإنجاب. فقد أمضيا عامين في المحاولة وخضعا لسلسلة من الفحوصات.

شالين غوبتا (واشنطن)
علوم تحديد 6 مناطق وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس

تحديد 6 مناطق وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس

حددت دراسة جديدة أجرتها جامعة شرق فنلندا بالتعاون مع شركاء دوليين، متغيرات وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس ذي الضغط الطبيعي.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)
يوميات الشرق التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)

جهاز منزلي لقياس التوتر

طوّر باحثون من الصين والمملكة المتحدة جهازاً جديداً للكشف عن مستويات التوتر في الدم من المنزل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك قد يعرضك ارتفاع ضغط الدم لخطر السكتات الدماغية (أرشيفية - أ.ف.ب)

أربعة أطعمة على مرضى ضغط الدم المرتفع تجنبها

يرصد التقرير بعض الأطعمة التي تؤثر في ارتفاع ضغط الدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ممرضة تحمل اختباراً للدم (أرشيفية - رويترز)

اختبار دم يتنبأ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية قبل حدوثها بـ30 عاماً

يقول الأطباء إن اختبار الدم البسيط «ثلاثي الأبعاد» يمكنه التنبؤ بدقة بخطر إصابة المريض بنوبة قلبية وسكتة دماغية قبل 30 عاماً من حدوثها

«الشرق الأوسط» (لندن)

جهاز منزلي لقياس التوتر

التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
TT

جهاز منزلي لقياس التوتر

التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)

طوّر باحثون من الصين والمملكة المتحدة جهازاً جديداً، للكشف عن مستويات التوتر في الدم من المنزل، وأوضح الباحثون، أن الجهاز يمكن أن يسهم في تحسين دقة وسهولة قياس مستويات التوتر، ما يجعل من الممكن مراقبة الصحة النفسية والتعامل مع التوتر بشكل أفضل، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Talent».

ويشكّل التوتر جزءاً من حياتنا اليومية، بدءاً من متطلّبات العمل المستمرة، وصولاً إلى ضغوط الحياة اليومية، مثل توصيل الأطفال إلى المدرسة، ويمكن لتجاهُل مستويات التوتر المرتفعة أن يؤدي لمشاكل صحية ونفسية خطيرة، مثل الاكتئاب ومرض ألزهايمر، ولرصد هذه الحالة ابتكر فريق البحث الجهاز الذي يمكنه قياس مستويات هرمون الكورتيزول، وهو مؤشر حيوي للتوتر في الدم بدقة.

ويُعَد الكورتيزول من أهم الهرمونات التي تعكس مستويات التوتر، ومن ثم فإن قياسه بدقة يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في تشخيص التوتر. ويستخدم الجهاز الجديد جزيئات نانوية من أكسيد الإيريديوم، وهي جزيئات صغيرة جداً تعمل على تحسين فاعلية الجهاز، وهذه الجزيئات تغطي الأقطاب الكهربائية في الجهاز.

وأكسيد الإيريديوم مركب كيميائي يستخدم في الإلكترونيات والمحفزات الكيميائية بفضل استقراره وحساسيته العالية، ويُعدّ مثالياً لتحسين أداء أجهزة قياس الكورتيزول بفضل فاعليته في ظروف متنوعة.

ويقيس الجهاز مستويات الكورتيزول من خلال وضع عينة من الدم على الجهاز، حيث يتفاعل الكورتيزول مع الأقطاب الكهربائية المُعدّلة بالجزيئات النانوية من أكسيد الإيريديوم.

ويولد التفاعل بين الكورتيزول والجزيئات النانوية إشارات كهربائية، وهذه الإشارات تُترجَم إلى قراءة لمستويات الكورتيزول في العينة، كما يقيس الجهاز التغيرات في الإشارات الكهربائية بدقة لتحديد كمية الكورتيزول.

ووجد الباحثون أن الجهاز قادر على قياس مستويات الكورتيزول بدقة حتى عندما تكون الكميات منخفضة جداً، ما يجعله مناسباً لاستخدامه في المنزل، ويتفوق الجهاز الجديد على الأجهزة المماثلة الحالية التي غالباً ما تكون أقل حساسية ولا يمكنها قياس الكورتيزول بكفاءة في التركيزات المنخفضة.

كما يستطيع الجهاز تمييز الكورتيزول عن هرمونات مشابهة مثل التستوستيرون والبروجيستيرون، بفضل التحسينات في الأقطاب الكهربائية، بينما تواجه الأجهزة الحالية صعوبة في هذا التمييز، ما قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة شيان جياوتونغ - ليفربول في الصين، الدكتور تشيوشن دونغ: «هذه هي المرة الأولى التي يُستخدم فيها أكسيد الإيريديوم بهذه الطريقة، حيث أنتجنا جهازاً بسيطاً وقليل التكلفة لقياس الكورتيزول».

وأضاف عبر موقع «يوريك أليرت» أن الجهاز يمكنه الكشف عن جزيئات الكورتيزول بتركيز أقل بمقدار 3000 مرة من النطاق الطبيعي في الدم.

وأشار الباحثون إلى أن هذا التقدم في التكنولوجيا يعزّز الآمال في إمكانية إجراء اختبارات التوتر في المنزل بطريقة دقيقة وسهلة، ما قد يُحدِث ثورة في كيفية إدارة مستويات التوتر بشكل يومي.