«الشراكة العالمية من أجل التعليم»: ساعون لتعظيم جودة التعليم بالسعودية

مديرتها فريجنتي لـ«الشرق الأوسط»: جيل اليوم يخسر 17 تريليون دولار بسبب الجائحة

لورا فريجنتي المديرة التنفيذية للشراكة العالمية من أجل التعليم (الشرق الأوسط)
لورا فريجنتي المديرة التنفيذية للشراكة العالمية من أجل التعليم (الشرق الأوسط)
TT

«الشراكة العالمية من أجل التعليم»: ساعون لتعظيم جودة التعليم بالسعودية

لورا فريجنتي المديرة التنفيذية للشراكة العالمية من أجل التعليم (الشرق الأوسط)
لورا فريجنتي المديرة التنفيذية للشراكة العالمية من أجل التعليم (الشرق الأوسط)

في وقت بلغت فيه البطالة في صفوف الشباب في الدول العربية حوالي 25 في المائة، بينما بلغت نسبة البطالة في صفوف الشابات 40 في المائة، كشفت لورا فريجنتي، المديرة التنفيذية للشراكة العالمية من أجل التعليم، عن مساع حثيثة مشتركة لتطوير جودة التعليم بالسعودية.

وقال فريجنتي لـ«الشرق الأوسط»، من الرياض أمس، إنّ «السعودية والشراكة العالمية للتعليم ملتزمتان بتعزيز سبل مواجهة التحدّي والاستثمار في التعليم بوصفه قوّة كبيرة لتمكين الشباب في المملكة وفي العالم».

ولفتت إلى توقيع اتفاقية بين الشراكة العالمية من أجل التعليم ووزارة التعليم السعودية، ما يسهم بتقديم 38 مليون دولار لدعم عمل الشراكة العالمية للتعليم في مساندة بلدان منخفضة الدخل في تحويل أنظمة التعليم فيها انطلاقاً من تعلم شامل وجيد.

وزير التعليم السعودي ومديرة الشراكة العالمية من أجل التعليم في مراسم اتفاقية مشتركة بالرياض (الشرق الأوسط)

ووفق فريجنتي، فإن الاتفاقية تعد مؤشراً قوياً للرؤية الفذة للحكومة السعودية في جهود التعليم العالمية، مبينة أن انضمام المملكة رسمياً إلى عائلة الشراكة العالمية من أجل التعليم، يشهد على ريادتها في المجال على مستوى العالم.

وأوضحت أن مساهمة المملكة ستخصص لدعم الاحتياجات التعليمية الأكثر أهمية.

ووفق فريجنتي، فإن هناك حافظة منح بقيمة 2.7 مليار دولار يجري العمل بها، جمعت الشراكة العالمية للتعليم أكثر من 2.5 مليار دولار عبر التمويل المبتكر من مجموعة متنوعة من الجهات المانحة.

وقالت فريجنتي: «نسعى جاهدون، لتزويد شباب السعودية بمهارات الغد، عبر استثمار أكثر في قطاع التعليم والتكنولوجيا والبنى التحتية بطرقٍ ستؤمّن استدامة قوّة المنطقة بوصفها مركزاً رئيسياً للنمو الصناعي والتجاري».

وشددت على أن المبادرات السعودية عززت تطوير رأس المال البشري وتنمية المواهب، بوصفه محركاً للتنمية، في ظل خطى حثيثة لتعزيز المعرفة، والمهارات، والفرص للشباب ترسم مستقبل العمل، موضحة أن «رؤية المملكة 2030» رسمت خريطة طريقٍ لتمكين الفتيات والفتيان عبر إعطاء الأولوية للتعليم.

ولفتت إلى أن جميع البلدان بحاجة إلى تخصيص المزيد من الموارد لضمان أن تحصل الفتيات والفتيان على عامٍ من التعلّم المبكر لإعدادهم للمدرسة، بتعليمٍ جيّدٍ وبصحّة جيّدة، وتغذية جيّدة أثناء تعلّمهم.

وأضافت فريجنتي: «على الصعيد العالمي فإننا نواجه حالة مقلقة في التعليم، تُفاقمها تداعيات كوفيد – 19، إذ إنه قبل الجائحة، كان حوالي نصف أطفال العالم ممن كانوا في العاشرة من العمر يواجهون صعوبات في مطالعة قصّة بسيطة وفهمها ويُرجّح أنّ هذا الرقم أعلى من 70 في المائة».

ووفق فريجنتي، فإن مؤشر رأس المال البشري، أظهر أنّ حوالي 60 في المائة من الأطفال المولودين الآن لن يصلوا، في أفضل الأحوال، إلّا إلى نصف الإنتاجية فقط التي من الممكن أن يتمتعوا بها مع تعليمٍ كاملٍ وصحة تامة، الأمر الذي ستكون له تداعيات خطرة على النمو الاقتصادي، والازدهار، والاستقرار على نطاقٍ أوسع.

وتشير التقديرات إلى أنّ جيل اليوم، ربما يخسر 17 تريليون دولار من المكاسب المستقبلية التي قد يحققها في حياته بسبب جائحة كوفيد – 19، أي ما يوازي 14 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي المحقق أخيراً.


مقالات ذات صلة

وزير خارجية البوسنة والهرسك: نسعى للتعاون مع «الناتو» لتدابير أمننا

أوروبا وزير الخارجية البوسني (الشرق الأوسط)

وزير خارجية البوسنة والهرسك: نسعى للتعاون مع «الناتو» لتدابير أمننا

قال وزير الخارجية البوسني لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده تتعامل بحذر مع التحديات الجيوسياسية المعقَّدة، وتسعى لتعزيز تعاونها مع «الناتو» وتفعيل تدابير أمنها الداخلي.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
يوميات الشرق ‎⁨تضم النسخة الثانية معرضاً يجمع «سلسلة القيمة» في أكثر من 16 مجالاً مختلفاً ومؤتمراً مختصاً يتضمن 30 جلسة حوارية⁩

«منتدى الأفلام السعودي» يجمع خبراء العالم تحت سقف واحد

بعد النجاح الكبير الذي شهده «منتدى الأفلام السعودي» في نسخته الأولى العام الماضي 2023، تستعد العاصمة السعودية الرياض لانطلاقة النسخة الثانية من «المنتدى».

«الشرق الأوسط» (الدمام)
الاقتصاد بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)

لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

تشهد السوق العقارية السعودية طلباً متزايداً على الوحدات السكنية الصغيرة، مدفوعاً بتغير التركيبة السكانية، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية.

محمد المطيري (الرياض)
شمال افريقيا وزير الطيران المدني المصري سامح الحفني خلال لقاء عضو مجلس الوزراء السعودي عصام بن سعد بن سعيد (مجلس الوزراء المصري)

السعودية ومصر تعززان التعاون في مجال الطيران المدني

رحّب وزير الطيران المدني المصري بوزير الدولة السعودي والوفد المرافق له، وأشاد بقوة وعمق العلاقات الثنائية الممتدة بين مصر والمملكة العربية السعودية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

فيصل بن فرحان يناقش التطورات اللبنانية مع نظيريه الفرنسي والأميركي

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

رمال المريخ تصلح لبناء مستعمرات فضائية

فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
TT

رمال المريخ تصلح لبناء مستعمرات فضائية

فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)

تَوَصَّلَ باحثون بجامعة ترينيتي في دبلن إلى طريقة لتحويل الرمال الموجودة على سطح المريخ والقمر إلى طوب صلب يمكن استخدامه في بناء مستعمرات مستقبلية في الفضاء.

واكتشف الباحثون طريقة لربط الصخور السطحية والرمال والغبار، والمعروفة باسم «الريغوليث»، باستخدام درجات حرارة منخفضة وكمية قليلة من الطاقة، وفق «بي بي سي».

وتعد فكرة بناء مستعمرات في الفضاء حلماً طموحاً يسعى العلماء والمهندسون لتحقيقه في السنوات المقبلة، حيث يمكن أن توفر هذه المستعمرات بيئة للعيش والعمل خارج كوكب الأرض، مثل القمر أو المريخ.

وتعتمد هذه الرؤية على استخدام الموارد المحلية، مثل الرمال والصخور الموجودة على السطح، لتقليل الاعتماد على النقل من الأرض؛ ما يقلل من التكاليف والانبعاثات البيئية.

وتمثل الابتكارات في تكنولوجيا البناء، مثل استخدام أنابيب الكربون النانوية والغرافين، خطوات مهمة نحو تحقيق هذا الحلم، حيث تسهم في إنشاء هياكل قوية وصديقة للبيئة قادرة على دعم الحياة البشرية.

وتمكّن الباحثون من ربط الجسيمات السطحية، مثل الصخور والرمال والغبار، معاً باستخدام درجات حرارة منخفضة وطاقة قليلة. وتتميز الكتل المبنية باستخدام أنابيب الكربون النانوية بكثافة منخفضة نسبياً، ولكنها تظهر قوة تقترب من قوة الغرانيت؛ ما يجعلها مناسبة لإنشاء هياكل خارج كوكب الأرض،.

وقال البروفيسور جوناثان كولمان، الذي يقود المشروع البحثي جامعة ترينيتي، إن هذا الاكتشاف قد يساعد على تقليل كمية مواد البناء التي تحتاج إلى النقل من الأرض لبناء قاعدة على القمر.

وأكد كولمان أن بناء قاعدة شبه دائمة على القمر أو المريخ سيتطلب استخداماً كافياً من المواد الموجودة في الموقع، وتقليل المواد والمعدات المنقولة من الأرض.

وعند بناء الهياكل في الفضاء، ستسهم الكتل المصنوعة من الجسيمات السطحية وأنابيب الكربون النانوية في تقليل الحاجة إلى نقل مواد البناء إلى الفضاء.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الكتل قادرة على توصيل الكهرباء؛ ما يمكن استخدامها كأجهزة استشعار داخلية لمراقبة الصحة الهيكلية للمباني خارج كوكب الأرض.

وتُبنى هذه الهياكل لتحتفظ بالهواء؛ لذا فإن القدرة على اكتشاف ومراقبة علامات التحذير المبكر لفشل الكتل أمر بالغ الأهمية.

ويعتقد الباحثون أن هذا الاكتشاف يمكن أن تكون له أيضاً تطبيقات عملية في صناعة البناء على الأرض، وذلك بسبب مادة نانوية مشابهة تسمى الغرافين، التي يمكن خلط كميات كبيرة منها مع الأسمنت في الخرسانة، ما يزيد من قوة الخرسانة بنسبة 40 في المائة.

كما يسهم تعزيز قوة الخرسانة في تقليل الكمية المطلوبة لبناء الهياكل. وتُعد الخرسانة حالياً أكثر المواد المستخدمة من صُنع الإنسان في العالم، حيث تشكل عملية تصنيع الخرسانة العالمية نحو 8 في المائة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم.