فرقة «المولوية» تتألق في متحف الحضارة المصرية

جانب من حفل فرقة «المولوية» المصرية بمتحف الحضارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
جانب من حفل فرقة «المولوية» المصرية بمتحف الحضارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

فرقة «المولوية» تتألق في متحف الحضارة المصرية

جانب من حفل فرقة «المولوية» المصرية بمتحف الحضارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
جانب من حفل فرقة «المولوية» المصرية بمتحف الحضارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تألقت فرقة «المولوية» المصرية خلال حفل للإنشاد الديني والرقص الصوفي، في المتحف القومي للحضارة المصرية، مساء الاثنين، بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، وسط حضورٍ كبير لوزراء ودبلوماسيين وشخصيات عامة. وقدمت الفرقة بقيادة المنشد عامر التوني مجموعة من الأغاني الشهيرة في التراث الصوفي، مثل: «لولاك لولاك»، و«متى يا حبيب القلب»، و«عيني لغير جمالكم لا تنظر»، و«يا مليحاً قد تجلى»، و«برقت سعاد»، بالإضافة لمجموعة من المدائح النبوية ومجموعة من الترانيم. كما قدمت الفرقة مجموعة من رقصات «المولوية» وعروض التنورة الشهيرة التي تُعدّ جزءاً من التراث الحضاري؛ وأبدى التوني سعادته لإقامة الحفل في هذا الصّرح الحضاري العظيم الذي شعر فيه بعظمة مصر، وفقاً لبيان نشره المتحف.

المنشد عامر التوني والدكتور أحمد غنيم رئيس الهيئة التنفيذية لمتحف الحضارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأنشئت فرقة «المولوية» المصرية عام 1994 على يد المنشد الصوفي عامر التوني، وقدمت كثيراً من الحفلات داخل مصر وخارجها، وتعمل على إحياء تراث المولوية المصرية بالغناء والموسيقى والرقص، بوصفها جزءاً أصيلاً من التراث المصري.

ورأى الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، أن الحفل نجح في إبراز المتحف بوصفه مؤسسة ثقافية شاملة، تدعم الفنون والأنشطة الثقافية المتنوعة. وقال لـ«الشرق الأوسط» «إنهم أخذوا على عاتقهم منذ افتتاح المتحف في 3 أبريل (نيسان) 2021، تقديم الحضارة المصرية من قديم الأزل بأبعادها المختلفة».

رقصة «المولوية» على مسرح المتحف القومي للحضارة المصرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

موضحاً أن «المتحف إلى جانب عرض الآثار، ينظّم فعاليات هدفها التوعية، وأيضاً الترويج للمتحف وما يتضمنه من تراث من مختلف المناحي سواء الفن أو الموسيقى أو الغناء، أو مختلف الجوانب الحضارية الأخرى مثل الحرف».

وأنشئ المتحف القومي للحضارة المصرية بعد حملة أطلقتها منظمة «اليونسكو» في ثمانينات القرن الماضي، وافتُتح المتحف بالتزامن مع نقل 22 مومياء ملكية إليه، في حدث تابعه العالم عُرف بموكب المومياوات الملكية، ويضم المتحف 1600 قطعة أثرية في قاعته الرئيسية تعبر عن الحضارات المصرية المتعاقبة.

فرقة «المولوية» تقدم أشعاراً ورقصات من التراث الصوفي بمتحف الحضارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأطلق المتحف مجموعة من المبادرات أهمها مبادرة «طبلية مصر» بهدف الحفاظ على التراث الغذائي، تضمّنت محاضرات توعوية للحفاظ على حقوق الملكية الخاصة بالأكل المصري، وفق الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف.

مشيراً إلى «إطلاق مبادرات أخرى مثل (تراث محافظاتنا)، إذ نستضيف محافظة أو مدينة أو قرية مصرية كل فترة لتعرض تراثها، ومبادرة السينما والحضارة، وهدفها إلقاء الضوء على الحضارة المصرية في السينما سواء المحلية أو العالمية».

ويعزّز المتحف فكرة التواصل بين الحضارات عبر التعاون مع السفارات، كما يعمل على التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص الذي أشاد غنيم بتعاونه مع هيئة المتحف لدعم دوره الثقافي والفني.

ويُعدّ المتحف القومي للحضارة المصرية متحفاً بانورامياً لكل العصور التي مرّت على مصر، منذ نحو 7 آلاف عام وحتى العصر الحديث.

وتضم مصر 77 متحفاً، وفقاً لتقارير رسمية في 2020، ووصل إجمالي إيرادات المتاحف الأثرية والتاريخية والإقليمية إلى 218.8 مليون جنيه عام 2019.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق مدخل جناح نهاد السعيد الجديد الملاصق للمتحف الوطني (جناح نهاد السعيد للثقافة)

جناح جديد لـدعم «المتحف الوطني اللبناني»

أراد القيّمون على جناح «نهاد السعيد للثقافة»، الجناح الجديد للمتحف الوطني اللبناني، أن يكون وجوده دعماً للتراث الذي يتعرّض اليوم للقصف والخراب.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق لوحة تشير لمتحف الفنان نبيل درويش (إدارة المتحف)

أزمة هدم متحف الخزاف المصري نبيل درويش تتجدد

تجددت أزمة متحف الخزاف المصري نبيل درويش (1936 – 2002) الصادر قرار بهدمه؛ لدخوله ضمن أعمال توسعة محور المريوطية بالجيزة (غرب القاهرة).

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق عائشة القذافي ابنة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي تعرض أعمالها الفنية الجديدة المخصصة لأخيها وأبيها القتيلين خلال معرض «ابنة ليبيا» في متحف الشرق بموسكو17 أكتوبر 2024

«ابنة ليبيا»: معرض لعائشة القذافي في موسكو تمجيداً لذكرى والدها

افتتحت عائشة القذافي، ابنة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، معرضاً فنياً في موسكو خصصته لتخليد ذكرى والدها، الذي حكم ليبيا لأكثر من أربعة عقود.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
يوميات الشرق حساء الطماطم على لوحة «زهور عباد الشمس» لفان جوخ (غيتي)

نفد الصبر... «ناشونال غاليري» يضاعف إجراءاته الأمنية ضد محتجي المناخ

على مر الزمن كانت حركات الاحتجاج تلجأ إلى وسائل مستفزة وصادمة مثل إيقاف المرور في الطرق السريعة، أو استخدام الصمغ لإلصاق الأيدي بالحواجز وواجهات المحال…

عبير مشخص (لندن)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
TT

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

تُثابر أليس مغبغب منظمة مهرجان «بيروت للأفلام الفنية» (باف) على تجاوز أي مصاعب تواجهها لتنظيم هذا الحدث السنوي، فترفض الاستسلام أمام أوضاع مضطربة ونشوب حرب في لبنان. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «علينا الانتصاب دائماً ومواجهة كل من يرغب في تشويه لبنان الثقافة. نعلو فوق جراحنا ونسير بثباتٍ للحفاظ على نبض وطن عُرف بمنارة الشرق. كان علينا أن نتحرّك وننفض عنّا غبار الحرب. ندرك أن مهمتنا صعبة، ولكننا لن نستسلم ما دمنا نتنفس».

الصورة وأهميتها في معرض العراقي لطيف الآني (المهرجان)

انطلقت في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي فعاليات مهرجان «بيروت للأفلام الفنية»، ويحمل في نسخته العاشرة عنوان «أوقفوا الحرب»، وتستمر لغاية 6 ديسمبر (كانون الأول). يعرض المهرجان 25 فيلماً، ويقيم معرض صور فوتوغرافية. ويأتي هذا الحدث بالتوازي مع الذكرى الـ50 للحرب الأهلية اللبنانية، وتجري عروضه في المكتبة الشرقية في بيروت.

وتتابع مغبغب: «رغبنا في لعب دورنا على أكمل وجه. صحيح أن كل شيء حولنا يتكسّر ويُدمّر بفعل حرب قاسية، بيد أننا قررنا المواجهة والمقاومة على طريقتنا».

تقع أهمية النسخة الـ10 بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية. ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها. فأُطلق في 25 نوفمبر معرض هادي زكاك عن صالات السينما في مدينة طرابلس، يحمل عنوان «سينما طرابلس والذاكرة الجماعية»، وذلك في المكتبة الشرقية في العاصمة بيروت. ويسلّط المعرض الضوء على هذه المدينة الثقافية بأسلوبه. كما عرض المهرجان في اليوم نفسه الوثائقي «أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي. وقد نال عنه مؤخراً جائزة لجنة التحكيم الكبرى في الدورة الـ24 لمهرجان السينما الأثرية (FICAB) في مدينة بيداسوا الإسبانية.

يُختتم المهرجان بالفيلم اللبناني «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»

وفي السابعة مساءً، اختُتم أول أيام الافتتاح بعرض المهرجان لفيلم هادي زكاك «سيلّما»، ويوثّق فيه سيرة صالات السينما في طرابلس، يومَ كانت السينما نجمة شعبيّة في المدينة الشماليّة.

وكما بداية المهرجان كذلك ختامه يحمل النفحة اللبنانية، فيعرض في 6 ديسمبر (كانون الأول) فيلم فيروز سرحال «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»، وذلك في الذكرى الـ30 لرحيله. في الفيلم زيارة أماكن عدّة شهدت على حياة بغدادي وأعماله، والتقاء بالمقربين منه لتمضية يوم كامل معهم في بيروت، حيث يسترجعون مسيرة بغدادي المهنية في ذكريات وصور.

وتشير مغبغب، في سياق حديثها، إلى أن المهرجان ولّد حالة سينمائية استقطبت على مدى نسخاته العشر صنّاع أفلام عرب وأجانب. وتضيف: «تكثر حالياً الإنتاجات الوثائقية السينمائية. في الماضي كانت تقتصر على إنتاجات تلفزيونية، توسّعت اليوم وصار مهرجان (باف) خير عنوان لعرضها».

فيلم فؤاد خوري يُوثّق الحرب اللبنانية (المهرجان)

ومن النشاطات التي تصبّ في تعزيز الصورة الفوتوغرافية أيضاً، معرضٌ للعراقي لطيف الآني، يحكي قصة العراق منذ 50 سنة ماضية، ينقل معالمه ويومياته كما لم نعرفها من قبل. وتعلّق مغبغب: «أهمية الصورة الفوتوغرافية تأتي من حفاظها على الذاكرة. ولذلك سنشاهد أيضاً فيلم فؤاد خوري عن ذاكرة الحرب اللبنانية».

ويغوص فيلم خوري في مسار هذا الفنان الذي أخذ دور موثّق الحرب، والشاهد على النّزاعات في الشرق الأوسط.

مغبغب التي تأمل بأن تجول بالمهرجان في مناطق لبنانية بينها بعلبك وصور، تقول: «الناس متعطشة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الموضوعات الفنية. إنها تشكّل لهم متنفساً ليتخلصوا من همومهم ولو لبرهة. وهذه الأفلام الواقعية والموثقة بكاميرات مخرجين كُثر، تجذبهم بموضوعاتها الاجتماعية والجمالية».

تقول أليس مغبغب إن عملها في المهرجان كشف لها عدد أصدقاء لبنان من دول أجنبية وعربية. ولذلك نتابع عروضاً لأفلام أجنبية من بينها مشاركة من إنجلترا بعد غياب عن المهرجان لـ4 سنوات. وسيُعرض بالمناسبة «الرجل المقاوم» و«شكسبيرز ماكبث» ثاني أيام المهرجان في 26 نوفمبر.

ويُخصّص «بيروت للأفلام الفنية» أيام عرضٍ خاصة ببلدان أجنبية، من بينها الإيطالي والبلجيكي والسويسري والبرازيلي والإسباني والألماني.

«أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي (المهرجان)

ويبرز فيلما «لاماتوري» و«أخضر على رمادي» للإيطاليين ماريا موتي وإميليا أمباسز في المهرجان. وفي ذكرى مئوية الفن السوريالي تشارك إسبانيا من خلال المخرجَين بالوما زاباتا وكانتين ديبيو، فيُعرض «لا سينغالا» و«دالي»، ويُعدّ هذا الأخير من أهم الأفلام الوثائقية عن الفنان الإسباني الراحل والشهير.

وفي 5 ديسمبر (كانون الأول) سيُعرض فيلم خاص بالمكتبة الشرقية مستضيفة المهرجان. وتوضح مغبغب: «عنوانه (المكتبة الشرقية إن حكت) من إخراج بهيج حجيج، ويتناول عرَاقة هذه المكتبة وما تحويه من كنوز ثقافية».

ومن الأفلام الأجنبية الأخرى المعروضة «إيما بوفاري» وهو من إنتاج ألماني، ويتضمن عرض باليه للألماني كريستيان سبوك مصمم الرقص الشهير، وهو يقود فرقة «ستانس باليه» المعروفة في برلين.

وفي فيلم «جاكوميتي» للسويسرية سوزانا فانزون تتساءل هل يمكن لمكانٍ ما أن يكون مصدر موهبة عائلة بأسرها. وتحت عنوان «من الخيط إلى الحبكة» يتناول مخرجه البلجيكي جوليان ديفو، فنّ النّسيج وما تبقّى منه حتى اليوم، فينقلنا إلى مصانع بروكسل وغوبلان مروراً بغوادا لاخارا في المكسيك.