للأسبوع الثالث على التوالي، يتصدر فيلم «رحلة 404» شباك التذاكر في السعودية، بحسب ما أعلنت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام، وهو فيلم من بطولة النجمة المصرية منى زكي، التي سبق أن صرّحت في عدة لقاءات إعلامية أن كثيراً من المنتجين تخوفوا من هذا الفيلم، معتبرين أنه ليس عملاً جماهيرياً بالشكل المطلوب، ما جعل صدوره يتأخر عدة أعوام، وهو ما خالفه الجمهور السعودي الذي أعطى الأفضلية لهذا الفيلم على حساب عدد من الأعمال القوية المتنافسة في السينما حالياً.
ويكمن اختلاف الفيلم الذي كتبه محمد رجاء، وأخرجه هاني خليفة، في قصته غير التقليدية، التي تتناول رحلة صراع الإنسان مع نفسه بين الخير والشر، وصوت رغبات النفس المتعارض مع نداء الوازع الأخلاقي، الذي تعاني منه سيدة تدعى غادة سعيد (منى زكي) تعمل مندوبة تسويق عقاري في إحدى الشركات، حيث تحاول التخلّص من ماضيها وحياتها السابقة التي كانت مليئة بالعبث والليالي الحمراء.
حبكة مليئة بالمفاجآت
هذه الرحلة الشاقة تجعل بطلة الفيلم أمام تحدي الصمود والمقاومة أو الوقوع في فخ الاستسلام والعودة للماضي، ما يجعل المتفرج مشدوداً تجاه المواقف العصيبة التي تواجه غادة سعيد عبر عدد من المفاجآت، منها ظهور الأصدقاء القدامى وطفو رواسب العلاقات المشبوهة السابقة. الأمر الذي جعلها تدرك أنها لم تقفل باب الماضي كلياً، وأن الأمر يتطلب جهداً أكبر مما كانت تعتقد.
وفي خضم هذا الصراع، تعيش غادة في حالة فوضى داخل عائلتها الصغيرة، فهناك من يحاسبها على ما قدمت يدها، وهناك من يحاول إعادتها للماضي بهدف التكسّب المادي، في حين اكتفى آخرون بالفرجة من بعيد، الأمر الذي يجعل الحكم بيد المشاهد الذي قد يتعاطف تارة معها، أو يجد في أحيان أخرى أنها تدفع ثمن الماضي بشكلٍ عادل، ما يعني أن هذه الرحلة تبدأ من الداخل وتمتد للأسرة ثم تتسع إلى دائرة العلاقات الأبعد.
منى زكي... غادة سعيد
عمق هذه الرحلة ربما جعل صُناع الفيلم يتوجسون منه، كونه يختلف عن الأفلام العربية السائدة، وهو ما دفع الفنانة منى زكي للاعتراف في عدة لقاءات تلفزيونية أنها ظلت متمسكة طيلة هذه السنوات بالعمل الذي عُرض عليها عام 2011، وذلك يعود لإيمانها أنه عمل مميز، بخلاف المنتجين الذين تخوفوا منه، الأمر الذي أخّر خروجه للنور لما يقرب من 13 عاماً.
الفيلم الذي يحقق أرقاماً لافتة في صالات السينما، يُظهر نضج التجربة السينمائية للنجمة منى زكي، التي قدمت أداء عالياً طيلة مشاهد الفيلم، ما بين الألم والانكسار والتحدي والمقاومة والانتقام والخذلان، وهو ما قدّمته في تعابير سينمائية هادئة تعتمد على الإيحاء ونظرات العين وتعابير الوجه بالدرجة الأولى، ما يجعل المشاهد يفهم ما ترمي إليه دون الحاجة للأحاديث المطوّلة والمشاهد المباشرة.
«مندوب الليل» يتمسك بالقائمة
من ناحية أخرى، استعرضت بيانات الهيئة العامة لتنظيم الإعلام، ترتيب أول 10 أفلام في شباك تذاكر السينما السعودية، حيث جاء في المركز الثاني «The Beekeeper»، وفي المركز الثالث «Demon Slayer To The Hashira Training»، ثم في المركز الرابع يأتي «Madame Web»، يليه خامساً «Manjummel Boys»، ثم سادساً «No Way Up»، وسابعاً «Red Right Hand».
وجاء في المرتبة الثامنة الفيلم السعودي «مندوب الليل» الذي ما زال حاضراً بقوة في قائمة شباك التذاكر السعودي، على الرغم من مرور أكثر من شهرين منذ صدوره في السينما، ما يعني احتمالية تحقيقه رقماً تاريخياً في جماهيرية الأفلام السعودية، وهو فيلم للمخرج علي الكلثمي، ومن بطولة الفنان محمد الدوخي وعدد من النجوم.
وفي المرتبة التاسعة أتى فيلم «Premalu»، تلاه في المرتبة العاشرة فيلم «عصابة عظيمة». كما أشار تقرير الهيئة إلى صدور عدد من الأفلام الجديدة في السينما السعودية خلال هذا الأسبوع، وهي «Dark Game» و«Inside Man» و«The Holdover» و«Fast Charlie»، ما يضاعف من شدة المنافسة على شباك التذاكر السعودي، وذلك قبل دخوله في حالة من السبات الموسمي المعتاد في شهر رمضان المبارك.