3 عبارات يستخدمها الشريك «النرجسي» خلال المواجهة... احذر منها

المشاعر تبدو بريئة... ولكنها في الواقع سامة للغاية

قد يكون جلب أي مواجهة إلى الشريك النرجسي أمراً مؤلماً يشعل معركة نادراً ما تكون مثمرة (رويترز)
قد يكون جلب أي مواجهة إلى الشريك النرجسي أمراً مؤلماً يشعل معركة نادراً ما تكون مثمرة (رويترز)
TT

3 عبارات يستخدمها الشريك «النرجسي» خلال المواجهة... احذر منها

قد يكون جلب أي مواجهة إلى الشريك النرجسي أمراً مؤلماً يشعل معركة نادراً ما تكون مثمرة (رويترز)
قد يكون جلب أي مواجهة إلى الشريك النرجسي أمراً مؤلماً يشعل معركة نادراً ما تكون مثمرة (رويترز)

يعيش كثير من الأشخاص مع شركاء يُعدّون «نرجسيين» بطبعهم، حيث يُصعب التعامل معهم، في حين يحاولون صبّ كل التركيز على مشاعرهم، متجاهلين أحاسيس الطرف الآخر وآراءه. وغالباً ما يحصل ذلك بطرق ذكية ومتلاعبة، تُشعر الشريك بأن أحاسيسه لا قيمة لها، أو مبالغ فيها.

وهنا، يكون جلب المشكلة أو المواجهة إلى الشريك النرجسي مؤلماً، ويبدو أن ذلك يشعل معركة نادراً ما تكون مثمرة. غالباً ما يكون من الصعب تحديد الشريك النرجسي على أنه المشكلة؛ لأنه يستخدم 3 عبارات خلال التفاعل تبدو بريئة، ولكنها في الواقع قد تكون متلاعبة وسامة للغاية. تسمح المشاعر للشريك النرجسي بتحريف المساءلة، وتحويل اللوم، وإلحاق الذنب، وفقاً لتقرير لموقع «سايكولوجي توداي».

وضمن التقرير، توضح إيرين ليونارد، المعالِجة النفسية الحاصلة على شهادة الدكتوراه، ومؤلفة 3 كتب عن العلاقات والتربية، 3 جمل وعبارات يستخدمها الشريك النرجسي، خلال المواجهة.

«آسف لأنك تشعر بهذه الطريقة»

تقول ليونارد: «يبدو هذا الرد متحضراً، ولكن دعونا نلقي نظرة أعمق. بدلاً من أن يضع الشريك نفسه مكانك في محاولة لفهم ما تشعر به، فإنه يرفض على الفور إحساسك ويصف الأمر بأنه مرتبط بك أنت فقط». لا يقبل الشخص النرجسي حتى التفكير في سبب شعورك بهذه الطريقة.

لتوفير مزيد من الوضوح، قارن الأمر برد أكثر تعاطفاً مثل، «أنت غاضب وأفهم ذلك... لست متأكداً من السبب، ولكني أريد أن أفهم»، أو «أنت تشعر بخيبة أمل لأنني نسيت العشاء. لديك كل الحق في الشعور بهذه الطريقة، لكنني هنا الآن وأحضرت الحلوى»، أو «أنت مجروح. أفهم. ولكن يا عزيزي، كان مجرد سوء فهم كبير».

هذه العبارات تعزز مشاعرك حتى لو اختلف الشريك مع وجهة نظرك بعد أخذها بعين الاعتبار. تعدّ هذه الردود متعاطفة بدلاً من الرد الذي يرفض مشاعرك ومنظورك على الفور، بحسب التقرير.

«مشكلات في الغضب»

ثانياً، إذا استخدم شريكك عبارة «لديك مشكلات في الغضب» خلال الخلاف، فقد يشير ذلك إلى محاولة إلقاء اللوم عليك، وفقاً لليونارد.

وتشرح: «غالباً ما يفكر الشريك النرجسي ويخطط، مما يعني أنه بدلاً من النظر إلى الداخل، فإنه يلومك على الفور. قد يكون التعرض لهجوم غير عادل عندما لا تكون الشخص الذي ارتكب الخطأ أمراً مثيراً للجنون. ومن الطبيعي أن تنزعج في هذه الحالة. ومع ذلك، غالباً ما يستغل النرجسي هذا ويتهمك بأنك (خارج عن السيطرة).أما في الواقع، فقد يكون هو الشخص الغاضب بالفعل».

لكن نظراً لأنك شخص ينخرط في التأمل الذاتي، فقد توافق بسرعة على أنك شعرت بالغضب حقاً في أثناء التفاعل. هذا يمكن أن يجعلك تعتقد بأن النرجسي على حق. ومع ذلك، قد لا يكون هذا دقيقاً. من الطبيعي أن تشعر بالغضب عندما يكون هناك شيء ما في العلاقة غير عادل إلى حد كبير. في الواقع، قد يكون غضبك علامة على أنه يتم التلاعب بك. من المهم أيضاً ملاحظة أن قدرتك على التعبير اللفظي عن غضبك في أثناء التفاعل، تشير إلى أنك تتعامل مع غضبك بشكل جيد، وفقاً للتقرير.

«إفساد الأمر»

ثالثاً، قد تكون عبارة «لقد أفسدت الأمر» محاولة من الشريك النرجسي لجعلك تشعر بالذنب.

توضح المعالجة النفسية ليونارد: «عادةً ما يشعرون بالصدمة والسخط عندما تحاول معالجة مشكلة في العلاقة، أو تحاول إخبارهم بأنهم يؤذونك. قد يصبحون دراماتيكيين، كما لو أنهم أُصيبوا بجروح قاتلة، أو ينسحبون ويرفضون التحدث إليك... بعد ذلك، يتهمونك بتدمير اليوم، لأنك (تجرأت) على محاولة معالجة مشكلة في العلاقة».

قد تكون شخصاً يتمتع بضمير قوي، لذا فإن فكرة «إفساد» يوم سعيد معاً، كما يوحي النرجسي، قد تثير الشعور بالذنب. ومع ذلك، تنصح ليونارد بمحاولة إبقاء الأمور في نصابها الصحيح. وتقول: «من الضروري التحدث عن القضايا في العلاقة من أجل الحفاظ على الثقة والتقارب. إذا تمت معاقبتك لمحاولتك معالجة مشكلة ما، فقد يكون شريكك غير قادر على حل النزاع».



مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
TT

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

18 طفلاً من جنوب لبنان اختارتهم «سيناريو» للتعليم التشاركي والفني لتقديم مسرحية بعنوان «جبل الأمل». الهدف من هذه المبادرة هو دعم هؤلاء الأطفال وتزويدهم بفسحة أمل. فما يعانونه من الحرب الدائرة في بلداتهم وقراهم دفعهم إلى النزوح وترك بيوتهم.

تأتي هذه المسرحية من ضمن برنامج «شو بيلد» (إظهار البناء) الذي بدأته «سيناريو» في 22 يوليو (تموز) الجاري في بلدة الزرارية الجنوبية. فأقيمت التمارين للمسرحية التي ستعرض في 29 الجاري، وتستضيفها مؤسسة سعيد وسعدى فخري الاجتماعية في البلدة المذكورة.

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

غالبية الأطفال يقيمون في البلدة وبعضهم الآخر يأتيها من بلدتي أرزاي والخرايب على الشريط الحدودي. وتشير مخرجة المسرحية ومدرّبتهم زينة إبراهيم، إلى أن فكرة العمل وضعها الأطفال بأنفسهم. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد زودناهم بكلمات محددة كي يستلهموا منها أفكارهم. وتتألف هذه الكلمات من حب وسفر وأمل ورحلة ومغامرة واكتشاف... وغيرها. وعلى أساسها كتبوا قصة المسرحية بعنوان (جبل الأمل). وكما تلاحظون ابتعدنا عن استخدام كلمة حرب ضمن المفردات التي عرضناها عليهم».

يتراوح أعمار الأولاد المشاركين ما بين 10 و17 عاماً. خضعوا في برنامج «شو بيلد» إلى 7 جلسات شائقة تركز على اللعب والتمثيل والأداء المسرحي. وتستغرق كل جلسة نحو ساعتين، وذلك على مدى أسبوعين. وتأتي هذه المسرحية لتختتم البرنامج الفني لـ«سيناريو». وتضيف إبراهيم: «هذا البرنامج يوفّر للأولاد متنفساً للتعبير والإبداع، لا سيما خلال هذه الأوقات الصعبة التي يعيشونها في منطقة الجنوب».

تصف زينة إبراهيم هذه التجربة باللبنانية بامتياز. فقد سبق أن قامت ببرامج تعليمية سابقة شملت أولاداً لبنانيين وغيرهم من فلسطينيين وسوريين. وتقول إننا نرى قلقاً كبيراً في عيون أطفال الجنوب. وتتابع: «أكثر ما يخافونه هو أصوات الانفجارات. فهي تشكّل مفتاح الرعب عندهم، ويحاولون قدر الإمكان تجاوزها بابتسامة. وبينهم من كان يطمئنني ويقول لي (لا تخافي إنه ببساطة خرق لجدار الصوت). لا أعرف ما إذا كان تجاوزهم لهذه الأصوات صار بمثابة عادة يألفونها. وقد يكون أسلوباً للهروب من واقع يعيشونه».

تتناول قصة المسرحية رحلة تخييم إلى جبل يصادف فيه الأولاد مجموعة مساجين. وعندما يهمّون بالتواصل معهم يكتشفون أنهم يتحدثون لغة لا يفهمونها. ولكنهم ينجحون في التعبير عن أفكارهم المشتركة. ويقررون أن يمكثوا على هذا الجبل حيث يشعرون بالأمان.

وتعلق المخرجة إبراهيم: «اسم المسرحية استوحيته من عبارة قالتها لي فتاة في العاشرة من عمرها. فبرأيها أن الأمل هو نتيجة الأمان. وأنها ستحارب للوصول إلى غايتها هذه. أما فكرة اللغة غير المفهومة فنشير فيها إلى ضرورة التواصل مع الآخر مهما اختلف عنا».

تروي إبراهيم عن تجربتها هذه أنها أسهمت في تقريب الأولاد بعضهم من بعض: «لقد بدوا في الجلسة الأولى من برنامج (شو بيلد) وكأنهم غرباء. حتى في الحلقات الدائرية التي كانوا يرسمونها بأجسادهم الصغيرة كانوا يحافظون على هذا البعد. أما اليوم فتحولوا إلى أصدقاء يتحدثون في مواضيع كثيرة. كما يتشاركون الاقتراحات حول أفكار جديدة للمسرحية».

أثناء التدريبات على مسرحية «جبل الأمل» (سيناريو)

إضافة إلى التمثيل ستتلون مشاهد المسرحية بلوحات راقصة وأخرى غنائية. وتوضح إبراهيم: «حتى الأغنية كتبوها بأنفسهم ورغبوا في أن يقدموا الدبكة اللبنانية كتحية للبنان».

إحدى الفتيات المشاركات في العمل، وتدعى غزل وعمرها 14 عاماً، تشير في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه المسرحية تعني لها الكثير. وتتابع: «لقد نقلتني من مكان إلى آخر وزادتني فرحاً وسعادة. وكان حماسي كبيراً للمشاركة في هذه المسرحية التي نسينا معها أننا نعيش حالة حرب».

بدورها، تقول رهف ابنة الـ10 سنوات: «كل شيء جميل في هذا المكان، ويشعرني بالسعادة. أنا واحدة من أبطال المسرحية، وهي جميلة جداً وأدعوكم لمشاهدتها».