رحيل د. هاني الناظر يُحزن المصريين

اشتهر بعلاج الفقراء... والوصفات المجانية على «السوشيال ميديا»

د. هاني الناظر (وسائل التواصل الاجتماعي)
د. هاني الناظر (وسائل التواصل الاجتماعي)
TT

رحيل د. هاني الناظر يُحزن المصريين

د. هاني الناظر (وسائل التواصل الاجتماعي)
د. هاني الناظر (وسائل التواصل الاجتماعي)

غيّب الموت طبيب الجلدية الشهير والباحث المعروف، الدكتور هاني الناظر، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 74 عاماً. وصدم خبر رحيل الطبيب المصري الملايين من متابعيه عبر مواقع التواصل المختلفة، لا سيما موقع «فيسبوك»، حيث اعتاد الرد مجاناً على استفسارات المئات من المرضى يومياً، كما كان يستقبل بعيادته العشرات من غير القادرين لتقديم الخدمة الطبية لهم من دون مقابل.

وحظي الراحل بألقاب عدة منها «حكيم السوشيال ميديا» و«ناظر مدرسة الإنسانية» و«صديق البسطاء» و«مستشار العائلة»، حيث لم تقتصر نصائحه على المجال الطبي فقط، بل امتدت لتشمل السعادة الزوجية، والعلاقة بين الرجل والمرأة من أجل حياة هادئة مستقرة تتسم بالسلام النفسي.

وشغل الراحل عديداً من المناصب؛ من بينها رئيس «المركز القومي للبحوث»، وآخرها رئيس «المؤسسة المصرية لتبسيط العلوم».

وبمجرد أن أعلن نجله د. محمد نبأ وفاته على صفحته، توالت كلمات النعي والرثاء.

ونعت دار الإفتاء المصرية الناظر في بيان قالت فيه: «فقدنا قيمة علمية كبيرة لرجل ساهم بأبحاثه العلمية في خدمة العلم، والتخفيف من معاناة المرضى».

وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بنعي الراحل وذكر محاسنه والدعاء له بالرحمة. كما وصفت وزارة الصحة والسكان الراحل بأنه «أحد رواد علاج الأمراض الجلدية»، وعدّه الإعلامي والنائب البرلماني مصطفى بكري «واحداً من المهمومين بالشأن الوطني، ومن الناصحين في أزمة وباء (كورونا)، ومرجعية لكثيرين».

ورثاه الإعلامي محمد الباز، قائلاً: «طبت حياً وميتاً يا صديق، وبسط الله لك من آيات رحمته بقدر ما منحت عباده من أمل».

د. هاني الناظر (وسائل التواصل الاجتماعي)

ورأى الكاتب إيهاب الملاح أن الراحل يمثل «نموذجاً من نماذج الرحمة والإنسانية»، مضيفاً عبر حسابه على «فيسبوك» أن «المعنى الحقيقي لمهنة إنسانية عظيمة تجلّى عبر صفحته بكل ما فيها من طيبة، ونقاء، وسعي مجرد للخير، ومداواة الناس وتخفيف آلامهم، فلم يبخل، ولم يعبس، ولم يحط نفسه بأسوار بعيداً عن الناس». وفق تعبيره.

وقال د.عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، لـ«الشرق الأوسط» إن «د.هاني كان يجسد قيمة مجتمعية كبرى باعتباره مفكراً كبيراً ومرجعية موثوقة، لا سيما في ذروة جائحة (كورونا)، حيث قدم خدمات ثمينة للمجتمع»، مشيراً إلى أنه «قدم كذلك العديد من البحوث والابتكارات المدهشة فضلاً عن دوره الرائد في تبسيط العلوم وتقديمها بشكل مشوق لعامة الناس».

وأوضح د. سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن الطبيب الراحل يعد «أحد أبرز الأسماء في العمل الخيري التطوعي، حيث اتسم بالعطف والحنو على غير القادرين ممن أحبوه و التفوا حوله»، مشدداً في تصريح إلى «الشرق الأوسط»: «كثيرون يشعرون الآن بأنهم أيتام على موائد الأسعار الفلكية للكشف الطبي، ولابد أن يظهر في الأفق مَن يسد هذا الفراغ الذي تركه د. هاني».

وكان آخر ما كتبه الناظر على صفحته بموقع «فيسبوك» قبل رحيله منشوراً يرد فيه على استفسار بشأن «كيفية العناية بشعر الأطفال، وعلاج جفافه وتقصفه وتكسره، وكيفيه زيادة كثافته وطوله ومنع تساقطه، بعيداً عن المستحضرات الدوائية وأسعارها المرتفعة».


مقالات ذات صلة

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شعار «شات جي بي تي» يظهر أمام شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

يتساءل الكثير من الأشخاص حول ما إذا كان برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدة الأطباء في تشخيص مرضاهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يرفع العلاج الجديد مستويات البروتين في الخلايا الحساسة للضوء بشبكية العين (هارفارد)

علاج جيني يُعيد القدرة على السمع ويعزّز الرؤية

طوّر باحثون بكلية الطب في جامعة «هارفارد» الأميركية علاجاً جينياً للمصابين بمتلازمة «آشر من النوع 1F»، وهي حالة نادرة تسبّب الصمم والعمى التدريجي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

كشفت دراسة حديثة أن استهداف العصب الذي غالباً ما يكون مبهماً يؤدي إلى تحسين معدل نجاح العلاج بالتبريد والعلاج بالترددات الراديوية لالتهاب الأنف المزمن.

العالم العربي من داخل مجمع مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ب)

«أطباء بلا حدود»: مواصلة إسرائيل تدمير النظام الصحي في غزة ستَحرم مئات آلاف السكان من العلاج

حذرت منظمة «أطباء بلا حدود»، اليوم الأحد، من أن مواصلة إسرائيل تدمير النظام الصحي في قطاع غزة ستَحرم مئات آلاف السكان من العلاج الطبي.

«الشرق الأوسط» (غزة)

«اشترِ الآن!»... وثائقي «نتفليكس» الجديد يكشف دهاليز مؤامرة التسوق

الصورة المصاحبة لبوستر الفيلم الوثائقي (نتفليكس)
الصورة المصاحبة لبوستر الفيلم الوثائقي (نتفليكس)
TT

«اشترِ الآن!»... وثائقي «نتفليكس» الجديد يكشف دهاليز مؤامرة التسوق

الصورة المصاحبة لبوستر الفيلم الوثائقي (نتفليكس)
الصورة المصاحبة لبوستر الفيلم الوثائقي (نتفليكس)

تُغري عبارة «اشترِ الآن» ملايين المستهلكين من حول العالم، لتبضع الكثير من السلع الاستهلاكية التي غالباً لا يحتاجون إليها، خصوصاً في فترة نهاية العام؛ حيث تنشط العروض الترويجية، وتزداد حملتا «الجمعة البيضاء» و«الجمعة السوداء» وغيرهما، وهي حيل يكشف دهاليزها الفيلم الوثائقي الجديد الذي أصدرته «نتفليكس» قبل أيام، تحت عنوان: «الشراء الآن: مؤامرة التسوق».

يأتي هذا الفيلم من تأليف وإخراج المرشحة لجائزة «إيمي» للأفلام الوثائقية، نيك ستيسي، لتنبيه المستهلك إلى الأكاذيب التي تم بيعها له وصارت تُكلفه الكثير، كما يكشف الستار عن حيل كبرى العلامات التجارية وأساليبها الذكية في اصطياد المستهلك وتحفيز رغبته الدائمة في الشراء، في عمليات تلاعب نفسي وعاطفي تضمن استمرار ضخ مزيد من الأموال لهذه الشركات العالمية.

خبراء الشركات العالمية يكشفون في الوثائقي كيف روّضت العلامات التجارية مستهلكيها (نتفليكس)

تلاعب نفسي

تقول المصممة السابقة في «أمازون»، مارين كوستا، التي ساعدت في تطوير الموقع: «إنك تتعرّض للخداع بنسبة 100 في المائة، وهذا علم مركب ومُتعمد، بهدف إقناعك بشراء المنتجات». وأشارت، خلال مشاركتها في الفيلم، إلى أن المسوقين يستخدمون الاختبارات والبيانات لتحديد كل التفاصيل، بما في ذلك الألوان، التي ستدر أكبر قدر من المال، من خلال تحفيز المستهلك على ضغط «اشترِ الآن»، وخيارات الشحن المجاني وغير ذلك.

بينما يكشف بول بولمان الذي أدار «يونيليفر»، وهي إحدى أبرز الشركات متعددة الجنسيات في العالم، وتُعد من أكبر منتجي السلع المنزلية، مثل مواد التنظيف وغيرها، عن أن شركته تصل لنحو ملياري مستهلك يومياً، مضيفاً: «لا أظن أن المستهلك هو الجاني في هذه الحالة، لأنه يتم تشجيعه على ذلك باستمرار». ويؤكد أنه حين تُرمى هذه المنتجات فإن ذلك لا يعني التخلص منها، فلا يوجد مكان للتخلص منها بشكل نهائي، بل ينتهي بها الأمر في مكان آخر على كوكب الأرض، مما يُنذر بمزيد من العواقب الوخيمة. ويتابع: «بعد 10 أعوام من إدارة (يونيليفر)، شعرت بأنني أستطيع إحداث تأثير أكبر في العالم بترك عالم الشركات».

من ناحيته، بيّن المدير التنفيذي لشركة «فريم وورك» المتخصصة في التقنية نيراف باتيل، الذي انضم إلى شركة «أبل» في عام 2009، أن النجاح الباهر الذي حقّقته «أبل» عبر إصداراتها المتعددة لجهاز «الآيفون» هو أمر أغرى معظم الشركات الإلكترونية الاستهلاكية التي اعتمدت هذا المسلك. وأضاف: «إذا كنت تصنع حواسيب محمولة، أو هواتف ذكية يملكها كل المستهلكين بالفعل، فسيعتمد نموذج عملك على أنهم بحاجة إلى استبدال ما لديهم». وتابع: «هناك قرابة 13 مليون هاتف يتم التخلص منها يومياً، وذلك رغم كونها بالغة التطور وباهظة الثمن».

يقدم الوثائقي صورة تخيلية لأطنان النفايات المتكدسة في المدن جرّاء هوس الشراء (نتفليكس)

هدر بيئي

وخلال اللقطات المتعددة المعروضة في هذا الوثائقي الصادم يمكن للمشاهد أن يرى بنفسه أكواماً من النفايات المتكدسة، كما أن الفيلم يقدّم أرقاماً جديرة بالاهتمام والتمعن، منها أن حجم النفايات البلاستيكية على مستوى العالم تصل إلى نحو 400 مليون طن كل عام، إلى جانب 92 مليون طن من نفايات المنسوجات سنوياً، وفي عام 2022 تجاوز حجم النفايات الكهربائية والإلكترونية حدود 62 مليون طن؛ مما يعني أن الإسراف في الشراء يشكّل أيضاً خطورة بالغة على الكوكب، ويتسبّب في تراكم النفايات على المدى الطويل.

ملصقات كاذبة

في مشاركة لها في الفيلم تقول المهندسة الكيميائية، جان ديل: «بناء على رأيي الذي بنيته من زيارة آلاف المتاجر، ومحاولة إيجاد مصانع تعيد تدوير الأشياء، تبيّن لي أن أغلب ملصقات قابلية إعادة التدوير على العبوات البلاستيكية كاذبة». وتضيف: «عملت في أشهر العلامات التجارية التي تصنع الأحذية والملابس والألعاب، وهذه الشركات تحرص فعلاً على جعل مصانعها تعمل دون إلحاق الضرر بالبيئة، إلا أنه بمجرد أن يصنعوا المنتج ويضعوه على رف المتجر، فإنهم يتبرؤون منه»، مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من البلاستيك هي مواد غير قابلة لإعادة التدوير.

ويختتم الفيلم الوثائقي الذي يمتد لنحو 90 دقيقة، فصوله بتوجيه نصيحة إلى المستهلكين أن يكونوا أكثر وعياً، ويتجنبوا الوقوع في فخ إدمان التسوق أو اقتناء منتجات لا يحتاجون إليها، مع تأكيد أن المعلومات الواردة فيه لن تروق لمُلاك الشركات العالمية وتهدد بتضخم ثرواتهم التي تستند إلى هوس الشراء بالدرجة الأولى.