خفايا سوق العمل وكواليس التجاوزات في أول دراما «اقتصادية»

هوزان عكو لـ«الشرق الأوسط»: الجمهور لا يفضّل اللعبة الواحدة

وجوه مسلسل «البورد» يقدّمون دراما جديدة (البوستر الرسمي)
وجوه مسلسل «البورد» يقدّمون دراما جديدة (البوستر الرسمي)
TT

خفايا سوق العمل وكواليس التجاوزات في أول دراما «اقتصادية»

وجوه مسلسل «البورد» يقدّمون دراما جديدة (البوستر الرسمي)
وجوه مسلسل «البورد» يقدّمون دراما جديدة (البوستر الرسمي)

هوزان عكو كاتب مسلسلات سوري، يتولّى هذه المرة أيضاً الإخراج والإنتاج. عبر منصّة «أمازون برايم»، عُرض مسلسله «البورد» من 10 حلقات أنتجتها شركته «ديونيزيا استوديوز». الفكرة بعيدة عن الاستهلاك، وتوصف بالجريئة. إنه عالم المال والأعمال بكواليسه وخفاياه وتجاوزاته، والغاية التي تُبرّر الوسيلة. تتفرّع الحكايا من خلال 3 زوايا تطرح إشكاليات الثروة، والتحرّش في العمل، وصناعة المرأة القرار.

يعطي نسبة 90 في المائة لاحتمال ألا تجذب فكرة من هذا الصنف، المنتجين، لذلك تسلّم الإنتاج، إضافة إلى الكتابة والإخراج. يُخبر «الشرق الأوسط» أنه يتفهّم منطق السوق وحقّ صاحب المال باستعادة ماله ببيع العمل وتأمين انتشاره، مما يُبرّر أحياناً اللجوء إلى الموضوع الشعبي. مع ذلك، غامر. أراد عملاً لا يضع الجمهور أمام «لعبته المفضّلة التي يلهو بها على الدوام». يعلم أنّ فئات عريضة تفضّل قصص الحب ودراما الجريمة والإشكالية الاجتماعية، لكنه قَلَب الطاولة لتجاوُز المألوف. البحث عن الاختلاف حمله إلى مكان آخر.

البحث عن الاختلاف حمل هوزان عكو إلى مكان آخر (حسابه الشخصي)

«نعم، لقد غامرت»، يقول، «وخاطرتُ أيضاً». المنحى الاقتصادي أقل رواجاً في الذاكرة الدرامية العربية، مع ذلك، ألحّت الفكرة واستجاب لإلحاحها، للإبقاء على التنوّع وإتاحة تعدُّد الاتجاه. تشاء شركته للإنتاج احتواء تجارب مختلفة وتقديم محتوى درامي جديد، قد لا يجرؤ عليه البعض. يوضح أنه لا يدين بتصنيف منتجين بين جريء وأقل جرأة، لتفهّمه الحاجة إلى ضمان البيع. لكنّ قراءته للسوق انتهت بخلاصة: «سيتحمّس الجمهور للأفكار غير المألوفة إن بُنيَت على أُسس متينة، وقُدّمت وفق ما يليق. تأمين الظروف المناسبة للتصوير، طريق أخرى إلى النجاح القائم على الالتزام والجدّية».

سلوم حداد في عالم الأعمال (أمازون برايم)

استوقفه أن ينام بعضٌ ويستفيق على حلم تجميع الثروة، وغالباً ما تتبدّد الأحلام. يقول: «تساءلتُ عن كواليس تكديس المال. كيف يحصل ذلك؟ ولِمَ ثمة مَن يُوفَّق، وآخرون مصيرهم الخيبات؟ أردتُ دراما تجيب على التساؤلات». هذا جانب من الجوانب الثلاثة المرتكِزة عليها الحبكة. فهوزان عكو كتب عملاً ثلاثي الأضلاع، ينبش في مسألة الجيوب الممتلئة والحسابات المصرفية المطمئن أصحابها إلى رفاهية العيش؛ ويتطرّق أيضاً إلى ما يخشى كثيرون الاقتراب من عتبته: التحرّش بالنساء في مساحات العمل. من تساؤله «ماذا لو تكلّمت المرأة وفضحت زميلها المتحرّش؟»، تكوّن الضلع الثاني. يتحدّث عن موظّفات بمواهب متوهّجة يبقين على الهامش لرفضهنّ التنازل، وأخريات يتسلّقن مواقع رغم ضآلة الوهج، لإذعانهنّ للإرضاء. المسلسل انتصار للمجاهرة بالرفض، وإعلاء لعدم السكوت. وأنْ تقول النساء «لا»، ويُشرن بالإصبع إلى المتحرّش، ولا يخشين الإدانات المبطّنة والنظرات القاسية.

باسم ياخور في المسلسل الثلاثي الأضلاع (أمازون برايم)

المسار الثالث يحاكي تمكين المرأة في سوق العمل، انطلاقاً من سؤال: كيف تُواصل النجاح في نادي الرجال؟ كيف تستطيع إدارة شركة كبرى واتّخاذ القرارات؟ ممثلون من وزن، بينهم سلوم حداد، وباسم ياخور، ونادين تحسين بيك من سوريا؛ وديامون بو عبود، وعبده شاهين، وفادي أبي سمرا من لبنان، مع عبد الله سعيد بن حيدر، وخليفة البحري، ورحاب العطار من الإمارات، يجسّدون هذه المسارات الثلاثة. الجنسيات هنا مبرّرة، فالشركة كبرى، تُوظّف مهارات متعدّدة الخلفيات والثقافات. يُبيّن التفاعل اليومي بإطار دوام العمل ما يُحاك فوق الطاولة وتحتها، وفي الغُرف المغلقة. الظاهر ليس دائماً الوجه الوحيد للحقيقة، فتلك حمّالة أوجه، ومُحالة على التأويلات. العلاقات بين الشخصيات تكشف المستور وتُسقط أقنعة، وتجيب على أسئلة قلّما تُطرح في المسلسلات.

عبده شاهين بطل لبناني في المسلسل (أمازون برايم)

صحَّ رهانه حين أخرج الجمهور من القوالب المكرَّرة بمعظمها، وسلّمه للطرح الجديد. يقول: «لم أُفاجأ بالأصداء، فقد كانت جزءاً من الرهان. أردتُ تفعيل النقاش، ووَضْع المتلقّي أمام مشهدية تُحرّكه. قد تزيد المنصة أعداد الجمهور، وقد تُنقصها. الأكيد أنّ العمل الجيد سيُشاهَد. جمهوره سيطارده بصرف النظر أين يُعرَض، وإنْ أعلمُ تماماً أنّ مكانة الجهة العارضة مُهمّة في المعادلة. لكن، بالنسبة إليّ، يُشبه الأمر مَن يقصد الوصول إلى عنوان ويدرك كيف يجده لمجرّد أنه يهمّه».

«البورد» مفردة في عالم الأعمال، تعني مجلس الإدارة، حيث تُتخذ قرارات وتُحدّد مصائر. بتعريف هوزان عكو، هو «المكان الذي تحصل فيه الصراعات، وتُحسَم فيه أيضاً». واجه تحدّيات وذلّلها، بينها «إيصال الفكرة إلى الفريق كاملاً». يُكمل أنّ التحدّي الثاني تمثّل بدراسة المشروع وتنفيذه، فإيجاد بيئة مناسبة للإنتاج. «كل شيء رُتّب بعناية لضبط هامش الخطأ»، يقول. أعمال مثل «البورد» تفتح شهيته على الغَرْف من خارج الصندوق.


مقالات ذات صلة

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
TT

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان، الثلاثاء.

ولجأت الأم الجديدة -التي لم يُكشف عن هويتها- إلى التخصيب المخبري، وفق مديرة العيادة الجامعية لأمراض النساء والتوليد في سكوبيي إيرينا، ألكسيسكا بابستييف.

وأضافت ألكسيسكا بابستييف أن المرأة الستينية خضعت سابقاً لعشر محاولات تلقيح اصطناعي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولا تفرض مقدونيا الشمالية أي حد عمري على النساء اللائي يسعين إلى التخصيب في المختبر.

وخرجت الأم والمولود الجديد من المستشفى الثلاثاء، ويبلغ الأب 65 عاماً، حسب السلطات.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن معدل الخصوبة في مقدونيا الشمالية بلغ 1.48 طفل لكل امرأة في عام 2023.

ومنذ استقلالها في عام 1991، واجهت البلاد هجرة جماعية على خلفية ركود الاقتصاد.

ويبلغ عدد السكان حالياً 1.8 مليون نسمة، أي بانخفاض 10 في المائة تقريباً في أقل من 20 عاماً، وفق بيانات التعداد السكاني الأخير عام 2021.