الإذاعي المصري محمود المسلمي يودع «الميكروفون»

إعلاميون نعوا «كبير مذيعي بي بي سي» بكلمات مؤثرة

المسلمي أسدل الستار على إذاعة «بي بي سي عربي» 2023 (صفحته على «فيسبوك»)
المسلمي أسدل الستار على إذاعة «بي بي سي عربي» 2023 (صفحته على «فيسبوك»)
TT

الإذاعي المصري محمود المسلمي يودع «الميكروفون»

المسلمي أسدل الستار على إذاعة «بي بي سي عربي» 2023 (صفحته على «فيسبوك»)
المسلمي أسدل الستار على إذاعة «بي بي سي عربي» 2023 (صفحته على «فيسبوك»)

«لا نقول وداعاً، بل ننتظركم على منصات (بي بي سي نيوز عربي)، حيث سيبقى صوت بي بي سي»، بهذه الكلمات اختتم محمود المسلمي آخر بث إذاعي للمحطة الإذاعية العريقة، معلناً انتقالها من الأثير إلى الفضاء الرقمي في 27 يناير (كانون الثاني) 2023، بعد 85 عاماً من انطلاقها الأثيري.

واليوم تودع الأوساط الإعلامية العربية، كبير مذيعي هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي عربي)، الإذاعي الكبير محمود المسلمي، الذي رحل عن عالمنا صباح الخميس، في لندن، عن عمر يناهز 75 عاماً.

عديد من الإعلاميين في الوطن العربي نعوا الراحل بكلمات مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر خبر وفاته على صفحته الشخصية على «فيسبوك».

وُلد محمود المسلمي في محافظة الشرقية (دلتا مصر) عام 1948، وبدأت مسيرته الإذاعية عام 1975 في الإذاعة المصرية، من خلال شبكة «صوت العرب»، وفي عام 1984 انتقل إلى إذاعة سلطنة عمان، وعام 1990 عاد إلى «صوت العرب»، ومنذ 1991 انتقل للعمل في «هيئة الإذاعة البريطانية».

وكتبت الدكتورة لمياء محمود، رئيس إذاعة «صوت العرب» سابقاً، والرئيس السابق للجنة الدائمة للإذاعة باتحاد الإذاعات العربية، على «إكس»: «تتوه الكلمات... وتتداخل المواقف... محمود المسلمي المذيع الكبير في ذمة الله».

وقالت لـ«الشرق الأوسط»: إن «محمود المسلمي على المستوى المهني كان إذاعياً قديراً، مسيرته تنوعت من العمل الإخباري للبرامجي، وقدم برامج متعددة قد يكون أشهرها (همزة وصل)، البرنامج الذي جمع المستمعين من كل الدول العربية وكل الناطقين بالعربية من خلال حوارات مفتوحة وثقافية وراقية جداً».

وأشارت إلى عديد من المواقف التي عاصرتها حين عاد للعمل في إذاعة «صوت العرب» قادماً من إذاعة عمان، مضيفة: «كان راقياً جداً، وبعد سفره إلى بريطانيا للعمل في (بي بي سي) كان يتواصل معنا دائماً، خصوصاً في الأعياد والمناسبات المختلفة يتحدث عن ذكرياته وعن خبراته المتعددة».

ولفتت إلى أن «علاقتنا في شبكة (صوت العرب) بالمسلمي تمتد لأربعين عاماً، وإن لم يكن موجوداً معنا بالجسد، لكنه كان موجوداً بالروح والتفاعل».

ونبهت محمود إلى أن «محمود المسلمي لم يشغل أي منصب قيادي في أي جهة عمل بها، ولكنه كان المذيع الكبير والقدير، والذي أصبح مدرسة للجميع يتعلمون منه ومن أدائه، لذلك كان الحزن العام الذي اجتاح مجال الإعلام، حيث تتوالى التعازي من كل مكان».

المسلمي خلال وجوده داخل استديوهات «بي بي سي» في لندن (صفحته على «فيسبوك»)

وتواترت العبارات المؤثرة في رثاء الإذاعي الراحل، وكتب الإعلامي محمد قطب على «إكس»: «رحمة الله على الأستاذ محمود المسلمي، الملايين في العالم العربي يعرفون قيمة هذا الرجل المهنية، وصوته الذي يعد علامة في ذاكرة الإذاعة، لكن قلة محظوظة كنت منها تتلمذت على يد هذا العظيم، الذي تمتع بحضور وخلق نادرَين».

وقدم المسلمي عديداً من البرامج المهمة، أشهرها على الإطلاق هو برنامج «همزة وصل» الذي حكى قصته في حوار مع جريدة «عمان». وذكر أن الجمهور هو الذي اختار اسم البرنامج، وإلى جانب ذلك اشتهر بتدريب الإعلاميين في «بي بي سي»، وسافر إلى الكويت ودبي والشارقة؛ للتدريب على تقنيات الإعلام.

الإذاعي الكبير محمود المسلمي يودع الميكروفون (صفحته على «فيسبوك»)

وكتب سامي القاسمي المذيع بقناة «سكاي نيوز عربية» على «إكس»: «يرحل عن عالمنا اليوم المذيع القدير محمود المسلمي، أحد الأصوات الرائعة التي خلدت جزءاً من ذاكرتنا مع إذاعة بي بي سي».

كما نعاه الإعلامي المصري محمد موافي، المذيع بقناة النيل للأخبار، على صفحته بموقع «إكس»: «أنعى لكم أستاذي وصديقي، المبتسم دائماً، والصوت الذي لا يُنسى... صوت (بي بي سي) المميز، ومحاورها الرزين».

المسلمي خلال تسلمه شهادة تكريم (د. لمياء محمود على «إكس» - صفحته على «فيسبوك»)

في حين علق الإعلامي المصري عبد البصير حسن، على الخبر قائلاً عبر حسابه على «فيسبوك»: «انتهت القصة... اليوم رحل والد، وأستاذ، ومعلم، وصديق، وخليل، وشقيق، ومربٍ من الرموز الجليلة أيام (الإذاعة) التي كانت جامعة تربي، وتعلم، وتدرب، وتشجع، وتصقل المهارات بفضل أساتذتنا الأجلاء»، مضيفاً: «فضل هذا الرجل عليّ وعلى أجيال عديدة لا يوصف».



حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)
المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)
TT

حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)
المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)

هل هناك لصوص أبطال؟ سؤال عميق يطرحه المسلسل السعودي «طراد»، المقتبس عن قصة الأسطورة الإنجليزية «روبن هود»، الذي أخذ على عاتقه سرقة أموال الأغنياء وتقديمها إلى الفقراء، وعلى هذا النمط نفسه تدور أحداث «طراد»، الذي يتفق فيه 3 أصدقاء على تشكيل عصابة تعمل على سرقة الأشرار وإنصاف المتضررين منهم.

يصف الممثل السعودي حكيم جمعة تجربته الأولى هذه في إخراج المسلسلات لـ«الشرق الأوسط» بأنها صعبة نوعاً ما، مضيفاً: «كانت أشبه بمعسكر للإخراج، ضمت الكثير من التحديات اللوجيستية والفنية، ومن بينها أني ولأول مرة أصوّر في مدينة الرياض، وبشكل خاص في حي العود، الذي تدور فيه الكثير من أحداث المسلسل».

الممثلة فاطمة الشريف في مشهد من العمل (إنستغرام)

تساؤلات عميقة

قصة العمل قد تثير الكثير من الجدل بين المشاهدين، وهذا ما يعتقد حكيم أنه من الضروريات التي يجب أن يشارك الفن في إثارتها، وذلك من خلال مناقشة الجمهور في الاحتمالات والدوافع لكل فعل، وهل كانت مبررة أم لا، وأضاف: «حاولت أن أستطلع رأي الممثلين الشباب في ذلك، وقد تباينت الآراء فيما بينهم حيال ذلك، فلكل منهم رؤيته الخاصة تجاه الشخصيات والأحداث، وهو ما أتمنى أن يشد الجمهور تجاه العمل».

ويتابع حكيم: «جميعنا مررنا بمواقف صعبة، وحينها ربما تسوّل أنفس البعض منا لفعل ما يخالف قناعاتنا، ولكن حين نفكر بأثر ذلك على المدى البعيد، نتساءل: هل سيعيش الشخص مرتاح الضمير في حال ارتكابه لتلك الأفعال أم لا؟».

أبطال المسلسل الذي يضم عدداً كبيراً من الوجوه السعودية الشابة (إنستغرام)

ويضم مسلسل «طراد» الذي سيتم بدء عرضه على منصة «شاهد» يوم الجمعة المقبل الكثير من الممثلين السعوديين الذين ما زالوا في بداياتهم، مثل: نايف البحر، وعبد الله متعب، وهاشم هوساوي، وسعيد صالح، وسعيد القحطاني، وليلى مالك، وعبد الرحمن نافع، وسارة الحربي وآخرين، وهم ممثلون يراهن حكيم جمعة عليهم، مبيناً أنه اجتمع معهم في نهاية التصوير، وأكد لهم ضرورة أن يستفيدوا من هذه التجربة وكل تجاربهم المقبلة، لتكون زاداً لهم في التعلّم والتقدم.

يصف جمعة تجربته الإخراجية في المسلسل بأنها أشبه بالمعسكر (الشرق الأوسط)

نضوج الحلم

حكيم الذي خاض في عدة أعمال سابقة تجربة الإخراج السينمائي إلى جانب التمثيل، تحدث عن نفسه، قائلاً: «في بداية مسيرتي كنت أتمنى أن أكون جزءاً من الحراك الفني السعودي، أما الآن حلمي صار أكبر، حيث أتطلع لأن أكون أحد الوجوه المعروفة في هذا المجال، وأقرب مثال على ذلك حين جاء الممثل الأميركي العالمي ويل سميث إلى الرياض للمشاركة في منتدى الأفلام السعودي (أكتوبر «تشرين الأول» الماضي)، حرصت حينها أن يظهر حواري معه بالشكل المناسب، فأنا لا أرغب في أن أكون ممثلاً فقط، بل أرغب بأن أكون كذلك أحد المشاركين في هذا الحراك الكبير، وأعتبر ذلك مسؤولية كل الفنانين السعوديين».

وفي ختام حديثه، أشاد حكيم بالمشهد السينمائي السعودي، وخص بذلك فيلم «هوبال» للمخرج عبد العزيز الشلاحي، الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية، قائلاً: «علينا أن نفرّق بين الأفلام السعودية والأفلام التي تعبر عن السعودية، فلقد كنا مهووسين بالنوع الثاني لأننا نحب أن نقدم أفلامنا للجمهور العالمي، بينما (هوبال) يأتي من النوع الأول، فهو فيلم عظيم حقاً!».