Refresh

This website aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4850276-%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%AA%C2%A0%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9%C2%A0%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D8%B1%D8%B4-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9 is currently offline. Cloudflare's Always Online™ shows a snapshot of this web page from the Internet Archive's Wayback Machine. To check for the live version, click Refresh.

اكتشافات أثرية جديدة في جرش جنوب السعودية

ظواهر معمارية ونقش إسلامي وأدوات حجرية بأحجام مختلفة

أبرزت الاكتشافات «جرش» على أنها أحد أهم المواقع الأثرية جنوب السعودية (واس)
أبرزت الاكتشافات «جرش» على أنها أحد أهم المواقع الأثرية جنوب السعودية (واس)
TT

اكتشافات أثرية جديدة في جرش جنوب السعودية

أبرزت الاكتشافات «جرش» على أنها أحد أهم المواقع الأثرية جنوب السعودية (واس)
أبرزت الاكتشافات «جرش» على أنها أحد أهم المواقع الأثرية جنوب السعودية (واس)

أعلنت هيئة التراث السعودية، الاثنين، عن أبرز اكتشافات أعمالها التنقيبية في موقع «جرش» بمنطقة عسير خلال عام 2023، التي أظهرته على أنه أحد أهم المواقع الأثرية جنوب البلاد.

وكشف الفريق العلمي عن ظواهر معمارية جديدة لوحدات سكنية بُنِيت جدرانها بالحجارة والطين، وتعد امتداداً لما تم أظهرته أعمال التنقيبات الأثرية خلال المواسم الـ14 الماضية، وبالتحديد في الجهة الشمالية من الموقع.

ظواهر معمارية جديدة لوحدات سكنية بُنِيت جدرانها بالحجارة والطين (واس)

وأفصحت الهيئة عن اكتشاف تقنية ري جديدة لأول مرة في الموقع، وهي عبارة عن بئر مبنية بطريقة الحجارة المرصوصة، تتصل بها قنوات مائية مبنية بصفين من الحجارة تتوسطها قناة لتوزيع المياه على الوحدات، ويتفرع منها قنوات أخرى تصب في أحواض مائية مجاورة لها. كذلك مواقد ومصطبات مبنية من الحجارة والطين.

وفيما يختص باللقى الأثرية، فقد عُثر على حجر من الجرانيت يحتوي على نقش إسلامي مكون من ثلاثة أسطر، ويُعد الثاني من نوعه في الموقع.

بئر مبنية بطريقة الحجارة المرصوصة تتصل بها قنوات مائية (واس)

كما عُثر على مجموعة كبيرة من الأدوات الحجرية للاستخدامات اليومية تتمثل في مدقّات، ومساحيق، ومَسَاحن، ورحى بأحجام وأشكال مختلفة، وكسر الفخّار العادي والمزجج، والزجاج، والحجر الصابوني لأبدان وحواف ومقابض لأوانٍ فخارية وزجاجية وحجرية مختلفة الأحجام، وخرز مصنوع من الأحجار الكريمة.

وتسعى الهيئة من خلال مشاريع التنقيب إلى دراسة المواقع الأثرية وتوثيقها، والمحافظة عليها والتعريف بها، والاستفادة منها كونها مورداً ثقافياً واقتصادياً مهماً ضمن مسؤولياتها تجاه التراث الثقافي وحمايته والعناية به، وإبراز الدور الحضاري للسعودية.

أدوات حجرية بأحجام وأشكال مختلفة للاستخدامات اليومية (واس)


مقالات ذات صلة

«الحذر» شعار الهلال في مواجهة سباهان الإيراني

رياضة سعودية نجوم الهلال عقب انتهاء التدريبات التحضيرية للمواجهة الإيرانية (نادي الهلال)

«الحذر» شعار الهلال في مواجهة سباهان الإيراني

يترقب عشاق وجماهير نادي الهلال السعودي المواجهة المنتظرة التي ستجمع فريقهم بفريق سباهان أصفهان الإيراني في ذهاب دور الـ16 لمسابقة دوري أبطال آسيا، هذا اللقب.

هيثم الزاحم (الرياض)
يوميات الشرق تعكس الفعاليات المجهّزة في عدة مناطق رئيسية ثقافة السعودية وهويتها العريقة (واس)

برنامج ثقافي ثري في «كأس السعودية 2024»

تحظى النسخة الخامسة من «كأس السعودية 2024» لسباقات الخيل، التي ستقام 23 و24 فبراير (شباط)، ببرنامجٍ ثقافي متنوعٍ وثريٍّ تشهده ساحة «ميدان الفروسية» بالجنادرية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الملك سلمان بن عبد العزيز مترئساً جلسة مجلس الوزراء في الرياض (واس)

السعودية تشدد على ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة

شدد مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، على ضرورة إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، ورفع القيود المعرقلة لدخول المساعدات، وأهمية اتخاذ خطوات لتنفيذ حل الدولتين.

الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس الوزراء الهولندي مارك روته بالرياض (واس) play-circle 01:22

لقاء سعودي - هولندي يبحث تعزيز التعاون في مختلف المجالات

استعرض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع رئيس وزراء هولندا مارك روته، علاقات الصداقة بين البلدين، وبحثا سبل تعزيز آفاق التعاون في مختلف المجالات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد 
وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال مشاركته في «المؤتمر الدولي لتكنولوجيا البترول» (الشرق الأوسط)

عبد العزيز بن سلمان: «أوبك بلس» مستعد لتعديل سياسة الإنتاج

أكد الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، أمس، أن تحالف «أوبك بلس» مستعدٌ لتعديل سياسة إنتاج النفط في أي وقت، مشيراً إلى أن بيانات «أوبك».

ميرزا الخويلدي (الظهران)

70 عملاً تشكيلياً في المعرض الشخصي الأول لنصير شمة في أبوظبي

الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش خلال افتتاح المعرض التشكيلي لنصير شمة في أبوظبي (الشرق الأوسط)
الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش خلال افتتاح المعرض التشكيلي لنصير شمة في أبوظبي (الشرق الأوسط)
TT

70 عملاً تشكيلياً في المعرض الشخصي الأول لنصير شمة في أبوظبي

الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش خلال افتتاح المعرض التشكيلي لنصير شمة في أبوظبي (الشرق الأوسط)
الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش خلال افتتاح المعرض التشكيلي لنصير شمة في أبوظبي (الشرق الأوسط)

افتتح المعرض التشكيلي الأول لأستاذ العود العربي الفنان الدكتور نصير شمة، والذي استضافه غاليري الاتحاد في أبوظبي، يوم السبت الماضي. وقد حضر افتتاح المعرض الذي ضمّ أكثر من 70 عملاً تشكيلياً، إلى جانب الفنان شمة، د. علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وحشد من المسؤولين والمبدعين في قطاعات المال والأعمال والثقافة والفنون، إضافة إلى متذوقي الفنون التشكيلية من الجمهور والنقاد من محبي الفنان وأصدقائه.

مجموعة من المسؤولين والمبدعين في قطاعات المال والأعمال والثقافة والفنون (الشرق الأوسط)

وقال الدكتور علي بن تميم: «تجمعني والموسيقار العراقي نصير شمّة ثلاثة أشياء: صداقة عمرها سنوات طويلة، والموسيقى، والفروسية، فالخيل الذي اصطاد صهيله وحركته وموسيقاه الداخلية في مقطوعته الشهيرة (رقصة الفرس)، هو جزء من يومي ورياضتي، ولم يجانب الصواب خالد صديق المطوع مؤسس غاليري الاتحاد للفن الحديث عندما وصف نصير شمة بأنه (صقر قريش)، لأنه استطاع في تحدّ شيق أن يحول الألوان إلى موسيقى، وإن كانت الحضارة البابلية تشكل جوهر روح نصير شمة والمقامات الأندلسية طريقه، فإنه في أبوظبي قد جسّد روعة العلاقة الفذة بين الموسيقى والتشكيل من جهة وبين بابل والأندلس من جهة أخرى، لتجمعنا اليوم في أفق جديد من الاستدامة في حب الفن التشكيلي العابق بالموسيقى».

من جهتهما، أجمع القيّمان الفنيان على المعرض صلاح حيثاني وتمارا أنباري على أهمية المعرض ومحورية دوره في تكامل التجربة الإبداعية لنصير شمة، وقال صلاح حيثاني: «أعمال الفنان نصير شمّة هي نوع من السيرة الداخلية، إنها طريقته للنظر إلى العالم والانتماء إلى أحداثه وفيوضاته اليومية، فسطوحه التي يعكف على إنجازها بحذق على شكل بؤر مضرّسة ومتراكبة عضويا ليست في حقيقة الأمر سوى انفعالاته الشخصية ورعشة روحه وطريقته في البوح»، بينما أكّدت تمارا أنباري على أنّ «الناظر في أعمال نصير يشعر أنه يقف أمام حياتين وعالمين، كلاهما بنفس القوة والأصالة والشغف، الموسيقيّ والتشكيليّ معا».

ورأى الفنان والناقد هاشم تايه أنّ «مجموعة لوحات الفنّان نصير شمّة تعكس إحساساً عميقاً بالتّناغم الكونيّ الذي يعمّ الوجود، ويسري في الموجودات، رقيقاً، حانياً، في حياةٍ كامنة وراء الحسّ، تنتظم وحداتُها التي تُشبه (مونادات) لايبتنز، وتتفاعل، في انسجامٍ كلّيٍّ، داخل تكوينٍ ملتحمٍ ببعضه، حيث يبدو نصير شمة في عمله وكأنه كشط جلداً، وجرّد مادّةً من قشرتها، وأطلعنا على ما يجري تحتهما من تفاعلاتٍ حيّة لا يقرّ لها قرار بين وحدات الوجود البدئيّة التي تمثّل جوهره الغائر في حياةٍ يسودها التناغم، والانسجام».

بينما علّق الفنان والناقد د. شوقي الموسوي بالقول: «اشتغل الفنان نصير شمّة على أبجديات الخيال بين الصوت واللون، عندما قطع الصلة تماماً بالطبيعي والواقعي فقدم تكوينات لونية مُجردة تماماً تناهض التمثيل والتقليد؛ بوصف أنّ خيال الفنان متعلق بالأفكار المثالية والدلالات المنتمية إلى عالم التعبيرية التجريدية ومدرسة نيويورك على وجه الخصوص، التي تعتمد ضربات الفرشاة قانوناً للتشكيل والتبقيع، يحاول الفنان نصير شمّة أن يرتقي بالرسم إلى مستوى الموسيقى، من خلال التقريب أو الجمع ما بين المرئي (اللون) والمخفي (الصوت) في صناعة نتاجه الفني، على وفق قوانين التجريد والتجريب».

وقالت الفنانة ومصممة المجوهرات عزة القبيسي: «وضع الفنان نصير شمّة بصمته كموسيقار عالمي في عمله التشكيلي ببراعة كبيرة من خلال استخدامه خامات ورشته في صناعة الأعواد وأتقن توزيع الكتل وصقلها والتعامل معها بذكاء حاد، ما أسهم في خلق لوحة فنية محكمة تضاريسها تحكي تفاصيل أحاسيس مليئة بالقصص الموسيقية والفنية».

وعد الفنان والناقد د. عاصم الأمير أنه «ثمة لذائذ خفية هي التي تغوي نصير شمة نحو مديات الرسم لكأن الموسيقى لوحدها لا تكفي في تطمين قلقه الوجودي وهو المعروف بشدة التوق والتحرق والإنجاز الذي زاد من مساحة سعادتنا الإنسانية. معرض نصير شمة، سانحة بصرية شجاعة ومثيرة للاهتمام، بعد أن شغلنا طويلاً بسوانحه الموسيقية وصفقنا لها طويلاً».

وأضاف الفنان مطيع الجميلي: «إن الفنان نصير شمّة يشتغل بالرسم ببصيرة العارف وتقنيات الكتلة والسطح وفك أسرار طلاسم وآفاق وشفرات عالمه بطريقة صوفية وجدانية عالية، هناك ثنائية تفرد بين عالمين عند الفنان نصير شمّة تحيلنا إلى منطقة مفتوحة وفضاء رحب، ليؤكد أنّ ما أنجزه منذ ثلاثة عقود كان مخبأ في أدراج منجزه الموسيقي الكبير».

أمّا الفنان د. علي رضا سعيد فأشار إلى أنّ «هذه الأعمال تعبّر عن حالة من التفرد وتعدُّ دليلا على وجود الرغبة في الإبداع وتحقيق عناصر الاختلاف والتمكن والتفرد، حيث يضعنا الفنان أمام ميولاته ورغباته وانفعالاته وروحه المتوهجة ضوءا لتعبر عنه بعالم الألوان بإحساس مرهف وتناغم جميل، وكلما ابتعدنا عنها استمتعنا بموسيقاها واشتقنا لها وتلذذنا بالمتعة والاسترخاء داخلها».

المعرض ضمّ أكثر من 70 عملاً تشكيلياً للفنان شمة (الشرق الأوسط)

وشبّه الفنان كريم سعدون تجربة نصير شمة تشكيلياً كأنه «يريد أن ينقل لنا من روح المادة التي تشترك في صناعة النغم وتخرجه إلى الوجود، وجودا دلاليا مضافا يخلق التميّز الذي يريده لمنجزه الجديد». بينما رأى الفنان ستّار كاووش أنّ «الموسيقار الباهر نصير شمة يقدّم لنا جمالاً من نوع آخر، ويضع أمامنا سيمفونيات ملونة من خلال لوحاته التي تحمل روحانية كبيرة وانغماسا في معالجات السطوح بطريقة تحمل الكثير من الحساسية والجمال».

ورأى الفنان التشكيلي محمد فهمي «أنّ حوار الإبداع بين الموسيقى والتشكيل صداقة متلازمة الجذور منذ أن اكتشفت طراوة الألوان لتتمازج بين الإيقاع الصوتي والتشكيل، المقصود هنا أن متلازمة الموسيقى والتشكيل والمعنى لغة، نفهم منها كيفية هذه العلاقة وكيف يستلهم منها الفنان تجلياتها المدهشة باللون والأسلوب يخطها على القماش متجاوزا التقليد والمبالغات الشكلية».


معرض فني يجسّد الإبداع والابتكار في إرث عمراني عريق

يضم المعرض نحو 100 عمل في مختلف فنون البناء (الشرق الأوسط)
يضم المعرض نحو 100 عمل في مختلف فنون البناء (الشرق الأوسط)
TT

معرض فني يجسّد الإبداع والابتكار في إرث عمراني عريق

يضم المعرض نحو 100 عمل في مختلف فنون البناء (الشرق الأوسط)
يضم المعرض نحو 100 عمل في مختلف فنون البناء (الشرق الأوسط)

عبر تفاصيل متفردة ظلت شاهدة على التاريخ الغني بالإبداع والابتكار في الفن المعماري لمنطقة جدة التاريخية، يروي «معرض فنون البناء التقليدي» نبذة عن هذا الإرث وما يضم من نموذج فريد من نوعه في العمارة؛ بدءاً بالنقوش والزخارف التي تزين واجهات المباني الداخلية والخارجية، وانتهاءً بتصميم المباني الذي راعى العوامل المناخية وخصوصية قاطنيها.

يقام المعرض في «بيت نصيف» الذي يعد تحفة معمارية فريدة في جدة التاريخية (الشرق الأوسط)

ويسلط المعرض؛ الذي يقيمه «المعهد الملكي للفنون التقليدية»، الضوء على أعمال الدفعة الأولى لخريجي «برنامج دبلوم فنون البناء التقليدي» في مختلف الفنون؛ بما في ذلك الرسم الهندسي والنباتي والتناغم في الألوان، والرسم المعماري، ونجارة الخشب، ونحت الجبس، والرسم الزخرفي بالأصباغ الطبيعية. كما يركز المعرض على أهمية الحفاظ على نقل تقنيات الفنون التقليدية والهندسة المعمارية إلى الأجيال المقبلة.

خريجو الدفعة الأولى من برنامج «دبلوم فنون البناء التقليدي»... (الشرق الأوسط)

ويشهد المعرض المقام في «بيت نصيف»، الذي يعدّ تحفة معمارية فريدة في وسط جدة، إقبالاً كبيراً من الزوار والسياح من مختلف دول العالم على مدار الأسبوع؛ للتعرف على مختلف فنون البناء التقليدي.

ويضم المعرض الذي دشن في 7 ديسمبر (كانون الأول) الماضي ويمتد إلى 2 مارس (آذار) المقبل، أعمالاً تقليدية عالية الجودة بسياق معاصر لأبرز معالم المباني العمرانية، إلى جانب معروضات متعددة صممت بعناية وحرفية عالية.

الطلاب يشاركون في المعرض بعدد من القطع الخاصة بهم في جميع الحرف (واس)

بينما تولى طلبة الدفعة الأولى من الخريجين مهمة الشرح لزوار المعرض عن الأعمال الفنية والهندسية، والتي صممتها أناملهم، والمستوحاة من تلك المباني التاريخية المحيطة بالمنطقة التي تروي جماليات البناء والأسلوب والتكنيك في هذه الطفرة العمرانية التي تجاوزت مئات السنيين.

100 عمل فني في المعرض

أوضحت إيمان الأنصاري، إحدى الخريجات، لـ«الشرق الأوسط» أن المعرض يضم نحو 100 عمل في مختلف فنون البناء، إلى جانب الصور التي تحاكي جمالية الفن المعماري للمباني التاريخية، مشيرة إلى مشاركة عدد من الطلاب في المعرض بعدد من القطع الخاصة بهم في جميع الحرف؛ بدءاً من القمرية والألوان الطبيعية والمنجور والتعشيق والتطعيم والجبس والحفر، والنجارة، والتذهيب... وغيرها، إلى جانب مشروع التخرج الذي عمل عليه جميع طلاب الدفعة.

وعن الصعوبات التي واجهتها، قالت: «رغم أن أعمال النجارة متعبة ومرهقة، فإننا حرصنا على التعلم واكتساب المعرفة والمهارة المهنية اللازمة لتقديم أعمال ذات جودة عالية»، مشيرة إلى أن العمل على القطع الحرفية يتطلب الصبر والهدوء والدقة العالية.

يضم المعرض نحو 100 عمل في مختلف فنون البناء (الشرق الأوسط)

أسرار الفن المعماري

تقول الأنصاري إن تعلم أسرار الفن المعماري للمباني التاريخية كان هاجساً لها منذ طفولتها، وأضافت: «مع الإعلان عن دبلوم لفنون البناء التقليدي، وجدته فرصة لا تعوض لمعرفة أسرار الفن المعماري الذي جسد تراث الآباء والأجداد في بناء المباني القديمة والمصممة بطريقة فنية فريدة من نوعها، عبر تنوعها اللافت في أقواسها ونوافذها المطلة على الحياة، ومراعاتها جميع العوامل المناخية لتمثل تاريخاً غنياً بالإبداع والابتكار».

جرى نحت الخشب بأشكال متعرجة وبأنماط ونماذج هندسية معقدة لإخراجه في هيئة زخارف متشابكة (واس)

الروشان

ويعدّ المشروع النهائي للطلاب من أبرز معالم المعرض؛ حيث أنشأ الطلاب أحد المعالم الرئيسية للمباني القديمة، المسماة «الروشان»؛ وهو فن خشبي يوضع بالنوافذ، ويعتمد على حفر الخشب ورسم شبكة من الأشكال الهندسية المتقاطعة، لإنشاء تصميم مُتكامل مزين بنقوش زخرفية فنية ملونة، تتجانس به روح العمارة التقليدية.

وعن ذلك، تقول الأنصاري إن العمل على المشروع استغرق نحو 6 أشهر بمشاركة 11 طالباً وطالبة، يمثلون الدفعة الأولى من خريجي الدبلوم، مشيرة إلى أن «التصميم استغرق شهرين، بينما التنفيذ تتطلب 4 أشهر كاملة؛ بدءاً من نحت الخشب بأشكال متعرجة وبأنماط ونماذج هندسية معقدة، لإخراجه في هيئة زخارف متشابكة ومتداخلة للقيام بالمهام ذاتها المعروفة عن الرواشين بمنح الخصوصية لأهل المنزل من خلال حجب الرؤية من الخارج وتوفير التهوية الطبيعية، وتخفيف درجات الحرارة».

تطلّب تنفيذ أعمال النحت 4 أشهر كاملة (الشرق الأوسط)

وأوضحت أن «الروشان» كان ولا يزال يمثل أصالة الزمان والمكان للطراز المعماري، مشيرة إلى تميز رواشين المباني في جدة التاريخية بأنها الأكثر ارتفاعاً والأكبر حجماً من مرادفاتها في العالم الإسلامي.

وتطلعت الأنصاري للمشاركة في مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية، الذي يضم كثيراً من المشاريع والمبادرات التطويرية عبر المساهمة مع زملائها في الدفعة الأولى لـ«دبلوم فنون البناء التقليدي»، بترميم المباني التاريخية والعمل على المحافظة عليها.

يشهد المعرض إقبالاً كبيراً من الزوار والسياح من مختلف دول العالم على مدار الأسبوع (الشرق الأوسط)

دبلوم للفنون

ويقدم «المعهد الملكي للفنون التقليدية» برنامج دبلوم فنون البناء بهدف تمكين الكوادر الوطنية من خلال الإعداد المعرفي والمهني، وذلك لمدة عامين دراسييّن، حيث يتضمن البرنامج مجال التصميم بتعلم الطريقة الفنية لهندسة الزخارف التقليدية في جدة التاريخية ومهارات الرسم والتخطيط والحرف عن طريق التدرب على المهارات الحرفية في مختلف الأعمال، وذلك بتعميق فهم طريقة بناء وتصميم المباني التقليدية للحفاظ على الموروث الثقافي عبر أسس علمية موثقة ودراسات بحثية عميقة.

ويعد «المعهد» جهة رائدة لإبراز الهوية الوطنية وإثراء الفنون التقليدية السعودية محلياً وعالمياً، والترويج لها، وتقدير الكنوز الحية والمتميزين وذوي الريادة في مجالات الفنون التقليدية، والمساهمة في الحفاظ على أصولها، ودعم القدرات والمواهب الوطنية والممارسين لها، وتشجيع المهتمين على تعلمها وإتقانها وتطويرها.


برنامج ثقافي ثري في «كأس السعودية 2024»

تعكس الفعاليات المجهّزة في عدة مناطق رئيسية ثقافة السعودية وهويتها العريقة (واس)
تعكس الفعاليات المجهّزة في عدة مناطق رئيسية ثقافة السعودية وهويتها العريقة (واس)
TT

برنامج ثقافي ثري في «كأس السعودية 2024»

تعكس الفعاليات المجهّزة في عدة مناطق رئيسية ثقافة السعودية وهويتها العريقة (واس)
تعكس الفعاليات المجهّزة في عدة مناطق رئيسية ثقافة السعودية وهويتها العريقة (واس)

تحظى النسخة الخامسة من «كأس السعودية 2024» لسباقات الخيل، التي ستقام يومي 23 و24 فبراير الجاري، ببرنامجٍ ثقافي متنوعٍ وثريٍّ تشهده ساحة ميدان الملك عبد العزيز للفروسية بالجنادرية (شمال شرقي العاصمة الرياض).

وتُعد كأس السعودية أغلى سباقات الخيل في العالم، حيث تتألف من 17 سباقاً، بمجموع جوائز تصل قيمتها الإجمالية إلى 37.6 مليون دولار أميركي. واستُلهم التوجه الإبداعي للمشاركة الثقافية في هذا الحدث العالمي من الزي الملكي، وهو العقال المقصب والبشت؛ لارتباطهما ثقافياً بمشاعر العز والفخر والنصر؛ مما ينعكس على روح الخيل.

وتشتمل على فعالياتٍ وأنشطة متنوعة في ثلاثة مساراتٍ رئيسية: مستدامة، ورقمية، وثقافية؛ حيث تُعيد وزارة الثقافة عبر المستوى الأول تقديم الأنشطة السنوية، مثل قواعد الأزياء واللباس للزوّار، والمقطوعة الموسيقية الخاصة بالكأس، وكذلك وشاح الخيل الفائز المصمم يدوياً من قِبل مصممة سعودية.

وتعكس الفعاليات المجهّزة في عدة مناطق رئيسية بالساحة الثقافية، ثقافة السعودية وهويتها العريقة، ومنها: منطقة الأطفال، ويوم التأسيس، وعام الإبل 2024، ومطعم إرث، ومعرض سروج للرسم الحي، الذي يعرض أعمالاً فنية مطبقة على سروج الخيل، كذلك الرسم المباشر من قِبل فنان سعودي ليُمتع الحضور بمشاهدة عمله على السروج.

وصُممت فعالية «نافذة الثقافة» بالتعاون مع فنان محلي في تجربة الانعكاس عبر إسقاط الضوء على النقوش، والأنماط المستلهمة من الثقافة المحلية، والجناح التنفيذي، والبرداخ، ومعرض 100 براند سعودي، وكاميرا روبوتية، والمسرح، وممشى المشاهير، بينما يجمع المتجر العلامات التجارية المحلية الناشئة.

تهدف هذه المشاركة إلى تعزيز الهوية الوطنية ونشر الإرث الثقافي (واس)

وتمثّل فعالية «تزيين الخيول» فسحة ممتعة يطلق فيها الطفل العنان لخياله الخصب عبر ابتكار زينة مختلفة، وعجيبة عبر مجسّمات خيول بيضاء يُلوّنها، ويضع عليها ملصقات من إبداعه. ويُقدّم «الركن التفاعلي» مساحة تفاعلية ذات طابع تثقيفي مُسلٍ، تمنح الأطفال فرصة خوض تجربة غامرة في عالم الخيول والفروسية عبر شاشات تفاعلية.

وتتوفّر في «ركن التصوير» ذي الطابع الثقافي والاحترافي، أزياء سعودية تقليدية وإكسسوارات، يختار منها الطفل ما يناسبه لالتقاط صور تذكارية تُطبع في إطار مصمم بالهوية الثقافية، إلى جانب «ورش العمل» المرتبطة بثقافة الخيل، ويُشرف عليها مختصّون؛ لتُكسب الطفل متعة غامرة، وتثري لديه معارف بهذا المجال.

وتعزز لعبة «الخيول العربية الأصيلة» المحتوى المعرفي للأطفال حولها، ضمن تجربة افتراضية عبر اللعب، واختيار إكسسوارات الخيل، وألوانها، وغيرها من التجارب التي تناسبها. أما فعالية «عالم من الرمال» فهي رحلة خيال إلى عالم الرمال بعيداً عن الأسلوب التقليدي، ويتحوّل فيها صندوق الرمل إلى ملعب ديناميكي للابتكار والإبداع، يحرّك فيه الطفل حبات الرمل مستمتعاً بتقنية الإسقاطات الضوئية التفاعلية.

وتُطلق في فعالية «مجلة هي» منافسة للأزياء بالتعاون مع المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، وذلك تحت ثلاثة تصنيفات رئيسية: «أفضل زي، وأكثر تصميم غير تقليدي، وأفضل إكسسوار»، ويتم اختيار فائز وفائزة من كل تصنيف.

ويحتفي البرنامج بالحِرف اليدوية عبر حضورها في مكانٍ مصمم بطريقة مستوحاة من قيطان البشوت، ويشارك فيها حِرفيون ماهرون لعرض مراحل حياكة البشت للزوّار بشكل تفاعلي، كما تحضر إبداعات الموسيقى الحيّة في منصة مخصصة تستضيف مجموعة من العازفين المحترفين، لإحياء المناسبة بأجواء مميزة.

منح الحضور فرصة خوض تجربة غامرة في عالم الخيول والفروسية (واس)

وتُقدم فعالية «أنماط مضيئة» فرصة للزائر بالتقاط صور فنية إبداعية بطابع ثقافي سعودي مميز عبر تأثير الإسقاط الضوئي الاحترافي المنعكس، في حين تُبرز «المنصة الثقافية» الأعمال الفنية لأهم الحضور من مصممي الأزياء والمؤثّرين.

ويتضمن البرنامج أعمالاً فنية إبداعية، منها العرض الأدائي الموسيقي «صهيل» الذي يحمل الزائر في رحلة إلى عالم خيالي تكتُبُ حكاياته ذرات الرمال المتطايرة خلف الخيول العادية، ويحكي قصة الخيول العربية الأصيلة، من منظورها نفسها، في إطار من الفانتازيا؛ فيتناول صفاتها وعلاقتها الوثيقة بالإنسان، مستمداً الإلهام من حكايات وثقها الشعراء، وأساطير تناقلتها الأجيال عن صداقات ومغامرات الإنسان مع تلك الخيول.

وتضم أركاناً لعرض اللوحات، وللفيديوهات، وللترميم، وللمحافظة على المقتنيات التاريخية والأثرية، وللنقوش التاريخية والأحبار، ويعرض آخر يحمل اسم «رفوف الثقافة» كتباً تحمل في طياتها ثراء الثقافة السعودية بقطاعات مختلفة.

وفيما يخص الفعاليات الرقمية، فتتعاون الوزارة مع «القناة الثقافية»، و«سناب شات»، لتقديم فعاليات في أرض البطولة، ونقلها عبر منصاتها، من خلال خلق تجربة تكنولوجية فريدة، تُبرز الثقافة السعودية بشكلٍ جذّاب وفني، وستقدم القناة خبراتها في منطقتين رئيسيتين؛ وهي ممشى المشاهير، والجناح التنفيذي؛ لنقل ما يدور حول عالم الأزياء، وإجراء المقابلات الحصرية.

وتهدف الوزارة من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز الهوية الوطنية، ونشر الإرث الثقافي، وتمكين الموهوبين المحليين؛ لتحقيق مستهدفاتها الاستراتيجية، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030»، والمتمثّلة في جعل الثقافة نمط حياة، وزيادة مساهمتها في النمو الاقتصادي، وتعزيز مكانة البلاد الدولية.

يتضمن البرنامج أعمالاً فنية إبداعية وتجارب تُبرز الثقافة السعودية بشكلٍ جذّاب (واس)


مصر تحتفي بـ«اليوم العالمي للإذاعة»

مبنى «ماسبيرو» الشهير يحتضن الإذاعة المصرية منذ عقود (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مبنى «ماسبيرو» الشهير يحتضن الإذاعة المصرية منذ عقود (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر تحتفي بـ«اليوم العالمي للإذاعة»

مبنى «ماسبيرو» الشهير يحتضن الإذاعة المصرية منذ عقود (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مبنى «ماسبيرو» الشهير يحتضن الإذاعة المصرية منذ عقود (تصوير: عبد الفتاح فرج)

احتفلت وزارة الثقافة المصرية بـ«اليوم العالمي للإذاعة» الذي أقرته الأمم المتحدة عام 2011، ليكون في 13 فبراير (شباط) من كل عام، كما احتفلت قنوات فضائية مصرية بهذه المناسبة بإعداد تقارير عن أهمية الإذاعة وتاريخها الحافل في مصر، واحتفل كذلك إذاعيون مصريون على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي بيومها العالمي ونشروا صوراً تذكارية لهم أمام الميكروفون.

ونظم صندوق التنمية الثقافية احتفالية تحدث فيها خبراء وإذاعيون كبار حول دور الإذاعة في ظل التطورات التقنية المتلاحقة.

بدأت الاحتفالية التي أقيمت مساء الاثنين، بالاستماع إلى «موتيفات» للأصوات المميزة والخالدة في الإذاعة المصرية، مثل «البرنامج العام، والشرق الأوسط، وصوت العرب»، كالجملة الشهيرة «هنا القاهرة»، التي أعلن بها المذيع أحمد سالم، انطلاق الإذاعة المصرية في 31‏ مايو (أيار) عام 1934.

وخصصت الأمم المتحدة يوم 13 فبراير للاحتفال بـ«اليوم العالمي للإذاعة»، ووصفتها المنظمة الأممية بأنها «منصة للخطاب الديمقراطي على المستوى العالمي»، وذكرت أن «الإذاعة تتميز بقدرتها الفريدة على الوصول إلى الجمهور الأوسع»، ونشرت منظمة «اليونيسكو» ملفات صوتية تاريخية، يمكن استخدامها مجاناً ودون قيود، احتفالاً بهذه المناسبة، وفقاً لصفحة الأمم المتحدة على الإنترنت.

واحتفلت وسائل إعلام محلية بهذه المناسبة عبر إجراء حوارات مع رئيس الإذاعة المصرية محمد نوار، ومحمد لطفي رئيس «البرنامج العام»، ونشرت قناة «الوثائقية» المصرية على صفحتيها بـ«فيسبوك» و«يوتيوب» فيلماً وثائقياً بعنوان «صوت العرب» احتفالاً بهذه المناسبة.

وشارك في احتفالية وزارة الثقافة الدكتورة إلهام سيف الدولة حمدان الأستاذة في أكاديمية الفنون، مؤكدة أن «الإذاعة المصرية بما لها من تاريخ عريق وقامات إعلامية وفكرية قادرة على منافسة مختلف الوسائط الإعلامية»، خلال الجلسة الحوارية التي أقيمت بعنوان «الإذاعة المصرية... من الميكروفون إلى البودكاست».

«بوستر» الاحتفالية بـ«يوم الإذاعة العالمي» (وزارة الثقافة المصرية)

وقالت الدكتورة لمياء محمود، رئيس إذاعة «صوت العرب» سابقاً، والرئيس السابق للجنة الدائمة للإذاعة باتحاد الإذاعات العربية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الإذاعة المصرية الرسمية انطلقت منذ 90 سنة، لكن الإذاعات الأهلية كانت موجودة منذ منتصف عشرينات القرن الماضي».

وتابعت: «يمكن أن تكون التكنولوجيا الحديثة أثرت كثيراً على وسائل الإعلام، وبالتأكيد منها الإذاعة، لكننا يمكن أن نستفيد من هذه الوسائل التكنولوجية للوصول لفئات أكثر أو مناطق جغرافية لا يصل إليها البث الأثيري للإذاعة».

ولفتت إلى أن «الإذاعة كانت في إحدى الفترات الوسيلة الوحيدة أو الأكثر انتشاراً بين الجماهير، ولكنها الآن تقتسم الجماهيرية مع وسائط كثيرة، مما يجعل هناك تحديات أكبر أمام العاملين في الإذاعة».

وأشارت إلى أن «(البودكاست) هو شكل من البرامج الإذاعية، لن يستطيع تعويض التنوع الذي تقدمه الإذاعة من أخبار وأحاديث سياسية وبرامج موسيقية وحفلات وغيرها».

جانب من احتفالية «يوم الإذاعة العالمي» (وزارة الثقافة المصرية)

وانطلق البث الإذاعي الرسمي في مصر عام 1934، وكان أول رئيس للإذاعة المصرية هو سعيد باشا لطفي، وشهدت الإذاعة التي كان مقرها في شارع «الشريفين» بوسط القاهرة قبل الانتقال لمبنى «اتحاد الإذاعة والتلفزيون» بماسبيرو، أحداثاً كبرى، مثل بيان ثورة 1952 الذي أطاح الملك فاروق، وبيانات الانتصار في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973.

وقالت الإذاعية دلال الشاطر، رئيس إذاعة «الشرق الأوسط» سابقاً، إن «الإذاعة المصرية شهدت عصراً ذهبياً حين كانت الوسيلة الإعلامية الوحيدة، وكل روادها كانوا نجوماً، وبرامجهم كانت لها بصمة ونسمعها حتى اليوم»، ولفتت إلى أنه «مع دخول أجيال جديدة عدة لم يعد هناك المذيع النجم سوى من يمتلك موهبة ومن ينمّي مهاراته، ويجب أن يكون عاشقاً للمهنة»، وأشارت إلى «وجود نجوم وإذاعيين كبار يفعلون ذلك ويحافظون على نجوميتهم حتى اليوم».

وذكرت الشاطر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «التكنولوجيا أصبحت لها اشتراطات مختلفة، تتضح من خلال الزخم الموجود على وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك ظهر في الفترة الأخيرة (البودكاست)، وهي وسيلة جديدة ولكنها لا يمكن أن تكون بديلاً للإذاعة التقليدية». ورأت أن «الإذاعة مستمرة وستظل موجودة بنجاحاتها وسحرها الخاص».


انتعاشة فنية متوقعة بعد اتفاق السعودية ومصر على «زيادة التعاون»

وزيرة الثقافة المصرية خلال استقبال رئيس هيئة الترفيه السعودية  (وزارة الثقافة عبر فيسبوك)
وزيرة الثقافة المصرية خلال استقبال رئيس هيئة الترفيه السعودية (وزارة الثقافة عبر فيسبوك)
TT

انتعاشة فنية متوقعة بعد اتفاق السعودية ومصر على «زيادة التعاون»

وزيرة الثقافة المصرية خلال استقبال رئيس هيئة الترفيه السعودية  (وزارة الثقافة عبر فيسبوك)
وزيرة الثقافة المصرية خلال استقبال رئيس هيئة الترفيه السعودية (وزارة الثقافة عبر فيسبوك)

توقع متابعون وخبراء تحقيق انتعاشة فنية بعد اتفاق السعودية ومصر على زيادة التعاون بالمجال الفني، عبر برنامج يشمل عروضاً مسرحية وحفلات موسيقية بين البلدين، وتبادل للخبرات وتحقيق «تكامل فني».

والتقى رئيس الهيئة العامة للترفيه السعودية، المستشار تركي آل الشيخ، مع وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني، برفقة الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عمرو الفقي، في مقر وزارة الثقافة المصرية مساء (الاثنين)، حيث جرى الاتفاق على «دعم التعاون المشترك في عدة مجالات وآليات التنفيذ بشراكة ثلاثية بين وزارة الثقافة المصرية، وهيئة الترفيه السعودية، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المصرية في مجالات المسرح والسينما والغناء».

جانب من الاجتماعات في وزارة الثقافة المصرية - (وزارة الثقافة المصرية عبر فيسبوك)

وأكد آل الشيخ، حرصه على «مدّ أواصر التعاون مع وزارة الثقافة خلال الفترة المقبلة، من خلال برنامج أنشطة مقترح إقامته بين القاهرة والرياض يشمل إقامة عروض مسرحية بنصوص مصرية، وحفلات موسيقية وغنائية بين البلدين»، مشيراً إلى أن «مواسم الرياض السعودية تعتمد في معظم فعالياتها على فنانين وكوادر فنية مصرية في العزف والغناء والإخراج بمشاركة كبار الفنانين المصريين»، وفق البيان الرسمي الصادر عن الوزارة المصرية.

ويؤكد الناقد المصري طارق الشناوي، أن «التعاون على المستوى الرسمي بين البلدين يرسخ ما يجري بالفعل في ظل وجود عدد كبير من المصريين بالفعاليات الفنية بالمملكة، وهو أمر لا يقتصر على نجوم الغناء فقط، ولكن أيضاً يشمل العازفين والكورال والفنيين وغيرهم».

ويضيف الشناوي لـ«الشرق الأوسط» أن الاتفاق سيضع حداً للأصوات التي تحاول «إثارة وافتعال أزمات»، بجانب إنهائه لـ«الحساسية الزائدة» التي كانت موجودة لدى البعض، لافتاً إلى «وجود اتفاقات مبدئية منذ فترة للتعاون والتواصل بين المسؤولين المصريين ونظرائهم في المملكة للتوسع في التعاون الفني بين البلدين».

هذا الرأي يدعمه الناقد المصري خالد محمود، الذي يؤكد «استفادة مصر والسعودية من الإطار الرسمي للتعاون الفني بين الجهات المعنية في البلدين»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الأمر ستمتد آثاره لزيادة الفعاليات الفنية بمصر والسعودية وتعزيز الوجود المصري بالحفلات السعودية، بجانب التوسع في الإنتاجات السينمائية المشتركة في ظل الطفرة التي حدثت للسينما المصرية، مع إعادة افتتاح دور العرض بالسعودية وتحقيق الأفلام المصرية إيرادات كبيرة».

لقطة من كواليس تصوير ولاد رزق 3 - (حساب رئيس هيئة الترفيه عبر فيسبوك)

وتشارك هيئة الترفيه في إنتاج الجزء الثالث من فيلم «ولاد رزق» لأحمد عز وعمرو يوسف، وهو الفيلم الذي صور عدد من مشاهده في بوليفارد الرياض، ويتولى مهمة إخراجه طارق العريان، وهو من الأعمال الإنتاجية الضخمة التي يتوقع طرحها بالصالات السينمائية العربية خلال صيف 2024.

وكان المستشار تركي آل الشيخ قد أبدى رغبته في دعم تقديم جزء ثان من فيلم «صعيدي في الجامعة الأميركية» الذي قدمه محمد هنيدي مع أحمد السقا ومنى زكي وهاني رمزي وغادة عادل، عام 1998، وهو المشروع الذي لطالما تأجل انطلاق تحضيراته بسبب تكلفة إنتاجه الكبيرة، وفق تصريحات سابقة لمؤلفه الدكتور مدحت العدل.

ونشر رئيس هيئة الترفيه عبر حسابه على «فيسبوك» صورة تذكارية بعد لقائه مع عدد من المخرجين والكتاب المصريين من بينهم رامي إمام، ومروان حامد، وصلاح الجهيني، ومحمد دياب، وطارق العريان.

ويشير خالد محمود إلى مردود الاتفاق الإيجابي على صناعة السينما المصرية بتشجيع عودة أفلام بميزانيات كبيرة، بما يحقق طموحات صناع السينما التي لطالما كانت تصطدم بعقبة التمويل للمشاريع الجيدة والمختلفة، وهو أمر لن ينعكس على الكم العددي فقط بإنتاج الأفلام، ولكن سيمتد ليشمل تقديم أفلام قادرة على الوجود بالمهرجانات السينمائية العالمية، وليس فقط حصد الإيرادات في شباك التذاكر.

وقال رئيس هيئة الترفيه السعودية في تصريحات تلفزيونية لبرنامج «الحكاية» مع الإعلامي عمرو أديب مساء (الاثنين) إن التعاون سيشمل الاتفاق على إقامة ليالٍ مصرية في السعودية وإقامة ليالٍ سعودية في القاهرة، بجانب الاتفاق على تقديم العروض المسرحية في الرياض والقاهرة.

محمد الشرنوبي خلال حفل تكريم عمه صلاح الشرنوبي بالرياض - (حساب بنش مارك على إكس)

وشهد موسم الرياض في نسخته الحالية تقديم عدد من العروض المسرحية المصرية من بينها مسرحية «الصندوق الأحمر» التي عادت من خلالها الفنانة ليلى علوي إلى خشبة المسرح بعد غياب طويل، فيما قدمت منى زكي مسرحية «الوش الثاني» بعد غياب طويل، وخاضت أمينة خليل أولى تجاربها المسرحية عبر مسرحية «سناب شات».

ويلفت الشناوي إلى «وجود مخاطبة منذ عدة أشهر بين السفير المصري بالسعودية ووزيرة الثقافة من أجل إقامة حفلات للفنانين السعوديين بدار الأوبرا في إطار التعاون الفني ضمن التحضيرات التي سبقت لقاءها مع رئيس هيئة الترفيه».


«أرض الوهم» يستعيد ثورة 1958 اللبنانية برومانسية تُسائل الأقدار

ماريلين نعمان موهبة تمثيلية لافتة (إم سي للتوزيع)
ماريلين نعمان موهبة تمثيلية لافتة (إم سي للتوزيع)
TT

«أرض الوهم» يستعيد ثورة 1958 اللبنانية برومانسية تُسائل الأقدار

ماريلين نعمان موهبة تمثيلية لافتة (إم سي للتوزيع)
ماريلين نعمان موهبة تمثيلية لافتة (إم سي للتوزيع)

الشوق الذي يغمر المغترب اللبناني تجاه وطنه يُترجمه المخرج كارلوس شاهين في فيلمه «أرض الوهم»؛ فقد عاش طويلاً خارج لبنان، لكنه احتفظ بحنين دفين لبلاد الأَرز. العطش لوطنه، الذي لازمه لنحو 40 عاماً، لم يجد سوى السينما لإفراغه. يقول: «أقمتُ في دول الاغتراب، لكنني حدّثتُ نفسي بلغة بلدي. أرى أحلامي وأفكر باللبنانية. نما الشوق في داخلي يوماً تلو آخر. عدتُ إلى لبنان، وقرّرت البوح بمشاعري عبر هذا الفيلم».

تنطلق عروض «أرض الوهم (Mother Valley)» في الصالات اللبنانية ابتداءً من 15 فبراير (شباط) الحالي، ليكون بذلك هدية «عيد الحب» التي يقدّمها شاهين لعشاق لبنان. اختار من طبيعته «وادي قاديشا»، وبلدتي حصرون وحدث الجبة، مواقعَ تصوير؛ واستعار دفء البيوت التراثية في الريف، والحدائق والمساحات الرملية الشاسعة في الجرود، للإشارة إلى مزايا وطن صغير على الخريطة وكبير في عيون أحبّته.

يعود «أرض الوهم»، الحائز جائزة «أفضل فيلم عربي» في مهرجان «القاهرة الدولي»، إلى لبنان صيف 1958، من خلال 3 شقيقات من المجتمع المسيحي يمضين إجازتهن في الجبل.

تعكّر أخبار «ثورة 1958» صفو القرية التي يستقررن فيها مع الأهل، وبدل اندلاع شرارة الأحداث على الأرض، تهبّ من داخل البيت الواحد. فالأخت الكبرى ليلى، الأم والزوجة المثالية، تدرك فجأة أنها تعيش حياة لم تخترها. فهل يمكن لامرأة أن تصنع قدراً مختلفاً عن ذلك الذي يخطّط له الرجل؟

سيُعرض «أرض الوهم» في الصالات اللبنانية ابتداءً من 15 فبراير (إم سي للتوزيع)

يبدأ المُشاهد رحلة مشوّقة مع أحداث فيلم لا يمكن توقُّع نهايته لما يحمل من مفاجآت ومواقف متسارعة. ومع بطليه، ماريلين نعمان وطلال الجردي، يخوض التجربة. فالممثلان جسَّدا دوريهما ببراعة تنسيك أنك أمام شاشة. ينخرط المُشاهد في حياتهما، ويحاول فكّ الارتباط الفعلي بينهما. فمنذ اللحظة الأولى، تزوّدنا البطلة ليلى (ماريلين نعمان) بتلميحات تدلّ على أنّ هناك سوء فهم ولغزاً عليك حلّه. موهبتها التمثيلية تمارسها في نظراتها، كما في لغة جسدها بإتقان، وتدفعك إلى تتبُّع ثغر في مشاعرها تلفّها من رأسها حتى قدميها، لتكتشف بعدها أنها امرأة تعاني في مجتمع ذكوري يتحكّم فيها؛ فوالدها (أحمد قعبور) لا يختلف عن زوجها (طلال الجردي)، ولا عن أصدقائهم (فؤاد يمين، وأنطوان مرعب حرب). والأمر نفسه تعيشه والدتها (كريستين شويري)، وأختاها (جوي حلاق، وروبي رمضان).

الممثلة الفرنسية نتالي باي ضيفة شرف الفيلم. اختارها شاهين لأنها تناسب الدور، وتعرف أخبار لبنان من كثب؛ فتؤدّي دور والدة الممثل الفرنسي الشاب بيار روشفور. ومن خلال علاقة مقرَّبة بين والدته وليلى، تولد قصة حب.

كما يعرّج شاهين على علاقة الأم الشابة بابنها الذي، من دون أن يدري، يرث تصرّفات والده الذكورية، فيقدّمه ضحيةً أخرى في مجتمع يحدّد مصيره الرجال. في هذه العلاقة، يعبّر المخرج عن قوّة الرابط بين الأم والابن، ويركّز في أحد المَشاهد على كأس المياه ليتناولها الابن من يد أمه. اسم الفيلم بالفرنسية هو «ليلة كأس الماء». يعزو شاهين التسمية إلى العودة لذكريات الطفولة، حين كان ينادي أمه في غمرة الليل طالباً منها كأس ماء. ويتابع: «العنوان يأتي من استدعاء ذكريات طفولتي في هذه البقعة من العالم. في هذا الوسط المسيحي، وذلك المجتمع الإقطاعي، وما يتفرّع من طرق وأساليب تحمي النظام من أي تغيير. فشرب الطفل الماء من يد الأم، شكّل نداءً لوالدته لتبقى بقربه، فلا تتركه».

الفرنسية نتالي باي مع أحمد قعبور في مشهد من الفيلم (إم سي للتوزيع)

التحرُّر من التقاليد وتحقيق الذات، ومطاردة الحلم، مهما بلغت تكلفتها وأثمانها، تؤلّف العناوين العريضة لفيلم شاهين، فيحاول تكحيلها بعلاقته بجذوره وبطبيعة مسقط رأسه، ليتخلّص من الإحساس بالمنفى الذي رافقه طوال غربته.

قصة «أرض الوهم» من نوع الدراما الرومانسية المرتبطة بحقبة تاريخية، تُمرَّر خلالها رسائل حول الأحكام المسبقة التي يطلقها الناس، فيَظلمون ولو عن غير قصد، متسلّحين بقوانين مجتمع يرتكز على المظاهر. أما الرسالة الرئيسية التي يحاول كارلوس شاهين إيصالها، فتُختصر بكلمة الانتماء. ومن خلال السينما وحدها، استطاع التعبير عن حب دفين لأرضه رغم سنوات الغربة. «أحداث 1958» لم تكن سوى الباب الذي يلج منه إلى ثورة على الذات مارستها امرأة صلبة في تلك الفترة من تاريخ لبنان.


عُلا غانم لـ«الشرق الأوسط»: لن أغادر مصر

الفنانة المصرية عُلا غانم (الشرق الأوسط)
الفنانة المصرية عُلا غانم (الشرق الأوسط)
TT

عُلا غانم لـ«الشرق الأوسط»: لن أغادر مصر

الفنانة المصرية عُلا غانم (الشرق الأوسط)
الفنانة المصرية عُلا غانم (الشرق الأوسط)

بعد انتشار أنباء تفيد بمغادرتها مصر وانتقالها للعيش في أميركا بشكل نهائي تصدرت الفنانة المصرية عُلا غانم «تريند» موقع «غوغل» خلال الساعات الماضية بمصر.

ونفت غانم في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» صحة الأخبار المتداولة، مؤكدة أنها «لن تترك بيتها ووطنها ولن تغادر مصر مطلقاً»، ووصفت ما يثار بـ«الشائعات المغرضة التي تحاول النيل منها».

وتؤكد غانم أن «الشائعات لا تشغلها، ولا تقف عندها كثيراً؛ لأنها تعي جيداً من يُطلقها بهدف النيل منها»، لافتة: «أنا شخصية قوية، ولن تؤثر هذه الشائعات في حياتي العملية أو الشخصية»، مشيرة إلى أنها «تتنقل راهناً بأريحية بين مصر وأميركا لمتابعة البيزنس الخاص بها هناك».

وأوضحت أنها «حصلت على حكم بتغريم طليقها بمبالغ مالية في إحدى القضايا، بالإضافة إلى قضايا أخرى يُنظر فيها أمام المحاكم المختصة».

وكشفت غانم عن استعدادها للبدء في تصوير فيلمها الجديد «حارة القصعي»، مطلع شهر مارس (آذار) المقبل، مشيرة إلى أنها ستقدم شخصية مختلفة تماماً عما قدمته من قبل خلال مشوارها وتعدها مفاجأة لجمهورها، لكنها لا تنتمي للون الشعبي كما تكهن البعض».

ولفتت إلى أنها «اختارت الدور بعناية خصوصاً بعد تألقها في فيلم «أولاد حريم كريم» الذي شهد عودتها للساحة الفنية مجدداً بعد غياب استمر نحو 7 سنوات، والذي عرض في السينمات بمصر والخليج خلال إجازة صيف 2023.

عُلا غانم نفت هجرتها إلى أميركا (الشرق الأوسط)

وكانت غانم قد تصدرت تريند «غوغل»، من قبل بعد أن أعلنت عن تعرضها للاعتداء من قبل زوجها السابق خلال شهر فبراير (شباط) 2023، حيث اتهمته بمحاولة اقتحام منزلها والاعتداء عليها هي ووالدتها وحارس المنزل والعاملات، والاستحواذ على كاميرات المراقبة، والإقامة بمنزلها دون رغبتها ما أدى لإصابتها ودخولها المستشفى لتلقي العلاج، كما حصلت غانم على حكم قضائي بالخلع من زوجها خلال شهر أبريل (نيسان) من العام نفسه.

وعادت غانم للأضواء مرة أخرى مطلع عام 2022، وأعلنت اقتحامها عالم المال والأعمال عبر فندق خاص للعناية بالكلاب في أميركا، بينما قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها أنهت مشروع «أوتيل الكلاب» الذي بدأته منذ سنوات رغم عشقها للكلاب وحماسها للمشروع، وحولت نشاطه التجاري إلى فندق للبشر».

وشاركت غانم في أعمال فنية عدة بالسينما والتلفزيون من بينها مسلسلات «أماكن في القلب»، و«الزوجة الثانية»، و«الزوجة الرابعة»، و«ظل الرئيس»، و«أبو البنات»، و«السبع بنات»، و«سلسال الدم»، و«قلوب»، و«ولي العهد»، و«العار»، وأفلام «سهر الليالي»، و«محامي خلع»، و«جمهورية إمبابة»، و«روميو السيدة»، و«كلام جرايد»، و«لحظات أنوثة»، و«حريم كريم»، و«كامل الأوصاف».


حصص رياضة داخل مساجد تركية تساعد المصلين على تحسين لياقتهم

مصلون يشاركون في جلسة للياقة البدنية بعد الصلاة في مسجد منطقة باغجلار في إسطنبول في 8 فبراير 2024 (أ.ف.ب)
مصلون يشاركون في جلسة للياقة البدنية بعد الصلاة في مسجد منطقة باغجلار في إسطنبول في 8 فبراير 2024 (أ.ف.ب)
TT

حصص رياضة داخل مساجد تركية تساعد المصلين على تحسين لياقتهم

مصلون يشاركون في جلسة للياقة البدنية بعد الصلاة في مسجد منطقة باغجلار في إسطنبول في 8 فبراير 2024 (أ.ف.ب)
مصلون يشاركون في جلسة للياقة البدنية بعد الصلاة في مسجد منطقة باغجلار في إسطنبول في 8 فبراير 2024 (أ.ف.ب)

بمجرد انتهاء صلاة العصر في مسجد داخل أحد الأحياء الشعبية في إسطنبول، ينادي الإمام بولنت جينار المؤمنين لإعلامهم بانطلاق «حصة التمارين البدنية»، تاركاً مكانه لمدرّب رياضي يرتدي قميصاً أبيض، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

يصطف حوالي عشرة مصلّين ممن غزا الشيب رأسهم، بجانب الإمام ذي اللحية الطويلة المشذبة بعناية، أمام المدرّب، واقفين على سجادة المسجد الفيروزية السميكة. على مدى خمس عشرة دقيقة، يقوم المشاركون في الحصة بحركات رياضية متعددة تشمل تمرين الركبتين وتحريك الرقبة والقفز، تنفيذاً لتعليمات يوجهها المدرب بدقة وعناية.

ويقول ثروت أريجي (البالغ 66 عاماً): «الإنسان مثل السيارة: فكما السيارة بحاجة إلى الصيانة، كذلك فإن أعضاءنا تعمل بشكل أفضل عند ممارسة الرياضة». وقد أقبل هذا الرجل الستيني على التمارين البدنية الخفيفة منذ إطلاق هذا المشروع في يناير (كانون الثاني) في أحد عشر مسجداً في باغجلار، وهي من أكثر المناطق اكتظاظاً وحرماناً في إسطنبول.

على يمينه، يشعر حسين كايا، البالغ 75 عاماً، وهو أحد أعضاء المجموعة، بسعادة غامرة لأنه «يحرّك كل جزء من جسمه». ويقول سائق الأجرة المتقاعد هذا ذو اللحية البيضاء والقبعة السوداء والجبهة المجعدة، إن حصص التمارين هذه «تؤتي ثمارها».

ويؤكد المدرّب الرياضي فاتح يامان أوغلو أن ربع ساعة من التمارين اليومية تكفي «لتجنب الإصابات المستقبلية وتسهيل حياة» روّاد المسجد الكهول، لافتاً إلى أن 25 إلى 35 من المصلّين يعملون معه على تحسين لياقتهم البدنية يومياً بعد انتهاء صلاتي الظهر والعصر.

مصلون يشاركون في جلسة للياقة البدنية بعد الصلاة في مسجد منطقة باغجلار في إسطنبول في 8 فبراير 2024 (أ.ف.ب)

«أصغر سناً»

أما النساء، اللواتي يصلّين في المنزل أكثر من المسجد في تركيا، فهنّ مستبعدات حالياً من المشروع. لكن بلدية باغجلار، التي يقودها رئيس بلدية من حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ بزعامة الرئيس رجب طيب إردوغان، تبدي استعداداً لتوسيع مبادرتها.

ويرتدي ذلك أهمية خاصة لأنّ النساء، اللاتي يبلغ معدل توظيفهنّ في تركيا أقل من نصف معدل توظيف الرجال، هنّ أول من يتأثر بمشكلة ضعف النشاط البدني. فبحسب وزارة الصحة التركية، لدى أكثر من نصف النساء التركيات (53.1 في المائة) نشاط بدني منخفض، مقارنة بأقل من الثلث لدى الرجال (31.7 في المائة).

هذا الخمول البدني بين النساء موجود «في بلدان كثيرة»، بحسب مديرة قسم العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل في جامعة غلطة بإسطنبول سيراب إينال، التي تشير أيضاً إلى أن سكان الأحياء المحرومة في المدينة التركية الكبرى لديهم نشاط بدني أدنى من سكّان الأحياء الميسورة نسبياً.

وفي بلد تضاعفت فيه نسبة السكان الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً تقريباً خلال 25 عاماً لتتجاوز 10 في المائة، فإن توفير حصص للرياضة البدنية في المساجد «هو بالتأكيد فكرة جيدة»، وفق إينال. لكنّها تقترح «إقامة هذه التمارين في الهواء الطلق».

ويشعر الإمام بولنت جينار بالسعادة لأن مسجده بات أكثر من مجرد مكان للعبادة، مبدياً ارتياحه لأن حصص الرياضة تجتذب مؤمنين عادة ما يصلّون في أحياء مجاورة. ويعرب رجل الدين أيضاً عن استعداده لتوفير مساحة مخصصة في الأصل للنساء تحت غرفة الصلاة الكبيرة، «مع مدرّبة»، داعياً إلى توسيع نطاق المبادرة لتشمل 90 ألف مسجد في البلاد.

ويقول: «بفضل هذه التمارين، تتحسن جودة الصلاة»، لأنّ المصلّين «يتحركون بسهولة أكبر، ويشعرون بأنهم أصغر سناً».


«الملعبة».. رؤية فنية تجسد جمالية وبهجة الفلكلور السعودي

فن الخبيتي من المنطقة الغربية (الشرق الأوسط)
فن الخبيتي من المنطقة الغربية (الشرق الأوسط)
TT

«الملعبة».. رؤية فنية تجسد جمالية وبهجة الفلكلور السعودي

فن الخبيتي من المنطقة الغربية (الشرق الأوسط)
فن الخبيتي من المنطقة الغربية (الشرق الأوسط)

ثمة تضافر جميل بين الفن والتراث، وهو ما يبدو جلياً مع غزارة وتنوّع الموروث السعودي الذي يُلهم الفنانين، ليأتي الفلكلور الشعبي بوصفه من أكثر المواضيع الغنية بمضامين البهجة والفخر والتفرّد، الذي اشتغلت عليه الفنانة السعودية علياء سعد البازعي عبر 11 عملاً، زيَّنت معرضها المقام حالياً في العاصمة السعودية الرياض، تحت عنوان «المعلبة»، الذي استطاعت من خلاله توثيق أهم الفنون الأدائية لمناطق المملكة، لتبدو لوحاتها كأنها رقصات حيّة من العرضة النجدية إلى الدحة الشمالية، مروراً بالخطوة الجنوبية وغيرها.

البازعي أوضحت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن الملعبة، مصطلح دارج ومتوارَث لمساحة اللعب المعدَّة للاحتفال بالنصر أو للتعبير عن الفخر بتجمع الأهل والعزوة، مشيرةً إلى أن معرضها هذا يأتي كجزء من مشروعها في رسالة الماجستير التي أتمّتها عام 2012 في ولاية بوسطن الأميركية. مضيفةً أن ما دفعها إلى التفكير في الأمر بعد مرور ما يقرب من عقد من الزمن على تخرجها، وتحديداً عام 2022، هو التحاقها بالمعهد الملكي للفنون التقليدية، حيث وجدت نفسها داخل منشأة تعليمية فنية تركز على الاحتفاء وتوثيق الفنون التقليدية وفق تعبيرها.

فن الخبيتي في عمل آخر خلال المعرض (الشرق الأوسط)

سرد روائي

هذه النقلة، حسب البازعي، أعادت لها الرغبة في تحويل مشروعها العلمي إلى سلسلة فنية، وأردفت قائلة: «شعرت بالرغبة في البدء في روايتي الجديدة، فأنا أؤمن بضرورة أن أبني معارضي الفنية على هيئة روايات متسلسلة، ولا أرى أن يقام المعرض ثم يتوقف، ومن هنا يأتي معرض الملعبة؛ ليكون الفصل الأول من روايتي الجديدة التي تتناول الفنون الأدائية في المملكة».

11 لوحة

تتابع البازعي: «دخلت إلى عالم الحركات والإيقاعات والألوان، وبدأت في محاولة جعلها أكثر تشويقا للعالم، بما يساعدهم على التعرف أكثر على الفنون الأدائية لدينا»، مبينةً أنها تعمل حالياً على الفصل الثاني في معرض آخر تعتزم إطلاقه العام المقبل. وعن معرضها الذي ستبقى أبوابه مفتوحة للزوار حتى 17 فبراير (شباط) الجاري، في «غاليري 015». توضح البازعي أنها حاولت تغطية جميع مناطق المملكة، فمن المنطقة الشرقية قدمت لعبة «دق الحَب» وفنون البحر، ومن نجد «العرضة» و«سامري عنيزة»، ومن المنطقة الشمالية «الدحة» التي شكّلتها في عملين، ومن المنطقة الغربية فن «الخبيتي المجرور الطائفي»، ومن الجنوب «الخطوة الجنوبية»، إلى جانب فن «الزامل» لمنطقة نجران.

⁨فنون البحر من المنطقة الشرقية (الشرق الأوسط)⁩

سيرة الفنانة

جدير بالذكر أن علياء سعد البازعي هي فنانة سعودية معاصرة، ومصممة غرافيك، تركز على توثيق الحياة من خلال الرسم والطلاء. وتقول عن نفسها: «أدرك أن الفن له تأثير هائل على صحة العواطف، وأشعر بالحماس لاستكشاف كيف يمكن للفن أن يُلهمني، حيث بدأت رحلتي الفنية في سن مبكرة، وكان الفن بالنسبة لي وسيلة للتواصل وترجمة أفكاري ومشاعري».

ومنذ أن أقامت معرضها الفردي الأول «بين الأوراق» عام 2014، اكتسبت أعمال البازعي شهرة واسعة، حيث تمكنت من ترجمة رؤيتها باستخدام الأوراق القديمة وبُن القهوة. كما أقامت 3 معارض فردية في الرياض، بين عامي 2014 و2017 قدمت خلالها روايتها الأولى بعنوان «البدايات»، مجزَّأة إلى 3 فصول، هي: «بين الأوراق»، و«قالت»، و«أنا». وفي عام 2018 أقامت معرضها الفردي الرابع في الكويت واستعرضت من خلاله قصة قصيرة بعنوان «بينهما» تتحدث فيها عن الارتباط والتداخل بين المكتبة والمرسم والفن والشعر، وجسدت هذه القصة من خلال أعمال فنية مستوحاة من أشعار كبار الشعراء.

جانب من حضور المعرض (الشرق الأوسط)


أول دليل أثري على استخدام النباتات لعلاج الأمراض !

أول دليل أثري على استخدام النباتات لعلاج الأمراض !
TT

أول دليل أثري على استخدام النباتات لعلاج الأمراض !

أول دليل أثري على استخدام النباتات لعلاج الأمراض !

يعد عظم قديم يعود تاريخه إلى آلاف السنين أول دليل قوي على أن البشر في أوروبا كانوا يجمعون ويخزنون عقارًا قويًا وخطيرًا. فقد تم تجويف العظم عمدًا وتغطيته بقطران البتولا؛ حيث وُجد أن العظم في الأصل يعود لخروف أو ماعز ويحتوي على عدد كبير من بذور نبات يسمى الهينبان الأسود (Hyoscyamus niger).

وقد جادل ثلاثة من الباحثين بألمانيا وهولندا بأن المادة النباتية تم الاحتفاظ بها لغرض محدد. إذ انه حتى في الجرعات الصغيرة، يعتبر نبات الهينبان الأسود، الشائع في جميع أنحاء أوروبا، خطيرًا؛ فهو يحتوي على سموم «هيوسيامين وسكوبولامين»، وإذا ما تم تناوله يمكن أن يؤدي إلى عدم انتظام دقات القلب والتشنجات والغيبوبة وحتى الموت. ويمكن للنبات أيضا أن يسبب الهلوسة، أو حتى يمكن استخدامه كدواء.

وتم العثور على الهينبان الأسود بمستشفى قلعة رومانية تعود للقرن الأول الميلادي في نيوس، كما تم العثور على متعلقات جنائزية لعرافة مدفونة في غوتلاند تعود لحوالى عام 980 م.

ويظهر النبات أيضًا في مواقع أثرية أخرى في جميع أنحاء هولندا غالبًا مع نباتات طبية أخرى.

وبالرغم من ذلك، نادرًا ما يمكن ربطه بشكل قاطع بالاستخدام البشري.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال مايكي جروت عالم آثار الحيوان بجامعة برلين الحرة الذي قاد البحث «نظرًا لأن نبات الهينبان الأسود يمكن أن ينمو بشكل طبيعي داخل المستوطنات وما حولها، فقد ينتهي الأمر ببذوره في المواقع الأثرية عن طريق الصدفة. وهذا يجعل من الصعب إثبات ما إذا كان قد تم استخدامه عمدًا من قبل البشر؛ سواء لأغراض طبية أم ترفيهية». مضيفا «تم العثور على البذور داخل عظم خروف أو ماعز مجوف ومختوم بسدادة قطران من لحاء البتولا الأسود، وهذا يشير إلى أن نبات الهينبان تم تخزينه عن عمد». وذلك وفق ما ذكر موقع «لايف ساينس» العلمي.

وتم العثور على العظم كجزء من تجمع أثري في هوتن كاستيلوم، وهي مستوطنة ريفية ازدهرت منذ حوالى 2600 عام حتى نهاية القرن الثاني الميلادي، بالقرب مما يعرف الآن بأوترخت الهولندية. وحتى الآن، اكتشف علماء الآثار حوالى 207000 قطعة فخارية، و1400 قطعة معدنية، و86000 قطعة من عظام الحيوانات التي تغطي سكن الموقع.

ولقد كان الباحثون محظوظين؛ فأثناء تنظيف العظام، قام عالم الآثار مارتين فان هاستيرن من وكالة التراث الثقافي الهولندية بخلع سدادة قطران البتولا عن طريق الخطأ، ما أدى إلى تناثر بذور سوداء صغيرة في كل مكان. ولسوء الحظ فقدت ثلثا البذور. لكن التحليل كشف أن البذور المتبقية وعددها 382 تنتمي جميعها إلى نبات الهينبان الأسود.

ويقول الباحثون إنه تم العثور على بذور نبات الهينبان الأسود في حفر هوتن-كاستيلوم، لكن وجودها مخبأة في عظمة مجوفة عمدًا يدل على النية والأهمية. وإذا امتلأت الحاوية، فستكون قادرة على استيعاب حوالى 4000 بذرة هينبان أسود.

غير ان الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن العظم أملس ومصقول حول القسم الأوسط، ما قد يشير إلى التعامل معه بشكل متكرر.

ماذا كان يفعل سكان مستوطنة هوتن كاستيلوم بالهينبان الأسود؟

يعتقد بعض العلماء أن الهينبان الأسود كان العنصر الحاسم المستخدم لإثارة الغضب الهائج، لكن من الصعب أن نتخيل أن مستوطنة زراعية تحتاج إلى القيام بذلك على أساس منتظم. بل يعتقد الباحثون أن الغرض من البذور ربما كان طبيًا.

وفي وقت استخدام العظم، كانت هولندا جزءًا من الإمبراطورية الرومانية.

ويستشهد الباحثون بتقارير المؤرخ الروماني بليني الأكبر، الذي كتب في كتابه Naturalis Historia من 77 إلى 79 م، أنه يمكن استخدام الهينبان، بأشكال مختلفة، لعلاج السعال ونزلات البرد، وآلام الأسنان، وآلام الرحم، والنقرس، والتهاب الأوتار، وانتفاخ البطن وجفاف الجلد وألم الأذن. لكن بليني يحذر من أنه يجب استخدامه بشكل صحيح، خشية أن يتعرض المرء لبعض التأثيرات السيئة.

من أجل ذلك كتب الباحثون بورقتهم البحثية «من الممكن أن نستنتج أن نبات الهينبان تم استخدامه كدواء، وأن الآثار الجانبية الخطيرة لاستخدامه معروفة».

جدير بالذكر، ان نظريات الاكتشافات الأثرية الأخرى ترجح الاستخدام المتعمد للهينبان كمهلوس أو دواء.

ويشير الاكتشاف الى أن وجود النبات بكل مكان في المواقع الأثرية ربما لم يكن من قبيل الصدفة على الإطلاق؛ فالحالات التي يمكن فيها إثبات الاستخدام البشري المتعمد للهينبان الأسود بما لا يدع مجالاً للشك هي حالات نادرة. ويمكن الاستشهاد بعدد قليل فقط من الأمثلة الأثرية.