ناشطة أميركية تُنادي بالعدالة للبدينات: لا تقُل ضخمة ولا كبيرة الحجم

أوبري غوردن في «وثائقي» يُغلِّب الواقع على التطفُّل

أوبري غوردن تُصوّب النظرة المُجحفة (إنستغرام)
أوبري غوردن تُصوّب النظرة المُجحفة (إنستغرام)
TT

ناشطة أميركية تُنادي بالعدالة للبدينات: لا تقُل ضخمة ولا كبيرة الحجم

أوبري غوردن تُصوّب النظرة المُجحفة (إنستغرام)
أوبري غوردن تُصوّب النظرة المُجحفة (إنستغرام)

خلال إلقاء الناشطة الأميركية البدينة أوبري غوردن محاضرة في حفل توقيع كتابها، همس والدها إلى الشخص الجالس بجانبه، قائلاً: «هذه ابنتي».

تلك اللحظة البسيطة، التي شكّلت ما يُشبه نهاية الفيلم الوثائقي «صديقتك البدينة»، الذي يتناول سيرتها، أمكن أن تمرّ من دون أن يلحظها أحد، لولا الكاميرات. كانت لحظة مليئة بالمعاني، صعَّبت على ذلك الأب الحنون نطق كلمة «بدينة» مع بدء التصوير قبل 6 سنوات.

في حديث مع شبكة «سي إن إن» الأميركية عن الفيلم المعروض حالياً في أوروبا، قبل بدء جولته في الولايات المتحدة وكندا، قالت أوبري: «والداي هما بطلا هذا الوثائقي بلا شك».

أضافت أنّ الفجوة بين نشاطها الذي بدأ سرّياً، واستعدادها لمواجهة الانتقاد العلني في معركة معاداة البدانة، استمالت المخرجة جيني فينلاي لسرد قصتها.

تتحدّى فينلاي تصوّرات الجمهور المتعلّقة بالبدانة، وتوثّق نضال غوردن من أجل العدالة للبدينات، وتفاعلاتها اليومية التي تغدو مؤلمة أحياناً مع محيطها.

تقول غوردن: «ليست القصة عن شخص جيد وآخر سيئ. الأمر يبدو كما لو أننا جميعاً تلقّينا تدريباً على التفكير بأن نكون ذلك الشخص الجيد، في حين أننا في الواقع قد نجعل الحياة أصعب بكثير بالنسبة إلى الأشخاص البدناء».

الصوت المُجاهِر بالعدالة للبدينات (إنستغرام)

في عام 2017، تغيّرت حياة غوردن بشكل كامل حين بدأت تنشر رسائل تتعلّق بمعايير الجسد عبر الإنترنت، تُصوّب من خلالها النظرة إلى البدينات. إحدى تلك الرسائل حصدت عشرات آلاف المشاهدات، مما شجَّعها على الاستمرار. وتحت الاسم المستعار «صديقتك البدينة»، بدأت التدوين من دون الكشف عن هويتها، مضيئةً على أساليب يعتمدها العالم لجَعْل الحياة أكثر شقاء بالنسبة إلى البدينات.

كتبت عن الذعر «المتزايد»، الذي يصاحب صعودها إلى الطائرة، وعن تلقّيها كلمات مجاملة عبارة عن «تهانٍ لإخفاء أجزاء غير جذابة من جسدها»، وعن «كيف يبدو الأمر عندما لا يصدّق أحد أنّ جسدك يمكن أن يكون سليماً»، وعن التعرُّض «لنظرات جانبية وتحديق واضح» في صالات الألعاب الرياضية.

على مدى سنوات التصوير الـ6، تتبّع الفيلم قيادتها سيارتها في جميع أنحاء ولاية أوريغون، وتوقّفها لكتابة واحدة من مقالاتها عندما يأتيها الإلهام بعنوان «امرأة بدينة في سيارة صغيرة»، وفق عبارتها بحسّها الفكاهي.

ويقدّم الوثائقي أيضاً تفاصيل الأصداء عبر الإنترنت على كتاباتها، بما فيها الإساءات والتهديدات بالقتل والتشهير، بجانب رسائل التضامن. كل ذلك قبل أن تَكشف عن هويتها وتوقّع كتابها الذي بات من الأكثر مبيعاً.

بدورها، قالت فينلاي في جلسة أسئلة وأجوبة بعد عرض الفيلم مؤخراً في لندن: «إنه عمل يهدف إلى الكشف والظهور. الأمر يتعلّق بكون أوبري مجهولة على الإنترنت، وتكتب باسم مستعار، ثم أصبحت وجهاً على غلاف كتاب باسم مختلف، ثم صوتاً على الإنترنت كمقدّمة بودكاست، إلى أن ظهرت في الغرفة شخصاً كاملاً لتراها عائلتها».

يضيء السرد البصري للمخرجة على هذا الأمر أيضاً، إذ تُظهر اللقطات الافتتاحية للفيلم غوردن وهي تسبح في حمّامات سباحة خارجية، فينعكس جسدها وينكسر على الماء، بينما تتجوّل عدسة الكاميرا فوق ترهّلاته، لا من باب التطفُّل، بل لعرضها بطريقة واقعية.

تقول غوردن في تعليق صوتي: «لا تقُل ممتلئة القوام، أو مكتنزة، أو ضخمة، أو كبيرة الحجم، أو زائدة الوزن... فقط قُل سمينة».


مقالات ذات صلة

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)
سينما دياماند بوعبّود وبلال حموي في «أرزة» (مهرجان أفلام آسيا الدولي)

شاشة الناقد: فيلمان من لبنان

أرزة هي دياماند بو عبّود. امرأة تصنع الفطائر في بيتها حيث تعيش مع ابنها كينان (بلال الحموي) وشقيقتها (بَيتي توتَل). تعمل أرزة بجهد لتأمين نفقات الحياة.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد زكي قدم أدواراً متنوعة (أرشيفية)

مصر تقترب من عرض مقتنيات أحمد زكي

أعلن وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو عن عرض مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، ضمن سيناريو العرض الخاص بمركز ثروت ‏عكاشة لتوثيق التراث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.