علاج للسمنة يُخفِّض ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (شاترستوك)
ارتفاع ضغط الدم يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (شاترستوك)
TT

علاج للسمنة يُخفِّض ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (شاترستوك)
ارتفاع ضغط الدم يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (شاترستوك)

أظهرت دراسة أميركية أن دواء «تيرزيباتيد» المُعتمد لإنقاص الوزن، أدى لخفض ضغط الدم الانقباضي بشكل ملحوظ لدى ما يقرب من 500 بالغ يعانون من السمنة.

وذكرت الدراسة التي نشرت نتائجها، الاثنين، بدورية «هايبرتنشن» أن ضغط الدم الانقباضي (الرقم العلوي في قراءة ضغط الدم) يعد مؤشراً قوياً للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بضغط الدم الانبساطي (الرقم السفلي).

وفي عام 2022، اعتمدت هيئة الغذاء والدواء الأميركية، دواء تيرزيباتيد (Tirzepatide) لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، وفي أواخر 2023، وافقت الهيئة على استخدام هذا الدواء لعلاج السمنة أو الوزن الزائد.

ووفق إحصائيات صدرت عام 2024 عن جمعية القلب الأميركية، فإن أكثر من 122 مليون بالغ في الولايات المتحدة، أو 47 في المائة من البالغين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وما يقرب من 42 في المائة من البالغين يعانون من السمنة.

وحسب الدراسة، يعمل «تيرزيباتيد» عن طريق محاكاة هرمونات محفزة لإفراز الإنسولين بعد تناول الشخص للطعام، كما تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، وإبطاء عملية الهضم، وتقليل الشهية، مما يجعل الإنسان يتناول كميات أقل من الطعام ويشعر بالشبع، ويؤدي ذلك إلى فقدان الوزن.

وأجريت الدراسة في الفترة من ديسمبر (كانون الأول) 2019 إلى أبريل (نيسان) 2022، وشملت أكثر من 600 مشارك يعانون من السمنة وارتفاع ضغط الدم، وكان متوسط أعمارهم 45.5 عام.

وأشارت النتائج إلى أنه بعد 36 أسبوعاً من العلاج بحقن «تيرزيباتيد» مرة واحدة أسبوعياً بمقدار 5 ملّيغرامات أو 10 ملّيغرامات أو 15 مليغراماً، انخفض متوسط ضغط الدم الانقباضي بمقدار يتراوح بين 7.4 و10.6 ملّيمتر زئبقي، مقارنة بالعلاج الوهمي (الخالي من المادة الفعالة)، كما أدى العلاج أيضاً لانخفاض متوسط الوزن بنسبة تراوحت بين 15 و20.9 في المائة، خلال تلك الفترة، مقارنة بالعلاج الوهمي.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة، بالمركز الطبي بجامعة ميسيسيبي الأميركية، الدكتور جيمس دي ليموس: «تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن علاج السمنة بدواء (تيرزيباتيد) قد يكون استراتيجية فعالة لعلاج ارتفاع ضغط الدم المرتفع».

وأضاف عبر موقع الجماعة: «بشكل عام، تشجع هذه البيانات على اعتبار أن هذا الدواء قد يكون فعالاً أيضاً في تحسين كثير من مضاعفات السمنة، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني، وهي مضاعفات تعمل بشكل تآزري لزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية»؛ مشيراً إلى «ضرورة إجراء دراسات إضافية لتحديد التأثير طويل المدى لهذا الدواء، على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية وفشل القلب».


مقالات ذات صلة

دراسة: عقار «أوزمبيك» يقلل خطر وفاة مرضى قصور القلب

صحتك علبة من دواء «أوزمبيك» (رويترز)

دراسة: عقار «أوزمبيك» يقلل خطر وفاة مرضى قصور القلب

أشارت دراسة جديدة إلى أن تناول عقّار «أوزمبيك» الشهير لفقدان الوزن كان مرتبطاً بانخفاض في الوفيات لدى الأشخاص المصابين بقصور القلب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق توصيات بتبني استراتيجيات غذائية صحية للأطفال الذين يعانون من السمنة (جامعة موناش)

السِّمنة تُعرض الأطفال لأمراض جلدية خطيرة

كشفت دراسة أجريت بجامعة سيول الوطنية عن أن السمنة في مرحلة الطفولة قد تسهم في تطور أمراض جلدية مناعية شائعة مثل الثعلبة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك علبة من عقّار «أوزمبيك» (رويترز)

دراسة: عقّار «أوزمبيك» قد يدفعك للانتحار

كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتناولون عقّار «أوزمبيك» الشهير لفقدان الوزن وعلاج مرض السكري هم أكثر عرضة للإبلاغ عن اختبارهم أفكاراً انتحارية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك رجل يعاني من السمنة (رويترز)

أطعمة لها فوائد مماثلة لـ«أوزمبيك» في إنقاص الوزن

أشارت دراسة جديدة إلى أن أحد الألياف ويسمى «بيتا غلوكان» قد تكون له فوائد مماثلة لأدوية مثل «أوزمبيك» في إنقاص الوزن.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك عقار «Zepbound» من الأدوية التي تستخدم لعلاج السمنة (وسائل إعلام أميركية)

تتعاطى دواء لإنقاص وزنك... هل ستتناوله طوال حياتك؟ وماذا يحدث إذا توقفت؟

يقول المتخصصون في طب السمنة إن الأسئلة المتعلقة بأدوية علاج السمنة أصبحت شائعة مع تزايد عدد الأشخاص الذين يفقدون الوزن باستخدام الأدوية الجديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».