وجدت دراسة أميركية أن شرب الكحول، حتى ولو بنسبة بسيطة، يُعطّل بنية النوم الطبيعية، خصوصاً نوم حركة العين السريعة، ما يمكن أن يقود إلى مشاكل عاطفية وصعوبات في حِدة العقل ومشاكل في الذاكرة.
وأوضح الباحثون في جامعة براون أن مشروباً واحداً من الكحول قبل النوم يُحدِث تغيرات في معدل نوم حركة العين السريعة «REM»، وهو مرحلة من النوم تتميز بحركة العين السريعة، وزيادة النشاط الدماغي، يُعرَف أيضاً باسم «النوم النشِط»، ونُشرت النتائج، الجمعة، بدورية «النوم».
وبنية النوم هي الترتيب الزمني للمراحل المختلفة للنوم، التي تبدأ بمراحل النوم الخفيف، وتنتهي بمراحل النوم العميق. وتلعب بنية النوم دوراً مهماً في الحفاظ على صحة الجسم والعقل.
في المقابل، يمكن أن تؤثر اضطرابات النوم على بنية النوم، ما قد يؤدي لمجموعة من المشاكل الصحية، مثل صعوبة التركيز، وتراجع الذاكرة، والاكتئاب.
وركّز الفريق، في دراسته، على تأثير شرب الكحول على مرحلة محددة من النوم؛ وهي نوم حركة العين السريعة، الذي يحدث بشكل متكرر أثناء الليل، ويمثل نحو 25 في المائة من إجمالي مدة النوم لدى البالغين الأصحّاء.
ويلعب نوم حركة العين السريعة دوراً مهماً في عدد من العمليات الجسدية والعقلية، بما في ذلك التعلم، والذاكرة، ومعالجة المشاعر والإبداع.
وللوصول إلى النتائج، راقب الفريق 30 متطوعاً بالغاً أمضوا 3 أيام وليالٍ متتالية في مختبر أبحاث النوم بمستشفى برادلي في الولايات المتحدة، حيث يمكن مراقبة أدمغتهم أثناء نومهم.
ولتقييم تأثير تناول كأس واحدة من الكحول قبل الذهاب إلى السرير، تناول المشاركون المتطوعون إما مشروباً غير كحولي، أو كحولياً قبل ساعة من النوم.
ووجد الفريق أن تناول مشروب كحولي واحد فقط أدى لانخفاض مدة نوم حركة العين السريعة، مقارنة بالمشروب غير الكحولي.
وأشار الباحثون إلى أن تناول المشروبات الكحولية في 3 ليال متتالية لم يؤدّ إلى تكيف الجسم للتغلب على التأثيرات التي أحدثها الكحول في مقدار نوم حركة العين السريعة.
وخلص الفريق إلى أن تناول كمية صغيرة من الكحول قبل النوم يمكن أن يؤثر سلباً على نوعية النوم؛ ومن ثم فإن لجوء البعض لاستخدام الكحول وسيلة مساعِدة على سرعة الاستغراق في النوم، يظل مصدر قلق للصحة العامة.