الدرعية لفنون المستقبل يطلق برنامجاً تعليمياً لفناني الوسائط الجديدة

رئيس هيئة المتاحف: المركز سيكون منصة تجمع الفن والعلوم والتكنولوجيا

سيكون المركز بمثابة الجسر الذي يربط الفن بالتكنولوجيا (شركة الدرعية)
سيكون المركز بمثابة الجسر الذي يربط الفن بالتكنولوجيا (شركة الدرعية)
TT

الدرعية لفنون المستقبل يطلق برنامجاً تعليمياً لفناني الوسائط الجديدة

سيكون المركز بمثابة الجسر الذي يربط الفن بالتكنولوجيا (شركة الدرعية)
سيكون المركز بمثابة الجسر الذي يربط الفن بالتكنولوجيا (شركة الدرعية)

أعلن مركز الدرعية لفنون المستقبل فتح باب المشاركة في البرنامج التعليمي الموجّه إلى الفنانين الناشئين في مجال فنون الوسائط الجديدة بالتعاون مع الاستوديو الوطني للفنون المعاصرة في فرنسا «لو فريسنوي»، الذي سيوفر لهم إمكانية الوصول إلى أحدث المعدات المهنية، وميزانية الإنتاج، إضافة إلى مجموعة واسعة من فرص التعلم متعددة التخصصات، والتي تشمل فرص التعلم النظرية والمفاهيمية والتقنية والإرشاد الشخصي من فنانين رقميين عالميين بارزين.

ويستقطب البرنامج المبدعين الناشئين من جميع أنحاء العالم، مع التركيز على القادمين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ليقدّم لهم فرصة استثنائية للعمل جنباً إلى جنب مع أبرز الفنانين في مجال فنون الوسائط الجديدة والفنانين الرقميين في العالم، كما يقدم لهم دعماً كاملاً لمدة عام لإنتاج أعمالهم الفنية.

في هذا الشأن، قال إبراهيم السنوسي الرئيس التنفيذي المكلف لهيئة المتاحف لـ«الشرق الأوسط»، إن المركز أسسته وزارة الثقافة بالشراكة مع شركة الدرعية ليكون مساحةً للتلاقي بين المبدعين الناشئين في مجال فنون الوسائط الجديدة والباحثين في مجال التكنولوجيا والفن، تعزيزاً لمكانة السعودية موطناً لهذا النوع من الفنون الإبداعية.

وأكد السنوسي أن المركز يركّز في برامجه التعليمية كافة على إنتاج المحتوى وإجراء البحوث، ويستقبل حالياً طلبات المشاركة في البرنامج التعليمي للفنانين الناشئين في مجال فنون الوسائط الجديدة الذي سيتيح للفائزين فرصة الوصول إلى التوجيه والإرشاد على يد فنانين رقميين بارزين من حول العالم، وإلى أحدث المختبرات والمنشآت والمساحات المخصّصة للعرض.

وصرح السنوسي بأن مركز الدرعية لفنون المستقبل سيفتح أبوابه قريباً، وسيكون وجهة للفنون والبحوث والتعليم، وهو الأول من نوعه لفنون الوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويقع في منطقة الدرعية التاريخية المُدرَجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، ويهدف إلى تنمية مهارات الجيل الجديد من الفنانين المحترفين واحتضان مواهبهم والمساهمة في إثراء المنظومة الإبداعية تحقيقاً لـ«رؤية السعودية 2030».

وأشار السنوسي إلى أن فنون الوسائط الجديدة تمثّل حركة إبداعية من بين الأكثر تأثيراً في مشهد الفنون المعاصرة اليوم لإسهامها في مدّ الجسور بين عالمَي التكنولوجيا والإبداع، مستفيدةً من التطوّر التكنولوجي المتسارع الذي يترافق مع نمو مستمرّ للإمكانات في هذا المجال من الفنون.

يستقطب البرنامج المبدعين الناشئين من جميع أنحاء العالم (شركة الدرعية)

وأكد السنوسي مكانة السعودية بوصفها أحد المراكز العالمية للفنون والثقافة، وتشهد حركة تحولية سريعة تنقلها إلى المستقبل بخطى حثيثة، وهو ما دفع إلى تأسيس هذا المركز لتعزيز دور بلاده بوصفها وجهة عالمية وصاحبة رؤية في فنون الوسائط الجديدة.

وأضاف السنوسي أن المركز يهدف لتمكين الفنانين الناشئين من تنمية مواهبهم وبناء المستقبل عن طريق الاستكشاف والتعبير الإبداعي عند تقاطع الفن والعلوم والتكنولوجيا، وفي إطار هذه الجهود التمكينية، نأمل أن يكون المركز منبراً لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لإثارة القضايا العالمية من منظور إقليمي.

وعن الدعم الذي سيوفره المركز للمجتمع الفني، يقول السنوسي إنه ستكون هناك مجموعة من الأنشطة والفعاليات المُثرية، مثل المعارض العامة المبتكرة لفناني الوسائط الجديدة والفنانين الرقميين العالميين والإقليميين، وأولها سيكون برنامج الفنانين الناشئين في مجال فنون الوسائط الجديدة، الذي جرى إطلاقه مؤخراً، فضلاً عن برامج الإقامة الفنية والبحثية المصمَّمة بعناية، وورش العمل والدورات الاحترافية القائمة على التجارب المخبرية.

وأشار السنوسي إلى أن أبرز مشكلة تواجه الفنانين الناشئين هي نقص الموارد مثل المواد والفرص لعرض أعمالهم الفنية، وتزداد حدّة هذه المشكلات أحياناً في ظل التطور السريع لفنون الوسائط الجديدة، كون هذا التطور المستمر يصعّب الوصول إلى أحدث التقنيات، وهي الأداة الأساسية في فنون الوسائط الجديدة، ويزيد من تكلفتها.

إلى ذلك، يسعى المركز إلى التغلّب على هذه التحديات من خلال خلق فرص التلاقي بين الخبراء في مجالات الفنون والتكنولوجيا، وهو ما يتيح للباحثين والاختصاصيين تبادل الخبرات والمهارات، وتحقيقاً لذلك، يضع المركز في متناولهم جميع مستلزمات النجاح من موارد ومنشآت حديثة، لتشجيعهم على الاستكشاف تحت إشراف خبراء متمرسين في المجال.

ويتوقع السنوسي أنه مع استمرار تأثير الذكاء الاصطناعي والتطورات التكنولوجية الأخرى على أساليب تعبيرنا عن أنفسنا، سيكون لفنون الوسائط الجديدة دور بارز في تمتين العلاقة ما بين الفن والتكنولوجيا في إطار من الإبداع الذي بات يشكّل الوسيلة الأساسية للتعبير عن علاقتنا بالعالم من حولنا وعن نظرتنا إلى القضايا العالمية التي تمس حياتنا. ويأمل السنوسي أن يصبح المركز منصة رائدة للتواصل والحوار تتيح للجيل الجديد التغلّب على التحديات ومعالجة التعقيدات التي تأتي بها التكنولوجيا المستقبلية.



تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.