«سينما مصر»... معرض يستدعي شخصيات أيقونية في الفن السابع

«الشاويش عطية» و«هنومة» و«السندريلا» من بينها

تناص للفنان عادل أدهم مع اللوحة الشهيرة (الصرخة) - (الشرق الأوسط)
تناص للفنان عادل أدهم مع اللوحة الشهيرة (الصرخة) - (الشرق الأوسط)
TT

«سينما مصر»... معرض يستدعي شخصيات أيقونية في الفن السابع

تناص للفنان عادل أدهم مع اللوحة الشهيرة (الصرخة) - (الشرق الأوسط)
تناص للفنان عادل أدهم مع اللوحة الشهيرة (الصرخة) - (الشرق الأوسط)

يستدعي الفنان التشكيلي المصري رضا خليل، شخصيات أيقونية من الأفلام المصرية القديمة، ويصنع من التكوينات البصرية التي تستلهم الفانتازيا وعوالم التواصل الاجتماعي حالة خاصة من النوستالجيا، وذلك خلال معرضه «سينما مصر» الذي يستضيفه غاليري «آرت كورنر» في القاهرة، حتى 7 فبراير (شباط) المقبل.

ويرسم الفنان أبطال وبطلات السينما في أدوارهم الشهيرة ولكن بأسلوبه الخاص، فنرى الفنانة هند رستم في دور «هنومة» بفيلم «باب الحديد»، وكذلك نرى لوحة لـ«الشاويش عطية»، وهو الدور الشهير للفنان الراحل رياض القصبجي، كما نجد أكثر من وجه شهير للسندريلا سعاد حسني، وكذلك أنور وجدي وعادل أدهم وغيرهم من النجوم.

وترتبط السينما لدى خليل بذكريات الطفولة بشكل خاص، ويقول في حديث له مع «الشرق الأوسط»: «ما زلت أستدعي تلك الذكريات المبكرة للطفولة في بداية حقبة السبعينات عندما كانت والدتي تصطحبني مع إخوتي يوم الجمعة لسينما مترو بوسط القاهرة، حيث كانت تعرض أفلام الكارتون لوالت ديزني في فترة مخصصة للأطفال»، ويضيف: «كنا نعيش عالماً سحرياً، ونرجع بفراشات السعادة».

يقدم الفنان رضا خليل (مواليد 1969) عدة محاور في معرضه، بداية من عالم الخمسينات بما يتضمنه من فنون وطرب، نلتقي فيه بالثنائي فريد الأطرش وأسمهان، وعالم ليلى مراد وفتيات الاستعراضات، وربما تدفع بعض اللوحات المتفرج لاستدعاء مقاطع من أغنيات مثل «معانا ريال معانا ريال... ده مبلغ عال مهوش بطال»، وغيرها من أغاني «الدويتو» التي تقفز إلى الذهن بمجرد مشاهدة لوحة تجمع أنور وجدي والطفلة فيروز.

وعن رسمه لشخصية «هنومة» التي قدمتها هند رستم في فيلم «باب الحديد» يقول خليل: «قدمت هند رستم ذلك المزيج المذهل بين بنت البلد الجميلة التي تحاول أن تكون متوحشة للدفاع عن نفسها، ضمن مفارقات درامية في فيلم يتمتع بلغة سينمائية مدهشة». أما سعاد حسني، فقد قارب الفنان عالمها الدرامي بعدة تصورات وصولاً لعمل جمع فيه بين أكثر من دور للسندريلا، ومن خلفها تظهر براويز لأشهر الأبطال الذين واجهتهم في أفلام مختلفة.

وفي إحدى لوحات المعرض، يرسم الفنان عادل أدهم في تكوين بخلفيته لوحة «الصرخة» الشهيرة للفنان النرويجي إدوارد مونش، ويقول خليل: «الصراخ لا يزال مستمراً منذ مونش». ويشاكس صاحب المعرض أبطال «سينما مصر» بإدخال شخصيات كرتونية إلى كادراتهم كما فعل في لوحة جمعت بين فناني الكوميديا الراحلين محمد رضا وتوفيق الدقن يجلسان في مقهى ويقوم «ميكي ماوس» بخدمتهما، كما استخدم «أيقونة الوجه الحزين» الشهيرة في مواقع التواصل كخلفية للفنان المصري رياض القصبجي الشهير بـ«الشاويش عطية».

ويعتبر خليل أن الحالة الفنية التي يطرحها في «سينما مصر» هي محاولة لاستعادة بعض البهجة التي نفتقدها بشدة هذه الأيام، مضيفاً: «حاولت أن يكون هذا المعرض محاولة لاستدعاء ومضات من ذكريات الطفولة، التي تؤثر فيمن يراها حتى الآن، فهؤلاء النجوم عاشوا معنا بشكل غير مباشر، ونستدعي برؤيتهم كثيراً من الحنين للماضي».

وفي محور آخر بالمعرض، تخيّل رضا خليل نفسه كما لو كان مخرجاً أو صانع أفلام، فرسم لوحات تعبر عن أفلام يتخيّل لو أنها تخرج للنور، منها لوحة مستوحاة من الحرب المُستعرة على غزة، وأخرى عن تاريخ القتل ودراما الشر المتمثلة في الحروب التي لا تتوقف عبر التاريخ.


مقالات ذات صلة

جيمس بوند أمام مصير غامض

سينما دانيال كريغ في آخر بوند: «لا وقت للموت» (إم جي إم)

جيمس بوند أمام مصير غامض

من تابع توزيع أوسكارات 2025 على الإنترنت (بثّتها قناة Hulu) فُوجئ بظهور جيمس بوند على المسرح بشخص المنتجين الدائمين مايكل جي. ويلسون وباربرا بروكولي

محمد رُضا (لندن)
سينما «المجمع المغلق» (انديان باينتبرش)

شاشة الناقد: فيلم «المجمع المغلق»

يتبع «المجمع المغلق» مجموعة من الأفلام التي أُنتجت في السنوات الثلاثين الأخيرة والتي دارت حول الكنيسة الكاثوليكية مثل «ريبة»

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق الممثل أدريان برودي يحطم الرقم القياسي لأطول كلمة في الأوسكار

الممثل أدريان برودي يحطم الرقم القياسي لأطول كلمة في الأوسكار

ألقى أدريان برودي خلال تسلّمه أوسكار أفضل ممثل الأحد أطول كلمة في تاريخ حفلات توزيع جوائز الأوسكار، محطماً رقماً قياسياً يعود إلى 80 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق شون بيكر يحمل أربع جوائز أوسكار نالها شخصيا عن فيلمه "أنورا" (أ.ب)

السينما المستقلة تسطع في ليلة الأوسكار

سطعت السينما المستقلة في ليلة الأوسكار بهوليوود وخرج «أنورا» بجائزة أفضل فيلم، تاركاً الأفلام التسعة الأخرى، من بينها منافِسه الأشد «ذَا بروتاليست»، في حسرة.

محمد رُضا (هوليوود)
يوميات الشرق باسل ويوفال في مشهد من الفيلم (مهرجان برلين)

«لا أرض أخرى» يجدد الجدل حول «التطبيع الفني»

جدد فوز الفيلم الوثائقي الفلسطيني «لا أرض أخرى» بجائزة «الأوسكار» لأفضل فيلم وثائقي طويل الجدل حول «التطبيع الفني» لمشاركة مخرج فلسطيني وآخر إسرائيلي فيه.

أحمد عدلي (القاهرة )

انتصار لـ«الشرق الأوسط»: الأفكار الجريئة تجذبني

انتصار قدمت دور الراقصة المعتزلة في مسلسل «إش إش» (الشركة المنتجة)
انتصار قدمت دور الراقصة المعتزلة في مسلسل «إش إش» (الشركة المنتجة)
TT

انتصار لـ«الشرق الأوسط»: الأفكار الجريئة تجذبني

انتصار قدمت دور الراقصة المعتزلة في مسلسل «إش إش» (الشركة المنتجة)
انتصار قدمت دور الراقصة المعتزلة في مسلسل «إش إش» (الشركة المنتجة)

قالت الفنانة المصرية انتصار إن الأفكار الجريئة والمختلفة تجذبها، خصوصاً عند التعاون مع فنانين شباب في أعمالهم الجديدة لكون النجاح في مثل هذه الأعمال يكون له مذاق مختلف، الأمر الذي لمسته في تجاربها المتعددة سواء بالسينما أو التلفزيون، وأحدثها خلال مشاركتها في السباق الرمضاني بثلاثة أعمال.

وتظهر انتصار في رمضان عبر مسلسلي «إش إش» و«80 باكو» بجانب ظهورها ضيفة شرف في مسلسل «أشغال شقة جداً» مستكملة شخصية «أم صابرين» التي قدمتها في الجزء الأول، وهي المشاركة التي ترجعها في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى «نجاح الدور وإعجاب الجمهور وارتباطه به في رمضان الماضي».

انتصار في مشهد من «أشغال شقة» (يوتيوب)

وعن مشاركتها مع هدى المفتي في بطولتها التلفزيونية الأولى «80 باكو»، أكدت انتصار أنها لا تخشى تقديم أدوار جريئة أو مختلفة، بل على العكس، تحب خوض تجارب جديدة في التمثيل؛ لأنها ترى أن المجازفة تضيف طاقة وحيوية إلى العمل، وفق قولها.

وعن شخصيتها في المسلسل قالت: «شخصية صاحبة الكوافير التي أقدمها تعكس واقع العديد من النساء العاملات في هذا المجال، حيث يتعاملن يومياً مع طبقات اجتماعية مختلفة، ويواجهن تحديات حياتية عديدة»، لافتة إلى أن «العمل مناسب لجميع فئات الجمهور وليس للنساء فقط؛ لأن الرجال سيكون لديهم فضول للمشاهدة ومعرفة ما يدور في هذا العالم الغامض بالنسبة لهم».

وأبدت سعادتها لكون العمل جرى تصوير عدد كبير من مشاهده في منطقة وسط القاهرة، وهي من الأماكن التي تحبها وتحب التحرك فيها، بحسب قولها، مشيدة بتعاون أهالي المنطقة وتفهمهم لظروف التصوير وقيامهم بمساعدتهم في إنجاز العمل بشكل سلسل.

انتصار على الملصق الدعائي لمسلسل «80 باكو» (الشركة المنتجة)

فكرة المقارنة بين مسلسل «إش إش» الذي تشارك في بطولته وفيلم «خلي بالك من زوزو» الذي قُدّم في سبعينات القرن الماضي وقامت ببطولته الفنانة سعاد حسني لم تجدها انتصار بعيدة بشكل كامل، مع تناول العملين فكرة عالم الراقصات، مشيرة إلى أن المخرج الكبير حسن الإمام كان من أكثر من ناقشوا هذا العالم في السينما، وبالتالي المقارنة معه أمر في صالح «إش إش»، لكن مع التأكيد على أن المسلسل يقدم رؤية جديدة، مما يجعله مختلفاً عن أي عمل سابق تناول الراقصات.

وأرجعت حماسها للمسلسل لكون شخصية «إخلاص كابوريا» الراقصة المعتزلة مختلفة تماماً عما قدمته من قبل، وقالت: «لم أقدم شخصية راقصة من قبل، لذلك تحمست للدور، بجانب كون العمل لا يتناول شخصية الراقصة من منظور تقليدي، بل يسلط الضوء على معاناة هذه الفئة من النساء، وكيف يمكن أن تواجه الراقصة تحديات مختلفة في حياتها بعد اعتزالها».

وأكدت أنها شعرت بقرب شديد من الشخصية، وكانت على دراية بتفاصيلها وأبعادها النفسية؛ مما جعلها تتعايش مع الدور، خصوصاً أن الهدف الرئيسي من الدور مرتبط بالجانب الإنساني في علاقاتها بمن حولها وما تعرضت له في حياتها.

انتصار (حسابها على فيسبوك)

وأشارت انتصار إلى أن «تصوير (إش إش) كان مميزاً بالنسبة لها، لكونه جرى مبكراً خلال الصيف الماضي، مما أتاح لنا فرصة العمل بهدوء ودون ضغوط الوقت المعتادة التي تصاحب الأعمال الرمضانية، وأتمنى تكرار هذه التجربة؛ لأن العمل في ظروف هادئة يساعد على الإبداع والخروج بأفضل نتيجة ممكنة».

وحول رأيها في الانتقادات التي وجهت للفنانة مي عمر بسبب عدم إتقانها للرقص، أوضحت انتصار أن «كل راقصة يكون لها أسلوبها الخاص والتركيز في الأحداث على القضية التي يطرحها العمل وليس على الرقص، بالإضافة إلى أنها قامت بتدريبات متعددة في الرقص قبل التصوير، وفي النهاية قدمت المشاهد بشكل جيد وصورت بطريقة احترافية أوصلت الفكرة، خصوصاً أن مي ليست راقصة محترفة لكنها أدت الدور بشكل جيد».

وعن تعامل المخرج محمد سامي مع زوجته الفنانة مي عمر في كواليس التصوير، أكدت انتصار أنها عملت مع كل منهما بمفرده في السابق، وعلاقتها معهما قائمة على الاحترام المتبادل، «فهما زميلان أعتز بالعمل معهما، فالمخرج كان لديه رؤية واضحة لما يريد تقديمه، ومي ممثلة مجتهدة تعمل على تطوير نفسها ولديها رغبة في تقديم الأفضل أمام الكاميرا».

وأضافت أن «الفن يعتمد على أهمية العمل الجماعي في نجاح أي تجربة»، مشيرة إلى أن نشأتها المسرحية جعلتها تؤمن بأن النجاح لا يتحقق إلا بروح الفريق؛ فكل ممثل له دوره في العمل، والتكامل بين الجميع هو الذي يجعل العمل يخرج بالصورة المثلى.

وأكدت انتصار أنها لا تفضل وجود ألفاظ أو تعبيرات جريئة في الدراما التلفزيونية باعتبار أنها تصل إلى كل بيت، على العكس من السينما التي يذهب الجمهور لمشاهدتها.