أيقونة الموضة تحتفل بعيدها الخمسين

قالت إنها تعيش حالة «إنكار» لتأثير العمر عليها

كيت موس تحضر حفل توزيع جوائز الموضة لعام 2023 في لندن (أ.ف.ب)
كيت موس تحضر حفل توزيع جوائز الموضة لعام 2023 في لندن (أ.ف.ب)
TT

أيقونة الموضة تحتفل بعيدها الخمسين

كيت موس تحضر حفل توزيع جوائز الموضة لعام 2023 في لندن (أ.ف.ب)
كيت موس تحضر حفل توزيع جوائز الموضة لعام 2023 في لندن (أ.ف.ب)

بأسلوبها المتمرد، تحتفل عارضة الأزياء البريطانية الشهيرة كيت موس التي غيّرت عالم الموضة، الثلاثاء، بعيد ميلادها الخمسين، فيما لا تزال محط إعجاب كبير في بلدها رغم مرور السنوات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، ردت موس على سؤال صحيفة «تايمز» عن عيد ميلادها المقبل قائلة إنها تعيش حالة «إنكار» لتأثير العمر عليها. وقالت: «لن أبلغ الخمسين من عمري (...) لا أعتقد ذلك».

كيت موس ترتدي قبعة من جلد الغزال (أ.ف.ب)

لكنّ الصحف البريطانية أخذت على عاتقها تذكيرها بذلك، فخصصت مقالاتها لهذه الذكرى. وأجرت صحيفة «ذي غارديان» مقابلات مع مصورين التقطوا بعضاً من أشهر صور كيت موس. وتقول كيت غارنر: «لا يمكن التقاط صورة سيئة لها»، واصفة إياها بأنها «بريطانية للغاية». وتروي المصوّرة: «من بين جميع الصور التي التقطتُها للمشاهير، فإن صورة كيت هي التي لا تزال تباع حتى اليوم».

وقد لوحظت كيت موس، التي نشأت في جنوب لندن، عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها في أحد مطارات نيويورك حيث كانت في رحلة عبور. وبفضل حملتها الترويجية لكالفن كلاين، حققت موس شهرة سريعة في سن السابعة عشرة. وقد طبعت الأذهان بمظهرها كفتاة يافعة من خلال صورها الجريئة بالملابس الداخلية.

في عام 2022، أوضحت كيت موس عبر قناة «بي بي سي» إنها شعرت بعد ذلك بأنها عوملت كـ«سلعة»، وبأنها «ضعيفة وخائفة». ولفتت نحافتها الزائدة الانتباه.

وقد جسدت صيحة عُرفت في بداية التسعينات بـ«هيرويين شيك»، من خلال ملامحها الهزيلة التي ميّزتها عن عارضات الأزياء الشهيرات في ذلك الزمن، من أمثال سيندي كروفورد، وكلوديا شيفر، وناومي كامبل وغيرهنّ.

وقد تهافتت العلامات التجارية على التعاون معها. وظهرت موس على أكثر من 300 غلاف مجلة. وحققت إطلالتها في مهرجان غلاستونبري، بساقين عاريتين في حذاء مطاطي، انتشاراً واسعاً في إنجلترا. وقد أصبحت كيت موس أيقونة في مجال الموضة.

ومع تجاوزاتها وحياتها الساحرة، باتت موس حديث صحافة المشاهير. وقد كانت على علاقة مع الممثل جوني ديب ثم مع نجم الروك بيت دوهرتي، الذي شاركت معه في كتابة بعض الأغاني.

وفي عام 2005، نشرت الصحف الشعبية صورة لكيت موس تبدو فيها كأنها تتعاطى الكوكايين. وقد كلّفتها هذه الصورة عقوداً تجارية. وقيل بعد ذلك إن مسيرتها انتهت. ولكن لم تُوجه أي اتهامات ضدها، وعادت إلى الظهور مرة أخرى، وأصبحت أكثر شعبية من أي وقت مضى.

وفي عام 2011، تزوجت من نجم الروك جيمي هينس. لكن الزوجين انفصلا بعد بضع سنوات. ويمتد تأثير كيت موس إلى ما هو أبعد من عالم الموضة. وقد أنجز الرسام البريطاني لوسيان فرويد صورة بورتريه لها.

كما عُرض تمثال لها من الذهب عيار 18 قيراطاً، من توقيع مارك كوين، في المتحف البريطاني (بريتش ميوزيم) عام 2008. في معرض الصور الوطني «ناشونال بورتريه غاليري» في لندن، ثمة ثماني صور لكيت موس.

كيت تقدم زياً للمصمم الفرنسي إيف سان لوران (أ.ف.ب)

وحتى المغني البلجيكي ستروماييه تحدث عنها في إحدى أغانيه، إذ قال في «توس لي ميم» (الكل متشابهون): «لا أحد خالداً سوى كيت موس».

ويبدو أن عارضة الأزياء السابقة، وهي والدة ليلا موس (21 عاماً) التي تعمل أيضاً عارضة أزياء، باتت تعيش حياة أكثر تنظيماً. وفي مقابلتها مع صحيفة «ذي تايمز»، أوضحت كيت موس أنها باتت تخلد للنوم باكراً، كما أنها تغادر السهرات قرابة منتصف الليل. وأطلقت موس علامتها التجارية لمنتجات التجميل ووكالة عرض الأزياء الخاصة بها.

وكتبت «ذي تايمز» أنها تقوم أحياناً بـ«حمام القمر - moonbathing»، وهي ممارسة تقوم على الاستلقاء تحت ضوء القمر لامتصاص الطاقة القمرية.

وبحسب صحيفة «إيفنينغ ستاندرد» التي نشرت مقالاً الجمعة عن أبرز حفلات عيد ميلادها، فإن كيت موس ستحتفل بعيد ميلادها الخمسين في جزيرة موستيك في البحر الكاريبي.


مقالات ذات صلة

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
الاقتصاد صورة تُظهر واجهة متجر دار الأزياء الإيطالية «فالنتينو» في وسط روما (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ الركود العظيم... توقعات بانخفاض مبيعات السلع الفاخرة عالمياً

من المتوقع أن تنخفض مبيعات السلع الفاخرة الشخصية عالمياً في عام 2025 لأول مرة منذ الركود العظيم، وفقاً لدراسة استشارية من شركة «بين».

«الشرق الأوسط» (روما)
لمسات الموضة في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك

جميلة حلفيشي (لندن)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».