وجدت دراسة صينية أن التهاب اللثة، وهو مرض يصيب الفم، يُنشِّط الخلايا المناعية المرتبطة بتفاقم تطور مرض الانسداد الرئوي المزمن.
وأوضح الباحثون أن علاج أمراض اللثة يمكن أن يمثّل حلاً محتملاً لمواجهة مرض الانسداد الرئوي المزمن، ونشرت النتائج، الجمعة، في دورية «mSystems».
ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن مرض الانسداد الرئوي المزمن هو السبب الرئيسي السادس للوفاة في جميع أنحاء العالم.
وفي البلدان ذات الدخل المرتفع، يُعد تدخين التبغ السبب الرئيسي لمرض الانسداد الرئوي المزمن. أما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، فيُعد تدخين التبغ وتلوث الهواء المنزلي من عوامل الخطر الكبيرة للمرض.
ورُبطت أمراض اللثة الشديدة بتطور مرض الانسداد الرئوي المزمن، لكن فهم كيفية حدوث هذا الارتباط في الجهاز المناعي لا يزال مبهماً.
والتهاب اللثة هو مرض معدٍ مزمن، يصيب اللثة، نتيجة تراكم «البلاك»، وهو عبارة عن طبقة لزجة تتكون أساساً من البكتيريا. ومع مرور الوقت، يمكن أن تتصلب الطبقات اللزجة، وتتحول إلى جير، وتسبب تهيج أنسجة اللثة والتهابها، ومن ثمّ تنتج فجوات عميقة بين الأسنان واللثة، حيث تزدهر البكتيريا، وقد تؤدي إلى فقدان العظام.
وقد وجدت الدراسات السابقة أن التهاب اللثة يعد عامل خطر لمجموعة كبيرة من الأمراض، بما في ذلك مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وخلال الدراسة الجديدة، راقب الباحثون العلاقة بين التهاب اللثة، وتطور مرض الانسداد الرئوي المزمن.
وتوصل الباحثون إلى أن البكتيريا المرتبطة بمرض اللثة تعزز مرض الانسداد الرئوي المزمن من خلال تنشيط نوعين من الخلايا المهمة لجهاز المناعة، وهما الخلايا التائية «γδ» وخلايا «البلاعم» «M2»، ما يسهم في زيادة الالتهاب في الرئة.
ورغم أهمية هذين النوعين من الخلايا المناعية بالنسبة للجسم في الظروف الطبيعية، فإن الباحثين اكتشفوا أن التهاب اللثة أدى إلى زيادة تنشيط هذه الخلايا في أنسجة الرئة، ما أدى إلى تعزيز قدرة الخلايا المناعية على إنتاج «السيتوكينات» المرتبطة بتفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن.
من جانبه، قال الدكتور بويو تانغ، الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة سيتشوان في الصين، إن التركيز على هذه الآلية عبر تثبيط هذين النوعين من الخلايا المناعية، وتعزيز علاج التهابات اللثة، قد يقدم استراتيجيات عملية جديدة للوقاية من مرض الانسداد الرئوي المزمن أو السيطرة عليه.
وأضاف، عبر موقع «الجمعية الأميركية لعلم الأحياء الدقيقة»، أن الفريق يخطط لإجراء مزيد من الدراسات الإضافية على مرضى التهاب اللثة والانسداد الرئوي المزمن، لاختبار فاعلية هذه الاستراتيجية، ويأمل أن تؤدي النتائج إلى نهج جديد محتمل لعلاج مرض الانسداد الرئوي المزمن.