اكتشف العلماء في جامعة سنترال لانكشاير في بريطانيا هيكلاً ضخماً على شكل حلقة في الفضاء.
ويبلغ قطر الهيكل 1.3 مليار سنة ضوئية، ويبدو أنه أكبر بـ15 مرة من حجم القمر في سماء الليل تقريباً، كما يُرى من الأرض، وفقاً لتقرير لـ«هيئة الإذاعة البريطانية - بي بي سي».
أطلق علماء الفلك على الهيكل اسم «الحلقة الكبيرة»، وهي مكونة من مجرات وعناقيد مجرية. ويقولون إنها كبيرة جداً لدرجة أنها تتحدى فهمنا للكون.
ولا يمكن رؤية الحلقة بالعين المجردة، حيث إنها بعيدة حقاً، وقد استغرق تحديد جميع المجرات التي تشكل الهيكل الأكبر كثيراً من الوقت والطاقة الحاسوبية.
لا ينبغي أن توجد مثل هذه الهياكل الكبيرة، وفقاً لأحد المبادئ التوجيهية لعلم الفلك، الذي يسمى بالمبدأ الكوني. وهذا ينص على أن كل المادة تنتشر بسلاسة عبر الكون.
على الرغم من أن النجوم والكواكب والمجرات عبارة عن كتل ضخمة من المادة في أعيننا، فإنها غير ذات أهمية في سياق حجم الكون، والنظرية هي أن بقعاً أكبر بكثير من المادة لا ينبغي أن تتشكل.
والحلقة الكبيرة ليست بأي حال من الأحوال أول انتهاك محتمل للمبدأ الكوني، وبالتالي تشير إلى وجود عامل آخر لم يتم اكتشافه بعد.
The discovery of a 2nd ultra-large structure in the remote universe further challenges some of the basic assumptions about cosmology⭐Research from @missalexialopez presented at the @AAS_Officehttps://t.co/UH1SwkpbKG#astronomy #space #AAS243 @UCLanResearch@AAS_Press pic.twitter.com/OFwxIXEKDp
— The University of Central Lancashire - UCLan (@UCLan) January 11, 2024
وفقاً للدكتور روبرت ماسي، نائب مدير الجمعية الفلكية الملكية، فإن الأدلة الداعية إلى إعادة التفكير في ما كان بمثابة الركيزة الأساسية لعلم الفلك آخذة في التزايد.
وقال: «هذا هو الهيكل الكبير السابع الذي يتم اكتشافه في الكون، والذي يتناقض مع فكرة أن الكون سلس على أكبر المقاييس. إذا كانت هذه الهياكل حقيقية، فمن المؤكد أنها غذاء للتفكير لدى علماء الكونيات، والتفكير المقبول حول كيفية تطور الكون مع الوقت».
تم التعرف على الحلقة الكبيرة من قبل أليكسيا لوبيز، طالبة الدكتوراه في جامعة سنترال لانكشاير (UCLan)، التي اكتشفت أيضاً القوس العملاق، وهو هيكل يمتد على مساحة 3.3 مليار سنة ضوئية.
وعندما سُئلت عن شعورها عندما توصلت إلى هذه الاكتشافات، قالت: «إنه أمر سريالي حقاً... توصلت إلى هذه الاكتشافات عن طريق الصدفة، لكنه شيء كبير، ولا أستطيع أن أصدق ذلك».
وقالت: «ليس من السهل تفسير أي من هذين الهيكلين فائقي الضخامة في فهمنا الحالي للكون... ومن المؤكد أن أحجامها الكبيرة جداً وأشكالها المميزة وقربها الكوني تخبرنا بشيء مهم، ولكن ما هو بالضبط؟».
وكل من الحلقة الكبيرة والقوس العملاق قريبان نسبياً بعضهما من بعض، بالقرب من كوكبة «Bootes the Herdsman».
من جهته، قال البروفيسور دون بولاكو، من قسم الفيزياء بجامعة وارويك، إن احتمال حدوث ذلك ضئيل للغاية، لذا قد يكون الجسمان مرتبطين ويشكلان بنية كبرى.
وأوضح: «لذا فإن السؤال هو كيف يمكنك صنع مثل هذه الهياكل الكبيرة؟ من الصعب للغاية تصور أي آلية يمكنها إنتاج هذه الهياكل، لذا بدلاً من ذلك يتوقع المؤلفون أننا نرى بقايا من الكون المبكر حيث يتم تجميد موجات من المواد عالية ومنخفضة الكثافة في مكان خارج المجرة».
هناك أيضاً هياكل كبيرة مماثلة اكتشفها علماء آخرون، مثل السور العظيم سلووان، الذي يبلغ طوله نحو 1.5 مليار سنة ضوئية، وجدار القطب الجنوبي، الذي يمتد عبر 1.4 مليار سنة ضوئية.
لكن أكبر كيان منفرد حدده العلماء هو مجموعة هائلة من المجرات تسمى جدار «هرقل - كورونا» القطبي العظيم، الذي يبلغ عرضه نحو 10 مليارات سنة ضوئية.
وبينما تظهر الحلقة الكبيرة كحلقة مثالية تقريباً في السماء، يشير التحليل الذي أجرته لوبيز إلى أنها على شكل لفائف، ووجهها محاذٍ للأرض.
وتابعت: «الحلقة الكبيرة والقوس العملاق يمنحاننا لغزاً كونياً كبيراً، بينما نعمل على فهم الكون وتطوره».