«ملتقى طويق للنحت» يعود لإثراء الحياة الفنية بـ30 منحوتة سعودية وعالمية

يستمر 4 أسابيع من إبداع المنحوتات تحت شعار «أبعاد متحركة»

ينطلق «ملتقى طويق للنحت 2024» في نسخته الخامسة خلال الفترة من 14 يناير حتى 8 فبراير 2024 (واس)
ينطلق «ملتقى طويق للنحت 2024» في نسخته الخامسة خلال الفترة من 14 يناير حتى 8 فبراير 2024 (واس)
TT

«ملتقى طويق للنحت» يعود لإثراء الحياة الفنية بـ30 منحوتة سعودية وعالمية

ينطلق «ملتقى طويق للنحت 2024» في نسخته الخامسة خلال الفترة من 14 يناير حتى 8 فبراير 2024 (واس)
ينطلق «ملتقى طويق للنحت 2024» في نسخته الخامسة خلال الفترة من 14 يناير حتى 8 فبراير 2024 (واس)

يعود «ملتقى طويق للنحت» إلى الرياض في دورة جديدة الشهر المقبل، بمشاركة نحو 30 فناناً من السعودية ومختلف دول العالم. في نسخته الخامسة، يمنح الملتقى المساحة والفضاء الإبداعي لمختلف الخبرات والتجارب. ويبدأ المشاركون العمل يوم الأحد المقبل، على مدى 4 أسابيع، لإنجاز أعمالهم الفنية ومنحوتاتهم التي تلتقي مع موضوع الملتقى «أبعاد متحركة». وسيتمكن الجمهور من متابعة العمل في تنفيذ المنحوتات، عبر الزيارات الدورية التي يستقبلها الملتقى، والمشاركة في ورش العمل التفاعلية، والحوارات حول تاريخ ومستقبل الفن العام.

منظور عميق لرحلة الرياض التحولية‏

انطلاقاً من يوم الأحد المقبل، يبدأ فنانو «ملتقى طويق للنحت» في إبداع منحوتات تقدم منظوراً عميقاً لرحلة الرياض التحوليّة ودافعها الطموح نحو آفاق جديدة. ويهدف «ملتقى طويق للنحت 2024» (14 يناير / كانون الثاني حتى 8 فبراير / شباط 2024) إلى صناعة 30 منحوتة من حجر الغرانيت من أرض المملكة، يبدع في نحتها 30 فناناً من 20 دولة حول العالم. في مقدمتهم أبرز فناني النحت من المملكة، قبل أن تتوزع في أرجاء العاصمة، لتصوّر مشهداً فنياً وثقافياً، يعزز الإبداع ويثري حياة سكان وزوار العاصمة. وقالت سارة الرويتع، مديرة «ملتقى طويق للنحت»، إن الملتقى يُعد حدثاً دولياً مهماً في عالم النحت، ويسهم في تحقيق أهداف «رؤية المملكة 2030»، حيث يشارك في الملتقى نخبة من المواهب الوطنية والعالمية لتجسيد العمل الفني الإبداعي من خلال النحت الحيّ. وأشارت الرويتع إلى أن الملتقى في نسخته الخامسة يشتمل على عدد من ورش العمل والحوارات الفنية والثقافية التي تسهم في توفير منصة حاضنة لمختلف الأفكار، وتوفير نسيج فني إلهامي يدعم المهتمين في الوسط الثقافي.

يبدأ العمل على مدى 4 أسابيع على قطع من الأحجار الصامتة وتحويلها لأعمال ناطقة بالجمال (واس)

منحوتات عالمية على أرض الرياض‏

من المشاركين في الملتقى الفنان أحمد قرعلي، الذي ينفذ عمله الفني «تجريد معماري» على أرض الواقع في الرياض، وهو نحات مصري بدأ مسيرته الفنية من كلية الفنون البصرية عام 1994، وله مشاركات محلية ودولية كثيرة، ومثّل مصر في الملتقيات الدولية، ونال جملة من الجوائز، وتميزت أعماله بمشروع «المصرخانكية» الذي تم عرضه في روما عام 2006. فيما يستعد ‏الفنان بولا كومار لإلهام متذوقي النحت، بعمله الفني «انعكاس الطبيعة»، وتجسيد صور من الفن والإلهام على أرض الواقع من خلال منحوتاته المذهلة، وهو القادم من بيهار الهندية، وحائز على درجتي البكالوريوس والماجستير في الفنون الجميلة من جامعة باناراس. كما تشارك الفنانة كانان سونميزداغ زونقور، في تقديم عملها الفني «رقصة الحجر» بجانب 29 فناناً محلياً وعالمياً في ملتقى طويق، وهي فنانة وأكاديمية تركية، أكملت دراساتها الجامعية والعليا في مجال النحت، وتعرض منحوتاتها الحجرية وأعمالها الفنية الضخمة بشكل دائم في مساحات مفتوحة في دول مثل أستراليا والأرجنتين والصين وألمانيا ومصر وتركيا، وتم اختيار أعمالها لعرضها في كثير من الفعاليات العلمية والفنية الوطنية والدولية.

رحلة فنية وإبداعية لإنجاز أعمال فنية ومنحوتات تلتقي مع موضوع الملتقى «أبعاد متحركة» (واس)

يبدأ فنانو «ملتقى طويق للنحت» في إبداع منحوتات تقدم منظوراً عميقاً لرحلة الرياض التحوليّة نحو آفاق جديدة (واس)

الرياض كمعرض فني مفتوح

يعد «طويق للنحت» حدثاً سنوياً مهماً في مشهد الفن العالمي، حيث يلتقي في الرياض أبرز فناني النحت من السعودية والعالم، لتقديم أعمال فنية إبداعية في عرضٍ حي مباشر، فيما تُعرض أعمالهم بعد ذلك في معرض فني مصاحب في عاصمة الفن الرياض، قبل أن تصبح المنحوتات النهائية لـ«طويق للنحت» جزءاً من خريطة الرياض الفنية في مواقع رئيسية من العاصمة، لإثراء الحياة اليومية لسكانها وزوارها.

ويشكل «ملتقى طويق للنحت» أحد مشاريع برنامج «الرياض آرت» أحد مشاريع الرياض الكبرى، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في مارس (آذار) 2019، بهدف تحويل مدينة الرياض إلى معرض فني مفتوح يمزج بين الأصالة والمعاصرة. ويساهم «طويق للنحت» في إيجاد منصة مجتمعية تعزز التبادل الثقافي من خلال برنامج تفاعلي يحتوي على ورش عمل، وجلسات حوارية، وزيارات مدرسية، وجولات للنحت الحي، يلتقي فيها الفنانون المحليون والدوليون، لصناعة أعمال فنية إلهامية، ويُتيح لزوّاره مشاهدة الرحلة الإبداعية لإنشاء المنحوتات، والمشاركة في ورش العمل التفاعلية، والحوارات حول تاريخ ومستقبل الفن العام، ما يساهم بشكل فعّال في إثراء المشهد الثقافي السعودي.



طارق الدسوقي: الإقبال الكبير على «الملك لير» فاق توقعاتنا

طارق الدسوقي في مشهد من العرض (وزارة الثقافة المصرية)
طارق الدسوقي في مشهد من العرض (وزارة الثقافة المصرية)
TT

طارق الدسوقي: الإقبال الكبير على «الملك لير» فاق توقعاتنا

طارق الدسوقي في مشهد من العرض (وزارة الثقافة المصرية)
طارق الدسوقي في مشهد من العرض (وزارة الثقافة المصرية)

قال الممثل المصري طارق الدسوقي إن عودته إلى خشبة المسرح من خلال عرض «الملك لير» كانت قراراً اتخذه بلا تردد، نظراً لقناعته العميقة بالأهمية التي يحملها هذا العمل. وأوضح أن جميع أبطال المسرحية، بمن فيهم الفنان يحيى الفخراني، قبلوا أجوراً أقل كثيراً مما يحصلون عليه عادة في أعمالهم الفنية، وذلك إيماناً منهم بالمشروع وأهميته، ورغبة في تقديمه على خشبة المسرح القومي التي يفخر أي ممثل بالوقوف عليها.

وأضاف الدسوقي لـ«الشرق الأوسط»: «رغم صداقتي القوية مع مخرج العرض شادي سرور على المستوى الشخصي منذ سنوات، فإن هذا العمل هو أول تعاون مسرحي بيننا. وعندما اتصل بي ليخبرني بترشيحي لشخصية (جلوستر)، وافقت فوراً دون تردد، مشيراً إلى أنه لم يحضر أيّاً من النسخ السابقة في أثناء عرضها.

وأوضح أنه على الرغم من إتاحة نسخ مصورة عبر «يوتيوب» للعروض السابقة التي قدم فيها الدور نفسه الراحلان فاروق الفيشاوي وأشرف عبد الغفور، فإنه لم يتحمس لمشاهدة العرض خلال فترة التحضيرات التي استمرت لنحو عامٍ قبل انطلاق العرض، لرغبته في تقديم الدور بالطريقة التي يراها مناسبة من وجهة نظره ودون التأثر بمن سبقوه.

طارق الدسوقي أعرب عن سعادته لمقترح نقل العرض إلى خارج مصر (وزارة الثقافة المصرية)

وأشار إلى أن ما دفعه لتبني هذا الموقف هو غياب أي عنصر مشترك بين العروض السابقة والعرض الجديد، باستثناء الفنان يحيى الفخراني الذي يعشق الدور، ويقدمه بإخلاص شديد على خشبة المسرح، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يخشى المقارنة بينه وبين من سبقوه في الدور؛ إذ إن كل منهم قدمه بأسلوبه الخاص والمميز.

وبشأن غياب النجمات عن المشاركة في العرض الجديد على عكس النسخ السابقة، قال الدسوقي: «إن فريق العمل من الأبطال جميعهم درسوا وتخرجوا في أكاديمية الفنون، وهم ممثلون موهوبون يمتلكون القدرة على تقديم الأدوار بشكل جيد».

الفخراني وطارق الدسوقي في مشاهد من العرض (وزارة الثقافة المصرية)

وأكد أن الإقبال الجماهيري الكبير على مشاهدة المسرحية تجاوز توقعاتهم، وأسعد فريق العمل كثيراً، خصوصاً أن ليالي العرض الأربع الأسبوعية المتفق عليها تُحجز خلال ساعة تقريباً من فتح باب الحجز. هذا الإقبال دفع إدارة المسرح إلى تمديد فترة الحجز لأيام إضافية، تفادياً لإحساس الجمهور بالضيق، في حين سجل المسرح أعلى مبيعات تذاكر للعروض، مع توجه واضح نحو زيادة عدد ليالي العرض.

طارق الدسوقي يصافح وزير الثقافة خلال بروفات التحضير (وزارة الثقافة المصرية)

وعن أسباب طول فترة التحضيرات، أوضح الدسوقي أن طبيعة العمل استلزمت جلسات مطولة من المناقشات والتحضيرات والبروفات، مع قرار صارم من المخرج بألا يُعرض العمل إلا وهو مكتمل بالكامل، بحيث لا تختلف الليلة الأولى عن الليلة الأخيرة، مؤكداً أن هذا الحرص تجلَّى بوضوح في ردود فعل الجمهور والإشادات التي نالها فريق العمل، سواء عقب العرض أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح أن العمل ينتمي إلى نوعية الأعمال الضخمة في تفاصيلها المختلفة، سواء على مستوى النص أو التجهيزات، فضلاً عن طبيعة المونولوجات المطولة في بعض الأوقات، الأمر الذي استلزم الاستغراق في تحضير البروفات بما يتناسب مع طبيعته الخاصة التي يدركها صناعه منذ قبولهم خوض التجربة.

الدسوقي وافق من دون تردد على المشاركة في عرض «الملك لير» (وزارة الثقافة المصرية)

ورأى أن مشهد اقتلاع عينيه كان الأصعب في المسرحية، حيث نُفّذ على خشبة المسرح ليخرج بشكل صادم أمام الجمهور، بعد مونولوج طويل يلقيه، مشيراً إلى حرصهم الشديد على تنفيذه بمصداقية عالية.

وأوضح أنه يُمثّل المشهد، ولا يُشاهد الجمهور حتى نهاية العرض بسبب تغطية عينيه، الأمر الذي يشكل تحدياً له مع اعتماده على حفظ المسافات الموجودة في خشبة المسرح وحدود حركته، وهو أمر ربما لا يلاحظه الجمهور لكنه مهم بالنسبة إليه ممثلاً ليتعايش مع الدور، ويحاول نقل شعوره بالعجز نتيجة فقدانه للبصر.

الدسوقي يعد مشهد اقتلاع عينيه من أصعب مشاهده بالعرض (وزارة الثقافة المصرية)

وأعرب الدسوقي عن سعادته بفكرة عرض المسرحية في بعض الدول العربية، مؤكداً أن للعمل أهمية ومكانة خاصة لدى جميع المشاركين فيه، ولن يترددوا في تقديمه لأطول فترة ممكنة وفي جميع الأماكن المتاحة، بهدف الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور.