فادي إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: مشواري الفني لم ينتهِ بعد

يؤكد أنه تجاوز مرحلة الخطر

من مسلسل «بنت الشهبندر» (فيسبوك الفنان)
من مسلسل «بنت الشهبندر» (فيسبوك الفنان)
TT

فادي إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: مشواري الفني لم ينتهِ بعد

من مسلسل «بنت الشهبندر» (فيسبوك الفنان)
من مسلسل «بنت الشهبندر» (فيسبوك الفنان)

يحصد الممثل فادي إبراهيم اليوم ما زرعه في قلوب الناس من حب وشغف لمهنته؛ فغالبية اللبنانيين منشغلون بأخبار أوضاعه الصحية، وما آلت إليه مؤخراً. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي قصة «دنجوان» الشاشة اللبنانية، في محاولات لمد يد العون إليه، بدولة باتت عاجزة عن مساعدة الإنسان فيها، وتحمّل تكاليف علاج من يقع ضحية مرض ما. أصدقاؤه وزملاؤه لم يتركوه في نكسته، باقون إلى جنبه وهو طريح الفراش منذ نحو شهرين. هذه المحبة التي لمسها من الجميع كانت من بين الدوافع التي أبقته صلباً وقوياً متشبثاً بالحياة. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لطالما حفّزتني محبة جمهوري على العطاء. محبة أدركها تماماً، فهي مشاعر متبادَلة، والحياة تردّ لك ما كنت تقدّمه لها ولسكانها».

يُحذّر مرضى السكري من الاستخفاف به (فيسبوك الفنان)

في حديث لـ«الشرق الأوسط» يؤكّد فادي أن هذه المحنة التي يمرّ بها اليوم علّمته كثيراً، يقول: «شريط حياتي كاملاً مرّ أمامي في الفترة العصيبة التي عصفت بي. أدركت أن الإنسان صغير في مهبّ الحياة، وكم هو ضعيف أمام صفعاتها. الصحة ثم الصحة، تبقى الأهم في مشوارنا في هذا العالم». ويتوجه إبراهيم إلى كل من يعاني مرض السكري: «انتبهوا إلى صحتكم، ولا تستخفّوا بهذا المرض أبداً. خضت مرحلة فظيعة من الألم، وما عشته في هذه الفترة لا أتمناه لعدو. ولكن كل ذلك زاد من صلابتي وزوّدني بقوة مكّنتني من التماسك والصمود».

«يمكن القول إني تجاوزت مرحلة الخطر، مبدئياً، ووضعي الصحي صار مستقراً. لم ينتهِ بعد مشواري مع العذاب، وتنتظرني مسيرة طويلة من العلاج. هناك عمليات جراحية سأخضع لها لاحقاً، لأتمكن من الوقوف على قدميّ من جديد».

الممثل اللبناني فادي إبراهيم

هذا الحوار مع فادي إبراهيم حصل قبل دقائق قليلة من دخوله لإجراء عملية جراحية جديدة. خضع حتى اليوم لعمليات عدة، وقد بُترت قدمه وبعض أصابع يده. كما يخضع مرتين في الأسبوع لعملية غسل الكلى.

تسأله «الشرق الأوسط»، على من يعتب فادي اليوم؟ يجيب: «لا أعتب على أحد، وأدرك تماماً حالة دولتنا المفلسة والمنهكة. أتأسف على ما آلت إليه أحوالنا وعلى ما تعرضنا له نحن اللبنانيين من سرقة مباشرة لأموالنا وضعتنا تحت خط الصفر. لا يمكنني أن أضع جميع المسؤولين في خانة واحدة. ولكنني من دون شك ألوم كل من شارك في هذا الذنب. حرام ما حدث ويحدث لهذا البلد في السنوات الـ20 الأخيرة، بسبب طمع وفساد بعضهم. هناك مسؤولون اهتموا بوضعي الصحي وحاولوا قدر الإمكان مساعدتي. ومنهم من رغب في تقديم الأكثر، ولكن لا حول ولا قوة، في ظل عدم توفر الإمكانات».

يُطمئن الفنان فادي إبراهيم جمهوره أنه بخير (فيسبوك الفنان)

يشكر فادي كل من سأل عنه ومد له يد العون، يخص بالذكر رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر. «كان خير أخ يقف إلى جانب شقيقه في محنة يمر بها. ليس من باب المصلحة أبداً، بل من شدة وفائه وحبه. جميع زملائي وفنانون كثر لم يتأخروا عن تقديم يد العون لي. هنا لا بد من توجيه التحية إلى النجمة المصرية نبيلة عبيد. فهي إنسانة تنبض بالمحبة، وأشكرها على سؤالها عني باستمرار». يتابع: «محبة الناس وسؤالهم عني أعطتني القدرة على الاستمرار، ومن دونهم ما كنت فادي إبراهيم أبداً».

يُطمئن فادي محبيه: «يمكن القول إني تجاوزت مرحلة الخطر، مبدئياً، ووضعي الصحي صار مستقراً. لم ينتهِ بعد مشواري مع العذاب، وتنتظرني مسيرة طويلة من العلاج. هناك عمليات جراحية سأخضع لها لاحقاً، لأتمكن من الوقوف على قدميّ من جديد».

مشوار فادي مع العلاج سيتطلب الوقت، وتكلفة مالية لا يستهان بها. لذلك أعلن نقيب الممثلين نعمة بدوي، أن كل من يرغب في مد يد المساعدة المادية لفادي يمكنه أن يتواصل معه شخصياً. نفقات علاجه ومكوثه في المستشفى تجاوزت المبلغ الذي يغطيه التأمين الصحي، ولا تزال تنتظره إقامة طويلة فيه إلى حين تعافيه.

ولكن كيف يقضي فادي اليوم وقته بعيداً عن حبه الأول والأخير، ألا وهو التمثيل؟ «أتابع جميع أخبار بلدان العالم، وأتطلع بفرح إلى المملكة العربية السعودية التي تطورت وتقدمت بشكل سريع. حكامها كما أي بلد عربي أصابهم هذا الانفتاح والتقدم (بكبّروا القلب). وأحزن لأن ليس في لبنان بلدي من يسأل عن الشعب ولا عن تطور الوطن. وبدل أن يسهموا في تعمير لبنان ودفعه إلى الأمام جرُّوه إلى الوراء. أهنّئ تلك الشعوب بالمسؤولين فيها، لأنهم مفعمون بالأمل والإنسانية من أجل غدٍ أفضل».

من أحد مسلسلاته مع المخرجة كارولين ميلان (فيسبوك الفنان)

وماذا عن أخبار الفن والمسلسلات؟ «أتابع الوثائقية منها أكثر، وكل ما هو جديد على الساحة الإلكترونية. الفن يعني لي الكثير وله علاقة مباشرة بالإحساس، فمن دونه لا طعم للحياة ولا لون. والإحساس وحده يمكن أن يوصل الممثل والفنان بشكل عام إلى درجة عالية من الرقي».

أحدث أعماله الدرامية «سر وقدر» للمخرج إيلي المعلوف. وعنه يخبر: «انتهيت من تصوير هذا المسلسل مؤخراً، ومن بعده دخلت المستشفى مباشرة. ومن المنتظر أن يُعرض في موسم رمضان على شاشة (إل بي سي آي). وعن طبيعة الدور الذي يلعبه فيه يقول: «أجسد دور نائب في البرلمان اللبناني يواجه مشكلات كثيرة ويحاول تجاوزها وحلّها بشتى الوسائل».

وعمّا إذا كان يرى أن مشواره الفني شارف على نهايته يردّ بحماس: «لا، لم ينتهِ بعد بقدرة رب العالمين، وأنا متفائل بالغد. وعليّ أن أتنبّه أكثر إلى صحتي لأني وصلت إلى مرحلة متردية آذتني كثيراً».

يختم فادي حديثه : «لا أحب الشعور بالندم، كما أن محبة الناس زودتني بالقوة. سأبقى متماسكاً وصلباً، من أجل من أحبوني. من أجلكم أنتم سأستمر».


مقالات ذات صلة

الأديب ميخائيل نعيمة استقبل زواره وكأنه لا يزال حياً

يوميات الشرق سهى نعيمة تستقبل الزوار وتروي الذكريات (الشرق الأوسط)

الأديب ميخائيل نعيمة استقبل زواره وكأنه لا يزال حياً

تعنى سهى حداد بإرث ميخائيل نعيمة، برموش العين. تعيش مع أغراضه كأنه لا يزال حياً، تحيط نفسها بلوحاته وصوره وكتبه ومخطوطاته ورسومه وأقلامه، وتستقبل زواره وتحدثهم.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مارك أبو ضاهر يحمل مجموعات من ملصقات يطبعها على دفاتر (الشرق الأوسط)

مارك أبو ضاهر... لبناني يوثّق الفن الجميل في دفاتر الذكريات

يملك مارك أبو ضاهر مجموعة كبيرة من الملصقات القديمة، بينها ما يعود إلى ملصقات (بوستر أفلام)، وبطلها الممثل اللبناني صلاح تيزاني المشهور بـ«أبو سليم».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق امتهانُ التحكُّم من اللحظة الأولى (غيتي)

الأجنَّة تتحكَّم في الأمهات بـ«الريموت كونترول»

آلية مدهشة يستطيع الجنين من خلالها التحكُّم في طبيعة المغذّيات التي يحصل عليها من الأم خلال فترة الحمل اعتماداً على جين معيَّن ينتقل إليه عن طريق الأب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كارين ميلر نسل ضحية جاك السفاح كاثرين أيدوس (نورث نيوز)

أحفاد ضحايا «السفاح جاك» في بريطانيا يطالبون بتحقيق جديد

رغم مرور أكثر من 130 عاماً على أحداث هذه القضية الغامضة في بريطانيا، يأمل أحفاد ضحايا «السفاح جاك» في أن يتمكنوا أخيراً من كشف الحقيقة بشأن واحدة من أشهر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق وجد العلماء نهجاً جديداً واعداً لإضعاف الذكريات السلبية وتنشيط الذكريات الإيجابية (أرشيفية - رويترز)

علماء يتوصلون لطريقة لـ«محو الذكريات السيئة»

وجد العلماء نهجاً جديداً واعداً لإضعاف الذكريات السلبية وتنشيط الذكريات الإيجابية بحسب ما نقله موقع «ساينس آليرت» العلمي

«الشرق الأوسط» (لندن)

«القدر»... مسلسل جديد يقتحم عالم الأمهات البديلة

قصي خولي وديمة قندلفت في مسلسل «القدر» (إنستغرام)
قصي خولي وديمة قندلفت في مسلسل «القدر» (إنستغرام)
TT

«القدر»... مسلسل جديد يقتحم عالم الأمهات البديلة

قصي خولي وديمة قندلفت في مسلسل «القدر» (إنستغرام)
قصي خولي وديمة قندلفت في مسلسل «القدر» (إنستغرام)

جذب المسلسل العربي «القدر» الاهتمام عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن استطاع أن يقتحم عالم الأمهات البديلة، ويظهر حجم المشاكل والأزمات التي يتسبب فيها هذا العالم داخل الأسرة العربية.

مسلسل «القدر» هو النسخة العربية من المسلسل التركي «لعبة القدر» (Kaderimin Yazıldığı Gün)، الذي يتناول قضايا حساسة مثل العقم وحلم الأمومة خلال 45 حلقة، وصُوِّر بالكامل في تركيا، ويعرض حالياً عبر عدة منصات وقنوات من بينها «cbc» المصرية.

تدور قصة النسخة العربية من المسلسل التركي حول شخصية «زيد» (الفنان قصي خولي)، الذي تعاني زوجته «تالا» (تقوم بدورها ديمة قندلفت) من عدم الإنجاب، واستحالة حملها؛ فتتفق والدة زيد مع أحد الأطباء على الاستعانة بأم بديلة لكي تتمكن من الحصول على حفيد، وعلى أثر ذلك تتطور الأحداث، وتنكشف أمور تقلب الأوضاع رأساً على عقب.

القصة تتطور مع تداخل مشاعر الألم والتضحية، وتعكس الصراع بين الأمومة والشكوك الاجتماعية التي تحاصر شخصية «تالا»، وهي تقرر أخيراً الاستعانة بأم بديلة، في هذه الأثناء، تطرح الشخصيات الأخرى تساؤلات حول مفهوم الأبوة والأمومة، وكيفية تصنيف العلاقات الإنسانية في مجتمعنا العربي.

المسلسل من بطولة الفنان السوري قصي خولي، والفنانة السورية ديمة قندلفت، والفنانة اللبنانية رزان جمال، والفنان السوري ميلاد يوسف، والفنانة اللبنانية رندة كعدي، ووسام حنا.

أسرة مسلسل «القدر» (إنستغرام)

وتتحدث الفنانة السورية ديما قندلفت عن فكرة تقديم الأم البديلة في الدراما العربية، قائلة: «ربما يكون موقفي الشخصي غير الذي أقدمه في المسلسل، ولكني أحببت قصة مسلسل (القدر)، ولذلك وافقت على تقديمها».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «نحن في المسلسل لا نفرض فكرة، ولا ندعي بأن ما يحدث في القصة قانوني أو غير قانوني، ولا نروج للفكرة، ولكن نقدم قصة لامرأة وجدت نفسها في موقف صعب، فهي غير قادرة على الإنجاب، وحلم حياتها هو الإنجاب، وليس أمامها سوى اختيار أم بديلة، لكي تستمر حياتها مع زوجها الذي تحبه، خصوصاً مع تسلط حماتها وإلحاحها في طلب الحفيد».

وعن تجسيدها لشخصية السيدة الأرستقراطية «تالا»، قالت قندلفت: «(تالا) هي شخصية أرستقراطية رومانسية حساسة ولديها طموحات عديدة، كانت تعيش حياة هادئة مع زوجها، مع الرضا بنصيبهما في عدم الإنجاب، و(تالا) سيدة أخذت الكثير من والدتها، ولكن مع مرور الوقت بدأت حياتها تتغير بسبب شخصية والدة زوجها؛ مما يجعلها تدخل في صدام كبير مع الأم البديلة التي يلجأون لها وهي الفنانة رزان جمال، التي تصل أحياناً لمحاولتها إفشال الحمل؛ بسبب غيرتها الشديدة منها».

يذكر أن مسلسل «القدر» لم يكن الأول عربياً الذي يناقش قضية الأم البديلة، إذ سبق أن قدم المسلسل المصري «صلة رحم» تلك القصة، ولكن بشكل مختلف، وكان من بطولة إياد نصار ويسرا اللوزي ومحمد جمعة، وقدم في 15 حلقة خلال الموسم الدرامي في رمضان الماضي.