متأهل لنهائيات برنامج طهي عالمي يُغلق مطعمه اللندني بـ«حزن بالغ»

قاتَل لإنقاذ المشروع حتى اضطرَّ لاتخاذ القرار «الفاجع»

توني رود وزوجته استثمرا مدّخراتهما في مشروع لم يدُم (مواقع التواصل)
توني رود وزوجته استثمرا مدّخراتهما في مشروع لم يدُم (مواقع التواصل)
TT

متأهل لنهائيات برنامج طهي عالمي يُغلق مطعمه اللندني بـ«حزن بالغ»

توني رود وزوجته استثمرا مدّخراتهما في مشروع لم يدُم (مواقع التواصل)
توني رود وزوجته استثمرا مدّخراتهما في مشروع لم يدُم (مواقع التواصل)

بحسرة، أغلق المتأهّل السابق لنهائيات مسابقة الطهي العالمية «ماستر شيف»، توني رود، مطعمه في جنوب شرقي لندن، بعد 5 سنوات من افتتاحه، قائلاً لمتابعيه عبر مواقع التواصل إنه اتخذ قرار إغلاق مطعمه «كوبر أند إنك» بـ«حزن بالغ».

وفي حديثه، لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أكد أن تكلفة الطاقة رفعت الفواتير في مطعمه الواقع بمنطقة بلاكهيث، بنحو 1000 جنيه إسترليني شهرياً، مضيفاً أن العملاء المنتظمين باتوا أيضاً يرتادون المطعم بصورة غير منتظمة بسبب غلاء المعيشة.

وفي بيان لزبائنه، قال رود وزوجته بيكي التي شاركته إدارة المطعم: «قرار الإغلاق ناتج عن الصعوبات المالية المستمرّة منذ (كوفيد 19)، وزيادة تكاليف الطاقة، وأزمة تكلفة المعيشة، وارتفاع الأسعار من جميع مُورّدينا، والتي كان علينا تحمّلها طوال السنوات الثلاث الماضية».

توني رود يغلق مطعمه بأسى على المآلات (مواقع التواصل)

وكشف رود، وهو أحد المرشّحين للجولة النهائية لمسابقة «ماستر شيف» العالمية للطهي عام 2015، أنه وزوجته استثمرا كل مدّخراتهما في المشروع دون الحصول على عائدات كافية، ناهيك عن قرض لم يُسدَّد كانا حصلا عليه بضمان رهن عقاري لدعم مشروعهما.

وأضاف: «قاتَلنا لإنقاذ المشروع، لكن في النهاية اضطررنا لاتخاذ قرار فاجع بالإغلاق»، مما حضَّ الحكومة على بذل مزيد من الجهد لدعم المطاعم الصغيرة والمستقلّة.

واستطرد: «أعتقد أننا جميعاً طالبنا بتخفيض ضريبة القيمة المضافة، بعدما زِيدت منذ سنوات بوصفه إجراء مؤقتاً، ولم تُخفّض بعد ذلك؛ وهي الأعلى في أوروبا».

وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، أغدق عدد من المشاهير دعمهم لفريق العمل، معبّرين عن مشاعر التعاطف، فقال الممثل الكوميدي روميش رانغناثان، عبر «إنستغرام»: «أشعر بالأسف الشديد لما حدث، وأعبِّر لهما عن خالص محبتي».

أحد رواد الأطعمة الإبداعية توني رود (مواقع التواصل)

وقال كيني توت، الفائز بلقب «ماستر شيف» عام 2018: «سيئ جداً أن يحدث ذلك في الوقت الحالي لأحد رواد الأطعمة الإبداعية التي باتت شيئاً نادراً».

يأتي إغلاق مطعم «كوبر أند إنك» بعدما أعلنت مطاعم معروفة أخرى أنها على وشك الإغلاق بسبب الأزمة المالية.

من جهتها، قالت الرئيسة التنفيذية لهيئة «يو كي هوسبيتاليتي»، المنوطة بها إدارة قطاع المطاعم، كيت نيكولز: «رغم تراجع التضخّم، تُواصل تكاليف إدارة الأعمال التجارية الارتفاع»، مضيفة أن القطاع «بحاجة ماسَّة إلى دعم حكومي».


مقالات ذات صلة

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق نادرة جداً (مواقع التواصل)

للبيع... تذكرة لدخول مسرح بريستول تعود إلى عام 1766

من المتوقَّع أن تُحقّق ما وُصفَت بأنها «قطعة حقيقية من تاريخ بريستول» آلاف الجنيهات منذ عرضها للبيع في مزاد ببريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تجمعهما الإنسانية (مواقع التواصل)

شاي «وأمور مشتركة» جمعت أطول وأقصر امرأتين في العالم

التقت أطول النساء في العالم، وأقصرهن، لاحتساء شاي الظهيرة احتفالاً بيوم موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية. إليكم تفاصيل اللقاء...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكثير من الناس يتحدثون بصوت عالٍ مع أنفسهم (أ.ف.ب)

خبراء يؤكدون: التحدث مع ذاتك بصوت عالٍ يعزز صحتك النفسية

يتحدث الكثير من الناس بصوت عالٍ مع أنفسهم، وهو ما يُطلق عليه عادةً الحديث الذاتي الخارجي أو الحديث الخاص، فما مميزات أو عيوب هذا الأمر؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق ممارسة ألعاب الفيديو قد تساعد الأشخاص في حياتهم المهنية (رويترز)

ممارسة ألعاب الفيديو تساعدك في حياتك المهنية

كشفت دراسة جديدة أن ممارسة ألعاب الفيديو قد تساعد الأشخاص في حياتهم المهنية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
TT

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)

قد ينشغل اللبنانيون في زمن الحرب بأخبارها وأحوال النازحين وكيفية تأمين حاجاتهم. لكنّ قلةً منهم فكّرت بجزء من المجتمع اللبناني؛ هم الأشخاص الصمّ. فهؤلاء يفتقدون القدرة على السمع وسط حرب شرسة. لا أصوات القذائف والصواريخ، ولا الانفجارات والمسيّرات. ولا يدركون إعلانات التحذير المسبقة لمنطقة ستتعرّض للقصف. وقد تكمُن خطورة أوضاعهم في إهمال الدولة الكبير لهم. فهي، كما مراكز رسمية ومستشفيات ووسائل إعلام، لا تعيرهم الاهتمام الكافي. فتغيب لغة الإشارة التي يفهمونها، ليصبح تواصلهم مع العالم الخارجي صعباً.

من هذا المنطلق، ولدت مبادرة «مساعدة الصمّ»، فتولاها فريق من اللبنانيين على رأسهم نائلة الحارس المولودة من أب وأم يعانيان المشكلة عينها. درست لغة الإشارة وتعاملت من خلالها معهما منذ الصغر؛ الأمر الذي دفع بأصدقائها الصمّ، ملاك أرناؤوط، وهشام سلمان، وعبد الله الحكيم، للجوء إليها. معاً، نظّموا مبادرة هدفها الاعتناء بهؤلاء الأشخاص، وتقديم المساعدات المطلوبة لتجاوز المرحلة.

بلغة الإشارة يحدُث التفاهم مع الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

تقول نائلة الحارس لـ«الشرق الأوسط» إنّ القصة بدأت مع صديقتها ملاك بعد نزوح أهلها الصمّ إلى منزلها في بيروت هرباً من القصف في بلدتهم الجنوبية، فتوسّعت، من خلالهم، دائرة الاهتمام بأصدقائهم وجيرانهم. وعندما وجدت ملاك أنّ الأمر بات يستدعي فريقاً لإنجاز المهمّات، أطلقت مع هشام وعبد الله المبادرة: «اتصلوا بي لأكون جسر تواصل مع الجمعيات المهتمّة بتقديم المساعدات. هكذا كبُرت المبادرة ليصبح عدد النازحين الصمّ الذين نهتم بهم نحو 600 شخص».

لا تواصل بين الصمّ والعالم الخارجي. فهم لا يستطيعون سماع أخبار الحرب عبر وسائل الإعلام، ولا يملكون «لاب توب» ولا أدوات تكنولوجية تخوّلهم الاطّلاع عليها لحماية أنفسهم. كما أنّ لا دورات تعليمية تُنظَّم من أجلهم ليتمكّنوا من ذلك.

كي تلبّي نائلة الحارس رغبات الصمّ وتجد فرصاً لمساعدتهم، كان عليها التفكير بحلّ سريع: «لأنني أدرس لغة الإشارة والترجمة، دعوتُ من خلال منشور على حسابي الإلكتروني متطوّعين لهذه المهمّات. عدد من طلابي تجاوب، واستطعتُ معهم الانكباب على هذه القضية على أرض الواقع».

معظم الصمّ الذين تعتني بهم المبادرة في البيوت. بعضهم يلازم منزله أو يحلّ ضيفاً على أبنائه أو جيرانه.

يؤمّن فريق «مساعدة الصمّ» جميع حاجاتهم من مساعدات غذائية وصحية وغيرها. لا تواصل من المبادرة مع جهات رسمية. اعتمادها الأكبر على جمعيات خيرية تعرُض التعاون.

كل ما يستطيع الصمّ الشعور به عند حصول انفجار، هو ارتجاج الأرض بهم. «إنها إشارة مباشرة يتلقّونها، فيدركون أنّ انفجاراً أو اختراقاً لجدار الصوت حدث. ينتابهم قلق دائم لانفصالهم عمّا يجري في الخارج»، مؤكدةً أنْ لا إصابات حدثت حتى اليوم معهم، «عدا حادثة واحدة في مدينة صور، فرغم تبليغ عائلة الشخص الأصمّ بضرورة مغادرة منزلهم، أصرّوا على البقاء، فلاقوا حتفهم جميعاً».

ولدت فكرة المبادرة في ظلّ مصاعب يواجهها الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

وتشير إلى أنّ لغة الإشارة أسهل مما يظنّه بعضهم: «نحرّك أيدينا عندما نتحدّث، ولغة الاشارة تتألّف من هذه الحركات اليومية التي نؤدّيها خلال الكلام. كما أن تعلّمها يستغرق نحو 10 أسابيع في مرحلة أولى. ويمكن تطويرها وتوسيعها بشكل أفضل مع تكثيف الدروس والتمارين».

عدد الصمّ في لبنان نحو 15 ألف شخص. أما النازحون منهم، فقلّة، بينهم مَن لجأ إلى مراكز إيواء بسبب ندرة المعلومات حول هذا الموضوع. كما أنّ كثيرين منهم لا يزالون يسكنون بيوتهم في بعلبك والبقاع وبيروت.

بالنسبة إلى نائلة الحارس، يتمتّع الأشخاص الصمّ بنسبة ذكاء عالية وإحساس مرهف: «إنهم مستعدّون لبذل أي جهد لفهم ما يقوله الآخر. يقرأون ملامح الوجه وحركات الشفتين والأيدي. وإنْ كانوا لا يعرفون قواعد لغة الإشارة، فيستطيعون تدبُّر أنفسهم».

يغيب الاهتمام تماماً من مراكز وجهات رسمية بالأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم: «ينبغي أن يتوافر في المراكز الرسمية، أسوةً بالخاصة، متخصّصون بلغة الإشارة. المشكلات كثيرة في كيفية تواصلهم مع الآخر. فالممرض في مستشفى قد لا يعرف كيفية سؤالهم عن زمرة دمهم. وليس هناك مَن يساعدهم لتقديم أوراق ووثائق في دعوى قضائية. هذه الثغر وغيرها تحضُر في مراكز ودوائر رسمية».

تختم نائلة الحارس: «التحدّي في الاستمرار بمساعدة الأشخاص الصمّ. فالإعانات التي نتلقّاها اليوم بالكاد تكفينا لأيام وأسابيع. على أي جمعية أو جهة مُساعدة أخذ هؤلاء في الحسبان. فتُدمَج مساعدات الأشخاص العاديين مع مساعدات الصمّ، وبذلك نضمن استمرارهم لأطول وقت».