الممثل جيرار ديبارديو يتحول إلى قضية رأي عام في فرنسا

عرائض تدافع عنه وأخرى تهاجمه بشبهة اغتصاب نساء

جيرار ديبارديو أصبح موضوعاً للجدل في فرنسا (أ.ف.ب)
جيرار ديبارديو أصبح موضوعاً للجدل في فرنسا (أ.ف.ب)
TT

الممثل جيرار ديبارديو يتحول إلى قضية رأي عام في فرنسا

جيرار ديبارديو أصبح موضوعاً للجدل في فرنسا (أ.ف.ب)
جيرار ديبارديو أصبح موضوعاً للجدل في فرنسا (أ.ف.ب)

من مجرد شبهات مغرضة هدفها تحطيم رمز من رموز السينما الفرنسية، تحولت قضية الممثل جيرار ديبارديو إلى موضوع لجدل تشترك فيه الأوساط الفنية والاجتماعية والقانونية، وبلغ أعلى مستويات الدولة. وتنشب حالياً حرب عرائض وتوقيعات تنشرها الصحف وتحمل أسماء بارزة في حقول الفن والأدب، ما بين مدافع ومهاجم للنجم الذي تلاحقه اتهامات باغتصاب نساء.

آخر العرائض تلك التي نشرتها صحيفة «ليبيراسيون» وحملت توقيع 150 فناناً من المشتغلين في حقل السينما، ترد على عريضة سبق نشرها وضمت تواقيع لفنانين يدافعون عن زميلهم وينفون عنه تهم الاغتصاب التي كشفتها 3 نساء عملن مع الممثل البالغ من العمر 75 عاماً ويعد من أعمدة الفن السابع في فرنسا وأحد آخر الكبار على الشاشة. وحملت العريضة الجديدة عنوان «الفن ليس طوطماً للإفلات من العقاب»، وكان من بين الموقعين عليها كل من الممثلين ألكسندرا لامي وتوما جولي ومورييل روبن وآن رومانوف.

جيرار ديبارديو أصبح موضوعاً للجدل في فرنسا (أ.ب)

جاء في العريضة: «باسم الفن، ترتفع أصوات معينة للدفاع عن جيرار ديبارديو، بداعي أن موهبته تحميه من أي انتقاد، بل وتعذره على سلوكه الذي لا يطاق. كل هذا لن يكون باسمنا». وفي حين لم ينكر الموقعون «مساهمة هذه الأساطير في السينما الفرنسية»، فإنهم يؤكدون أنه لا يمكن لأي مكانة أو مهنة مهما كانت رائعة أن تستفيد من شكل من أشكال الإفلات من العقاب. وهم يرفضون أن يستخدم الفن حجة لاستغلال النفوذ، وللتحرش والعنف الجنسيين. وحال نشر البيان سارع 600 شخص من المشتغلين في الحقل الفني إلى إضافة تواقيعهم عليه من خلال شبكات التواصل.

ماكرون دعا إلى الالتزام بقاعدة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته (أ.ف.ب)

وكان الرئيس الفرنسي قد أثار زوبعة في أوساط الجمعيات المدافعة عن حقوق النساء حين أجاب، في برنامج تلفزيوني، عن رأيه في قضية ديبارديو، داعياً إلى الالتزام بقاعدة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته. كما سارعت المغنية كارلا بروني وممثلات بارزات، من مثيلات كارول بوكيه وناتالي باي، إلى الدفاع عن الممثل الملقب بـ«الوحش المقدس» للشاشة الفرنسية، مشيرات إلى أنه معروف بالانفلات في الكلام وبتصرفات عفوية، لكنه ليس مغتصباً. وقالت بوكيه التي كانت شريكة لحياة ديبارديو لمدة 8 سنوات إنه بالغ الرقة ولا يمكن أن يؤذي امرأة.

وأثارت العريضة غضب الجمعيات المناهضة للعنف ضد النساء. وجاء في تصريح لمتحدثة باسم تلك الجمعيات أن الدفاع عن الممثل المتهم هو «بصقة في وجه كل ضحايا العنف الجنسي». وفي المقابل أعلنت النجمة صوفي مارسو أنها كانت أول من أشار إلى تحرشات ديبارديو، وذلك عند التمثيل في فيلم «بوليس» عام 1985. وجاء على لسانها في مقابلة مع مجلة «باري ماتش»: «عندما قلت إنني لا أستطيع تحمل تصرفاته، جعلوني أبدو كأنني حشرة صغيرة».

وفي انتظار ما ستسفر عنه التهم أمام القضاء، يتعرض ديبارديو لما يشبه السكتة الفنية. فقد أعلن منتجون ومخرجون وقف تعاملهم معه. كما جردته بلدية في بلجيكا من لقب المواطن الفخري، وتم سحب وسام «كيبيك» الكندي منه. وحتى متحف «غريفان» للشمع في باريس اضطر لرفع تمثاله من قاعات العرض. وأوضحت إدارة المتحف أن القرار جاء «بعد تسجيل ردود فعل سلبية لعدد من الزوار خلال مرورهم أمام تمثال ديبارديو، بالإضافة إلى تعليقات برزت عبر شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمتحف».

أعاد ديبارديو وسام «جوقة الشرف» ووضعه «تحت تصرف وزيرة الثقافة» (أ.ف.ب)

وكانت الضربة القاضية قد جاءت من البرنامج التلفزيوني «استكمال البحث» الذي خصص حلقة عن تجاوزات جيرار ديبارديو وشهادات لممثلات عملن معه، وكذلك تسجيلات بالصوت والصورة للممثل وهو يدلي بعبارات ذكورية وبتعليقات جنسية فاضحة، مما أشعل الجدل حول التمييز ضد النساء والعنف الجنسي في السينما الفرنسية.

وكانت وزيرة الثقافة في فرنسا، ريما عبد الملك، قد أعلنت في وقت سابق أن «إجراء تأديبياً» سيُطلق لاتخاذ قرار بشأن وسام «جوقة الشرف» الذي مُنِح سابقاً للممثل. وحال الإعلان أعاد ديبارديو الوسام ووضعه «تحت تصرف وزيرة الثقافة»، حسبما أفاد وكيلا الدفاع عنه في بيان. وهي ليست المرة الأولى التي يبادر فيها النجم الشهير إلى تصرف من هذا النوع؛ فهو سبق أن تخلى عن جواز سفره الفرنسي بسبب تصريحات لمسؤول فرنسي كبير يتهمه فيها بالتهرب الضريبي. وقد منحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقتذاك، جوازاً روسياً.



منح الجنسية السعودية لرئيس تحرير مجلة «الدارة» الإنجليزية

الأمير فيصل بن سلمان استقبل الدكتور ريتشارد مورتيل بمقر «دارة الملك عبد العزيز» (واس)
الأمير فيصل بن سلمان استقبل الدكتور ريتشارد مورتيل بمقر «دارة الملك عبد العزيز» (واس)
TT

منح الجنسية السعودية لرئيس تحرير مجلة «الدارة» الإنجليزية

الأمير فيصل بن سلمان استقبل الدكتور ريتشارد مورتيل بمقر «دارة الملك عبد العزيز» (واس)
الأمير فيصل بن سلمان استقبل الدكتور ريتشارد مورتيل بمقر «دارة الملك عبد العزيز» (واس)

صدرت موافقة ملكية بمنح الجنسية السعودية للدكتور ريتشارد مورتيل، رئيس تحرير مجلة «الدارة» باللغة الإنجليزية.

وأكد الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس إدارة «دارة الملك عبد العزيز»، اهتمام السعودية وقيادتها باستقطاب الخبراء والمفكرين بمختلف المجالات؛ للإسهام في مسيرة بناء مجتمع ثقافي وعلمي متين في البلاد.

ويعدّ مورتيل، الحاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي بمرتبة الشرف الأولى من جامعة القاهرة عام 1983، أحد الخبراء البارزين في التاريخ الإسلامي والتحرير العلمي، وأسهم بشكل كبير في تعزيز المعرفة الثقافية والتاريخية عبر أبحاثه وكتاباته.

وقضى 47 عاماً في العمل بالجامعات السعودية كعضو هيئة تدريس بجامعتي «الملك سعود» و«الإمام محمد بن سعود الإسلامية»، ومستشاراً علمياً في الدارة.

وللدكتور مورتيل إنجازات علمية، شملت تأليف 18 بحثاً وكتاباً ودراسةً في التاريخ الوطني، وعمل في التحقيق التاريخي، والتحرير العلمي، ومراجعة الكتب، وهو عضو هيئات استشارية وأعمال تحكيم علمي، وحصل على شهادات تقديرية وتكريمية لقاء جهوده.

ويؤكد منحه الجنسية على دوره المهم في إثراء التراث الثقافي السعودي عبر أبحاثه، ومساهماته في توثيق التاريخ الإسلامي، وتعزيز الفهم العلمي للتراث، تقديراً من القيادة السعودية لإسهامات كان لها دور في تعزيز الحوار الثقافي وتبادل المعرفة.