دواء عمره 50 عاماً يضاعف فرص الإقلاع عن التدخين

«السيتيسين» يشكل بديلاً منخفض التكلفة للإقلاع عن التدخين بنجاح (جمعية السرطان الأميركية)
«السيتيسين» يشكل بديلاً منخفض التكلفة للإقلاع عن التدخين بنجاح (جمعية السرطان الأميركية)
TT

دواء عمره 50 عاماً يضاعف فرص الإقلاع عن التدخين

«السيتيسين» يشكل بديلاً منخفض التكلفة للإقلاع عن التدخين بنجاح (جمعية السرطان الأميركية)
«السيتيسين» يشكل بديلاً منخفض التكلفة للإقلاع عن التدخين بنجاح (جمعية السرطان الأميركية)

وجدت دراسة جديدة أن «السيتيسين»، وهو دواء منخفض التكلفة للإقلاع عن التدخين، استُخدم في أوروبا الشرقية منذ ستينات القرن الماضي، يزيد من فرص النجاح في الإقلاع عن التدخين بأكثر من الضعف مقارنة بالعلاج الوهمي.

وأوضح الباحثون أن الدواء يُعدّ أكثر فاعلية من العلاج ببدائل النيكوتين، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «أديكشن».

و«السيتيسين (Cytisine)» هو دواء يخفف أعراض الانسحاب من التدخين. صُنّع لأول مرة في بلغاريا عام 1964 باسم «تابكس (Tabex)»، ومن ثَمّ انتشر إلى بلدان أخرى في أوروبا الشرقية وآسيا، حيث لا يزال يُسوّق.

وفي عام 2017، بدأت شركة أدوية بولندية ببيعه تحت اسم «Desmoxan»، وهو دواء يُصرف بوصفة طبية فقط، بينما وافقت كندا عليه منتجاً صحياً طبيعياً لا يستلزم وصفة طبية، ومنذ ذلك الحين، تجدّد الاهتمام بهذا الدواء بديلاً منخفض التكلفة للإقلاع عن التدخين. لكن في المقابل، فإن هذا الدواء لا يُسوّق في معظم البلدان خارج أوروبا الوسطى والشرقية؛ ما يجعله غير متاح في معظم أنحاء العالم، بما في ذلك كثير من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في الصحة العالمية، وفق الفريق.

وخلال الدراسة الجديدة، جمع الفريق نتائج 8 تجارب، تقارن فاعلية «السيتيسين» مع الدواء الوهمي، لدى ما يقرب من 6 آلاف مُدخّن. وأظهرت النتائج، أن «السيتيسين» يزيد من فرص الإقلاع عن التدخين بنجاح بأكثر من الضعف مقارنة بالعلاج الوهمي. كما نظرت الدراسة أيضاً في تجربتين تقارنان «السيتيسين» مع العلاج ببدائل النيكوتين مثل العلكة واللاصقات، ووجدت أن هذا الدواء يتفوق أيضاً على تلك البدائل.

ومن جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة في المركز الوطني للسموم في الأرجنتين، الدكتور عمر دي سانتي لـ«الشرق الأوسط»: «دراستنا توصلت إلى أن تناول (السيتيسين) بجرعات قياسية (1.5 إلى 9 ملليغرامات يومياً لمدة 25 يوماً) زاد من فرص الإقلاع عن التدخين بنجاح بأكثر من الضعف مقارنةً بالعلاج الوهمي».

وأضاف أن هذا الدواء يتمتع بملف أمان جيد، مع عدم وجود مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة في التجارب السريرية مقارنة بالعلاج الوهمي. وكانت التأثيرات الأكثر شيوعاً للدواء هي الأعراض المعدية المعوية (مثل الغثيان) التي تبين أنها خفيفة وعابرة.

وأوضح أن الأدلة تشير إلى أن «السيتيسين» يُعدّ بديلاً منخفض التكلفة للإقلاع عن التدخين بنجاح، مع فاعلية أكبر من العلاجات الأخرى المتوافرة حالياً مثل بدائل النيكوتين، على شكل علكة أو لاصقات؛ لذلك فقد يشكل هذا جزءاً من خطة لزيادة إمكان الوصول إلى العلاجات الدوائية للإقلاع عن التدخين، والتي تُعدّ محدودة خصوصاً في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.


مقالات ذات صلة

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق المتجر يُلبِّي احتياجات الراغبين في الإقلاع بتوفير «دزرت» بجميع النكهات (واس)

«دزرت» تطلق أول متاجرها في السعودية للحد من التدخين

أطلقت «دزرت» (DZRT)، العلامة التجارية للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، أول متاجرها داخل السعودية، وذلك في «منطقة بوليفارد سيتي»، بالتزامن مع انطلاق «موسم الرياض»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
علوم يتيح اكتشاف التغيرات في بنية العظام بين بقايا مستخدمي التبغ لعلماء الآثار تصنيف بقايا دون أسنان لأول مرة (جامعة ليستر)

اكتشاف علمي: التدخين يترك آثاراً في العظام تدوم لقرون

التبغ يترك بصمات على العظام تستمر لقرون بعد الوفاة.

«الشرق الأوسط» (ليستر)
صحتك المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين (رويترز)

دراسة: المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في أفواههم

كشفت دراسة علمية جديدة أن المدخنين لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التدخين يُعد السبب الرئيسي للوفيات القابلة للتجنب عالمياً (رويترز)

حظر مبيعات التبغ قد يمنع 1.2 مليون وفاة بين الشباب

أفادت دراسة دولية بأن حظر مبيعات التبغ للأشخاص المولودين بين عامي 2006 و2010 قد يقي من 1.2 مليون وفاة بسبب سرطان الرئة على مستوى العالم بحلول عام 2095.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

دشن المجدف الهولندي المحترف، روب فان دير آر، مشروع «التجديف من أجل مصر 2024»، بهدف الترويج لمنتج السياحة الرياضية المصرية، حيث تستمر الرحلة لمدة أسبوع، وتبدأ من بني سويف (115 كيلومتراً جنوب القاهرة)، وحتى العاصمة القاهرة.

ويهدف المشروع إلى تسليط الضوء على جمال مصر وتراثها الطبيعي والثقافي المتميز، بالإضافة إلى الترويج لمقوماتها السياحية والأثرية المتنوعة، ورفع الوعى بأهمية الحفاظ على نهر النيل.

المُجدّف الهولندي المحترف روب فان دير آر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، فإن مشاركة الهيئة في هذا الحدث تأتي في إطار حرص الدولة المصرية على التعاون مع سفارات الدول الأجنبية بمصر، ولا سيما في الفعاليات والأحداث التي تلقي الضوء على المقصد السياحي المصري والترويج لمقوماته ومنتجاته السياحية المتنوعة والمختلفة.

ولفت القاضي إلى أن «هذه النوعية من الأحداث تخاطب شريحة من المهتمين بمنتج السياحة الرياضية بصفة عامة ومنتج سياحة المغامرات بصفة خاصة، كما أنها تتماشى مع الاستراتيجية الترويجية للهيئة التي تهدف إلى الترويج لمقومات مصر السياحية، علاوة على الدور المجتمعي الذي تقوم به الهيئة في التعاون مع المؤسسات الخيرية».

جدير بالذكر أن هذا المشروع يتم تنفيذه بالتعاون والتنسيق بين سفارة دولة هولندا في القاهرة، ومؤسسة مجدي يعقوب للقلب، وشركة Aspire، وتحت رعاية عدد من الوزارات.

مشروع «التجديف من أجل مصر 2024» يهدف إلى الترويج للسياحة الرياضية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويتوقع وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، الوصول إلى هدف «30 مليون سائح سنوياً» بحلول عام 2031 إذا لم تحدث متغيرات جيوسياسية جديدة بالمنطقة»، وفق تعبيره.

وقال إن «الاستراتيجية التي أعلنتها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية -30 مليون سائح بحلول عام 2028- كانت طَموحة للغاية، ولم تضع في حسبانها الأزمات السياسية والعسكرية التي أثّرت تداعياتها على دول المنطقة والعالم».

ورغم ذلك توقع الوزير أن يشهد العام الحالي زيادة في أعداد السائحين القادمين إلى مصر، ليكون 15.2 مليون سائح في 2024، مقارنةً بـ14.906 مليون سائح عام 2023.