الأوبرا المصرية تستقبل العام الجديد بعروض غنائية تراثية

تحتفي بـ«كوكب الشرق» وبمؤلفات كلاسيكية عالمية

جانب من باليه «كسّارة البندق» (دار الأوبرا المصرية)
جانب من باليه «كسّارة البندق» (دار الأوبرا المصرية)
TT

الأوبرا المصرية تستقبل العام الجديد بعروض غنائية تراثية

جانب من باليه «كسّارة البندق» (دار الأوبرا المصرية)
جانب من باليه «كسّارة البندق» (دار الأوبرا المصرية)

تستقبل دار الأوبرا المصرية العام الجديد بعروض غنائية تراثية وكلاسيكية، من خلال حفل في معهد الموسيقى العربية لفرقة عبد الحليم نويرة تستعيد أغاني «كوكب الشرق» أم كلثوم، وحفل سيمفوني في المسرح الكبير يحتفي بالمؤلفات الكلاسيكية العالمية.

وأعلنت الأوبرا عن الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، عبر حفلات متنوعة من بينها تقديم باليه «كسّارة البندق» الذي أقيم عرضه الختامي، السبت، والذي كرمت خلاله وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني راقص الباليه المصري هاني حسن، بالإضافة إلى حفلين لرائد موسيقى الجاز في مصر يحيى خليل.

باليه «كسّارة البندق» في احتفالات رأس السنة (دار الأوبرا المصرية)

ويقدم أوركسترا القاهرة السيمفوني حفلاً بالمسرح الكبير، مساء الأحد، تحت عنوان «حفل العام الجديد» بقيادة المايسترو الإيطالي فرنشيسكو دي ماورو، وكورال أكابيلا، ويتضمن الحفل مختارات من أعمال كبار الموسيقيين العالميين، من بينهم شتراوس وكالمان وليهار وأوفنباخ.

وبمناسبة الذكرى 125 لميلاد كوكب الشرق أم كلثوم (وُلدت بمحافظة الدقهلية في 31 ديسمبر 1898) تنظم الأوبرا حفلاً في معهد الموسيقى العربية لفرقة عبد الحليم نويرة ضمن سلسلة «كلثوميات»، يتضمن مختارات من أعمال أم كلثوم، تؤديها نهاد فتحي، وبسملة كمال، ورحاب مطاوع، ضمن برنامج حفلات رأس السنة.

أوركسترا القاهرة السيمفوني (وزارة الثقافة المصرية)

ووصف الدكتور محمد شبانة أستاذ الموسيقى في أكاديمية الفنون المصرية أم كلثوم بأنها «تاج الغناء في عالمنا العربي في العصر الحديث»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «أم كلثوم تمثل ظاهرة، وتعبّر عن شخصية مصر الفنية».

وأشار إلى أنها «ظلت تواكب الحركة الموسيقية المصرية والعربية لنحو 60 عاماً، وتقدم كل أنواع الغناء، وأنها كانت حريصة على أن تجدد من إبداعها». وعدَّ شبانة استعادة أم كلثوم في ذكرى مولدها بالتزامن مع رأس السنة الجديدة، أمراً مهماً لأنها قيمة إبداعية كبيرة، ومن شأن استعادة أعمالها أن ترتقي بالذوق العام، ويجب على الأجيال الجديدة سواء كانوا مستمعين أو مثقفين أو فنانين أن يستمعوا إليها لأنها قيمة مضافة ومستمرة».

ومن ضمن حفلات استقبال العام الجديد تنظم دار الأوبرا حفلين لرائد موسيقى الجاز المصري يحيى خليل، أولهما على مسرح سيد درويش بالإسكندرية في 5 يناير (كانون الثاني)، والحفل الثاني يوم 18 من الشهر نفسه على المسرح الصغير في دار الأوبرا بالقاهرة.

موسيقار الجاز المصري يحيى خليل (دار الأوبرا المصرية)

ويقدم فنان الجاز خلال الحفلين مقطوعات من أعماله الخاصة، بجانب تقديم مجموعة من مؤلفات عظماء الجاز على مستوى العالم، كما يقدم مقطوعات شهيرة من أعمال كبار الموسيقيين العرب مثل محمد عبد الوهاب، وبليغ حمدي، وكمال الطويل... وغيرهم.

وكانت الأوبرا قد قدمت حفلاً لفرقة عبد الحليم نويرة، الخميس، تضمّ أغاني شهيرة من التراث لكبار المطربين المصريين والعرب بأداء مطربي الفرقة، وذلك ضمن برنامج الاحتفال برأس السنة.


مقالات ذات صلة

لندن... المحطة الرابعة لحفل روائع الأوركسترا السعودية

يوميات الشرق الأوركسترا السعودية تزور لندن الشهر القادم (هيئة الموسيقى)

لندن... المحطة الرابعة لحفل روائع الأوركسترا السعودية

تستعد هيئة الموسيقى لتنظيم حفل «روائع الأوركسترا السعودية» يوم السبت الموافق 28 سبتمبر (أيلول)، في مسرح سنترال هول وستمنستر في قلب العاصمة البريطانية لندن.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق حلمه الغناء عالي المستوى في لبنان والمنطقة العربية (صور روي حاج)

التينور اللبناني - الأميركي روي حاج: حلمي الغناء في المنطقة

يتحدّث التينور اللبناني، روي حاج، عن «اتصال الروح مع العالم لسرد القصص» لدى الصعود إلى مسرح. يرى الغناء الأوبرالي داخلياً يمتد إلى جذور المغنّي وأصوله.

فاطمة عبد الله (بيروت)
رياضة عالمية لقطة من أوبرا كرة القدم التي تعرض الآن في هامبورغ (رويترز)

حمى كرة القدم مصدر إلهام لدار الأوبرا الألمانية

لا يمكن الشعور بحمى كرة القدم في بطولة أوروبا 2024 في ألمانيا داخل الملاعب المزدحمة والحانات الصاخبة وساحات المدن فحسب، بل أيضاً في دار الأوبرا.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
لمسات الموضة علاقة «ديور» بالباليه تعود إلى عهد المؤسس كريستيان ديور مما جعل لها باعاً في هذا المجال (صوفي كار)

«ديور» ترقص في دار الأوبرا بدبي على موسيقى فيليب غلاس

التقطت المصممة ماريا غراتزيا تشيوري الخيط من كريستيان ديور، واستعملت الرقص تيمات لبعض عروضها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مغنية الميزو سوبرانو الشهيرة سارة كونولي تلعب دور «زرقاء اليمامة» (هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية)

«تايمز»: «زرقاء اليمامة» تمهد لنهضة فنية وثقافية كبرى في السعودية

تُغنى عروض أوبرا «زرقاء اليمامة» باللغة العربية، وظهر العرض لأول مرة في الرياض الثلاثاء الماضي، ليكون أول عرض أوبرالي سعودي في تاريخ المملكة والأضخم عربيا

«الشرق الأوسط» (لندن)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
TT

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، «تشريفاً تعتز به»، ومسؤولية في الوقت نفسه، مؤكدة أن «السينما العربية حققت حضوراً جيداً في المهرجانات الدولية». وأشارت، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، إلى أنها تنحاز للأفلام التي تُعبر عن أصالة الفكرة وروح المغامرة، منوهة بعملها على فيلمها الطويل الأول منذ 3 سنوات، لكنها لا تتعجّل تصويره؛ كون الأفلام الطويلة تتطلّب وقتاً، ولا سيما الأفلام الأولى التي تحمل تحديات على صُعُد القصة والإنتاج والممثلين، مُشيدة بالخطوات التي قطعتها السينما السعودية عبر أفلام حقّقت صدى محلياً ودولياً على غرار «نورة» و«مندوب الليل».

بدأت هند الفهاد عملها عام 2012، فأخرجت 4 أفلام قصيرة شاركت في مهرجانات عدة وهي: «بسطة» الذي فاز بجائزة في «مهرجان دبي» 2015، و«مقعد خلفي»، و«ثلاث عرائس وطائرة ورقية»، و«المرخ الأخير» الذي جاء ضمن فيلم «بلوغ»، وتضمّن 5 أفلام قصيرة لـ5 مخرجات سعوديات، وشارك قبل 3 أعوام في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وبين حضورها المهرجان في أحد أفلامها قبل سنوات، ومشاركتها بلجنة تحكيم العام الحالي، ترى هند الفهاد فرقاً كبيراً، موضحة: «أن أكون مشاركة في فيلم ويعتريني القلق والترقب شيء، وأن أكون أحد الأعضاء الذين يُسمّون هذه المشروعات شيء آخر، هذا تشريف ومسؤولية، إذ أشاهد الأفلام بمنظور البحث عن الاختلاف والتميز وأساليب جديدة لصناع أفلام في تناول موضوعاتهم، وأجدني أنحاز للأفلام التي تعبّر عن أصالة الفكرة وتقدم حكاية لا تشبه أي حكاية، وتنطوي على قدر من المغامرة الفنية، هذه من الأشياء المحفزة في التحكيم، وقد ترأستُ قبل ذلك لجنة تحكيم أفلام الطلبة في مهرجان أفلام السعودية».

لا تتعجل الفهاد فيلمها الطويل الأول (الشرق الأوسط)

وعن رؤيتها للسينما العربية بعد مشاهدتها أحدث إنتاجاتها في «مهرجان القاهرة»، تقول هند الفهاد: «لا شك في أنها قطعت خطوات واسعة في السنوات الأخيرة بحضورها في المهرجانات الكبرى؛ لأن لدينا حكايات تخصّنا، وهناك مخرجون ومخرجات أثبتوا حضورهم القوي عبر أفكار وأساليب متباينة، وأنا أقول دائماً إن الفكرة ليست في القصة، وإنما في كيف تروي هذه القصة ليتفاعل معها الجمهور في كل مكان».

وتكشف المخرجة السعودية عن استعدادها لتصوير فيلمها الروائي الطويل الأول الذي تعمل عليه منذ سنوات، قائلة: «كتبته المخرجة هناء العمير، ووصلنا أخيراً لنسخة السيناريو المناسبة، لكن الأفلام الطويلة، ولا سيما الأولى تحتاج إلى وقت للتحضير، خصوصاً إذا كان في المشروع تحديات على صُعُد القصة والممثلين والإنتاج».

وتتابع هند: «لم أحدّد بعدُ توقيت التصوير. وعلى الرغم من أنه مشروعي الأساسي، لكن هناك مشروعات أخرى أشتغل عليها، وفي تعدّدها أضمن استمرارية العمل لأكون حاضرة في المجال، فقد تكون هناك فكرة رائعة، لكن حين تُكتب نكتشف أنه من الصعب تنفيذها، لأسباب عدة».

وعن نوعية الفيلم تقول: «اجتماعيّ دراميّ، تدور أحداثه في غير الزمن الحالي. وانتهت مرحلة تطوير النص لفيلمي القصير، ووصل إلى النسخة المناسبة، وأنا، الآن، أختار أبطاله، وهو يروي حكاية تبدو في ظاهرها بسيطة، وتحمل أوجهاً عدّة، فأنا لا أُعدّ الأفلام القصيرة مرحلة وانتهت، بل أحب العمل عليها بشغف كبير في ظل ما أريده، والمعطيات من حولي وكيف أتقاطع مع هذه الأشياء».

وحاز مشروع فيلمها الطويل «شرشف» على منحة إنتاج من معمل البحر الأحمر، وترى هند الفهاد أن التّحدي الحقيقي ليس في التمويل؛ لأن النص الجيد والسيناريو المكتمل يجلبان التمويل، مُشيدة بتعدّد جهات الدعم في المملكة من منطلق الاهتمام الجاد بالسينما السعودية لتأسيس بنية قوية لصناعة السينما أوجدت صناديق تمويل متعددة.

وعلى الرغم من عمل هند الفهاد مستشارة في تطوير المحتوى والنصوص الدرامية، فإنها تواصل بجدية الانضمام إلى ورش السيناريو؛ بهدف اكتساب مزيد من الخبرات التي تُضيف لها بصفتها صانعة أفلام، وفق تأكيدها.

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

بدأت هند الفهاد مشوارها قبل القفزة التي حققتها صناعة السينما السعودية. وعن ذلك تقول: «كنا نحلم بخطوة صغيرة فجاءنا بحرٌ من الطموحات، لذا نعيش لحظة عظيمة لتمكين المرأة ورعاية المواهب المحلية بشكل عام، وقد كنّا نتطلع لهذا التّحول، وأذكر في بداياتي أنه كان وجود السينما أَشبه بالحلم، لا شك في أن نقلة كبيرة تحقّقت، لكن لا تزال التجربة في طور التشكيل وتتطلّب وقتاً، ونحن مهتمون بتطوير المواهب من خلال مشاركتها في مشروعات عربية وعالمية لاكتساب الخبرات، وقد حقّقت أعمالٌ مهمة نجاحاً دولياً لافتاً على غرار (نورة) و(مندوب الليل)».

وتُعبر هند الفهاد عن طموحاتها قائلة: «أتطلع لأحكي قصصنا للعالم، فالسينما هي الصوت الذي يخترق جميع الحواجز».