90 % من الحوامل يفتقدن الفيتامينات المهمة

مستوى التحصين في الأطعمة قد لا يكون كافياً

شملت الدراسة أكثر من 1700 امرأة بين 18 و38 عاماً (جامعة ساوثامبتون)
شملت الدراسة أكثر من 1700 امرأة بين 18 و38 عاماً (جامعة ساوثامبتون)
TT

90 % من الحوامل يفتقدن الفيتامينات المهمة

شملت الدراسة أكثر من 1700 امرأة بين 18 و38 عاماً (جامعة ساوثامبتون)
شملت الدراسة أكثر من 1700 امرأة بين 18 و38 عاماً (جامعة ساوثامبتون)

كشفت دراسة حديثة، عن أن 9 من كل 10 من النساء الحوامل لديهن انخفاض في مستويات الدم للكثير من الفيتامينات المهمة، بما فيها حمض الفوليك، والريبوفلافين، وفيتامين ب12، وفيتامين د، وهي فيتامينات ضرورية لدعم صحة الأم أثناء الحمل وبعده، وتطوّر الجنين والطفل بعد الولادة.

وأظهرت النتائج، أن معظم النساء اللاتي يعشن حتى في البلدان ذات الدخل المرتفع، لا يحصلن على ما يكفي من الفيتامينات الأساسية في نظامهن الغذائي، حتى قبل الحمل. وهو ما علّق عليه أستاذ علم الأوبئة في جامعة ساوثامبتون الإنجليزية، كيث جودفري، والباحث الرئيسي للدراسة بالقول: «انتشار نقص الفيتامينات بين النساء اللاتي يحاولن الحمل في البلدان الغنية يُعدّ مصدر قلق بالغ».

وأضاف في بيان نُشر، الثلاثاء، في موقع «ميديكال إكسبريس»: «الضغط من أجل تقليل اعتمادنا على اللحوم ومنتجات الألبان، من المرجَّح أن يؤدّي إلى استنفاد رصيد الأمهات الحوامل من العناصر الغذائية الحيوية؛ الأمر الذي يمكن أن تكون له آثار دائمة على الأجنّة»، متوقّعاً أن «يزداد هذا الأمر سوءاً مع تحرُّك العالم نحو الأنظمة الغذائية النباتية».

شملت الدراسة المنشورة في دورية «بلوس» أكثر من 1700 امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 18 و38 عاماً في بريطانيا وسنغافورة ونيوزيلندا، وهي 3 بلدان ذات خلفيات عرقية مختلفة، فدرس الباحثون صحتهن قبل الحمل وأثنائه وبعده. كما ضُمِّن عدد قليل من النساء السود والهنود الأميركيين في البحث. وهذا يعني أن النتائج قد لا تمثل تجارب النساء من هذه المجموعات العرقية فقط.

وتحتاج أجسامنا إلى كثير من الفيتامينات والمعادن المهمة لتعمل بشكل جيد. كما أنّ كثيراً من هذه الفيتامينات ضرورية لنمو الأجنّة في الرحم. إذ تصبح أكثر أهمية عندما تكون الأم حاملاً؛ إذ يرتبط انخفاض مستويات بعض الفيتامينات (مثل حمض الفوليك، المعروف أيضاً باسم فيتامين ب9) بنتائج صحية سيئة أثناء الحمل وللرضيع بعد الولادة.

وبما أنّ جسمنا لا يصنع كثيراً من هذه المغذيات الدقيقة إلا بكميات صغيرة (إن وجدت)، فإننا نحصل على الجزء الأكبر منها من نظامنا الغذائي.

المكملات الغذائية المعزّزة

وأظهرت بحوث أخرى سابقة لفريق الدراسة، أنّ النساء اللواتي تناولن المكملات الغذائية المعزّزة كانت لديهن معدلات أقل للولادة المبكرة، وكذلك انخفاض خطر الإصابة بنزيف كبير بعد الولادة.

ووجد باحثو الدراسة الأخيرة، أن المكملات المعزّزة ساعدت في تحسين مستويات فيتامينات الدم وتقليل انتشار نقص الفيتامينات أثناء الحمل، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالريبوفلافين، وفيتامين ب6، وفيتامين د.

والريبوفلافين مهم أثناء الحمل؛ لأن المستويات المنخفضة منه يمكن أن تعني زيادة احتمال الإصابة بفقر الدم.

وأظهرت النتائج انخفاضاً في مستويات الهوموسيستين، ويشير ذلك إلى انخفاض احتمالية الإصابة بنقص الفيتامينات. كما ترتبط مستويات الهوموسيستين المرتفعة بفقدان الحمل المبكر، ومجموعة أخرى من مضاعفات الحمل، بما فيها التسمّم.

واستمر تأثير فوائد المكملات المعزّزة في مستويات فيتامين ب12 لدى المشاركات لستة أشهر بعد إنجاب الطفل. ربما يكون هذا مهماً لقدرة الأم على تزويد طفلها بفيتامين ب12 إذا كانت مرضِعة. ويساعد ب12 في تطوّر أدمغة الأطفال ونموّها.

وأظهرت بحوث سابقة لفريق الدراسة، أن النساء اللواتي تناولن المكملات المعزّزة عينها كانت لديهن معدلات أقل للولادة المبكرة، إلى انخفاض خطر الإصابة بنزيف كبير بعد الولادة. ومن المعروف أيضاً أنّ حمض الفوليك يساعد في منع حدوث عيوب كبيرة في دماغ الطفل والعمود الفقري.

ويوصى بشكل روتيني بتناول مكملات حمض الفوليك قبل الحمل وفي الجزء الأول منه.

ومن المفيد تناول مكملات فيتامين د، قبل الحمل وأثنائه، بما في ذلك تقليل فرص الإصابة بالأكزيما التأتبية عند الأطفال (وهي حالة تسبّب بقعاً من الجلد مثيرة للحكة والمتشقّقة والمتقرحة)، وتحسين صحة العظام لديهم.

لكن حالات حمل عدّة لا يُخطَّط لها، ولا يتناول عدد كبير من النساء مكملات حمض الفوليك في البداية. لهذا؛ أدخلت نحو 80 دولة التحصين الإلزامي للأغذية الأساسية. لكنّ خبراء عدّة يشعرون بأنّ مستوى التحصين في الأطعمة قد لا يكون كافياً للنساء الحوامل؛ ولهذا ستظل المكملات الغذائية مهمة.


مقالات ذات صلة

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.