الأعياد ترخي بظلالها على اللبنانيين فيتنفسون الصعداء

برامج الربح والتسلية نجمة الشاشة الصغيرة

للتوقعات مساحتها في برامج التلفزيون مع ماغي فرح
للتوقعات مساحتها في برامج التلفزيون مع ماغي فرح
TT

الأعياد ترخي بظلالها على اللبنانيين فيتنفسون الصعداء

للتوقعات مساحتها في برامج التلفزيون مع ماغي فرح
للتوقعات مساحتها في برامج التلفزيون مع ماغي فرح

يمضي اللبنانيون فترة الأعياد كل حسب ميزانيته وبما يتوفر له من نشاطات ذات كلفة مقبولة؛ وتتمسك شريحة منهم لا سيما المغتربين منهم بقضاء سهرة عيد لا تنسى. بينهم مَن قرر السهر مع فنان يحبه مثل ملحم زين أو وائل كفوري وفارس كرم. وآخرون فضلوا استقبال العام الجديد بابتسامة مع مشاهدة مسرحية كوميدية. فحجزوا مقاعدهم سلفاً في عروض فنية يطل فيها نجوم كوميديون أمثال فادي رعيدي وماريو باسيل.

أما محطات التلفزة فتركز في هذه الفترة من السنة على برامج الألعاب والتسلية، فما يهم أصحابها هو إرضاء المشاهد وجذبه إلى شاشتهم.

طوني بارود نجم «إم تي في» في برامج التسلية والألعاب (حسابه على إنستغرام)

برامج الألعاب نجمة الشاشة الصغيرة

قناة «إل بي سي آي» وطيلة يوم 31 ديسمبر (كانون الأول) سيطل عبر شاشتها الممثل وسام حنا. ومنذ الصباح الباكر ولغاية ما بعد منتصف الليل سيحيي حنا هذا اليوم الطويل المليء بالجوائز. بينما اختارت قناة «إم تي في» الإعلامي طوني بارود المعروف في هذا النوع من البرامج. ويشاركه يومه الطويل إيلي جلادة تحت عنوان «دولاب الحظ». فبارود يتلقى اتصالات المشاهدين مباشرة من الأستوديو. بينما جلادة سيتجول بين مناطق وشوارع مختلفة ليطرح أسئلته على المارة ويوزع على من يعرف أجوبتها الجوائز. وتَعِد «إل بي سي آي» من ناحية ثانية مشاهديها بسهرة رأس سنة ممتعة ضمن حفل غنائي يحييه عدد من النجوم في لبنان بينهم سعد رمضان. كما تنقل أجواء حفلات تجري في بلدان عربية كـ«تريو نايت» وفي أماكن سهر محلية.

وللتوقعات مساحتها عبر شاشات التلفزة، إذ تطل ماغي فرح على شاشة «إل بي سي آي» ليلة رأس السنة لتتوقع ما ينتظر الأبراج في العام الجديد. بينما يطل ميشال حايك على شاشة «إم تي في» في موعد دائم ينتظره المشاهد عبر هذه الشاشة في ليلة رأس السنة، فيخبر اللبنانيين ما يتوقعه من أحداث سياسية وفنية في لبنان والعالمين العربي والغربي.

غي مانوكيان (حسابه على إكس)

حفلات الفنانين

فجأة ومن دون سابق إنذار تكثفت الإعلانات التجارية عبر شاشات التلفزة والسوشيال ميديا الخاصة بنشاطات فنية بمناسبة الأعياد. وراح اللبناني يستكشفها وهو يتصفح «إنستغرام» و«فيسبوك».

أحدث الحفلات التي أُعلن عنها تلك التي تنظم في فندق «هيلتون» بيروت، ويحييها ليلة رأس السنة هيفاء وهبي وزياد برجي وأحمد سعد ونادر الأتاث.

حفلات غنائية ونشاطات وعروض فنية تكتسح الساحة في هذه المناسبة. مجموعة من نجوم الطرب في لبنان يحيون حفلات رأس السنة خارجه، ولكن في المقابل تمسكت شريحة لا يستهان بها منهم بتمضية سهرة العيد مع جمهورها اللبناني. ومن بين هؤلاء ملحم زين، ووائل كفوري، وآدم، وغي مانوكيان، وناصيف زيتون. حفلات ضخمة كالتي تنظم في مركز «فوروم دي بيروت» و«كازينو لبنان» تقابلها أخرى في فنادق معروفة.

هيفاء وهبي (حسابها على إكس)

وقبل الدخول في تفاصيل هذه الحفلات لا بد من الإشارة إلى حفلات «ماينس وان»، وما لها من جمهور يختارها قبل يوم من ليلة رأس السنة.

ويطل في هذا الإطار الفنانان مروان خوري وآدم في صالة السفراء في كازينو لبنان في 30 ديسمبر. بينما يحضر المغني سيف نبيل في «فوروم دي بيروت» مع الدي جي أصيل في الليلة نفسها.

بطاقات وائل كفوري ابتداء من 500 دولار

في فندق فينيسيا في بيروت يحيي الفنان وائل كفوري حفلاً غنائياً يشاركه فيه عازف البيانو ميشال فاضل. وتبدأ أسعار البطاقات للشخص الواحد لهذه السهرة من 500 دولار.

ولمن يرغب في سهرة أقل كلفة في المكان نفسه فإن إدارة فندق فينيسيا تنظم في مطعم موزاييك، سهرة العيد مع المغنية نور المنذر، إضافة إلى راقصة شرقية ودي جي. وتبلغ كلفة البطاقة للشخص الواحد 175 دولاراً.

وائل كفوري (حسابه على إكس)

وفي «فورم دي بيروت» تقام سهرة رأس السنة مع الفنانين ملحم زين وناصيف زيتون ورحمة رياض. ويتراوح سعر البطاقة للشخص الواحد بين 250 و450 دولاراً.

أما في فندق «رويال» في ضبية فيحيي سهرة رأس السنة الفنان فارس كرم في صالة بيرل في 31 ديسمبر الحالي. وتبدأ أسعار البطاقات الحفل من 175 دولاراً.

وفي «ريجنسي بالاس» في منطقة أدما، جمهور مطرب القدود الحلبية محمد خير على موعد معه ليلة رأس السنة. ويتخلل حفله إطلالة للفنان الكوميدي ماريو باسيل ضمن وصلات انتقادية ساخرة.

ومن الفنانين الذين يحيون أيضاً سهرة العيد في بيروت جوزيف عطية. وتتوزع حفلاته على فندق «ريجنسي بالاس» في منطقة أدما و«أديب بالاس» في بلدة ريفون الكسروانية. ويشاركه في الأولى الفنانان ماجد موصللي وناجي أسطا بأسعار بطاقات تبدأ من 175 دولاراً وصولاً إلى 275 دولاراً للشخص الواحد. أما سهرته في ريفون فيطل فيها بشار جواد وتتراوح أسعار بطاقاتها بين 100 و150 و200 دولار للشخص الواحد.

نجوى كرم (حسابها على إكس)

كازينو لبنان حفلات موسيقية وغنائية

ينظم كازينو لبنان في مناسبة الأعياد نشاطات مختلفة. ومن بينها حفلات موسيقية وأخرى غنائية. وهي من الجهات المنظمة التي خصصت لهواة حفلات «ماينس وان» سهرة خاصة مع مروان خوري وآدم. وتبلغ سعر البطاقة للشخص الواحد فيها نحو 140 دولاراً.

وفي 27 و28 ديسمبر يحيي الموسيقي ميشال فاضل حفلين بعنوان «ليلة عاللبناني». وتبدأ أسعار البطاقات من 140 دولاراً أيضاً.

راغب علامة يمضي ليلة رأس السنة في البحرين (حسابه على إكس)

ومن الحفلات الغنائية التي تنظمها ليلة رأس السنة، تلك التي يحييها ملحم زين وغي مانوكيان، وتبدأ أسعار بطاقاتها من 150 دولاراً وصولاً إلى 500 دولار وما فوق.

ويخصص كازينو لبنان لمحبي تمضية هذه السهرة في أحد مطاعمه المشهورة مارتينغال، عشاء مع برنامج فني. ويحييها عدد من الفنانين في 30 و31 ديسمبر وتبلغ سعر بطاقاتها 220 دولاراً للشخص الواحد.

فنانون يغيبون عن الساحة اللبنانية

مجموعة لا يستهان بها من الفنانين اللبنانيين تحيي الأعياد خارج لبنان. ومن بين هؤلاء راغب علامة، ونجوى كرم، وعاصي الحلاني، ونوال الزغبي، ونانسي عجرم.

فيمضي الأول ليلة رأس السنة في البحرين، بعد أن أجّل جولته إلى كندا وأميركا بسبب حرب غزة. في حين تطل نجوى كرم إلى جانب الفنان جورج وسوف والفنانة شيرين عبد الوهاب في حفل غنائي في دبي. كذلك يحيي الفنان عاصي الحلاني حفلة رأس السنة في ليماسول قبرص. وكما ذكرت نوال الزغبي عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي فإنها ستحيي حفلاً في ألمانيا.


مقالات ذات صلة

شاهد... لحظة سقوط مغني راب أميركي على المسرح قبل وفاته

يوميات الشرق مغني الراب الأميركي فاتمان سكوب (صفحته على «فيسبوك»)

شاهد... لحظة سقوط مغني راب أميركي على المسرح قبل وفاته

توفي مغني الراب الأميركي فاتمان سكوب، على ما أفاد مدير أعماله، السبت، بعدما كان الفنان البالغ (53 عاماً) سقط على خشبة المسرح خلال حفلة موسيقية في اليوم السابق.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

فنان الغناء الحزين يضحك لإدراكه أنّ الحياة خليط أفراح ومآسٍ، ولمّا جرّبته بامتحانها الأقسى وعصرت قلبه بالفراق، درّبته على النهوض. همست له أن يغنّي للجرح ليُشفى.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الباحثة ييرين رين تعزف على البيانو (معهد جورجيا للتكنولوجيا)

الموسيقى تحسّن قدرات الطلاب على التعلّم

وفقاً لدراسة جديدة منشورة في دورية «بلوس وان»، يمكن للموسيقى أن تعزّز قدرتنا على تعلّم معلومات جديدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق موسيقى الشهر: عودة متعثّرة لشيرين... وأحلام تنفي الانفصال بالصور والغناء

موسيقى الشهر: عودة متعثّرة لشيرين... وأحلام تنفي الانفصال بالصور والغناء

بدل أن يصل صدى أغنيات شيرين الجديدة إلى جمهورها العربي، طغى عليها ضجيج المشكلات التي واكبت عودتها. ماذا أيضاً في الجديد الموسيقي لهذا الشهر؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق سمير روحانا خلال حفل بعلبك (المصدر منصة إكس)

شربل روحانا والثلاثي جبران مع محمود درويش يعزفون على «أوتار بعلبك»

الجمهور جاء متعطشاً للفرح وللقاء كبار عازفي العود في العالم العربي، شربل روحانا وفرقته، والثلاثي جبران والعازفين المرافقين.

سوسن الأبطح (بيروت)

ثلاثة أفلام تسجيلية تمر على أحداث متباعدة

من «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)
من «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)
TT

ثلاثة أفلام تسجيلية تمر على أحداث متباعدة

من «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)
من «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)

«ماريا»، الذي سبق وتناولناه هنا قبل يومين، ليس سوى أحد الأفلام المعروضة على شاشة الدورة 81 لمهرجان «ڤينيسيا»، (انطلق في 28 من الشهر الماضي وتسدل ستارته في 7 سبتمبر «أيلول» الحالي)، الذي يتناول حياة شخصيات شهيرة. إذ إن هناك أفلاماً عدّة تتحدّث عن شخصيات حقيقية أخرى بينها ثلاثة أفلام غير درامية.

إنها أفلام وثائقية وتسجيلية عن أسماء مشهورة تتباعد في أزمانها وشخصياتها كما في أدوارها في الحياة. هناك «رايفنشتال» عن المخرجة الألمانية ليني رايفنشتال التي عاشت نحو 101 سنة، و«جون ويوكو» عن حياة المغني جون لينون (من فرقة البيتلز) والمرأة التي ارتبط بها، كذلك يطالعنا فيلم المخرج التسجيلي إيرول موريس «منفصلون» الذي يتناول بعض ما تمر به الولايات المتحدة من أزمات بخصوص المهاجرين القادمين من فنزويلا وكولومبيا ودول لاتينية أخرى.

في هذا النطاق، وبالمقارنة، فإن «ماريا» للمخرج التشيلي بابلو لاراين، يبقى الإنتاج الدرامي الوحيد بين هذه المجموعة متناولاً، كما ذكرنا، الأيام الأخيرة من حياة مغنية الأوبرا.

المخرجة المتّهمة

«رايفنشتال» للألماني أندريس فايَل فيلم مفعم بالتوثيق مستعيناً بصور نادرة ومشاهد من أفلام عدّة للمخرجة التي دار حولها كثير من النقاشات الفنية والسياسية. حققت ليني في حياتها 8 أفلام، أولها سنة 1932 وآخرها «انطباعات تحت الماء» (Impressions Under Water) سنة 2002. لكن شهرتها تحدّدت بفيلميها «انتصار الإرادة» (Triumph of the Will) (1935)، و«أولمبيا» الذي أنجزته في جزأين سنة 1938.

السبب في أن هذين الفيلمين لا يزالان الأشهر بين أعمالها يعود إلى أنهما أُنتجا في عصر النهضة النازية بعدما تبوأ أدولف هتلر رئاسة ألمانيا.

دار «انتصار الإرادة» عن الاستعراض الكبير الذي أقيم في عام 1934 في مدينة نورمبيرغ، الذي ألقى فيه هتلر خطبة نارية أمام حشد وصل تعداده إلى 700 ألف شخص. فيها تحدّث عن ألمانيا جديدة مزدهرة وقوية وعن مستقبل كبير ينتظرها.

الفيلم الثاني من جزأين كان عن الأولمبياد الرياضي الذي أقيم صيف 1936، وحضرته أمم كثيرة بعضها من تلك التي تحالفت لاحقاً ضد الاحتلال الألماني لأوروبا.

شغل المخرجة على الفيلمين فعلٌ فني لا يرقى إليه الشك. تصوّر بثراء كل ما يقع أمامها من الجموع إلى المسيرات العسكرية والرياضية، ومنها إلى هتلر وهو يخطب ويراقب سعيداً الاستعدادات العسكرية التي خاضت لاحقاً تلك الحرب الطاحنة التي خرجت ألمانيا منها خاسرة كلّ شيء.

تبعاً لهذين الفيلمين عدّ الإعلام السياسي الغربي المخرجة رايفنشتال ساهمت في الترويج للنازية. تهمة رفضتها رايفنشتال. وأكدت، في مقطع من الفيلم مأخوذ عن مقابلة مسجّلة، أنها لم تنفّذ ما طُلب منها تنفيذه، ولم تنتمِ إلى الحزب النازي (وهذا صحيح) ولم تكن تعلم، شأن ملايين الألمان، بما يدور في المعتقلات.

ليني رايفنشتال خلال تصوير «أولمبياد» (مهرجان ڤينيسيا)

يستعرض الفيلم حياة المخرجة التي دافع عن أعمالها نُقاد السينما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وإلى اليوم. فيلماها لا يزالان من أفضل ما طُبع على أشرطة في مجال الفيلم الوثائقي إلى اليوم، وذلك عائد إلى اختياراتها من اللقطات والمشاهد وتوثيقها لحدثين مهمّين لا يمكن تصوّر السينما من دون وجودهما بدلالاتهما المختلفة. النتيجة الواضحة إلى اليوم، حتى عبر المقتطفات التي يعرضها الفيلم، تفيد بحرفة متقدّمة وتعامل رائعٍ مع الحدث بأوجهه المتعدّدة.

ينتهج المخرج فايل موقفاً يشيد فيه بالمخرجة ومجمل أفلامها السبعة. لا يفوته الاعتراف بأن رايفنشتال كانت فنانة سينما حقيقية، لكن يوجّه مشاهديه في الوقت نفسه إلى أن هذا الفن لم يكن سوى مظهر دعائي للنازية، وأنها لعبت الدور المباشر في البروباغاندا في الفترة التي سبقت الحرب.

حيال سرد هذا التاريخ يستعين المخرج فايل بمقابلات متعددة أدلت بها (معظمها بعد نهاية الحرب) وواجهت فيها منتقديها كما يعمد المخرج إلى مشاهد من حياتها الخاصة. زواجها. رحلتها إلى السودان خلال اضطرابات عام 2000 حيث تحطمت الطائرة المروحية التي استقلّتها وأصيبت برضوض. رحلتها تلك كانت بصدد التعرّف على البيئة النوبية، وكانت قد حصلت على الجنسية السودانية قبل سنوات (إلى جانب جنسيتها الألمانية وإقامتها البريطانية)، وبذلك كانت أول شخص غربي يُمنح الجنسية السودانية.

لا يأتي الفيلم بجديد فِعليّ لما يسرده ويعرضه. هناك كتب عديدة دارت حولها أهمها، مما قرأ هذا الناقد، «أفلام ليني رايفنشتال» لديفيد هنتون (صدر سنة 2000) و«ليني رايفنشتال: حياة» الذي وضعه يورغن تريمبورن قبل سنة من وفاة المخرجة عام 2003.

هو فيلم كاشف، بيد أنه يتوقف عند كل المحطات التي سبق لمصادر أخرى وفّرتها. محاولة الفيلم لتكون «الكلمة الفصل» ناجحة بوصفها فكرة وأقل من ذلك كحكم لها أو عليها.

جون لينون ويوكو أونو

في الإطار الفني، ولو على مسافة كبيرة في الاهتمام ونوع المعالجة، يأتي (One to One: John & Yoko) «واحد لواحد: جون ويوكو» لكيڤن ماكدونالد، الذي يحيط بحياة الثنائي جون لينون وزوجته يوكو أونو اللذين وقعا في الحب وانتقلا للعيش في حي غرينتش فيلاج في مدينة نيويورك مباشرة بعد انفراط فريق «البيتلز» الذي كان جون لينون أحد أفراده الأربعة.

النقلة إلى ذلك الحي لم تكن اختياراً بلا مرجعية سياسية كون غرينتش فيلاج شهدت حينها حياة ثقافية وفنية وسياسية حافلة تعاملت ضد العنصرية وضد حرب فيتنام، وكانت صوت اليسار الشّعبي الأميركي إلى حين فضيحة «ووترغيت» التي أودت بمنصب الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون. يكشف فيلم مكدونالد (الذي سبق وأُخرج قبل أعوام قليلة، فيلماً عن المغني الجامايكي بوب مارلي) عن اهتمام لينون وزوجته بتلك القضايا السياسية. جون الذي باع منزله المرفّه في ضواحي لندن واستقر في شقة من غرفتين في ذلك الحي، ويوكو التي لعبت دوراً فنياً وتثقيفياً في حياته.

لا يكتفي الفيلم بالحديث عن الثنائي معيشياً وعاطفياً بل عن المحيط السياسي العام ما يُعيد لمشاهدين من جيل ذلك الحين بعض الأحداث التي وقعت، ويوجه المشاهدين الذين وُلدوا سنوات صوب تقدير الثنائي، كما لم يفعل فيلم ما من قبل. ليس لأن «واحد لواحد: جون ويوكو» فيلم سياسي، بل هو استعراض منفّذ مونتاجياً بقدر كبير من الإجادة لحياة ثنائيّ موسيقيّ مطروحة على الخلفية المجتمعية المذكورة.

إرث ترمب

نيسكون مضى ومعه قناعاته وبعد عقود حلّ دونالد ترمب ليسير على النهج اليميني نفسه.

يرتسم ذلك في «منفصلون» (Separated) للمخرج المتخصص بالأفلام التسجيلية والوثائقية السياسية إيرول موريس. من بين أفضل أعماله «ضباب الحرب» (The Fog of War)، الذي تناول الحرب العراقية وكيف تضافرت جهود الحكومة الأميركية على تأكيد وجود ما لم يكن موجوداً في حيازة العراق، مثل القدرات النّووية والصواريخ التي يمكن لها أن تطير من العراق وتحط في واشنطن دي سي (وكثيرون صدّقوا).

«منفصلون» لديه موضوع مختلف: إنه عن ذلك القرار الذي اتخذه ترمب خلال فترة رئاسته ببناء سياج على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لمنع تدفق المهاجرين القادمين من الدول اللاتينية بدافع الفقر وانتشار العنف.

كان يمكن تفهّم هذا القرار لو أنه توقف عند هذا الحد، لكن ترمب تلاه بقرار آخر يقضي بفصل الأطفال عن ذويهم الراغبين في دخول البلاد عبر الحدود. بذلك لدى هؤلاء إمّا العودة من حيث أتوا مع أولادهم، أو العودة من دونهم على أساس وجود هيئات ومؤسسات أميركية ستعني بهم.

مثل هذا الموقف، يؤكد الفيلم، غير الأخلاقي، وكان له معارضون ومؤيدون. بعض المعارضين من أعضاء الكونغرس انقلبوا مؤيدين ما بين مؤتمر صحافي وآخر.

محور الفيلم هو رفض هذا الانفصال على أسس أخلاقية وإنسانية والمتهم الأساسي في فرض العمل به هو ترمب الذي لم يكترث، والكلام للفيلم، لفظاعة الفصل بين الآباء والأمهات وأطفالهم. تطلّب الأمر أن يخسر ترمب الانتخابات من قبل أن يلغي بايدن القرار على أساس تلك المبادئ الإنسانية، لكن بذلك تعاود أزمة المهاجرين حضورها من دون حل معروف.

يستخدم المخرج موريس المقابلات لتأييد وجهة نظره المعارضة وأخرى لرفضها، لكنه ليس فيلماً حيادياً في هذا الشأن. مشكلته التي يحسّ بها المُشاهد هي أن الفيلم يتطرّق لموضوع فات أوانه منذ أكثر من عامين، ما يجعله يدور في رحى أحداث ليست آنية ولا مرّ عليه ما يكفي من الزمن لإعادة اكتشافها ولا هي بعيدة بحيث تُكتشف.