صدمات الطفولة تزيد خطر الإصابة بالألم المزمن عند الكبر

التعرّض للصدمات في مرحلة الطفولة يحدث تأثيرات طويل المدى على الصحة (جامعة بنسلفانيا)
التعرّض للصدمات في مرحلة الطفولة يحدث تأثيرات طويل المدى على الصحة (جامعة بنسلفانيا)
TT

صدمات الطفولة تزيد خطر الإصابة بالألم المزمن عند الكبر

التعرّض للصدمات في مرحلة الطفولة يحدث تأثيرات طويل المدى على الصحة (جامعة بنسلفانيا)
التعرّض للصدمات في مرحلة الطفولة يحدث تأثيرات طويل المدى على الصحة (جامعة بنسلفانيا)

وجدت دراسة كندية، أن التعرّض للصدمات في مرحلة الطفولة، ومنها الإيذاء الجسدي أو الجنسي أو العاطفي أو الإهمال، يزيد من خطر الألم المزمن والإعاقة ذات الصلة في مرحلة البلوغ.

وأوضح الباحثون، أن هذه النتائج تؤكد الحاجة الملحة إلى معالجة تجارب الطفولة السلبية أو الأحداث المؤلمة التي تحدث قبل سن 18 عاماً، واتخاذ خطوات للتخفيف من تأثيرها طويل المدى على صحة الناس، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، في «المجلة الأوروبية لطب الصدمات النفسية».

ويعد الألم المزمن أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة في جميع أنحاء العالم. ويمكن أن تؤثر الحالات المؤلمة طويلة الأمد، مثل آلام أسفل الظهر والتهاب المفاصل والصداع والصداع النصفي، على الأداء اليومي للشخص إلى درجة أنه لا يستطيع العمل أو تناول الطعام بشكل صحيح أو المشاركة في الأنشطة البدنية.

وقد تؤثر حالات التعرّض للصدمات على الطفل أو المراهق بشكل مباشر من خلال الإيذاء الجسدي أو الجنسي أو العاطفي أو الإهمال، أو بشكل غير مباشر من خلال التعرّض لعوامل بيئية مثل العنف المنزلي أو العيش مع شخص يتعاطى المخدرات أو عند فقدان الوالدين، وفق الباحثين.

للوصول إلى النتائج، استعرض الباحثون، 57 دراسة تم إجراؤها على مدار 75 عاماً، والتي شملت 826 ألفاً و452 شخصاً.

وبشكل عام، توصل الباحثون إلى أن الأفراد الذين تعرّضوا لأشكال مختلفة من الأحداث الصادمة في مرحلة الطفولة هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالألم المزمن والإعاقة المرتبطة بالألم في مرحلة البلوغ، وخصوصاً أولئك الذين تعرّضوا للأذى الجسدي.

كما وجدوا أن الأفراد الذين تعرّضوا لتجارب الطفولة السلبية بشكل مباشر، سواء كان الاعتداء الجسدي أو الجنسي أو العاطفي أو الإهمال، كانوا أكثر عرضة بنسبة 45 في المائة للإبلاغ عن الألم المزمن في مرحلة البلوغ مقارنة بأولئك الذين لم يتعرّضوا.

وبشكل خاص، ارتبط الاعتداء الجسدي في مرحلة الطفولة بزيادة احتمالية الإبلاغ عن كل من الألم المزمن والإعاقة المرتبطة بالألم.

من جانبه، يقول الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة ماكجيل في كندا، الدكتور أندريه بوسيير: «هذه النتائج مثيرة للقلق للغاية، خاصة وأن أكثر من مليار طفل (نصف عدد الأطفال في العالم) يتعرّضون للتجارب السلبية كل عام؛ مما يعرّضهم لخطر متزايد للإصابة بالألم المزمن والإعاقة في وقت لاحق من الحياة».

وأضاف عبر موقع الجامعة، أن «هناك حاجة مُلحّة إلى تطوير تدخلات فعالة، وأنظمة دعم، لكسر دائرة الشدائد التي يعانيها هؤلاء الأطفال، وتحسين النتائج الصحية على المدى الطويل لأولئك الأفراد الذين تعرّضوا لصدمات الطفولة».


مقالات ذات صلة

قناع ذكي يراقب الصحة من خلال التنفُّس

صحتك يمكن للقناع تحليل المواد الكيميائية في التنفُّس فوراً (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)

قناع ذكي يراقب الصحة من خلال التنفُّس

طوّر باحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا قناعاً ذكياً يُستخدم لمراقبة الحالة الصحية للأفراد، وتشخيص مجموعة من الأمراض بشكل فوري من خلال التنفُّس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

أظهر مسح شمل 1563 شخصاً بالغاً أن ثلاثة أرباع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً أو أكثر يشعرون بالقلق بشأن تدهور صحة أدمغتهم في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك هناك تزايد مستمر في الأمراض التي تسببها لدغات البعوض (رويترز)

تتسبب في أمراض «قاتلة»... كيف تحمي نفسك من لدغات البعوض؟

رصدت الولايات المتحدة تزايداً مستمراً في الأمراض التي تسببها لدغات البعوض. ومؤخراً، توفي أحد سكان نيوهامشير الأميركية بسبب مرض نادر، ولكنه خطير ينقله البعوض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص يعاني من جدرة القردة والذي يعد البثور والطفح الجلدي أحد أعراضه (أ.ب)

ما أضرار فقع البثور الجلدية؟

يمكن أن يكون لفقع البثور تأثير ضار على صحة البشرة، حيث يتسبب ذلك في تلف الجلد، ما قد يؤدى إلى إصابته بكثير من المشاكل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا كيسي هاريل رجل يبلغ من العمر 45 عاماً يعاني من التصلب الجانبي الضموري (UC Davis Health)

تحويل الأفكار إلى كلام... بارقة أمل لمرضى التصلب الجانبي الضموري

تعتمد التقنية على تحويل الإشارات العصبية في الدماغ إلى نصوص منطوقة ما يمكّن المرضى من «التحدث» بأفكارهم بدقة تصل إلى 97.5 في المائة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

العودة إلى تنفيذ قانون الـ100 مليلتر للسوائل في جميع مطارات أوروبا

يستخدم المسافرون الآلات الحديثة في المطار (أ.ف.ب)
يستخدم المسافرون الآلات الحديثة في المطار (أ.ف.ب)
TT

العودة إلى تنفيذ قانون الـ100 مليلتر للسوائل في جميع مطارات أوروبا

يستخدم المسافرون الآلات الحديثة في المطار (أ.ف.ب)
يستخدم المسافرون الآلات الحديثة في المطار (أ.ف.ب)

يواجه المسافرون عبر الجو، الذين كانوا يأملون في انتهاء عصر «مستلزمات الحمام الصغيرة»، خيبة أمل جديدة، حيث أعادت المطارات الأوروبية فرض قواعد صارمة متعلقة بحقائب اليد، حسب موقع «سكاي».

وكانت بعض الوجهات في الاتحاد الأوروبي قد ألغت الحد الأقصى البالغ 100 مليلتر للسوائل المسموح بحملها ضمن أمتعة اليد، ولكن بداية من الأحد، يتعين على جميع المطارات إعادة فرض هذا الحد بسبب «مشكلة تقنية مؤقتة» في أجهزة الفحص الأمني الجديدة. ويأتي ذلك بعد خطوة مماثلة اتخذتها المملكة المتحدة في وقت سابق من الصيف الحالي.

ويعني هذا أنه إذا كنت في إجازة، فلن تتمكن من شراء زجاجة كبيرة من واقي الشمس، أو العطور، أو المشروبات المحلية، قبل الوصول إلى المطار لتحملها إلى المنزل ضمن أمتعة اليد. ولكن لماذا حدث ذلك؟ وهل سيعود العمل بالقواعد الأكثر مرونة التي كانت متبعة في بعض الأماكن؟

كان المسافرون على متن الطائرات في جميع أنحاء العالم قد اعتادوا على القيود الصارمة، التي يتم فرضها على السوائل وأدوات التجميل، والتي يتعين وضعها في كيس بلاستيكي شفاف، بحد أقصى 100 مليلتر.

مع ذلك من المتوقع أن تتيح أجهزة الفحص الأمني الجديدة، التي تستخدم تقنية الأشعة السينية المقطعية، نظرياً وضع كميات أكبر من السوائل، والإبقاء على أجهزة الكومبيوتر المحمول في الحقائب.

وقد بدأت بعض المطارات في دول الاتحاد الأوروبي، مثل مطارات روما وأمستردام، تنفيذ تلك التعليمات بالفعل، وخففت القواعد الصارمة، في حين لم تفعل غالبية المطارات ذلك بعد، وشرعت بعض المطارات الأخرى بتجربة هذه التقنية الجديدة.

ووفق تقديرات الفرع الأوروبي لمجلس المطارات الدولي، يوجد حالياً نحو 350 جهاز مسح ضوئي في 13 دولة من دول الاتحاد الأوروبي، مثل ألمانيا وآيرلندا، وإيطاليا، وليتوانيا، ومالطا، وهولندا، والسويد.

مع ذلك، أعاد الاتحاد الأوروبي فرض الحد الأقصى البالغ 100 مليلتر لحل مشكلة تقنية في المعدات الجديدة، على الرغم من أنه لم يذكر ماهية هذه المشكلة.