كيف تستطيع مصر تعزيز «السياحة العلاجية»؟

تعتزم إطلاق منصة إلكترونية خلال 3 أشهر

بحيرة الملح في واحة سيوة إحدى نماذج السياحة العلاجية في مصر (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
بحيرة الملح في واحة سيوة إحدى نماذج السياحة العلاجية في مصر (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
TT

كيف تستطيع مصر تعزيز «السياحة العلاجية»؟

بحيرة الملح في واحة سيوة إحدى نماذج السياحة العلاجية في مصر (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
بحيرة الملح في واحة سيوة إحدى نماذج السياحة العلاجية في مصر (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

في إطار توجه مصر لتنشيط «السياحة العلاجية»، بدأت الحكومة المصرية خطوات عملية في هذا الاتجاه، وأعلنت وزارة الصحة والسكان، اعتزامها إطلاق منصة إلكترونية لتقديم خدمات السياحة العلاجية، خلال 3 أشهر.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، الدكتور حسام عبد الغفار، في تصريحات، الاثنين، إن بلاده تستهدف الوجود في المراتب الخمس الأولى بين الدول الأكثر استقبالاً للسياحة العلاجية في العالم، وأن تحصل على 10 في المائة من عوائد السياحة العلاجية العالمية.

وجاء الإعلان بعد أيام قليلة من توجيهات وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار، خلال ترؤسه اجتماع اللجنة العليا للسياحة العلاجية، بسرعة الانتهاء من المنصة الإلكترونية الخاصة بمنظومة السياحة العلاجية، والعمل مع كل قطاعات الدولة لتحسين مستوى خدمات السياحة العلاجية.

وقال الوزير إن مصر مؤهلة لاستقبال هذا النوع من السياحة العلاجية، حيث تمتلك منشآت صحية مؤهلة وأطباء متميزين، ولدينا خطة ورؤية طموح للوجود على الخريطة الدولية في السياحة العلاجية.

وتستهدف مصر تحقيق عوائد قيمتها 14 مليار دولار من قطاع السياحة بنهاية 2023، مقابل 12.2 مليار دولار في 2022، و8.9 مليار دولار في 2021.

وقال محمد فاروق، الخبير السياحي، لـ«الشرق الأوسط»، إن المنصة الإلكترونية «مهمة للغاية» إذا وُضعت آلية تنفيذ صحيحة لها، موضحاً أن مصر تمتلك خبرة وسمعة طيبة على مستوى العالم، وإذا استُغلت تلك السمعة من خلال هذه المنصة سيكون مصدر دخل كبير للدولة المصرية.

ويلفت إلى أن اقتصاديات بعض الدول تتوقف على السياحة العلاجية، من بينها الهند، إلا أن هناك تقصيراً على المستوى المحلي في ذلك، رغم امتلاك الخبرات الواسعة والمستشفيات، لكن دون وجود الآليات التي تجعل مصر تنافس في هذا المجال.

ويلفت إلى أن منذ سنوات هناك مقترحات عدة قدمها الخبراء ورجال الأعمال لتنشيط السياحة العلاجية، مبيناً أنه يجب أن تكون هناك رؤية واضحة من الدولة المصرية تجاه ذلك النوع من السياحة، واستغلال المقومات الموجودة، لافتاً إلى أن دراسات سابقة أوضحت أن التوجه إلى السياحة العلاجية قادر على أن يجلب عائداً كبيراً يتراوح بين 20 و25 مليار دولار سنوياً.

بدوره، يثمّن الخبير السياحي بشار أبو طالب، نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، خطوة إطلاق تلك المنصة الإلكترونية لما لها من دور في الترويج للمنتج العلاجي المصري حول العالم، إلى جانب تسهيل تقديم خدمات السياحة العلاجية، لافتاً إلى أنها خطوة تواكب التطور الرقمي، وتتماشى مع ما تقوم به دول بعينها في تعزيز ما لديها من برامج علاجية، حيث يتم الترويج للبرنامج السياحي متضمناً البرنامج الطبي والعلاجي أو الاستشفائي.

ويلفت إلى أن مصر لديها إمكانات كبيرة للغاية في هذا المجال، من شواطئ ورمال وطقس، لكنها تحتاج إلى أن تعمل عليها بالترويج والدعاية من ناحية، ومن ناحية أخرى بتعزيز اللوجيستيات الخاصة بتلك الأماكن، خصوصاً أن المجال الطبي في مصر متقدم.

ويشير الخبير السياحي إلى أن بعض الفنادق والمنتجعات خصوصاً على البحر الأحمر أقدمت خلال السنوات الماضية على وجود بعض المستشفيات والمراكز الطبية داخلها، وهي تجربة نجحت بالفعل، فالغردقة على سبيل المثال تجتذب كبار السن من ألمانيا الذين يعانون أمراض الشيخوخة للعلاج والاستشفاء، كما يوجد أحد المراكز في سفاجا يعتمد على الرمل المشع للعلاج من الصدفية.

ويؤكد أبو طالب أن مصر تمتلئ بالأماكن القادرة على تنشيط السياحة العلاجية، مثل واحة سيوة في الصحراء الغربية، التي تشتهر بالدفن في الرمال وبحيرات الملح، وكذلك المياه والحمامات الكبريتية في عيون موسى، كما أن مصر تشتهر بالطب البديل مثل العلاج بالأعشاب والطمي وغيرها، وهو ما يضمن وضع برنامج علاجي واستشفائي غير عادي، يمكن الترويج له بقوة من خلال تلك المنصة الإلكترونية.


مقالات ذات صلة

مصر: البحث عن مفقودين في غرق مركب سياحي

شمال افريقيا ناجون من غرق المركب في مقهى بمرسى علم أمس (أ.ب)

مصر: البحث عن مفقودين في غرق مركب سياحي

عملت فرق الإنقاذ المصرية، على مدار الساعة، على إنقاذ العدد الأكبر من 45 شخصاً كانوا على متن «لنش» سياحي، تعرض للغرق بمنطقة سطايح شمال مدينة «مرسى علم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اللنش السياحي «سي ستوري» (محافظة البحر الأحمر - فيسبوك)

إنقاذ 28 شخصاً والبحث عن 17 آخرين بعد غرق مركب سياحي في مصر

أفادت وسائل إعلام مصرية، اليوم (الاثنين)، بغرق أحد اللنشات السياحية بأحد مناطق الشعاب المرجانية بمرسي علم بالبحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق ستقدم للزوار رحلة فريدة لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة (منصة ويبوك)

تركي آل الشيخ و«براذرز ديسكفري» يكشفان عن «هاري بوتر: مغامرة موسم الرياض»

في حدث يجمع المتعة والإثارة، سيكون زوار موسم الرياض 2024 على موعد لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة «هاري بوتر: موسم الرياض».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

دشن المجدف الهولندي المحترف، روب فان دير آر، مشروع «التجديف من أجل مصر 2024»، بهدف الترويج لمنتج السياحة الرياضية المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
سفر وسياحة قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات وفاقت شهرتها حدود البلاد

محمد عجم (القاهرة)

«هيئة المكتبات» السعودية تنظم معرضاً لمجموعة نادرة من المخطوطات التاريخية

يتضمن المعرض مجموعة فريدة ونادرة من المخطوطات التاريخية التي تُعرض لعموم الجمهور والمهتمين للمرة الأولى (واس)
يتضمن المعرض مجموعة فريدة ونادرة من المخطوطات التاريخية التي تُعرض لعموم الجمهور والمهتمين للمرة الأولى (واس)
TT

«هيئة المكتبات» السعودية تنظم معرضاً لمجموعة نادرة من المخطوطات التاريخية

يتضمن المعرض مجموعة فريدة ونادرة من المخطوطات التاريخية التي تُعرض لعموم الجمهور والمهتمين للمرة الأولى (واس)
يتضمن المعرض مجموعة فريدة ونادرة من المخطوطات التاريخية التي تُعرض لعموم الجمهور والمهتمين للمرة الأولى (واس)

تنظم هيئة المكتبات «معرض المخطوطات السعودي» في العاصمة الرياض خلال الفترة من 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي إلى 7 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، تحت شعار «حكايات تُروى لإرث يبقى»، الذي يتضمن مجموعة فريدة ونادرة من المخطوطات التاريخية التي تُعرض لعموم الجمهور والمهتمين للمرة الأولى، التي تغطي مجالات معرفية متعددة.

ويضمُّ المعرض باقة متنوعة من الفعاليات المصاحبة، تشمل ورش عمل يقدمها نُخبةٌ من العلماء والباحثين، وتحظى بمشاركة المهتمين بالتراث المخطوط؛ لمعرفة أهمية المخطوطات، وتقنيات حفظها وترميمها، ورقمنتها وأرشفتها، إلى جانب دراستها وتحليلها.

كما يُقدم المعرض تجربةً إثرائية فريدة للزائر عبر أقسامه المختلفة، وعبر التجارب الرقمية وصناعة المحتوى، والاطلاع على جدارية المخطوطات.

ويسعى «معرض المخطوطات السعودي» إلى استضافة كثير من الزوار والمهتمين بالمخطوطات على مستوى محلي وإقليمي ودوليّ، سواءً كانوا من القُرّاء والباحثين، أو مُلّاك المخطوطات من الأفراد والمؤسسات، أو صناع المحتوى الذي يتناسب مع هذا المجال، بالإضافة إلى منسوبي المكتبات السعودية والعالمية، والجهات ذات العلاقة، وذلك لتوسيع دائرة التركيز على هذا المجال الفريد، وإضفاء مزيد من التواصل للإبقاء على رونقه والاهتمام به.

يأتي تنظيم هيئة المكتبات للمعرض بهدف إبراز دور السعودية في الاهتمام بحفظ التراث الثقافي المخطوط محلياً ودولياً، وعكس أهمية حفظ التراث المخطوط، وتيسيره، ونشره محلياً وعربياً، والإسهام في النمو الثقافي والاقتصادي للقطاع في مجال المخطوطات، وتسليط الضوء على الخبرات الوطنية في علم المخطوطات وترميمها، وتعزيز الوعي المعلوماتي حول قيمة المخطوطات وتاريخها الثقافي بوصفها إرثاً ثقافياً مُمتداً.