مبانٍ جديدة بالقاهرة تحاكي الطرز الأثرية

ضمن مخطط تطوير منطقة «مجرى العيون»

واجهة فندق يحاكي الطرز المعمارية الأثرية  (وزارة الإسكان المصرية)
واجهة فندق يحاكي الطرز المعمارية الأثرية (وزارة الإسكان المصرية)
TT
20

مبانٍ جديدة بالقاهرة تحاكي الطرز الأثرية

واجهة فندق يحاكي الطرز المعمارية الأثرية  (وزارة الإسكان المصرية)
واجهة فندق يحاكي الطرز المعمارية الأثرية (وزارة الإسكان المصرية)

بتصميمات تحاكي الطرز المعمارية الفاطمية والمملوكية، بدأت ملامح الكثير من المباني المطورة بمنطقة سور مجرى العيون (جنوب القاهرة التاريخية) في الظهور وجذب الانتباه، إذ رأى متابعون اعتماد هذه الاستراتيجية في أعمال تطوير مباني القاهرة التاريخية «أمراً مُهماً» لاستعادة رونق القاهرة القديمة الملقبة بـ«مدينة الألف مئذنة».

وتسعى مصر للاستفادة من مقومات المنطقة الأثرية بجنوب القاهرة عبر مشروعات تطوير جديدة تتماهى مع الطابع العمراني للقاهرة القديمة، واستعرض وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصري، الدكتور عاصم الجزار، التصميمات الداخلية للفندق الذي يجري بناؤه في المنطقة، ويدخل في خطة التطوير التي تضم 79 عمارة سكنية، بالإضافة إلى مول تجاري إداري ترفيهي، ويعدّ «أحد أهم مشروعات التطوير بمحافظة القاهرة الذي يستهدف إعادتها إلى رونقها الحضاري»، وفق بيان أصدرته الوزارة (الأربعاء).

واجهة فندق يحاكي الطرز المعمارية الأثرية (وزارة الإسكان المصرية)
واجهة فندق يحاكي الطرز المعمارية الأثرية (وزارة الإسكان المصرية)

وتعليقاً على الطابع المعماري الإسلامي الذي ظهر في فندق مجرى العيون، أشار المهندس خالد صديق، الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية الحضرية، إلى أن الصندوق «بصفته جهة مسؤولة عن التنمية الحضارية لجميع المدن يسعى لتطبيق الطابع العمراني المناسب لكل مكان»، وأوضح، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «إذا كان المكان ذا طابع إسلامي أو ينتمي للفترة الفاطمية أو المملوكية أو الخديوية نحاول تطبيق الطابع العمراني المناسب له، بحيث لا يكون هناك نفور مع البيئة حوله».

ونفّذ صندوق التنمية الحضرية (تطوير المناطق العشوائية سابقاً) التابع لرئاسة مجلس الوزراء المصري، عدداً من المشروعات في الآونة الأخيرة، من بينها تطوير منطقة «روضة السيدة»، بالإضافة إلى تنفيذ أحياء «الأسمرات، والمحروسة، وأبو السعود»، وأعلن مسؤولون سابقون بالصندوق عن العمل على تطوير 357 منطقة عشوائية، على مستوى الجمهورية، من بينها منطقة سور مجرى العيون.

وتضم القاهرة التاريخية الكثير من المباني التي تعود للعصور الفاطمية والمملوكية والخديوية، وتشتهر بطرزها المعمارية الفريدة، كما في المساجد والأسبلة والمدارس والوكالات التجارية والفنادق التراثية والقصور التي يوجد الكثير منها في منطقة الدرب الأحمر وشارع المعز التاريخي وحي الخليفة.

مصر سوف تسند إدارة الفندق إلى مجموعة عالمية (وزارة الإسكان المصرية)
مصر سوف تسند إدارة الفندق إلى مجموعة عالمية (وزارة الإسكان المصرية)

ورأى الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار بجامعة القاهرة ومستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار سابقاً، أن مشروع التطوير الذي يتم الآن هو إحياء لسور مجرى العيون نفسه، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «استخدام طراز العمارة الإسلامية سواء الفاطمي أو المملوكي أو ما إلى ذلك من عصور تاريخية، يليق بالسور ويتسق مع قيمته التاريخية».

وفي وقت سابق، بدأت وزارة السياحة والآثار المصرية أعمال ترميم وتنظيف السور الأثري، الذي يدخل في خطة التطوير، والمعروف قديماً باسم قناطر المياه؛ حيث أنشأه السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي (توفي 1193 م) لنقل المياه من النيل إلى القلعة، وجدده السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 712 هجرياً الموافق 1312م.

ولفت رئيس صندوق التنمية الحضرية إلى «الحرص على مراعاة الطابع العمراني للمكان الذي يتم تطويره، سواء في القاهرة أو في سيناء أو في مناطق بدوية أخرى»، وأوضح أن «المدن الجديدة أيضاً يتم التعامل معها وفقاً لهذا المفهوم، باستخدام طرز معمارية تتناسب مع البيئة المحيطة بها».

وكان صندوق التنمية الحضرية قد أعلن، في وقت سابق، عن تنفيذ أعمال بقيمة 18.5 مليار جنيه تم صرف 8 مليارات منها على الأعمال المنفذة والباقي يصرف تباعاً لحين الانتهاء من كل المشروعات، وأشار الرئيس التنفيذي للصندوق إلى وجود مناطق جديدة مستحدثة مؤخراً تم إدراجها ضمن خطة العمل، وفقاً لما جاء على الموقع الرسمي للصندوق.

وأشاد الكسباني بخطوات «التطوير للمناطق العشوائية ومنحها الصبغة المعمارية التراثية»، مشيراً إلى أن «منطقة تل العقارب بالسيدة زينب التي تم تطويرها على طراز مأخوذ من العمارة الإسلامية الفاطمية، وأصبحت المنطقة راقية جداً»، مضيفاً أن «القاهرة كانت تسمى قديماً باريس الشرق، وأن هذا التطوير يجعلها على الطريق لاستعادة هذا اللقب».

اهتمام لافت بمحاكاة الطرز المعمارية التاريخية (وزارة الإسكان المصرية)
اهتمام لافت بمحاكاة الطرز المعمارية التاريخية (وزارة الإسكان المصرية)

وحظيت العمارة السكنية في مدينة القاهرة منذ بداية العصر المملوكي، بتطورات لافتة، ومن أبرز سمات العمارة المملوكية، الاهتمام بواجهات الجوامع والمدارس، واستخدام القباب الضريحية وفتحات النوافذ المزينة بالزجاج المعشق، كذلك استخدام المقرنصات التي تتوج أعلى الواجهات والشرفات المسننة التي شُكلت على هيئة أوراق نباتية ثلاثية أو خماسية الأطراف.


مقالات ذات صلة

تحويل ميدان «السيدة عائشة» إلى ممشى سياحي في القاهرة التاريخية

يوميات الشرق القلعة تقف على حدود القاهرة التاريخية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تحويل ميدان «السيدة عائشة» إلى ممشى سياحي في القاهرة التاريخية

ضمن خطة مصر لتطوير القاهرة التاريخية، بدأتْ خطوات تحويل ميدان السيدة عائشة الذي يقع على أطراف المنطقة التاريخية جنوب قلعة صلاح الدين إلى ممشى سياحي عالمي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
ثقافة وفنون سفنكس من موقع سلوت يقابله سفنكس من موقع الدُّور وآخر من موقع الفويدة

«سفنكس» عُمان

خرجت من موقع حصن سلوت الأثري في سلطنة عُمان مجموعةٌ من القطع البرونزية المنحوتة، تتميز بطابعها التصويري

محمود الزيباوي
يوميات الشرق عمرها آلاف السنوات (وزارة الثقافة في بيرو)

مومياء نادرة تكشف عن قوة النساء في أقدم حضارة بالأميركتين

اكتشف علماء آثار في بيرو رفات امرأة من النبلاء تعود إلى 5 آلاف سنة في مدينة كارال، وهي منطقة كانت تُستخدم لعقود مكباً للنفايات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مطالبات بتشديد قواعد تنظيم الحفلات في المواقع الأثرية في مصر (حساب جمال على «فيسبوك»)

حفلات المواقع الأثرية تفجّر انتقادات في مصر

فجرت واقعة سقوط حامل إضاءة على جمهور أمسية فنية في ساحة قصر البارون الأثري، مساء السبت، في القاهرة جدلاً وانتقادات واسعة في الأوساط الأثرية والسياحية بمصر.

عصام فضل (القاهرة )
يوميات الشرق منطقة الإمام الشافعي بعد هدم مقابر بها (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: خبراء يتهمون «الآثار» بـ«المماطلة» في تسجيل المقابر التاريخية

أثارت عملية الهدم الجديدة لمدافن بجبانة القاهرة التاريخية، انتقادات واتهامات للمجلس الأعلى للآثار ووزارة السياحة والآثار، بـ«المماطلة»

عصام فضل (القاهرة)

ذات الدفع الرباعي أم العادية... ما أكثر السيارات تسبباً في وفيات المشاة؟

سيارات الدفع الرباعي تتسبب في عدد أكبر من الحوادث والوفيات بين المشاة مقارنةً بالمركبات العادية (رويترز)
سيارات الدفع الرباعي تتسبب في عدد أكبر من الحوادث والوفيات بين المشاة مقارنةً بالمركبات العادية (رويترز)
TT
20

ذات الدفع الرباعي أم العادية... ما أكثر السيارات تسبباً في وفيات المشاة؟

سيارات الدفع الرباعي تتسبب في عدد أكبر من الحوادث والوفيات بين المشاة مقارنةً بالمركبات العادية (رويترز)
سيارات الدفع الرباعي تتسبب في عدد أكبر من الحوادث والوفيات بين المشاة مقارنةً بالمركبات العادية (رويترز)

أظهرت دراسة جديدة أن سيارات الدفع الرباعي تتسبب في عدد أكبر من الحوادث والوفيات بين المشاة مقارنةً بالمركبات العادية.

وبحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد جمع فريق الدراسة التابع لكلية لندن للصحة والطب الاستوائي (LSHTM) وكلية إمبريال كوليدج لندن بيانات عن أكثر من 680 ألف حادث مشاة وقعت على مدار 35 عاماً.

وقارن الباحثون شدة الإصابات التي يتعرض لها المشاة أو راكبو الدراجات الهوائية عند اصطدامهم بالسيارات العادية وعند اصطدامهم بسيارات الدفع الرباعي.

ووجد الفريق أن المشاة وراكبي الدراجات يكونون أكثر عرضة للوفاة بنسبة 44 في المائة عند اصطدامهم بسيارة دفع رباعي مقارنة بالسيارات العادية، وترتفع هذه النسبة إلى 82 في المائة لدى الأطفال.

وأشارت الدراسة إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لزيادة مخاطر الإصابات والوفيات نتيجة الاصطدام بسيارات الدفع الرباعي هو ارتفاع مقدمتها، مما يعني تعرض الشخص للاصطدام من مكان أعلى.

وهذا يعني أن الشخص البالغ يُصاب في منطقة الحوض وليس الركبتين، بينما يُصاب الطفل في الرأس وليس الحوض.

وأضافت الدراسة أن الواجهة الأمامية الأكثر حدة تعني أيضاً أن الشخص أكثر عرضة للاندفاع للأمام عند الاصطدام، مما قد يؤدي إلى اصطدام السيارة به مرة أخرى أو مرورها فوق جسده.

وازدادت شعبية سيارات الدفع الرباعي في السنوات الأخيرة، ومن بين طرازاتها الشائعة سيارات رينج روفر وكيا سبورتاج ونيسان قشقاي.

وتتميز سيارات الدفع الرباعي عموماً بأنها أطول وأعرض وأثقل من السيارات التقليدية، كما أنها أكثر استهلاكاً للوقود.