«تشيكن رَن»... دجاجات الرسوم المتحركة الشهيرة تعود إلى الشاشة

لقطة من فيلم «تشيكن رَن: دون أوف ذي ناغت» (نتفليكس - أ.ب)
لقطة من فيلم «تشيكن رَن: دون أوف ذي ناغت» (نتفليكس - أ.ب)
TT

«تشيكن رَن»... دجاجات الرسوم المتحركة الشهيرة تعود إلى الشاشة

لقطة من فيلم «تشيكن رَن: دون أوف ذي ناغت» (نتفليكس - أ.ب)
لقطة من فيلم «تشيكن رَن: دون أوف ذي ناغت» (نتفليكس - أ.ب)

بعد نحو ربع قرن على نجاح فيلم الرسوم المتحركة «تشيكن رَن» (هروب الدجاج) تعود الدجاجات بطلات الفيلم للشاشة بجزء جديد يبدأ عرضه يوم 15 من الشهر الحالي، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ويحمل «تشيكن رَن: دون أوف ذي ناغت» (Chicken Run: Dawn of the Nugget)، توقيع استوديوهات «آردمان» البريطانية، ملوك هذه التقنية في التحريك التي استحالت بمثابة قطاع قائم بذاته، وفي رصيدها أعمال شهيرة سابقة، بينها «والايس أند غروميت» و«شون ذي شيب».

ويبقى أكبر نجاحات هذه الاستوديوهات فيلم «تشيكن رَن» الصادر سنة 2000 والذي يتمحور حول مغامرات مجموعة من الدجاج المتحمس تحاول الهروب من حظيرتها. وأوضح صانعو الفيلم لوكالة الصحافة الفرنسية، أن الإمكانات الفكاهية التي تتمتع بها شخصيات العمل جعلت تصوير الجزء الثاني أمراً لا مفر منه.

يوضح بيتر لورد، أحد مؤسسي الاستوديو، «من الواضح أننا في (آردمان) نعرى أن بعض الحيوانات مضحكة والبعض الآخر ليس كذلك، حتى لو لم نحضّر قائمة بها بالمعنى الدقيق للكلمة». ويضيف: «في الأساس، الدجاج مخلوقات مضحكة، أليس كذلك؟»، «في حين الخيول في المقابل ليست مضحكة».

وتخلو قصة الجزء الجديد من الفيلم من أي عملية هروب واسعة؛ إذ تنقلب الأدوار هذه المرة: يتعين على البطلين، جينجر وروكي، اقتحام مصنع للقيمات الدجاج (الـ«ناغتس») لإنقاذ ابنتهما مولي.

لقطة من فيلم «تشيكن رَن: دون أوف ذي ناغت» (نتفليكس - أ.ب)

الفكاهة لها مكانها في العمل الجديد الذي يتضمن إشارات متعددة إلى السينما، بدءاً بالعنوان الذي يحيل إلى أسماء أفلام «حرب النجوم»، وصولاً إلى الإسقاطات المشابهة لعالم «مهمة مستحيلة» وجيمس بوند، عندما يحاول الدجاج التسلل إلى مصنع فائق التقنية، ما يشبه عمليات الاقتحام التي ينفذها الجاسوس البريطاني الشهير لأوكار الشرّ.

ويقول بيتر لورد: «في مرحلة ما، فكّرنا في حبكة فرعية تتضمن مصارعة ديوك. بدا الأمر ممتعاً»، مضيفاً: «لقد رسمتُ روكي وهو يرتدي السروال القصير الخاص بـ«روكي بالبوا» (الملاكم الذي لعب دوره سيلفستر ستالون في الأفلام التي تحمل العنوان نفسه). اعتقدتُ أن الأمر سيكون مضحكاً، لكنه كان لا يزال غريباً بعض الشيء! حتى بالنسبة لنا».

على غرار سائر أفلام «آردمان»، يمثل تصوير فيلم «تشيكن رَن» تحدياً كبيراً؛ إذ يستلزم عمل 350 شخصاً، بينهم أحياناً 30 يقومون بصورة متزامنة بثني تماثيل من صلصال التشكيل يبلغ ارتفاعها أكثر من 30 سنتيمتراً. ويتم في الإجمال تصوير 1400 لقطة، صورة بصورة، بمعدل أربع ثوانٍ من الفيلم لكل رسام رسوم متحركة في الأسبوع!

ويقول المخرج سام فيل: «إذا تمكنا من إنتاج إجمالي دقيقتين في الأسبوع، فسيكون ذلك بمثابة إنجاز».

ومع ذلك، على الرغم من أن تقنيات الرسوم المتحركة قد حققت قفزة نوعية منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فإن استوديوهات «آردمان» ملتزمة بـ«الصناعة اليدوية» قدر الإمكان، باستثناء المشاهد التي تُظهر عشرات الدجاجات دفعة واحدة، والتي يُستعان فيها بالتقنيات الرقمية.

ويقول المخرج مازحاً: «لولا ذلك، لكنا ما زلنا مستمرين في التصوير حتى الساعة».

عاملو التحريك يتمتعون بميزة أيضاً: الصبر. ويضيف سام فيل قائلاً: «إنهم في الأساس ممثلون، لكنهم ممثلون خجولون للغاية ويفضلون القيام بذلك في زاويتهم، بهدوء، مع تمثال صغير وبعيداً عن الآخرين».

في نموذج فريد في عالم السينما، تواصل استوديوهات «آردمان» تحدي الشركات العملاقة في مجال أفلام الرسوم المتحركة. في الآونة الأخيرة، أصبحت «آردمان» شركة مملوكة لموظفيها.

ويقول بيتر لورد: «كان بإمكاننا أن نبيع أنفسنا لشركة إعلامية عملاقة ونصبح أثرياء. ولكن ماذا بعد ذلك؟ كان من الممكن بيع الاستوديو، وفي نهاية المطاف، كان الشيء الأكثر قيمة بالنسبة لنا ليصبح سلعة».


مقالات ذات صلة

ثراء ثقافي يجذب زوار «أيام السودان» في الرياض

يوميات الشرق حضور لافت شهدته حديقة السويدي خلال فعاليات «أيام السودان» (الشرق الأوسط)

ثراء ثقافي يجذب زوار «أيام السودان» في الرياض

واصلت حديقة السويدي في الرياض استضافة فعاليات «أيام السودان» ضمن مبادرة «تعزيز التواصل مع المقيمين» التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية بالشراكة مع هيئة الترفيه

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الفنون السودانية زيّنت فعاليات اليوم الأول من الفعاليات (الشرق الأوسط)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... «أيام السودان» تنطلق في الرياض

أطلقت مبادرة «انسجام عالمي» السعودية، فعالية «أيام السودان»؛ بهدف تعزيز التواصل مع آلاف من المقيمين السودانيين في البلاد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق نقلة نوعية لتدعيم المحتوى العربي والعالمي من قلب العاصمة السعودية (هيئة الترفيه)

«الحصن بيغ تايم» وجهة جديدة لإنتاج المحتوى العربي والعالمي من قلب السعودية

دشّنت الهيئة العامة للترفيه في السعودية يوم الاثنين استوديوهات «الحصن بيغ تايم – AlHisn Big Time Studios»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق يأتي الاكتشاف ضمن سلسلة الجهود لتعزيز المعرفة بالسلاحف البحرية وبيئاتها الطبيعية (واس)

اكتشاف أكبر موقع تعشيش لـ«السلاحف» في البحر الأحمر بالسعودية

أعلنت السعودية، السبت، عن اكتشاف أكبر موقع تعشيش للسلاحف البحرية يتم تسجيله على الإطلاق في المياه السعودية بالبحر الأحمر، وذلك في جزر الأخوات الأربع.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق تجاربَ متعددة وفعاليات متنوعة مليئة بالثقافات المختلفة في حديقة السويدي بالرياض (واس)

«حديقة السويدي بالرياض»... منصة للتعرف على ثقافات العالم

يعيش زوار حديقة السويدي في الرياض تجارب وفعاليات متنوعة مليئة بالثقافات المختلفة ضمن مبادرة «تعزيز التواصل مع المقيمين» التي تأتي تحت شعار «انسجام عالمي».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
TT

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)

قد ينشغل اللبنانيون في زمن الحرب بأخبارها وأحوال النازحين وكيفية تأمين حاجاتهم. لكنّ قلةً منهم فكّرت بجزء من المجتمع اللبناني؛ هم الأشخاص الصمّ. فهؤلاء يفتقدون القدرة على السمع وسط حرب شرسة. لا أصوات القذائف والصواريخ، ولا الانفجارات والمسيّرات. ولا يدركون إعلانات التحذير المسبقة لمنطقة ستتعرّض للقصف. وقد تكمُن خطورة أوضاعهم في إهمال الدولة الكبير لهم. فهي، كما مراكز رسمية ومستشفيات ووسائل إعلام، لا تعيرهم الاهتمام الكافي. فتغيب لغة الإشارة التي يفهمونها، ليصبح تواصلهم مع العالم الخارجي صعباً.

من هذا المنطلق، ولدت مبادرة «مساعدة الصمّ»، فتولاها فريق من اللبنانيين على رأسهم نائلة الحارس المولودة من أب وأم يعانيان المشكلة عينها. درست لغة الإشارة وتعاملت من خلالها معهما منذ الصغر؛ الأمر الذي دفع بأصدقائها الصمّ، ملاك أرناؤوط، وهشام سلمان، وعبد الله الحكيم، للجوء إليها. معاً، نظّموا مبادرة هدفها الاعتناء بهؤلاء الأشخاص، وتقديم المساعدات المطلوبة لتجاوز المرحلة.

بلغة الإشارة يحدُث التفاهم مع الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

تقول نائلة الحارس لـ«الشرق الأوسط» إنّ القصة بدأت مع صديقتها ملاك بعد نزوح أهلها الصمّ إلى منزلها في بيروت هرباً من القصف في بلدتهم الجنوبية، فتوسّعت، من خلالهم، دائرة الاهتمام بأصدقائهم وجيرانهم. وعندما وجدت ملاك أنّ الأمر بات يستدعي فريقاً لإنجاز المهمّات، أطلقت مع هشام وعبد الله المبادرة: «اتصلوا بي لأكون جسر تواصل مع الجمعيات المهتمّة بتقديم المساعدات. هكذا كبُرت المبادرة ليصبح عدد النازحين الصمّ الذين نهتم بهم نحو 600 شخص».

لا تواصل بين الصمّ والعالم الخارجي. فهم لا يستطيعون سماع أخبار الحرب عبر وسائل الإعلام، ولا يملكون «لاب توب» ولا أدوات تكنولوجية تخوّلهم الاطّلاع عليها لحماية أنفسهم. كما أنّ لا دورات تعليمية تُنظَّم من أجلهم ليتمكّنوا من ذلك.

كي تلبّي نائلة الحارس رغبات الصمّ وتجد فرصاً لمساعدتهم، كان عليها التفكير بحلّ سريع: «لأنني أدرس لغة الإشارة والترجمة، دعوتُ من خلال منشور على حسابي الإلكتروني متطوّعين لهذه المهمّات. عدد من طلابي تجاوب، واستطعتُ معهم الانكباب على هذه القضية على أرض الواقع».

معظم الصمّ الذين تعتني بهم المبادرة في البيوت. بعضهم يلازم منزله أو يحلّ ضيفاً على أبنائه أو جيرانه.

يؤمّن فريق «مساعدة الصمّ» جميع حاجاتهم من مساعدات غذائية وصحية وغيرها. لا تواصل من المبادرة مع جهات رسمية. اعتمادها الأكبر على جمعيات خيرية تعرُض التعاون.

كل ما يستطيع الصمّ الشعور به عند حصول انفجار، هو ارتجاج الأرض بهم. «إنها إشارة مباشرة يتلقّونها، فيدركون أنّ انفجاراً أو اختراقاً لجدار الصوت حدث. ينتابهم قلق دائم لانفصالهم عمّا يجري في الخارج»، مؤكدةً أنْ لا إصابات حدثت حتى اليوم معهم، «عدا حادثة واحدة في مدينة صور، فرغم تبليغ عائلة الشخص الأصمّ بضرورة مغادرة منزلهم، أصرّوا على البقاء، فلاقوا حتفهم جميعاً».

ولدت فكرة المبادرة في ظلّ مصاعب يواجهها الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

وتشير إلى أنّ لغة الإشارة أسهل مما يظنّه بعضهم: «نحرّك أيدينا عندما نتحدّث، ولغة الاشارة تتألّف من هذه الحركات اليومية التي نؤدّيها خلال الكلام. كما أن تعلّمها يستغرق نحو 10 أسابيع في مرحلة أولى. ويمكن تطويرها وتوسيعها بشكل أفضل مع تكثيف الدروس والتمارين».

عدد الصمّ في لبنان نحو 15 ألف شخص. أما النازحون منهم، فقلّة، بينهم مَن لجأ إلى مراكز إيواء بسبب ندرة المعلومات حول هذا الموضوع. كما أنّ كثيرين منهم لا يزالون يسكنون بيوتهم في بعلبك والبقاع وبيروت.

بالنسبة إلى نائلة الحارس، يتمتّع الأشخاص الصمّ بنسبة ذكاء عالية وإحساس مرهف: «إنهم مستعدّون لبذل أي جهد لفهم ما يقوله الآخر. يقرأون ملامح الوجه وحركات الشفتين والأيدي. وإنْ كانوا لا يعرفون قواعد لغة الإشارة، فيستطيعون تدبُّر أنفسهم».

يغيب الاهتمام تماماً من مراكز وجهات رسمية بالأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم: «ينبغي أن يتوافر في المراكز الرسمية، أسوةً بالخاصة، متخصّصون بلغة الإشارة. المشكلات كثيرة في كيفية تواصلهم مع الآخر. فالممرض في مستشفى قد لا يعرف كيفية سؤالهم عن زمرة دمهم. وليس هناك مَن يساعدهم لتقديم أوراق ووثائق في دعوى قضائية. هذه الثغر وغيرها تحضُر في مراكز ودوائر رسمية».

تختم نائلة الحارس: «التحدّي في الاستمرار بمساعدة الأشخاص الصمّ. فالإعانات التي نتلقّاها اليوم بالكاد تكفينا لأيام وأسابيع. على أي جمعية أو جهة مُساعدة أخذ هؤلاء في الحسبان. فتُدمَج مساعدات الأشخاص العاديين مع مساعدات الصمّ، وبذلك نضمن استمرارهم لأطول وقت».